استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترويج أعمال الكوتشينغ


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّنة "ستيفاني فيتيني" (Stephanie Fiteni)، وتُحدِّثنا فيه عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترويج أعمال الكوتشينغ.

يمكن استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترويج أعمال الكوتشينغ، لكن يجب الاطلاع على بعض الشروط في البداية؛ إذ يعتمد نجاح عمليات الترويج بمختلف أنواعها وأساليبها على مدى التزامك بتطبيقها بحذافيرها، ويختلف مقدار الوقت اللازم والمهارات والالتزامات المطلوبة من طريقة ترويج إلى أخرى؛ إذ تُعَدُّ منصات التواصل الاجتماعي وسيلة فعالة لتسويق أعمال الكوتشينغ، لكن يجب عليك أن تعرف كيف تحقق أقصى فائدة ممكنة من استخدامها.

استخدام الرسائل الباردة لترويج أعمال الكوتشينغ على منصات التواصل الاجتماعي:

يمكنك أن تستخدم الرسائل الباردة لاستقطاب العملاء على مواقع التواصل الاجتماعي وبناء نشاطك التجاري؛ إذ تقتضي هذه الطريقة التواصل مع أشخاص لا تعرفهم عبر منصات التواصل الاجتماعي لكي تعرض خدماتك عليهم، وهي تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، ولا تحقق مبيعات كبيرة؛ إذ يفيد أحد مستخدمي هذه الطريقة أنَّ الحصول على 10- 15 عميلاً محتملاً في الشهر يتطلب إرسال 1500 رسالة شهرياً، والعمل لنحو 10-15 ساعة في الأسبوع على منصات التواصل الاجتماعي.

استخدام ميزة "ريلز" (reels) في منصة "إنستغرام" (Instagram)، ومشاركة مقاطع الفيديو عبر "تيك توك" (TikTok) لترويج خدمات الكوتشينغ

يمكنك أن تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي لتسويق نفسك عن طريق بناء قاعدة جماهيرية واسعة وزيادة عدد المتابعين، فهذه الطريقة ممكنة، ولكنَّها تتطلَّب تخصيص ميزانية لعمليات الترويج والإعلان من أجل تمويل تصوير مقاطع الفيديو، و"الريلز"، والصور الفوتوغرافية الاحترافية، وهي الطريقة التي يتَّبعها "المؤثرون" (Influencers) حول العالم لزيادة عدد المتابعين بسرعة قياسية.

هذه الطريقة لا تناسب الكوتشز، ولا سيما في مرحلة إطلاق النشاط التجاري؛ إذ تستهدف منتجات وخدمات "المؤثرين" مختلف شرائح المجتمع، ولا تقتصر على جمهور بعينه؛ وإنَّما تكون موجَّهة لكافة المتابعين، بخلاف خدمات الكوتشينغ التي تكون مخصَّصة لفئة معيَّنة.

إنَّ بناء الثقة والمصداقية وتوضيح قيمة الخدمات المقدَّمة هاماً جداً بالنسبة إلى الكوتش، وأنت لا تحتاج إلى قاعدة جماهيرية واسعة؛ إنَّما يكفي وجود مجموعة صغيرة من المتابعين الذين يثقون بكفاءتك ومهارتك وقدرتك على الوفاء بالتزاماتك وتحقيق النتائج المطلوبة.

تُحتسَب مشاهدات مقاطع الفيديو على منصات "تيك توك" و"إنستغرام" عند مشاهدة 0.01% من المقطع، وقد يتحقق هذا الشرط عندما يشتغل مقطع الفيديو تلقائياً في أثناء التصفح، وهذا يعني أنَّ التقليب بين المقاطع يُحتسَب من عدد المشاهدات حتى لو لم تشاهد كامل المقطع، فلا قيمة لهذه المشاهدات وهي لا تنمُّ عن اهتمام الجمهور بموضوع الفيديو.

يتطلب نجاح التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقتاً طويلاً، ولا سيما عندما تكون الميزانية محدودة؛ لهذا السبب، يجب أن تضع في حسبانك تخصيص 60-80% من وقتك من أجل إجراءات التسويق إذا قررتَ الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي وحدها، وقد تفلح في تخصيص هذا الوقت في البداية، ولكنَّك لن تستمر بعد أن تبدأ بالعمل مع العملاء بسبب ضيق الوقت وعدم قدرتك على التوفيق بين عمليات الكوتشينغ والتسويق بهذه الطريقة.

فوائد منصات التواصل الاجتماعي على الأمد القصير:

يمكن أن يؤدي استخدام منصات التواصل الاجتماعي لترويج خدمات الكوتشينغ إلى تحقيق مكاسب سريعة، فقد يتواصل معك بعض معارفك أو أصدقاء أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي للاستعلام عن خدماتك وشرائها، ويمكنك أن تقنع هؤلاء الأشخاص بخدماتك بفضل وجود عامل الثقة، في حين تصبح عملية الإقناع أصعب عند التواصل مع شخص لا تعرفه مسبقاً.

يستغرق إقناع وتحويل المتابع على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عميل محتمل نحو 8-12 شهراً، وبالمقارنة بين زوار صفحات الكوتش على مواقع التواصل الاجتماعي وزوار المدوَّنة، يُستنتَج أنَّ إقناع الزائر بالخدمات وتحويله إلى عميل محتمل يتم بسرعة أكبر عندما يصل إلى المدوَّنة عن طريق محركات البحث.

هذا لا يمنع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للتسويق، فهي تتمتع بعدد من الميزات، ويُذكَر منها ما يأتي:

1. استقطاب العملاء من شبكة معارف الكوتش:

يعتمد جميع الكوتشز على شبكة علاقاتهم الاجتماعية في انطلاقتهم، فقد قمتُ شخصياً بتسويق خدماتي على منصات التواصل الاجتماعي عندما أطلقتُ مشروعي التجاري، وهو ما ساعدني على تحقيق دخل مادي ممتاز بعد نحو شهرين، وكنتُ أعرف أنَّ هذا النجاح مؤقت ولن يدوم بوصف عملائي كانوا من أصدقاء الدراسة في مراحل الطفولة والمراهقة.

أدركتُ وقتئذٍ أنَّ الاستفادة من علاقاتي الشخصية ستنتهي عما قريب ولن تتكرر، ولن أتمكن بعد ذلك من استقطاب المزيد من العملاء عن طريق شبكة معارفي؛ لهذا السبب، يجب على الكوتش أن يعمل على إعداد استراتيجية تتيح له استقطاب المزيد من العملاء المحتملين عندما تنتهي فترة الاستفادة من شبكة المعارف.

يجب عليك أن تلتزم بالخطوات الآتية قبل أن تتجه لاستقطاب العملاء من شبكة معارفك على مواقع التواصل الاجتماعي:

  • تحديد محتوى حزم الكوتشينغ والشريحة المستهدفة.
  • توضيح الرسالة التسويقية والتميز عن المنافسين في السوق.
  • وضع خطة شاملة لاستقطاب العملاء من شبكة المعارف والاحتفاظ بهم.
  • وضع خطة شاملة لمشاركة المحتوى المناسب الذي يساعدك على استقطاب العملاء من شبكة المعارف.

يعمد بعض الكوتشز إلى ترويج خدماتهم على مواقع التواصل الاجتماعي وبناء الموقع الإلكتروني الخاص بنشاطهم التجاري في نفس الوقت؛ إذ تساعدهم هذه الطريقة على الحصول على العملاء المحتملين بسرعة.

تختفي منشورات مواقع التواصل الاجتماعي بعد فترة، وهذا يعني أنَّ تأثيرها مؤقت ولا يمكن الاستفادة منها على الأمد الطويل، بخلاف منشورات المدوَّنة التي تساعدك على الوصول إلى عدد أكبر من العملاء المحتملين مع مرور الوقت، وهذا يعني أنَّ تأثيرها تراكمي، وتساهم في جلب مزيد من الزوار إلى المدوَّنة.

إذا قمتَ بنشر مقالين في المدوَّنة كل أسبوع، وتصدَّرتَ نتائج البحث كل شهر، فإنَّ كل مقال يمكن أن يجلب لك 30-50 زائراً بالشهر، وبحلول نهاية العام، ستحصل على ما لا يقل عن 700 زائر شهرياً إلى موقعك الإلكتروني؛ لذا يجب عليك أن تضع خطة عمل شاملة تحدد فيها العملاء المثاليين، وحزم الكوتشينغ التي تلبي احتياجاتهم، والكلمات المفتاحية التي يبحثون عنها.

بلغ عدد زيارات موقعي الإلكتروني الأول ما يزيد عن 1500 زيارة في الشهر دون أيَّة فائدة تُذكَر؛ وذلك بسبب عدم تخصيص حزم الكوتشينغ والكلمات المفتاحية لشريحة العملاء المستهدفة، وقد نتج عن هذه الاستراتيجية نحو 10 مكالمات شهرية للاستعلام عن الخدمات التي أقدِّمها، في حين ساعدني موقعي الإلكتروني الثاني على الحصول على 5-10 عملاء محتملين أسبوعياً عندما بلغ عدد الزيارات لموقعي الإلكتروني نحو 450 زيارة.

تصبح عملية استقطاب الزوار أسهل عند إعداد خطة محتوى متكاملة تأخذ في الحسبان احتياجات الشريحة المستهدَفة والكلمات المفتاحية المناسبة، بحيث تحصل على المزيد من العملاء بعدد زوار أقل.

يجب عليك أن تضع خطة تأخذ في الحسبان احتياجات الشريحة المستهدفة والكلمات المفتاحية المناسبة، بحيث تحصل على المزيد من العملاء بعدد زوار أقل لموقعك الإلكتروني، وهذا يعني أنَّ النجاح يتطلب استهداف شريحة معيَّنة من الزوار تحتاج إلى الخدمات التي تقدِّمها، ولا داعي لاستقطاب جمهور عشوائي وزيادة عدد الزوار للموقع دون تحقيق أيَّة فائدة تُذكَر، وهي سياسة التركيز على النوع بدل الكم.

2. زيادة عدد العملاء المحتملين والأرباح:

تساهم مواقع التواصل الاجتماعي في تعزيز نجاحك، كما أنَّها تؤدي دوراً بارزاً في وصول شريحة أكبر من العملاء المحتملين إلى موقعك الإلكتروني؛ إذ إنَّ مشاركة المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي يساعدك على الوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين وإقناعهم بخدماتك من جهة، وزيادة عدد الزيارات لموقعك الإلكتروني من جهة ثانية.

يمكنك أن تستفيد من أدوات الأتمتة المجانية أو المدفوعة لمشاركة مقالاتك على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "لينكد إن" (LinkedIn)، أو "فيسبوك" (Facebook) أو "إنستغرام" (Instagram) على سبيل المثال.

يمكنك أن تشارك منشوراتك على جميع المنصات في آنٍ معاً بالاستفادة من ميزات الأتمتة التي توفِّر عليك الوقت والمال؛ إذ تقول خبيرة مواقع التواصل الاجتماعي "ماري سميث" (Mari Smith): "إنَّ استخدام أدوات الأتمتة لا يقلل من عدد الأشخاص الذين يصلهم المنشور على مواقع التواصل الاجتماعي".

استخدام إعلانات مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى شريحة أكبر من العملاء المحتملين:

يمكنك أن تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة وصولك إلى شريحة العملاء المستهدَفة عن طريق تحديد المقالات التي تولِّد المزيد من الأرباح، فيمكنك ببساطة أن تشارك هذه المقالات على مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق الحملات الإعلانية المدفوعة، بهدف زيادة عدد الأشخاص الذين يصلون إلى محتواك وتحقيق المزيد من الأرباح.

لقد استخدمتُ شخصياً هذه الاستراتيجية، وساعدتني على تحقيق النتائج التي أتطلع إليها؛ لأنَّ المقالات كانت قد تصدَّرَت نتائج البحث في "غوغل" (Google) وبدأت بالوصول إلى المزيد من العملاء المحتملين.

ساعدتني أداة "غوغل سيرتش كونسول" (Google search console) على مراقبة ظهور موقعي الإلكتروني ضمن نتائج البحث، وتتبُّع الكلمات المفتاحية والصفحات التي تجلب الزوار، وكان العملاء المحتملون يصلون إليَّ عن طريق "غوغل" للاستعلام عن خدماتي، وهو ما ساعدني على استقطاب المزيد من العملاء وزيادة أرباحي.

في الختام:

تؤدي منصات التواصل الاجتماعي دوراً بارزاً في ترويج خدمات الكوتشينغ، وتوفير الوقت والجهد المخصَّص لعمليات التسويق عند إعداد خطة شاملة تأخذ في الحسبان محتوى الموقع الإلكتروني وترتيبه في صفحات نتائج محرك البحث "غوغل".