الكوتشينغ التنفيذي لتحسين الأداء: كيف يمكن الحصول على أقصى استفادة من استخدام الكوتشينغ التنفيذي؟


بغض النظر عن خلفياتهم أو مجال عملهم أو حتى البلد الذي ينتمون إليه، غالباً ما يواجه كبار المديرين التنفيذيين المشكلة نفسها: المهارات والمعرفة التي ساعدتهم على الوصول إلى هذا الدور القيادي ليست هي المهارات نفسها التي قد يحتاجون إليها للتميز في ذلك الدور.

في بعض الأحيان يحتاجون ببساطة إلى رفع مستوى عملهم في الدور الجديد وتقديم أداء أفضل؛ حيث يتطلَّب الدور الجديد أحياناً عقلية أو مجموعة مهارات أو نهجاً أو مهارة قيادية جديدة، وأحياناً يواجه القائد أزمة ما، ويحتاج إلى الدعم خلالها، بينما يستعد في الوقت نفسه لقيادة المنظَّمة نحو المستقبل.

يُعدُّ الكوتشينغ التنفيذي أداة فاعلة في مواجهة التحديات ورفع مستوى أداء القادة؛ إذ يعمل كوسيلة من وسائل التطوير المهني الفردي الذي يتطابق تطابقاً تامَّاً مع احتياجات الشخص؛ حيث يزوِّد الكوتش التنفيذي القائد بتغذية راجعة شخصية وفي الوقت المناسب لمعالجة المشكلات الأكثر إلحاحاً.

كيف يُحسِّن الكوتشينغ القيادي الأداء؟

يبدأ كوتشينغ تحسين الأداء عادةً بعملية لضمان توافق القائد مع الكوتش التنفيذي المناسب.

جعلت التكنولوجيا اليوم الوصول إلى الكوتشينغ الافتراضي عند الطلب أكثر سهولة من أي وقت مضى؛ حيث يمكن للمديرين التنفيذيين التواصل مع كوتش لديه خبرة في مجال عملهم الخاص أو التحدي الذي يواجهونه أو لغتهم أو القضية التي يركزون الاهتمام عليها بغض النظر عن مكان تواجد كلا الطرفين، كما أنَّه يوفر للقادة الكبار المشغولين فرصةً للتطوُّر خلال مدة زمنية قصيرة، وفقاً لجدول زمني مرن، وفي الوقت الذي يناسبهم.

في عملية الكوتشينغ على الأداء، قد يقيِّم المديرون التنفيذيون في كثيرٍ من الأحيان مهاراتهم القيادية، مثل تقييم التغذية الراجعة 360 درجة، لمساعدتهم على فهم نقاط قوَّتهم وضعفهم وميولهم وعاداتهم، أو ربما قيَّموا موضوعات محددة مثل نمط الصراع أو نهج التغيير، علماً أنَّ استخدام بيانات مثل هذه التقييمات قد يساعد على توجيه المحادثة مع كوتش تنفيذي حتى يتمكَّن القائد من الحصول على أفكارٍ واقتراحات شخصية منطقية، أما إذا لم يخضع القائد لمثل هذه التقييمات، ففي إمكانه أن يعدَّ الكوتش مرشداً له ليساعده على التعامل مع الموقف الحالي في أثناء الاستعداد للمستقبل.

في كلتا الحالتين، لضمان نجاح عملية الكوتشينغ، يجب على الكوتش ومتلقِّي الكوتشينغ العمل معاً لتحديد الأهداف، ومناقشة طرائق قياس النجاح، والاتفاق على التوقعات بشأن أشياء مثل السريَّة، في وقت مبكر.

بعد ذلك يعمل الكوتش التنفيذي مع القائد وحده، إما وجهاً لوجه أو عبر - الطريقة الأكثر شيوعاً - المؤتمرات الهاتفية، على مدى أشهر عدة لمساعدته على تطبيق ما يعرفه بالفعل، واكتشاف وجهات نظر وموارد جديدة، وزيادة وعيه الذاتي وقدرته على مواجهة التحديات الجديدة.

يعمل الكوتش والقائد خلال ذلك الوقت على حل المشكلات الوظيفية والشخصية التي يمكن أن تعرقل النجاح الوظيفي للمدير التنفيذي، ونجاح وحدة الأعمال أو الوظيفة التي يقودها المسؤولون التنفيذيون، ويضمن نهج كوتشينغ الأداء أنَّ القائد جاهز لمواجهة تحديات الدور المُناط به.

تشمل المشكلات التي تظهر غالباً في الكوتشينغ التنفيذي كيفية التعامل مع الأزمات والصراعات الشخصية والتوازن بين العمل والحياة وكيفية فهم المسائل الهامة فهماً واضحاً، ولا يُقدِّم الكوتش بالضرورة حلاً لهذه التحديات، لكنَّه يساعد المديرين التنفيذيين على الكشف عن افتراضاتهم، وطرح أسئلة أكثر ذكاءً، وإيجاد حلول غير متوقعة.

عادةً ما ينتهي الكوتشينغ على الأداء باجتماع نهائي بين الكوتش والمدير التنفيذي والرئيس المباشر أو قائد الموارد البشرية إذا كان ذلك ممكناً؛ حيث تجري مناقشة التقدُّم المُحرز نحو الأهداف، وملاحظة التحديات المتبقية، وتحديد خطوات الدعم والتطوير التالية التي ستُقدَّم باستمرارٍ للقائد.

الكوتشينغ التنفيذي على الأداء: أمورٌ يجب أن تؤخَذ بالحسبان

إنَّ العثور على كوتش تنفيذي جيد لا يتعلق فقط بمؤهلاته؛ فحتى تنجح شراكة الكوتشينغ الفردي، يجب أن يكون هناك تطابق وثيق بين الطرفين من نواحٍ عدة، على سبيل المثال، قد لا يكون الكوتش التنفيذي الذي يعمل جيداً مع قائد ما هو الخيار الأفضل لقائد آخر.

معلومات يجب عليك أن تعرفها حول اختيار كوتش وتأسيس شراكة قوية معه:

بدايةً ضع في حسبانك ما إذا كان الكوتش التنفيذي المحتمَل لديه الخبرة والمهارات المطلوبة لمساعدة القائد على تحقيق أهدافه ومواجهة تحدياته الخاصة، واحرص على أن يكون الكوتش من ذوي الخبرة في مجال عمل القائد.

بعد تحقيق شرط التطابق بين الطرفين، ومع بدء عملية الكوتشينغ، من المرجح أن يعقد الكوتش ومتلقي الكوتشينغ اجتماعاً وجهاً لوجه، أو اجتماعاً افتراضياً للتعارف والبدء ببناء علاقة قائمة على الود والثقة؛ حيث يجب أن يوضِّح كل منهما الأهداف والتوقعات قدر الإمكان.

لتحقيق أقصى استفادة من الكوتشينغ التنفيذي على الأداء، يجب التفكير في الجوانب العملية لعلاقة الكوتشينغ من خلال طرح الأسئلة الأربعة التالية:

  1.  كيف ستتم جلسات الكوتشينغ؟ تتمثل إحدى مزايا الكوتشينغ التنفيذي في أنَّ الكوتشز المحترفين يمكنهم العمل معك بطرائق عدة، مثل: اجتماعات وجهاً لوجه، أو منصات افتراضية، أو عبر البريد الإلكتروني، أو مزيج بينها؛ لذا يجب على القائد أن يأخذ بالحسبان الخيارات التي يفضِّلها وإمكانية التواصل معه، وأن يتحدث مع الكوتش حول الطرائق التي يفضِّلها في العمل مع العملاء.
  2.  ما أفضل جدولٍ زمنيٍّ يمكن اتِّباعه؟ تحدَّث عن عدد جلسات الكوتشينغ، ولكن ضع في حسبانك أيضاً متى وكيف يكون الكوتش متاحاً في أوقات أخرى، فهل يجب أن يكون الكوتش متاحاً أيضاً للكشف عن التقدم المُحرز والثناء عليه، أو مناقشة العوائق والمشكلات، أو الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالعملية؟
  3.  كيف تتعامل مع السرية؟ يتطلب الكوتشينغ أن تكشف الكثير عن نفسك وعن مؤسستك، ولن يكون فاعلاً إلا بضمان عامل السرية.
  4.  كيف تتعامل مع الرسوم والمدفوعات؟ هل هناك خدمات كوتشينغ تستلزم تكاليف إضافية؟ متى تدفع عن المواعيد الملغاة؟ ماذا يحدث لو اضطررت إلى التوقف عن المشاركة في عملية الكوتشينغ؟

تذكر أنَّ الكوتشينغ التنفيذي هو علاقة بين طرفين، فكل طرف لديه مسؤوليات لإنجاح العملية؛ حيث تتمثل مهمة القائد في القيام بدور نشط في العملية والاستجابة لوجهات النظر الجديدة وطرائق العمل الجديدة.

المؤشرات على نجاح الكوتشينغ التنفيذي لتحسين الأداء

كيف تعرف ما إذا كان كوتشينغ تحسين الأداء ناجحاً؟ استخدم قائمة التحقق هذه لمراجعة نجاح الشراكة مع كوتش تنفيذي:

  • الوضوح: ساعد العمل مع كوتش القائد على رؤية التحديات الحالية بطرائق جديدة.
  • المنظور: ساعد العمل مع كوتش القائد على فهم كيفية تحويل الظروف النهج المُتَّبَع إلى تحدٍ فهماً أفضل.
  • المرونة: عزز العمل مع كوتش إصرار القائد خلال التحديات الحالية.
  • الإنتاجية: ساعد العمل مع كوتش القائد على التعرف إلى كيفية زيادة القيمة في وقت محدود.

تساعد عمليات الكوتشينغ الناجحة المديرين التنفيذيين على أن يصبحوا أكثر فاعلية في حياتهم الخاصة وفي حياتهم المهنية؛ حيث يساعد الكوتشينغ على الأداء كبار القادة على الاستعداد عقلياً وعاطفياً ومهنياً لقيادة العمل خلال الظروف العصيبة.

كما أنَّه يُنتج عوائد إيجابية لمنظماتهم حتى تكون أكثر قدرة على التكيف مع الأسواق الديناميكية وتنفيذ استراتيجيات جديدة.