استخدم حوافز قصيرة الأمد لتنعم بالرفاهية


استطلعت مؤسسة غالوب (Gallup) خلال 50 عاماً من البحث الأمور التي تساهم بشكل أكبر في الرضا عن الحياة، لقد نظرت في العوامل المعروفة للرفاهية التي تتجاوز العمر والبلد والثقافة؛ حيث جمعت "غالوب" معلومات من أكثر من 150 دولة تُمثِّل 98٪ من عدد سكان العالم لاستكشاف هذه النظرة الشاملة للرفاهية حول العالم، وطرح العلماء مئات الأسئلة حول وظائف الناس وصحتهم وثرواتهم وعلاقاتهم ومجتمعاتهم، ثم قارنوا تلك النتائج بمقاييس أخرى للرضا عن الحياة.

 سُئل الناس عن الشكل الذي سيبدو عليه "أفضل مستقبل ممكن" بالإضافة إلى أسئلة أخرى توضح ما يساهم في الحصول على حياة مقبولة، وقد نتج عن هذا البحث اكتشاف خمسة عناصر عالمية متميزة للرفاهية تصف بعض جوانب حياتنا التي يمكننا فعل شيء حيالها والتي غالباً ما تكون محوراً لأهداف الكوتشينغ.

العناصر الخمسة الأساسية للرفاهية

على الرغم من أنَّ هذه العناصر الخمسة للرفاهية لا تشمل كل الفروقات الدقيقة لكل ما هو هام لحياة رائعة، إلا أنَّها تُمثِّل خمس فئات ضرورية لمعظم عملاء الكوتشينغ، ووفقاً لمؤسسة غالوب، إليك العناصر الخمسة للرفاهية:

  1. تتعلق الرفاهية المهنية بما تشغل وقتك به أو ببساطة ما تفعله كل يوم في العمل.
  2. تتعلق الرفاهية الاجتماعية بوجود علاقات قوية وحب في حياتك.
  3. تتعلق الرفاهية المالية بإدارة حياتك المالية بفاعلية.
  4. تتعلق الرفاهية الجسدية بالتمتع بصحة جيدة وطاقة كافية لإنجاز أعمالك كل يوم.
  5. تتعلق رفاهية المجتمع بإحساسك بالتفاعل مع الناس في المنطقة التي تعيش فيها.

كم عدد الأشخاص الذين ينجحون؟

ما هي نسبة السكان الذين يُبلون بلاءً حسناً في جميع المجالات الخمس للرفاهية؟ 66% من الناس يُبلون بلاءً حسناً في مجال واحد على الأقل من الرفاهية، لكنَّ 7% فقط ينجحون فيها.

عندما يجد عميل الكوتشينغ صعوبة في أي من هذه المجالات، كما هو الحال بالنسبة لمعظمنا، فإنَّ ذلك يُمثِّل استنزافاً للرضا العام عن حياته، غالباً على أساس يومي، ولكن عندما نساعد عملاءنا من خلال الكوتشينغ على تعزيز رفاهيتهم في أي من هذه المجالات، فسوف يحصلون على منافع كبيرة على الفور، ومع ذلك، للتمتع بأعلى مستوى من الرضا عن الحياة، يحتاج عملاؤنا إلى إدارة جميع مجالات الرفاهية الخمسة.

يختار الأفراد مسارات مختلفة لزيادة رفاهيتهم، ويوفر الكوتشينغ التعلم الفردي المطلوب والدعم لمساعدتهم في تلبية احتياجاتهم الفريدة، على سبيل المثال، بالنسبة لبعض الناس، تُشكِّل الروحانيات الأساس الذي يساهم مساهمة كبيرة في رضاهم عن جميع المجالات الخمسة، بينما تُمثِّل الرسالة العميقة، مثل النشاط السياسي أو حماية البيئة حافزاً يومياً بالنسبة للآخرين؛ فهنالك العديد من المسارات التي تؤدي إلى الرفاهية الناجحة.

يوجد العديد من الطرائق التي يمكن لعميل الكوتشينغ أن يُعزِّز بها حياته المهنية والاجتماعية والمالية والبدنية، بالإضافة إلى رفاهية المجتمع؛ وذلك لأنَّ دافع كل شخص ووضعه يختلف عن الآخرين.

ونحن من خلال الكوتشينغ، نساعد عملاءنا على إجراء تحسينات في مجالاتهم الرئيسة من خلال رعاية خطوات العمل التي يختارونها بأنفسهم، مثل ممارسة المزيد من التمارين، والتخطيط لوقت اجتماعي عالي الجودة، وقضاء المزيد من الوقت في الاستماع إلى الموسيقى، والتفاعل مع المزيد من الشبكات الاجتماعية، أو أي شيء ضروري لتحقيق أهداف العميل.

تهديد للرفاهية

من المثير للاهتمام أنَّ أكبر تهديد لرفاهيتنا هو أنفسنا؛ وذلك لأنَّنا غالباً ما نولي اهتماماً أكبر لقراراتنا قصيرة الأمد على حساب ما هو أفضل لرفاهيتنا على الأمد الطويل؛ إذ غالباً ما ينتصر توجه الناس الطبيعي قصير الأمد على رؤيتهم الأكثر حكمة والطويلة الأمد.

على سبيل المثال، يتناول الناس في الأغلب كميات كبيرة من الحلوى رغم معرفتهم بضررها على صحتهم على الأمد الطويل، ورغم أنَّهم يريدون جسماً سليماً وحياة طويلة وصحية؛ فعندما سُئل 23000 شخص عن مشترياتهم الروتينية، قال 10٪ فقط إنَّهم يشترون الحلوى بانتظام، ولكن عندما سُئلت المجموعة نفسها من الأشخاص عمَّا إذا كانوا سيتناولون الحلوى في حال وُضِعَت أمامهم مباشرةً، قال أكثر من 70٪ إنَّهم لن يترددوا في ذلك.

استراتيجية الكوتشينغ

تُظهر الأبحاث أنَّه يمكن استخدام الحوافز قصيرة الأمد للمساعدة في تحقيق أهداف الكوتشينغ طويلة الأمد؛ لذا ساعد عميلك في العثور على حوافز قصيرة الأمد تتماشى مع أهدافه طويلة الأمد، وسيكون من الأسهل عليه اتخاذ قرارات لتحسين رفاهيته في الوقت الحالي.

على سبيل المثال، قد يختار عميلك ممارسة الرياضة صباح الغد؛ وذلك لأنَّه يعلم أنَّ 20 دقيقة من النشاط فقط يمكن أن تُحسِّن مزاجه خلال الـ 12 ساعة القادمة، وفي هذا المثال، قد يكون العميل أكثر حماساً لممارسة الرياضة الآن إذا كان يعتقد أنَّ ذلك سيساعده على الشعور بتحسن خلال بقية اليوم (تأثير فوري نسبياً وقصير الأمد)، ولكن بالإضافة إلى التمرين الآن، فإنَّه سيساهم في حياة أطول وأكثر صحة في وقت لاحق.

غالباً ما تكون الفائدة قصيرة الأمد هي الدافع الحقيقي لاتخاذ القرار، وليس المكاسب طويلة الأمد، ولكن يمكننا تسخير هذا الميل لدى الناس في التركيز على المكاسب الفورية لتحسين التقدم المستمر على الأمد الطويل أيضاً.

خلاصة القول: ساعد عملاءك على تحديد الأهداف طويلة الأمد، ثم تبادل الأفكار معهم حول ما يمكنهم فعله الآن للحصول على منافع فورية ودعم أهدافهم طويلة الأمد في الوقت نفسه.