أقوى الأسئلة لكوتشينغ الحياة ولأنواع أخرى من الكوتشينغ (الجزء الثالث)

في الجزء الثاني من المقال تحدثنا عن الأسئلة المتعلقة بنموذج غرو في مراحله الثلاث: الواقع الحالي والخيارات والإرادة، ثم تابعنا الحديث عن الكوتشينغ التعليمي، وبأنَّه لا يرتبط بصورة مباشرة بعلم النفس الإيجابي؛ وإنَّما يعتمد على نفس المفهوم الأساسي لمساعدة الآخرين على إدراك إمكاناتهم الكاملة كمعلمين، وأخيراً ذكرنا 23 سؤالاً للمديرين والقادة. تابعوا معنا في الجزء الثالث والأخير من المقال للحديث عن المزيد من الأسئلة والأفكار.

12 سؤالاً يجب طرحه عند تقديم كوتشينغ الصحة:

ليس القادة وكوتشز الحياة هم المهنيون الوحيدون الذين يمكنهم الاستفادة من طرح أسئلة الكوتشينغ، وفي مجال الرعاية الصحية يشير مصطلح "كوتشينغ الصحة" إلى أسلوب قائم على الأدلة يهدف إلى تمكين العملاء بدلاً من إبلاغهم عن حالاتهم الصحية والاكتفاء بذلك.

في الحالات السريرية يحاول الكوتشينغ أيضاً:

• أن يساعدوا المرضى على التحفيز الذاتي من خلال النظر إلى القيَم التي تتعلق بصحتهم.
• أن يشجعوا التغيير السلوكي من خلال جعل العملاء يفكرون في النتائج الصحية لتصرفاتهم.
• أن يوفروا المزيد من الصحة العقلية لدى كل من الممارسين والمرضى من خلال بناء علاقة أكثر إيجابية.

يمكن أن يشمل كوتشينغ الصحة أيضاً أُطراً للعمل، ومنها نموذج تي غرو (T-GROW)؛ إذ يُعَدُّ أحد أشكال نموذج غرو (GROW) الشهير؛ وهو اختصار لـ الموضوع (Topic) والهدف (Goal) والواقع (Reality) والخيارات (Options) والخطوة التالية (What Next)، وتتضمن أمثلة الأسئلة:

1. ما الموضوع الذي ستركز فيه اليوم؟ "الموضوع"
2. ما الذي تود الحصول عليه من مناقشتنا هذه؟ "الموضوع"
3. ما الذي يهمك أكثر بخصوص هذا؟ "الهدف"
4. كيف سيبدو الأمر إذا كان في إمكانك تحقيق ذلك؟ "الهدف"
5. كيف تصف الوضع الحالي؟ "الواقع"
6. ماذا تعتقد أنَّك ستحتاج إلى القيام به؟ "الواقع"
7. هل نجحت في التعامل مع موقف مشابه من قبل؟ "الواقع"
8. ما الذي قد تقترحه عليك عائلتك أو أصدقاؤك لتفعله؟ "الخيارات"
9. ما الذي يمكنك التحكُّم به في هذا الموقف؟ "الخيارات"
10. ما هي النصيحة التي تقدمها لشخص آخر في موقف مشابه؟ "الخيارات"
11. ما هي خطوتك التالية بعد اليوم؟ "الخطوة التالية"
12. كيف يمكنك البقاء على المسار الصحيح مع هذا؟ "الخطوة التالية"

10 أسئلة لطرحها ككوتش وظيفي أو مهني:

تتشابه أسئلة الكوتشينغ المهني في بعض النواحي مع أسئلة كوتشينغ الحياة وتختلف في بعض النواحي الأخرى، بينما يمكن أن ترتبط أسئلة كوتشينغ الحياة بمجموعة من المجالات؛ مثل العواطف والعلاقات والصحة والأسرة أو ما شابه ذلك، يركز الكوتشينغ المهني في الطموحات المتعلقة بالعمل، والنظر في جوانب مثل الأداء والمهارات والتوجه المستقبلي والتطلعات المهنية وغيرها.

بغض النظر عن أنَّه ما يزال يتعيَّن على الكوتشز المهنيين المساعدة على تعزيز الوعي الذاتي لدى متلقي الكوتشينغ، فما تزال المسؤولية تقع على عاتق متلقي الكوتشينيغ الذي يبحث عن بعض التوجهات، وبصورة مشابهة لكوتشينغ الحياة سيشمل الكوتشينغ المهني عادةً ما يلي:

• تحديد الأهداف والأولويات.
• تطوير طريقة تفكير إيجابية.
• معالجة أنماط التفكير غير المفيدة.
• المساعدة على تغيير السلوكات غير المنتجة.
• اكتشاف نقاط القوة.
• تعزيز الدافع.

مع وضع هذه الأمور في الحسبان، قد تكون الأسئلة التالية مفيدة:

1. ما هو أكثر شيء يهمك في حياتك المهنية؟ ما الذي تؤمن به بشغف؟
2. ما هي المهارات أو المواهب أو الكفاءات التي تفتخر بها أكثر من غيرها؟ ما الذي يجعلك سعيداً؟ ما الذي يجعلك تشعر بالإنجاز؟
3. ما الذي تحب أن تكون قادراً على إدراجه في سيرتك الذاتية المثالية؟ ماذا لو لم تكُن توجد عقبات أو حدود؟
4. كيف تصف آخر مرة شعرت فيها بالدافع والحافز في منصبك "الحالي أو الماضي"؟ ماذا كنتَ تفعل؟ مَن كان معك؟ أين كنت؟
5. ما هي بعض المعوقات التي واجهتها عند محاولة تعلُّم مهارة تثير شغفك؟ كيف تغلَّبت عليها؟ ما الذي كنت بحاجة إلى المساعدة فيه؟
6. ما الذي يمنعك عن تعلُّم المعلومات التي تبحث عنها في رأيك؟ هل طلبت مساعدة أي شخص آخر؟ إذا كان الأمر كذلك، ماذا حدث؟
7. ما هي الخطوة التي يمكن أن تتخذها لتقرِّبك من هذا الهدف الوظيفي؟ ما نوع التطوير أو الفرص التي قد تحتاج إليها لاتِّخاذ هذه الخطوة؟ ما هي الفرص التي يمكنك أن تصنعها بنفسك؟
8. ما الذي يمكنك تحقيقه عملياً من الآن وحتى الأسبوع المقبل أو الشهر أو الثلاثة أشهر القادمة لتقترب من هدفك؟
9. كيف ستعمل على تحقيق هدفك المهني إذا كانت لديك موارد غير محدودة؟ ما هو ممكن بالفعل الآن؟
10. هل أخبرت الآخرين من حولك عن أهدافك المهنيَّة؟ هل حقق أي شخص منهم هدفاً مشابهاً؟

كما لاحظت يوجد على الأرجح نمط متشابه بين أسئلة الكوتشينغ هذه وغيرها في مجالات أخرى، ويتعلق الكوتشينغ الجيد بتمكين عميلك من العثور على الإجابات بنفسه؛ سواء كان ذلك يعني النظر إلى مهاراته المهنية أم حياته كلها من منظور مختلف.

15 سؤالاً وإجابة لكوتشينغ السرد يجب البحث عنها:

طوَّر الدكتور ديفيد دريك (Dr. David Drake) من معهد مومينت (Moment Institute) كوتشينغ السرد؛ إذ يقول عن كوتشينغ السرد إنَّه:

"أسلوب مدروس وتجريبي وشامل يساعد الناس على تغيير قصصهم عن أنفسهم والآخرين والحياة نفسها لخلق إمكانات ونتائج جديدة".

من خلال كوتشينغ السرد يُطلَب من العميل أن يكون أكثر وعياً بالقصص التي يرويها لنفسه، وأن يتخلى عن القصص غير المفيدة، ومن خلال القيام بذلك يُشجَّع على إنشاء روايات أكثر فائدة، وتوجد 5 مبادئ رئيسة توجِّه هذه الممارسة، وتشمل ما يلي:

• أن يكون كل ما يحتاج إليه الكوتش في متناول يديه.
• أن يكون الكوتش حاضراً تماماً على أرض الواقع دون إصدار أحكام.
• أن يكون الحديث ذا قيمة فقط عندما يقدم شيئاً أفضل من الصمت.
• أن ينصب التركيز على تشجيع التجارب بدلاً من التفسيرات.
• أن يبقى العملاء مندمجين مع ما عبروا عنه علناً.

يتمثل دور الكوتش أولاً في مساعدة العملاء على إدراك مكانهم في القصة التي يروونها من خلال طرح أسئلة محددة مثل:

1. كيف تصف ما يمكنك ملاحظته؟
2. ماذا قلت لنفسك أو أخبرتَ نفسك به في تلك المرحلة؟
3. ماذا فعلت بعد ذلك؟
4. كيف انتهى الأمر؟

يساعدهم الكوتش بعد ذلك على فهم ما يبحثون عنه من الجلسة، ويوضِّح هذا طريقة تطوُّر الأمور من خلال تحديد هدف واتِّجاه يناسبان وقتكما معاً، ويمكن أن تتضمن مرحلة البحث هذه أسئلة مثل:

1. ما الذي تريد تغييره ولماذا؟
2. ما الذي يدفعك إلى القيام بذلك بطريقة مختلفة؟
3. ما الذي تفضِّله كنهاية بديلة لهذه القصة؟
4. ما الذي يجب تغييره في وجهات نظرك لتحقيق تلك النتيجة البديلة؟

المرحلة الثالثة من كوتشينغ السرد تسمى مرحلة التغيير؛ إذ يستعد العميل خلالها لترك القصة القديمة وراءَه، ونظراً إلى أنَّ العملاء يأتون إلى جلسة الكوتشينغ بسؤال "واعٍ أو لا واعٍ"، فإنَّ الكوتش يساعدهم بعد ذلك على تجربة القصص الجديدة التي يرغبون في إنشائها.

فمثلاً:

1. ما الذي يمنعك عن إجراء هذا التغيير؟
2. ما الذي ستحتاج إليه للبدء؟
3. ما التجارب السابقة التي يمكنك الاستفادة منها لمساعدتك على إجراء هذا التغيير؟
4. ماذا يمكنك أن تفعل بدلاً ممَّا فعلته مسبقاً؟

أخيراً يجب أن يحاول كوتش السرد دمج التغييرات التي جرَّبها عميله، ويُنشِئ سرداً جديداً يمكن إخبار نفسه به في المرة التالية التي يواجه فيها موقفاً مشابهاً. تتعلق أسئلة مرحلة الاستدامة بوضع الخطط وتحديد طرائق التعامل مع التحديات التي قد تحدث، وتشمل:

1. ما العقبات التي تشعر بأنَّها قد تعترض طريقك؟
2. كيف يمكنك التعامُل مع هذه التحديات وتجربة سردك الجديد؟
3. كيف ستدعمك هذه القصة في التغيير؟

في الختام:

تؤدي الأسئلة دوراً هاماً في الكوتشينغ لعدة أسباب، وخلال مراحل مختلفة من رحلة التطوير قد تؤدي وظائف مختلفة، لكن عموماً تدفع الأسئلة العميل إلى العثور على الإجابات بنفسه.

نتمنى أن يكون هذا المقال قد ساعدك على معرفة بعض الأسئلة اللازمة في مجال الكوتشينغ.