8 خطوات لتصبح كوتشا ناجحا
يبحث المقال في خطوات تحقيق النجاح والتميز في قطاع الكوتشينغ، كما أنَّه يساعدك على تنمية مهارات الكوتشينغ وتقديم خدمات قيِّمة لعملائك.
تعريف الكوتش:
يمكن تعريف الكوتش على أنَّه اختصاصي يدعم الأفراد ويرشدهم ويساعدهم على تحقيق أهدافهم، وتشمل تخصصات الكوتشينغ الشائعة كوتشينغ الحياة، والعلاقات، والأعمال التجارية، إضافة إلى الكوتشينغ المهني.
توجد تخصصات كوتشينغ لكافة الأهداف والمشكلات والتحديات التي قد يواجهها الفرد على صعيد العلاقات، أو الصحة، أو العافية، أو العقلية، أو الجانب الروحاني على سبيل المثال، ويستهدف كل واحد من تخصُّصات الكوتشينغ فئة محددة من العملاء.
التخصُّص ضروري لتحقيق النجاح في قطاع الكوتشينغ؛ وذلك لأنَّه يساعد الكوتش على استقطاب العملاء المثاليين، ويوجد تخصص كوتشينغ لكل مشكلة قد يتعرض لها الفرد في حياته، ويُذكَر من هذه التخصصات كوتشينغ الثقة بالنفس، وكوتشينغ تخفيض الوزن على سبيل المثال.
طبيعة عمل الكوتش:
قد يتساءل بعضهم عن آلية عمل الكوتش في مساعدة عملائه على تحقيق أهدافهم، فلكل كوتش منهجية عمل خاصة به، ويُذكَر من هذه الأهداف ما يأتي:
- التنمية الشخصية.
- تعزيز الوعي الذاتي.
- تحسين طريقة التفكير.
- تحديد المشكلات.
- التغلب على العوائق.
يستخدم الكوتش التقليدي منهجية عمل تساعد العميل على التوصل إلى الحلول التي يحتاج إليها عن طريق استخدام الأسئلة الاستقصائية دون أن يقدِّم له حلولاً جاهزة أو أجوبة كاملة، ولقد تغيَّر مفهوم الكوتشينغ في الآونة الأخيرة وبرزت منهجيات عمل جديدة تجمع ما بين وظائف الكوتش والمستشار.
تقتضي منهجيات العمل الجديدة مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم بسرعة أكبر عن طريق تقديم بعض الحلول والأجوبة التي يحتاجون إليها إلى جانب الدعم والتوجيه، بدل أن يقضي العميل وقتاً طويلاً قد يصل إلى سنوات عدة في محاولة اكتشاف الأجوبة والحلول وحده، ومن ثمَّ يجب أن تشارك تجربتك الشخصية في التغلُّب على المشكلات والتحديات لتساعد عملاءك على تحقيق مزيد من التقدُّم.
طريقة الكوتشينغ التقليدية التي تعتمد على طرح الأسئلة الاستقصائية فعالة، ولكنَّ استخدام المنهجيات الجديدة التي تقدِّم الحلول والأجوبة يساهم في زيادة فاعلية إجراءات الكوتشينغ ويساعد العملاء على تحقيق النتائج المطلوبة بسرعة أكبر، فقد بيَّنت نتائج الدراسات أنَّ الاستعانة بخدمات الكوتشينغ يؤدي إلى زيادة الثقة بالنفس بنسبة 80%، كما شهد 70% من عملاء الكوتشينغ تحسناً ملحوظاً على صعيد العمل والعلاقات والتواصل.
يمكن تصنيف الكوتشز في نوعين؛ إذ يعمل النوع الأول مع العملاء بشكل مباشر وشخصي مثل كوتش الصحة أو العلاقات، في حين يعمل النوع الثاني ضمن الأوساط المهنية مثل كوتش القيادة، وقد يعمل كوتشز النوع الثاني مع الأفراد بشكل مباشر في بعض الحالات.
يهدف كلا النوعين إلى مساعدة العملاء على تحقيق الأهداف التي يحتاجون إليها، فإنَّ العميل الذي يخضع للكوتشينغ التنفيذي أو المهني ضمن مكان العمل يحقق عائداً على الاستثمار قد يصل إلى 6 أضعاف تكاليف الكوتشينغ، كما يحقق عملاء كوتشينغ تخفيض الوزن نتائج تعادل 3 أضعاف نتائج الطرائق والتقنيات الأخرى المستخدَمة في تخفيض الوزن.
الفرق بين الكوتشينغ والمنتورينغ:
يؤدي الكوتش دور المنتور، لكن لا يمكن أن يحل المنتور محل الكوتش؛ إذ يقدِّم الكوتش خدمات منتورينغ لعملائه، إلى جانب دعمهم وتوجيههم في أثناء سعيهم إلى تحقيق أهدافهم، كما يدعم الكوتش عملاءه في جميع مراحل العمل ويشجعهم، ويساعدهم على حل مشكلاتهم، ويحثهم على تحمُّل المسؤولية خلال العمل.
يكسب الكوتش من ناحية أخرى المال لقاء تقديم وقته وخبراته، وهو ما يجعله خياراً متاحاً ومناسباً للعميل الذي يحتاج إلى خدماته؛ إذ يقدِّم المنتور الدعم والإرشاد بشكل مجاني تماماً، وهذا يعني أنَّك لا تستطيع أن تضمن توفُّره عند الحاجة ومدى المساعدة التي قد يقدِّمها، والنتائج التي قد يحصل عليها العميل.
يتطلب بناء علاقة المنتورينغ من ناحية أخرى سنوات عدة في بعض الأحيان، كما لا يمكنك أن تضمن استمرارية هذه العلاقة، فقد تدوم بعضها لنحو 3-6 أشهر وتستمر أخرى لسنوات عدة، وكذلك تتميز علاقات الكوتشينغ بكونها مضمونة وقد تستمر لفترة زمنية طويلة.
خطوات نجاح برامج الكوتشينغ والمنتورينغ:
الكوتش أو المنتور الناجح هو اختصاصي قادر على مساعدة عملائه على تحقيق الأهداف التي يعملون عليها عن طريق استخدام خبراته ومؤهلاته؛ إذ يستخدم الكوتش أو المنتور الناجح منهجيات وتقنيات تساعد عملاءه على تحقيق النجاح.
فيما يأتي 8 خطوات لتصبح كوتشاً ناجحاً:
1. تقديم النصائح التطبيقية:
تقتضي هذه الخطوة إعداد خطة عمل تساعد العميل على بلوغ الهدف النهائي وتحقيق أفضل النتائج الممكنة، ويُنصَح بتقسيم الهدف النهائي إلى مجموعة من الأهداف الجزئية الموزعة على أشهر عدة، بحيث تقوم بإعداد خطة مؤلفة من مجموعة من الخطوات العملية لتحقيق كل من الأهداف الجزئية على حدة.
فيما يأتي 3 مراحل قد يستخدمها كوتش الحياة لمساعدة العميل على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والعمل على سبيل المثال:
- المرحلة الأولى: مساعدة العميل على الحد من التفكير بمسائل العمل خارج أوقات الدوام.
- المرحلة الثانية: إيجاد طريقة لإبلاغ المحيطين بالعميل بالحدود الموضوعة حتى يلتزموا بها.
- المرحلة الثالثة: إعداد استراتيجية إضافية لمساعدة العميل على تحقيق مزيد من التوازن بين الحياة الشخصية والعمل.
إعداد الخطط العملية بهذه الطريقة ضروري لكل من الكوتش المبتدئ والمتمرس على حدٍّ سواء.
2. الإيمان بقدرات وإمكانات العميل:
تقتضي وظيفة الكوتش الإيمان بقدرة العميل على تحقيق أهدافه حتى لو كان عاجزاً عن ضمان النتائج؛ أي إنَّك المسؤول عن مساعدة العميل على تعزيز ثقته بنفسه وبقدرته على تحقيق أهدافه.
3. التزام الصدق مع العميل:
الكوتش الناجح صريح مع عملائه حتى لو كانت هذه الصراحة قاسية في بعض الأحيان، وشرح حقيقة الوضع ضروري لمساعدة العملاء على ضبط أنفسهم والتركيز على تحقيق الأهداف التي يعملون عليها.
على فرض أنَّك كوتش مختص في مساعدة العملاء على تخفيض وزنهم، ولكنَّ أحد عملائك لا يحقق النتائج المطلوبة وما زال وزنه ثابتاً، فلا يجب أن تجامل العميل في هذه الحالة، أو تقول له على سبيل المثال: "أنت تعمل بجد، لكن يجب أن تتحلى ببعض الصبر"؛ وإنَّما يجب أن تقسو عليه قليلاً وتكون صريحاً معه وتشرح له تداعيات تقصيره على الشكل الآتي مثلاً:
"لقد طلبت مساعدتي لأنَّك بحاجة إلى تخفيض وزنك وتحسين صحتك من أجل أطفالك، وقمنا معاً بإعداد خطة عملية لتحقيق هدفك بالوصول إلى الوزن المثالي؛ إذ تقتضي الخطوة الأولى اختيار أصناف طعام صحية، ولكنَّك لا تلتزم بالخطة وما زلت متمسكاً بعاداتك الغذائية القديمة، وأنت تعتقد أنَّك لا تستحق نعمة الصحة"، فالكوتش الناجح قادر على إجراء المحادثات الصعبة ومصارحة العميل بحقيقة وضعه.
4. إدارة تجربة العميل:
يتمتع الكوتش الناجح بالقدرة على إعداد خطة عمل مخصصة لحالة واحتياجات كل عميل على حدة، فلا يمكن أن يحقق العميل النتائج المرجوة دون الالتزام بخطة عمل.
5. تشجيع العملاء على استثمار إمكاناتهم:
كثيراً ما يستخف العملاء بأنفسهم وإمكاناتهم والنتائج التي قد يحرزونها في المستقبل، لهذا السبب يجب أن تتحداهم على تحقيق مزيد من النتائج.
6. توجيه العميل:
تقتضي الخطوة السابقة إعداد خطة عمل مُحكَمة توجِّه العميل، فيجب أن توضح للعميل آلية العمل على تحقيق الأهداف، وتخصص الوقت اللازم لتحديد مراحل وإجراءات العمل الضرورية لإحراز النجاح.
7. حل المشكلات:
قد يواجه العميل بعض الصعوبات والتحديات غير المحسوبة حتى لو قدَّمت له خطة عمل مؤلفة من خطوات وإجراءات تفصيلية، وفي هذه الحالة يجب على الكوتش تقديم الحلول، ويجب عليك أن تستفيد في هذه الحالة من خبرتك وتجاربك الشخصية في الكوتشينغ، وتنظر في الحلول التي ساعدتك على تجاوز مشكلاتك والنصائح التي نجحت في مساعدة عملائك في الماضي، وتحاول تطبيقها مع العملاء الحاليين.
8. تشجيع العملاء على تحمُّل المسؤولية:
يتعيَّن عليك أن تشجع العملاء على تحمُّل المسؤولية في الأوقات الصعبة، وفي حال شعر العميل بالإحباط لأنَّه لا يحقق التقدم المطلوب، عندئذٍ يجب أن تذكِّره بالهدف النهائي والعمل اللازم لتحقيقه.
كيف تصبح كوتشاً بارزاً؟
لا يمكنك أن تصبح كوتشاً بارزاً بين عشية وضحاها، فضلاً عن أنَّ الوصول إلى هذا المستوى لا يعتمد على مدى خبرتك في مجال الكوتشينغ وحسب؛ وإنَّما يتحقق في أثناء عملك على مساعدة العملاء على تحقيق أهدافهم؛ أي عندما يقوم الكوتش المالي على سبيل المثال بإعداد خطة عمل لمساعدة العميل على إدارة أمواله ومصاريفه وميزانيته وادخار بعض المال، أو عندما يعمل كوتش تربية الأطفال على مساعدة زوج الأم أو زوجة الأب على بناء علاقة قوية مع أطفال الشريك.
هذا يعني أنَّ قيمة التجارب والخدمات التي تساعد العملاء على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية هي التي تكوِّن الكوتش البارز.