أهم الأخطاء التي يرتكبها كوتشز الأعمال (الجزء الثاني)


سنتابع في هذا الجزء من المقال الحديث عن بقية الأخطاء التي يرتكبها كوتشز الأعمال، بعد أن ذكرنا 4 أخطاء في الجزء الأول.

1. عدم فرض رسوم كافية:

يقدم معظم الكوتشز برامج وخدمات ومقترحات أفضل من غيرهم، لكنَّهم يتأخرون في تحقيق الأرباح؛ على سبيل المثال، قبول بعض العملاء غير القادرين على دفع رسوم دورة الكوتشينغ.

عندما تكون الدورة مجانية بحيث يتخطى العميل بعض الجلسات، سيدفع ذلك الأمر الكوتش إلى العمل مع عملاء آخرين يدفعون رسوم الدورة. في هذه الحالة، لن يتلقى العميل جميع المهام المخصصة بصورة ملحوظة، وسيرفض تحليل العقلية التي تُعَدُّ جزءاً من توقعات الهدف.

يمكن تصحيح خطأ كوتشينغ الأعمال هذا من خلال إدراك أنَّه عندما يرغب الناس في التغيير، سيكتشفون الأدوات النفسية والاقتصادية لتحقيق ذلك. إذا كان عميلك المحتمل غير قادر على تحمُّل الرسوم الكاملة لبرنامجك، فأنت غير قادر على التأكد من أنَّه سيتلقَّى كل المعلومات التي تُقدِّمها، وقد لا يوجد برامج منخفضة التكلفة وموارد مجانية محدودة يمكنك تقديمها إلى العملاء، فالتخلي عن الأصول أو الموارد الأكثر فائدةً لا يدعم العميل ولا الكوتش في النهاية.

يتقاضى كوتش الأعمال رسوماً تتراوح من 100 دولار إلى 1000 دولار لكل جلسة مدتها ساعة واحدة، ويعتمد ذلك على التجربة والموضوع والمنظور والطلبات الشخصية، وقد يتقاضى بعض الكوتشز 50 دولاراً أو أقل لكل جلسة.

لكن، كيف تجد العملاء؟ يمكن العثور على العملاء المثاليين من خلال تطبيق الأساليب الآتية:

  • تحديد العملاء من خلال مكان عملك أو قسمك.
  • اكتشاف العملاء من خلال مؤسسات صناعية أو تجارية محددة.
  • طلب المساعدة من أفراد الأسرة والأقارب.
  • الإعلان من أجل الحصول على العملاء المثاليين.
  • الحصول على العملاء من خلال الإحالات أو التوصيات.
  • الحصول على عملاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو المنصات الرقمية.

2. محاولة قبول الجميع كعملاء:

في أثناء الاستعداد للعمل في الكوتشينغ، تُعَدُّ محاولة قبول الجميع كعملاء ومساعدة الأشخاص غير المهتمين بالكوتشينغ، أمراً سيِّئاً جداً. عندما تتعامل مع الجميع، فقد تبدو النتائج غير مناسبة لجميع العملاء، وفي النهاية، لن يلبِّي الكوتش جميع احتياجات العملاء بصورة جيدة. غالباً لا يفهم العملاء المثاليون بيانات الكوتش لأنَّها لا تمنحهم ما يريدونه بصورة كافية.

فكِّر جيداً، إذا كنت محترفاً في عملك وتطمح إلى إجراء تغيير مهني قريب، فهل ستنجذب أكثر إلى العمل مع كوتش يناقش جميع التغييرات الوظيفية للشركة دفعةً واحدةً، إضافة إلى تطوير أعمال الكوتشينغ المهني، أم العمل مع كوتش محترف ناجح في العمل، ويمكنك استشارته بشأن إحداث تغيير مهني مزدهر مع امتلاك الحرية للاستمتاع بعطلات نهاية الأسبوع، وقضاء وقت ممتع مع الزملاء والعائلة.

حدِّد مجالاً رائجاً يعتمد على المهارات، ثم تعرَّف إلى عميلك المثالي، واحرص على استهداف العملاء الذين يمكنك مساعدتهم بالاعتماد على كفاءاتك ومهاراتك ومعرفتك.

عند مساعدة عملائك، تحقَّق من العوامل التي جذبتك إليهم؛ إذ يمكن أن يساعدك هذا العامل السهل في تعزيز رسائلك بصورة أكبر مع تقدم عملك وازدهاره. إنَّ الهدف من الوصول إلى مزيدٍ من العملاء هو أن تصبح خبيراً وليس متخصصاً.

3. عدم عَدِّ الكوتشينغ عملاً تجارياً:

عند إنشاء عمل كوتشينغ، من الهام التعامل معه كمهنة وعمل مربح. حدد الاتجاه المناسب والترتيبات والعلاقات الأخرى، وابحث عن المساعدة المطلوبة لجعل أعمالك الكوتشينغ تزدهر.

لقد أوضح رواد الأعمال أكثر من مرة أنَّهم لا يمتلكون جدولاً زمنياً أو مخططاً لاستثمار الأموال في أعمالهم حتى يحققوا رأس مال جيد أو فوائد مالية. إنَّ طريقة التفكير هذه يمكن أن تكون عائقاً. من دون أيِّ شك، قد يضطر المرء إلى الاستثمار في الأمور المناسبة، لكنَّ كل الأعمال التجارية الرابحة تقريباً تفرض بعض الالتزامات.

أجرِ الاستثمارات الهامة، وتعامل مع العمل بدرجة عالية من الاحترافية وليس كمجرد تسلية؛ إذ يمكنك التفكير في الاستثمار في مشروع خاص بك. كما يُنصَح أيضاً بأن يستفيد العملاء معظمهم من الشبكات مثل برامج التخطيط ومزود قائمة البريد الإلكتروني؛ إذ يمكن أن يفيد ذلك أعمالك التجارية لتتطور بسرعة.

4. عدم التركيز على الحلول:

إنَّ محاولة بيع برامج الكوتشينغ بدلاً من تقديم الحلول، وعدم إعطاء الأولوية للنتائج التي تركز على الحلول، يُعَدُّ أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها الكوتشز. يخشى الكوتشز معظمهم أن ينشغلوا ببيع الخدمات بدلاً من تحقيق التغيير؛ لهذا السبب، من الضروري أن تسعى إلى إجراء تغيير وتقديم حلول مركزة بدلاً من بيع الخدمات.

تأكد من اقتراح حل أساسي لمشكلة العميل بدلاً من تزويده ببرنامج مبيعات متعلق بمنتجاتك وخدماتك. لا يتعلق الأمر بالمال فحسب؛ وإنَّما بمساعدة العملاء في الوصول إلى وجهتهم المحددة وتوسيع نطاق أعمالهم. كما يساعد وضع خطة مخصصة تتناسب مع مصالح العميل، الهدف الذي سيدعم أداءه.

على سبيل المثال، لا أحد يفكر في شراء مجموعة كوتشينغ أعمال مدتها تسعة أشهر، لكنَّ الكثير من الناس يفكرون في تغيير حياتهم ولا يعرفون كيف.

عند تداول الكوتشينغ الخاص بك، ركز على ما يمكن أن يتوقعه العملاء من العمل معك، فعندما يكون التغيير الذي تحصل عليه هو ما يتوقعه عميلك المثالي ويرغب فيه، فلن تعوقه الأسعار، وستتدفق مناقشاتك معه بحماسة.

5. انتظار العملاء:

إنَّ توقُّع أن يأتي العملاء إليك أمر بعيد المنال. في الواقع، يتطلب الأمر تحديد منظور وتقنيات لجذب العملاء نحو أعمال الكوتشينغ، ولا يحدث هذا الأمر عادةً بين عشية وضحاها؛ إذ يحتاج الكوتش إلى أن يسأل نفسه: "ما الذي يجب عليَّ إنجازه لضمان قدوم العملاء إليَّ؟".

ادرس جيداً المخططات التي تستعملها للترويج لضمان تدفق العملاء؛ إذ توجد العديد من أساليب التسويق التي يمكن تطبيقها لتشجيع كوتشينغ الأعمال. عند وضع الإجراءات، غالباً ما نتوقع أن نكون واضحين بشأن أسباب القيام بالكوتشينغ وليس التركيز على طريقة القيام به.

إذا توقفت وانتظرت قدوم العملاء إليك بأنفسهم، فمن الممكن أن تنتظر مدةً أطول؛ لهذا السبب من الضروري اتخاذ الخطوة الأولى والتواصل مع العملاء المحتملين. قدِّم نفسك كما أنت، واعرض كيف يمكنك مساعدتهم، وتذكَّر أنَّ ما تقدمه يجب أن يشجعهم؛ لا تتردد في سرد ​​قصتك ورحلتك.

6. التنظيم المبالغ فيه:

لا يحتاج كوتش الأعمال إلى أن يكون كل شيء مثالياً ومنظماً. يحتاج المرء بدايةً إلى بدء أعمال الكوتشينغ الخاصة به، فكل ما عليك هو البدء فحسب؛ إذ لا يتطلب الأمر الاهتمام بالشروط الأساسية مثل اختيار الشعار المثالي والموقع الإلكتروني وحسابات وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك، على الفور. إنَّ قضاء وقت طويل بهدف جعل كل أمر تفعله دقيقاً، لن يحقق لك شيئاً.

بدلاً من ذلك، ركز على عروضك وحدِّد الأمور التي تناسب العملاء وتفيدهم بما فيه الكفاية، وحدِّد قدرتك على اقتراح حلول ملموسة لهم، وتأكد من أنَّ مساعدتك ستكون ذات قيمة لهم وأنَّهم سيتعاملون معك مع تطور عملك.

يستثمر نحو 23% من كوتشز الأعمال وقتهم في إتقان الأساسيات قبل بدء العمل فعلياً. يمكن أن يؤدي التنظيم الشديد أيضاً إلى المبالغة في القيام بالأمور وهي عملية تستغرق وقتاً طويلاً جداً.

7. عدم تحسين منظور كوتشينغ الأعمال:

عند اتخاذ إجراء لا يؤدي إلى تحقيق النتيجة المطلوبة، يأتي دور الكوتش، فهو يساعد على شرح عمليات التفكير ووجهات النظر التي قد تؤدي إلى نتائج مختلفة.

هذه هي الاستراتيجية التي تساعد على صياغة فهم ووعي كبير للذات، فالعرض الكبير الذي يقدمه الكوتش من خلال المناقشة التأملية، هو مساعدة العملاء في التعرف جيداً إلى الأشياء التي يؤمنون بها ويعملون بها، فذلك يفيدهم في صياغة وجهات النظر. يُعَدُّ تحسين منظور كوتشينغ الأعمال فكرةً تؤثر في جزء هام من جلسة الكوتشينغ، وهو وسيلة لمراقبة أو فهم حالة معيَّنة.

يوضح منظورك تجربتك في الحياة، وليس مواقفك.

لا يشجع كوتشز الأعمال على تغيير وضع العميل؛ وإنَّما يصوغون النتائج من خلال مساعدته على تعديل منظوره؛ لذلك، غيِّر أو أعد صياغة الطريقة التي تشعر وتعمل بها لتحسين الحالة. تشير بعض الأسئلة مثل "ما هي علاقة هذه الحالة بتلك وما هو تأثيرها في الحالة السابقة؟" إلى طريقة تعامل كوتش الأعمال مع مهمة تعديل وجهات النظر، كما يمكن البحث عن أفضل كتب كوتشينغ الأعمال لتطوير المنظور الصحيح وتطبيقه بسهولة.

ما هي الأساليب التي يجب اتباعها لتحسين منظور كوتشينغ الأعمال؟

إنَّ طرائق تحسين منظور كوتشينغ الأعمال هي كما الآتي:

  • وضع خريطة لإجراءات الأعمال ووضع خطة مؤثرة لبدء العمل.
  • تقييم وتحليل شامل للاستراتيجية.
  • زيادة قابلية إعادة صياغة العملية.
  • تطوير الموارد والحصول عليها للقيام بأمور مختلفة في وقت واحد.
  • تنفيذ التعديلات ونقلها إلى الجميع بصورة جيدة.
  • مراجعة وفحص العملية بمجرد إنجازها.

بصفتك كوتشاً، قد تكون لديك الإمكانات والمهارات الكافية لتغيير حياة شخص ما في اتجاه هام. يمكن أن يكون طريق الأعمال التجارية مؤثراً حقاً، لا سيَّما إذا كنت تنوي الاهتمام بالعملاء بهذه الطريقة، فمن الضروري دائماً عدم الوقوع في الأخطاء المذكورة آنفاً. أنت تمتلك موهبةً مميزةً، والعالم ينتظرك لتقديم تلك الموهبة؛ لذا تعامل بأريحيةٍ مع إنجاز عملك.