
أهمية وضع الحدود في علاقة الكوتشينغ
يدرك الكوتشز الحدود التي ينبغي وضعها في شراكات الكوتشينغ، ولكنَّهم يستهينون بتأثيراتها وأهميتها في هذه العلاقات.
أمثلة عن تأثير تعريف مفهوم الحدود بالنسبة لكل من الكوتش والعميل
توضح الأمثلة الواردة أدناه كيف يؤثر تعريف مفهوم الحدود بالنسبة لكل من الكوتش والعميل في علاقة الكوتشينغ:
آراء العملاء
- "لا أعلم كمية المعلومات التي يمكن أن يشاركها الكوتش مع مديري في العمل".
- "الكوتش بمقام صديق لي، ويمكنني التحدث إليه في أي وقت".
- "يعرفني الكوتش جيداً، وتفيدني نصائحه دوماً".
آراء الكوتشز
- "أريد أن ينجح عميلي، ويُحرز تقدماً كبيراً في تجربة الكوتشينغ".
- "يزعجني عدم استعداد العملاء للجلسات قبل الحضور".
- "لا أعلم إذا كان عميلي يثق بي، لأنَّه يبدي بعض التحفُّظ خلال جلسات الكوتشينغ".
وضع الحدود
يدرك معظم الكوتشز هذا الجانب من ممارسة الكوتشينغ؛ إذ يحدد عقد الكوتشينغ القواعد الأساسية، وأدوار ومسؤوليات كل من الكوتش والعميل، فالتعاقد هو عملية تهدف إلى الاتفاق على الجوانب المهنية للكوتشينغ، وإرساء حدود واضحة ومناسبة لجميع الأطراف المعنية، وتحديد المسؤوليات والإجراءات اللازمة.
في بداية العلاقة، تكون حماسة كِلا الطرفي في أوجها؛ إذ يتعامل الكوتشز بلطف وحيادية مع العملاء، ويولون اهتماماً بالغاً لبناء علاقة وطيدة معهم، وفهم أساليبهم المفضلة في التعلم، والإصغاء إليهم، وتلقي تغذيتهم الراجعة، والالتزام بالخطوات التي تفيدهم، ويبدي العملاء بالمقابل اهتمامهم بإرشادات الكوتش أيضاً. يحاول الناس في بداية العلاقة عادة ترك انطباع إيجابي، فيسير كل شيء على ما يرام.
اختفاء الحدود تدريجياً
تتكشف شخصيتا الكوتش والعميل في الجلسات اللاحقة، وتتعقد العلاقة أكثر بوجود أصحاب المصلحة الذين يعرفون الطرفين ويهتمون بهما. تبرز في هذه المرحلة الجوانب النفسية لعلاقة الكوتشينغ، وتتطلب وضع الحدود المناسبة. فيما يلي 5 خطوات للحفاظ على هذه الحدود:
1. إرساء القواعد
يقتضي وضع الحدود عند التعاون مع العملاء أن يعرف الكوتش نفسه والأمور التي تهمه، ويعي طبيعة علاقة الكوتشينغ، ويحدد الأمور المقبولة وغير المقبولة بالنسبة له. بالمقابل، يدفع كل ذلك الكوتش إلى احترام حدود العملاء أيضاً.
2. عدم المبالغة في الاهتمام
يهتم الكوتشز بسلامة العملاء وتقدمهم؛ ولكن لا يجب أن يتجاوز اهتمامهم الحدود المقبولة. مهمة الكوتش هي دعم العملاء وتحديهم وليس إنقاذهم أوخوض التجربة بالنيابة عنهم، لذا يجب تحديد مقدار الدعم الذي ينبغي تقديمه، والوقت المناسب للتدخل، وتجنب المبالغة في الاهتمام.
3. احترام الوقت
قد يتعامل الكوتش مع عميل يتأخر عن الجلسات دوماً، أو يرد على هاتفه خلال لقائه مع الكوتش، أو قد يتجاوز الكوتش الوقت المخصص لجلسة الكوتشينغ، مما يؤدي إلى غياب الحدود بين الطرفين، ويوحي الأمر بأنَّ الكوتش لا يقدِّر قيمة الوقت، بل وقد يعطي انطباعاً بأنَّ ليس لديه مشكلة في التلاعب بالوقت المخصص للكوتشينغ.
4. إدراك الكوتش لدوره
قد يتخذ الكوتش أدواراً أخرى مثل: منتور أو مستشار، أو قد تتطور العلاقة من كوتشينغ إلى صداقة أو العكس. لكن، من الهام أن يحافظ الكوتش على صورته المهنية من خلال وضع حدود واضحة في كل دور يتخذه؛ إذ يجب أن يُعلِم العملاءَ بكل دور ينتقل إليه، كأن يقول مثلاً: "إنَّني أتخذ دور الكوتش الآن" أو "سأنتقل إلى دور المنتور".
يؤدي ذلك إلى تحديد القواعد والتوقعات من العلاقة بين الطرفين. كما من الضروري توضيح الحدود بعد انتهاء عمل الكوتش مع العميل؛ ووضع قواعد تضبط عمليات التواصل غير الرسمية اللاحقة لكي يعرف كل طرف دوره بعد انتهاء العلاقة.
5. التعامل بحيادية
قد يفرط الكوتش في تعاطفه مع العميل، فلا يتعامل معه بحيادية، أو قد يشعر بأنَّ تجربته تشبه تجربة مر بها هو أو أحد معارفه، مما يدفعه إلى تناول الموقف بناءً على تجاربه الشخصية، أو قد يركز على مواضيع تهمه مثل السياسة أو الرياضة على حساب أمور أخرى تؤثر على فعالية الجلسة ونتائجها.
حتى أكثر الكوتشز خبرة يمرون بهذه التجربة، لكنَّهم يلاحظون الأمر فور حدوثه، ويتداركونه، ويستعين بعضهم بمشرف ينبههم لأي تحيزات تؤثر في العمل.
في الختام
من الهام إذاً أن يضع الكوتشز حدوداً واضحة بينهم وبين العملاء، وذلك حفاظاً على المهنية، وضمان نجاح الجلسات، وتحقيق التأثير المطلوب في العملاء.