الأسباب والمهارات اللازمة لتدريب الموظفين المبتدئين


سينضم هذا العام آلاف العمال الجدد إلى القوى العاملة، معظمهم حديث التخرج ومستعد لبدء حياته المهنية، وإذا بحثت عن أسرار العمل مع موظفين من الأجيال الشابة، فأنت تعلم أنَّهم يقدِّرون التعليم والتطوير، وإذا لم يكن تدريب المبتدئين جزءاً من استراتيجية التدريب في مؤسستك، فإنَّك ستفوت فرصةً كبيرةً.

قد يستفيد كل فرد في مؤسستك من التدريب، ومن ذلك الموظفون الذين بدؤوا العمل للتو، وعندما تقدِّم فرصاً للتدريب والتطوير للموظفين المبتدئين، فأنت تستثمر في نمو شركتك وتطورها، والحل هو فهم نوع التدريب الذي يجب تقديمه في هذه المرحلة من حياة الموظف وأفضل الطرائق لتقديمه.

هل نحتاج إلى تدريب الموظفين المبتدئين؟

قد تفكر أنَّ الموظفين المبتدئين قد تخرجوا للتو؛ وهذا يعني أنَّ تعليمهم حديث، ولن يكونوا مهتمين بالتدريب في الوقت الحالي، أو ربما تتساءل عن نوع التدريب الذي قد يحتاجون إليه، بالنظر إلى المهام العامة أو البسيطة التي تمنحها للمبتدئين، وقد تتساءل هل يمتلك الموظفون المبتدئون عموماً المهارات المبتدئة؟ وماذا عن التكاليف؟ يمكن أن يكون التدريب مكلفاً، وماذا لو استثمرت في تدريب الموظفين الجدد، ثم غادروا الشركة واستخدموا مهاراتهم في مكان آخر؟

إنَّ التدريب هو أكثر من مجرد توفير المهارات للمتخصصين؛ إذ يُعَدُّ وضع برنامج تدريبي للمبتدئين طريقةً جيدةً لزيادة الإنتاجية والاندماج، وتقليل معدل دوران الموظفين، وتهيئة شركتك للنمو.

لماذا يجب عليك تدريب الموظفين المبتدئين؟

عندما تفكر فقط في المهارات التقنية أو المهارة التطبيقية، سيكون من الصعب فهم نوع التدريب القيِّم أو الذي يعود بالفائدة على الموظفين الجدد، وبالتأكيد، تُعَدُّ التكلفة عاملاً هاماً، ومن غير السهل دائماً رؤية الفوائد الملموسة أو القابلة للقياس من التدريب.

لكن كما ذكرنا آنفاً، يتوقع الموظفون الجدد تلقِّي تدريب يتعلق بعملهم، والأمر الهام هنا هو تقديم محتوى ذي مغزى بالنسبة إليهم، ولا يعني التدريب أن تُظهِر لشخص ما طريقة القيام بأمر ما؛ وإنَّما يتعلق بإعداد الأشخاص لتحقيق النجاح في مكان العمل وتزويدهم بمهارات جديدة تساعدهم على النمو.

وعندما يتعلق الأمر بالتكاليف، فكر في الفوائد الآتية للتدريب:

  • انخفاض معدلات دوران العمالة والتسرب الوظيفي: عندما تزود الموظفين بفرص للتطوير أينما كانوا في حياتهم المهنية، سيلاحظون أنَّك تهتم بمستقبلهم، ومن المحتمل أن يبقى الموظفون الذين يشعرون بالدعم في أهدافهم المهنية مع الشركة.
  • تحقيق إنتاجية أكبر: إنَّ الاستثمار في نمو الموظفين يعني الاستثمار في نمو شركتك؛ فعندما تمنح الأشخاص المهارات والأدوات التي يحتاجون إليها منذ اليوم الأول، سيصبحون من أهم دعائم شركتك.
  • علامة تجارية أقوى لرب العمل: يُظهِر الالتزام بتطوير الموظفين للناس قيمتك؛ فلا يُعَدُّ التدريب ميزة من الجيد الحصول عليها هذه الأيام، فالمزيد من الموظفين يتوقعون ذلك من أرباب العمل، وسيساعدك التركيز على التعلم والنمو على جذب أفضل المواهب، وعندما تدرِّب الموظفين بصورة استباقية، فإنَّهم سيشعرون بعلاقة أعمق بالشركة وثقافتها.

يوجد الكثير من الفوائد لإنشاء برنامج تدريبي للمبتدئين يفيد موظفيك ومؤسستك؛ أنت فقط بحاجة إلى التركيز.

4 مهارات يجب أن يشملها برنامجك التدريبي للمبتدئين:

يُعَدُّ التدريب والتطوير الجيد أكثر من مجرد حدث يحدث لمرة واحدة خلال فترة التأهيل؛ فإذا كنت تكتفي بتقديم المهارات الفنية المتعلقة بالوظيفة، فأنت ستفوت فرص التطوير الحقيقية.

فيما يأتي أربع مهارات ستفيد الموظفين المبتدئين من البداية:

1. تدريب خاص بالشركة:

يرغب الناس في أن يكون العمل الذي ينجزونه ذا مغزى؛ لهذا السبب دعهم يعرفون أنَّ مساهماتهم هامة من خلال إظهار طريقة عمل المنظمة بأكملها لتحقيق النتائج، وحدِّد الوظائف التي تدعمها جهودهم، والقيمة التي يضيفها فريقهم عموماً، وستساعدهم على الشعور بالترحيب والتقدير من خلال التدريب التوجيهي الشامل للموظفين، وبهذه الطريقة، سيتمكنون من ملاحظة دورهم في الصورة الأكبر.

2. التدريب على ثقافة الشركة:

علِّم الموظفين ما الذي يعنيه أن تكون جزءاً من الفريق وتدعم قيم شركتك من خلال التدريب على التنوع والشمول؛ فإنَّ الشركات الناجحة هي أماكن للشعور بالأمان والشمول؛ إذ تعمل المنظمات جيداً عندما تُحفِّز الموظفين وتصغي إلى الجميع، وجهِّز الموظفين الجدد للنجاح من خلال تعليمهم المبادئ الأساسية للمنظمة وممارسات العمل الجيدة.

3. المهارات الناعمة:

غالباً ما نتجاهل المهارات الناعمة - المهارات الشخصية - عندما يتعلق الأمر بالتدريب في مكان العمل، لكنَّها ضرورية لمساعدة الموظفين على النجاح، إذ يرى 40% من المديرين أنَّها هامة عند تعيين موظفين مبتدئين، فهم يعلمون أنَّ مقدار جودة عمل شخص ما مع الآخرين هو معيار قوي للنجاح الوظيفي؛ لذا هيِّئ الموظفين للتفوق في حياتهم المهنية من خلال تدريبهم على مهارات مثل التواصل والعمل الجماعي والإبداع وإدارة الوقت.

4. المهارات التقنية:

ما تزال المعرفة التقنية جزءاً ضرورياً من الإنتاجية؛ لهذا السبب أدرج محتوى خاصاً بالعمل يحتاج إليه الموظفون لأداء واجباتهم، واحرص على أن يكونوا جاهزين لإنجاز المهام الموكَلة إليهم، ومواكبة هذا التدريب مع تقدُّم متطلبات العمل والتكنولوجيا؛ إذ إنَّ تزويد الأشخاص بالأدوات والمعرفة التي يحتاجون إليها، سيعزز ثقتهم للمضي قدماً في عملهم، كما سيعزز التدريب التقني إنتاجيتك ويساعد الموظفين الجدد على الشعور بالاستعداد لتحقيق أهدافهم المهنية مع الشركة.

كيف يمكن تقديم تدريب للمبتدئين؟

لا توجد حاجة لجعل التدريب يعطل الوظيفة كثيراً، فسيكون لدى الموظفين ما يكفي من المشاغل التي تمنعهم من مواكبة التدريب، وقد تكون الانقطاعات التي يسببها التدريب مرهقةً أيضاً، لكنَّ معرفة أنَّ التعلم يمكن الوصول إليه متى أرادوا سيزيد من اندماجهم معه.

فكر في النصائح الآتية للحصول على تدريب مفيد:

  • وفِّر خيارات التعلم الذاتي: يمكنك اختيار نظام إدارة التعلم (LMS) لتدريب الموظفين؛ إذ يمكن للأشخاص تسجيل الدخول وإكمال الدورات بما يتناسب مع وقتهم الخاص؛ فقلِّل من مشاعر التوتر المرتبطة بالمواعيد النهائية من خلال عدم مطالبة الأشخاص بالتوفيق بين التدريب ومهام العمل في نفس الوقت، وإذا تمكَّن الموظفون من حضور التدريب في وقت الفراغ، فمن المحتمل أن يندمجوا مع المحتوى ويحصلوا على شيء منه.
  • اختصر التدريب: التعلم المصغر هو وسيلة فعَّالة لإيصال المعرفة وتعزيز الاحتفاظ؛ فقسِّم المحتوى إلى دروس قصيرة تركِّز على مفهوم واحد فقط لكل منها؛ إذ يمكن للمتعلمين التركيز بصورة أكبر على الالتزامات ذات الوقت الأقصر، كما أنَّ تعليم فكرة واحدة في كل مرة يمنحهم الفرصة لاستيعاب المفاهيم.
  • وفِّر التدريب على الأجهزة المحمولة: يمكن للموظفين تخصيص المزيد من الوقت للتعلم عندما يمكنهم التدرب في أثناء التنقل؛ إذ تستخدم القوى العاملة المبتدئة للوصول إلى المعلومات والتعلم هواتفها الذكية اليوم؛ لهذا السبب قدِّم تدريباً يمكن الوصول إليه عبر الهواتف للمساعدة على التغلب على أيِّ حواجز تتعلق بإمكانية الوصول التي قد تترافق مع واجهة جديدة.

التوظيف من أجل الإمكانات والتدريب من أجل النمو:

إنَّ التدريب متاح للجميع في مؤسستك، ولا يجب أن يعود بالفائدة على الموظفين على المستوى الإداري والتنفيذي؛ وإنَّما يجب أن يكون عبارة عن التزام شركتك بالاستثمار في التعلم والتطوير المستمر؛ فساعد شركتك على فهم أهمية التدريب، ثم ضع خطة تدريب تدعم ثقافة التعلم على كل مستوى من مستويات المنظمة.

وتُعَدُّ استراتيجية التعلم والتطوير الفعَّالة جزءاً هاماً من نمو شركتك؛ إذ إنَّ تطوير الموظفين والعمل معهم لتحقيق أهدافهم المهنية هو استثمار يؤتي ثماره لك ولهم؛ فإذا بدأت من أسفل التسلسل الهرمي للشركة، فستُنشئ ثقافة تعلُّم تدعم عملك جيداً في المستقبل.