الدليل الشامل لكوتشينغ الحياة

تظهر آلاف الأفكار في أذهاننا كل يوم، فنحن نصدر الأحكام ونتخذ قرارات تؤثر في نوع الحياة التي نعيشها، ومن هم أصدقائنا، وفي مكان عملنا، ومقدار سعادتنا.

ماذا لو كنت تستطيع تعديل أيِّ جانب من جوانب حياتك مع القليل من التغييرات الأساسية فقط؟ تخيَّل أن تكون قادراً على تحرير نفسك من القيود التي تعوقك لفترة طويلة.

كوتشينغ الحياة هو عملية اكتشاف الذات والتغيير؛ إذ تتعلم تغيير معتقداتك ومواقفك لتطوير طريقة أفضل لتعيش من أجل نفسك؛ لذا إذا كنت ترغب في:

• تعلُّم ما الذي يعنيه كوتشينغ الحياة.
• تعلُّم كيف يمكن أن يساعدك على أن تصبح ناجحاً.
• تعرُّف أنواعه المختلفة للتقدم في المسار الوظيفي المتعلق بالكوتشينغ أو المنتورينغ.
• الحصول على إجابات لبعض القضايا الهامة المرتبطة بكوتشينغ الحياة.

دعنا نبدأ بتعريف واضح لكوتشينغ الحياة:

الفصل الأول

أساسيات كوتشينغ الحياة

يعتقد الناس، في كثير من الأحيان، أنَّ كوتشينغ الحياة هو بمنزلة علاج، ويحاولون معالجة قضايا شخصية جداً مع شخص غريب؛ وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة، فأفضل ما في كوتشينغ الحياة هو أنَّه يركز على الأفراد ومشكلاتهم، كما يزوِّد الكوتشينغ المرء بوجهات نظر موضوعية خارجية.

في هذا الفصل، ستتعلم أساسيات كوتشينغ الحياة؛ إذ سنتحدث عن تعريف كوتشينغ الحياة، وتاريخ ظهوره، ومَن هم كوتشز الحياة، وأنواعهم، وبعض الأفكار الخاطئة عن هذه المهنة.

ما هو كوتشينغ الحياة؟

يختص كوتشينغ الحياة بفكرة مساعدة الناس على إيجاد حلول للصعوبات التي يواجهونها؛ إذ يبحث الأشخاص الذين يوظفون كوتشاً عن إرشادات ودعم لتحقيق أهداف شخصية أو مهنية محددة.

يميل الأشخاص الذين يقدمون الكوتشينغ إلى أن يكونوا أخلاقيين للغاية، ومصممين بشدة على مساعدة عملائهم على تحقيق النجاح. إنَّهم يمتلكون صفات شخصية تسمح لهم بأن يكونوا حساسين لكن صارمين، وواثقين لكن متواضعين، ومثابرين لكن صبورين، ومتعاطفين لكن حازمين.

تاريخ كوتشينغ الحياة

لقد كان "توماس ليونارد" (Thomas Leonard) أول من سلَّط الضوء على كوتشينغ الحياة في الثمانينيات؛ إذ اكتشف أنَّ عملاءه - الذين بدوا مستقرين عاطفياً ولا يحتاجون إلى العلاج - يريدون مزيداً من النصائح المالية المتعلقة بالاستثمار وحماية أموالهم، كما يرغبون في المساعدة على تنظيم حياتهم وتطوير أهداف واضحة.

أسَّس "ليونارد" في عام 1995، "اتحاد الكوتشينغ الدولي" (International Coaching Federation) (ICF)، ليصبح منظمة الكوتشينغ الأكثر شهرةً في جميع أنحاء العالم، وقد ازداد عدد الكوتشز الممارسين ازدياداً كبيراً، كما ازداد عدد عملاء الكوتشينغ يومياً.

وقد انتقد الكثير من الناس خطته تلك لجعله تقديم نصائح عن الحياة مهنةً، ومع ذلك، أصبحت فوائد الكوتشينغ واضحةً بسرعة، واعتُرِفَ بها بأنَّها ممارسة هامة جداً؛ ونتيجةً لذلك، بدأ الآلاف من الأفراد رحلاتهم في عالم الكوتشينغ.

من هو كوتش الحياة؟

أهم فكرة يجب أن تفهمها عن كوتشينغ الحياة هو أنَّه ليس علاجاً؛ فالكوتشز لا يركزون على الصدمات أو قضايا الصحة النفسية؛ وإنَّما ينظرون إلى أهداف مشتركة مثل أن تصبح أكثر سعادةً وصحةً وقوةً وحكمةً وتنظيماً، وأيَّ شيء يريد الشخص تغييره؛ ولكنَّهم يتوقعون من العملاء إنجاز المهام المطلوبة للوصول إلى أهدافهم بأنفسهم.

لقد أصبح التعامل مع القلق أو التوتر في مكان العمل أكثر أهميةً من أيِّ وقت مضى، لا سيما مع زيادة مشكلات الصحة النفسية بين الموظفين.

وفقاً لدراسة أُجريت عن بناء ثقافة الكوتشينغ لزيادة مشاركة الموظفين، فقد حظيت 63% من الشركات التي توفر الكوتشينغ لموظفيها بمزيدٍ من الإيرادات ونمو الدخل بين منافسيها.

يوفر الكوتش المهني الدعم للموظفين الذين يرغبون في إجراء تغييرات ضرورية في حياتهم وتحسين أنفسهم، كما يساعد الكوتشز على استعادة الثقة من خلال تطوير خطط واقعية يمكن التحكم بها، بدلاً من الخطط الصارمة التي لا يمكن تحقيقها، كأن تصبح عداء ماراثون بين عشية وضحاها.

إنَّ مهنة كوتشينغ الحياة مهنة مستقلة وليس لها حدود أو قيود، وهذا يجعلها مثيرةً للغاية؛ إذ يمكنك العمل مع جميع أنواع الأشخاص من أصول مختلفة، ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم الشخصية.

ماذا يفعل كوتش الحياة؟

بصفتك كوتشاً للحياة - والمعروف أيضاً باسم الكوتش الشخصي - فإنَّ وظيفتك هي مساعدة عملائك على إجراء التغييرات التي يحتاجون إليها ليعيشوا حياة أكثر سعادةً ورضى.

سيقابل كوتش الحياة العميل بانتظام - أو كلما لزم الأمر - لتقديم الدعم والتوجيه، وعادةً تكون العلاقة بين العميل والكوتش وثيقةً جداً؛ إذ يتصرف الكوتشز مثل المنتورز بدرجة أكبر ومثل المديرين أو المعلمين بدرجة أقل.

تختلف واجبات الكوتش بحسب نوع الكوتشينغ الذي يقدِّمه، ومع ذلك عموماً، يمكن توقُّع أن يقوم كوتشز الحياة الناجحين بما يأتي:

• مساعدة العملاء في الأوقات الصعبة.
• توفير الموارد والأدوات للمساعدة على التغلب على التحديات والصعوبات.
• مساعدة العملاء على تحديد أولويات الأمور الهامة في حياتهم.
• المساعدة على تحديد الأهداف وتحقيقها.
• العمل على حل المشكلات التي تمنعهم من أن يكونوا أفضل نسخة ممكنة من أنفسهم.

من يمكنه الاستفادة من كوتشينغ الحياة؟

إنَّ كوتشينغ الحياة يفيد الأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين حياتهم، سواء كان المرء يحتاج إلى مساعدة على تحديد الأهداف وتحقيقها، أم التغلب على تحدٍّ أو إدمان، أم يريد اكتساب مزيدٍ من السعادة في حياته، يمكن للكوتش أن يكون موجوداً لدعم العميل في كل خطوة.

بعض الأنواع الشائعة من الأشخاص الذين يسعون إلى الحصول على كوتشينغ الحياة:

• الأشخاص الذين يتطلعون للتغلب على الرهاب أو الخوف.
• الآباء الجدد الذين يبحثون عن النصائح ليكونوا أفضل الآباء.
• الأشخاص الذين يحتاجون إلى الدافع وتحسين الذات.
• الأشخاص الذين يتطلعون إلى وضع خطة عمل لأعمالهم.
• الأفراد الذين يعانون من العلاقات، مثل المطلقين الذين يحاولون تخطِّي علاقة زواج سابقة.
• الأشخاص المسنون أو المتقاعدون الذين يرغبون في البقاء نشطين والحفاظ على نمط حياة مُرضٍ.
• الأفراد الذين يعملون في وظائف لا تناسبهم ويرغبون في تغيير مهنتهم.
• الأفراد الذين يرغبون في تحسين علاقاتهم، سواء كان ذلك مع الأصدقاء أم العائلة.

الفصل الثاني

أنواع كوتشز الحياة

هناك أنواع مختلفة من كوتشز الحياة، وجميعهم يساعد العملاء على العمل على جانب معين من حياتهم. يلبِّي كل نوع من أنواع كوتشز الحياة احتياجاً معيناً لدى العميل؛ وذلك لتحسين حياته بهذه الطريقة تحديداً.

● الكوتش المهني

يساعد الكوتشز المهنيون عملاءهم على العثور على وظائف وتأسيس مهنتهم، كما يساعدونهم على تطوير المهارات اللازمة لمكان العمل، سواء من خلال التواصل أم إدارة الوقت أم بناء الفريق، ويُعَدُّ الكوتشز المهنيون مثاليين بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرغبون في تغيير حياتهم المهنية والانتقال إلى مهنة أخرى مُرضية أكثر.

● كوتشز التواصل

يختص كوتشينغ التواصل بتحسين العلاقات الشخصية من خلال ضمان تلقِّي رسالتنا وفهمها وتذكُّرها. يساعد كوتشينغ التواصل على التغلب على التحديات في العلاقات الشخصية أو في مكان العمل أو عند التواصل مع العملاء.

● كوتشز الأسرة وتربية الأطفال

يساعد كوتشز الأسرة وتربية الأطفال العملاء على تطوير علاقة أفضل مع أطفالهم، كما أنَّهم يساعدون العملاء على التغلب على الصراعات داخل الأسرة، أو التعامل مع المشكلات السلوكية، أو تحقيق توازن أفضل بين العمل والحياة الشخصية.

● كوتشز الصحة والعافية واللياقة البدنية

يُعَدُّ العمل مع عادات الطعام وأنظمة اللياقة البدنية وإدارة التوتر من أولويات كوتشز الصحة والعافية واللياقة البدنية.

● كوتشز الحياة

يساعد كوتشز الحياة العملاء على اكتشاف الخطوة التالية في الحياة، كما أنَّهم موجودون عندما يحتاج العميل إلى شخص يلجأ إليه، دون فرض خطتهم أو أهدافهم الخاصة التي يتوقعون منك تحقيقها.

● كوتشز البرمجة اللغوية العصبية

يستعمل كوتش البرمجة اللغوية العصبية (NLP) أدوات مختلفة لمساعدة العملاء على النجاح والأداء أداءً أفضل، وإنجاز مزيدٍ من الأعمال، بالإضافة إلى ذلك، يدرِّسون لغة وسلوكات الأشخاص الناجحين لمساعدة العميل على محاكاة تلك الأساليب لتحقيق مستويات أداء مماثلة لمستوياتهم أو أعلى منها.

يستعمل معظم كوتشز الحياة العديد من أساليب البرمجة اللغوية العصبية لمساعدة العملاء على التحرر من أي معتقدات أو إجراءات مُقيِّدة أو تخفيف أثرها.

● كوتشز الأداء

غالباً ما يبحث الأشخاص في مجال فنون الأداء - مثل الممثلين والراقصين والموسيقيين - عن كوتش ليساعدهم على صقل مهنتهم وتمهيد الطريق نحو النجاح، ومن هذه المجموعات توجد مجموعة فرعية تضم الكوتشز الذين يعملون على وجه التحديد مع الرياضيين المحترفين.

● كوتشز العلاقات

يمكن لكوتشز حفلات الزفاف والزواج أن يساعدوا على جعل الزوجين متفاهمين بشأن علاقتهما، فهم يساعدونهما على فهم بعضهما بعضاً فهماً أعمق، وتطوير أدوات لتعزيز علاقة صحية وسعيدة.

● الكوتش الروحي

يرشدك الكوتشز الروحيون نحو الكشف عن الهدف من حياتك، وإيجاد نفسك، وأن تصبح شخصاً أفضل.

الفصل الثالث

فوائد وسلبيات كوتشينغ الحياة

مثل أيَّة مهنة أخرى، أن تصبح كوتشاً للحياة يرافقه بعض المزايا والعيوب، وفي هذا الفصل، سنناقش فوائد كوتشينغ الحياة والسلبيات التي ترافقها، حتى تتمكَّن من اتخاذ قرار مدروس وسليم فيما إذا كان هذا الأمر مناسباً لك.

أهمية كوتشينغ الحياة

يمكن أن يكون كوتش الحياة أحد الأصول القيِّمة للأشخاص الذين يتطلعون إلى تحسين حياتهم، وبصفتك كوتشاً، ستقدِّم التوجيه والنصائح المتعلقة بتحقيق الأهداف، والتغلب على التحديات، وعيش حياة أكثر سعادةً ورضى.

فيما يأتي بعض الأسباب التي تجعل من مهنة كوتش الحياة عملاً هاماً جداً، والطرائق التي يمكنك من خلالها إضافة قيمة إلى حياة عملائك:

● توفير المساءلة

قد يكون من الصعب على الناس إيجاد الدافع لتحسين حياتهم بأنفسهم؛ لذا يوفر الكوتش المساءلة للتغلب على العقبات وتحقيق الأهداف، وهو أمر لا يُقدَّر بثمن في الأوقات العصيبة.

● منح الرؤية لعملائك

إنَّ وجود شخص يفهم ما يمرُّ به المرء، يمكن أن يساعد على وضع الأمور في نصابها، وبصفتك كوتشاً، ستقدِّم منظوراً مختلفاً تماماً عمَّا يمر به الشخص، وما هي الخطوات التي يمكنه اتخاذها لتحسين حياته.

● بذل جهد إضافي

إنَّ وظيفة الكوتشز هي أكثر من مجرد مساعدة العملاء على تحقيق الأهداف؛ فهم يقدِّمون النصيحة ويعملون على حل المشكلات ويحفزون الأشخاص الذين يكافحون، حتى إنَّ معظم الكوتشز سيجرون مكالمات هاتفية ويرسلون رسائل بريد إلكتروني ويتواصلون مع العملاء دون أن يُطلَب منهم ذلك.

● توفير الدعم

يدعم الكوتش الجيد رحلة عملائه، ويشجعهم في الأوقات الصعبة، ويحتفل معهم بانتصاراتهم، ولا يتوقف عن مراقبتهم وهم يتحسنون.

● تعزيز الإبداع في حل المشكلات

يمكن للكوتش المساعدة على تطوير طرائق جديدة لتحسين حياة العملاء، وإيجاد حلول خارجة عن المألوف، والعمل على حل المشكلات بطرائق جديدة.

● تحسين التوازن بين العمل والحياة الشخصية

سيعمل الكوتشز الجيدون عن كثب مع عملائهم لإيجاد طرائق لتحقيق التوازن في حياتهم، والحفاظ على نمط حياة صحي ومُرضٍ.

● إنشاء علاقات أقوى مع الأصدقاء والعائلة

يمكن للكوتشز تقديم الأدوات والأساليب لتحسين العلاقات، سواء كانت في العمل أم مع الأصدقاء والعائلة.

● تحقيق عائد استثمار عالٍ

وفقاً لدراسة أجرتها شركة "فورتين 500" (Fortune 500)، لقد أدى الكوتشينغ التنفيذي إلى عائد استثمار بنسبة 529% وفوائد غير ملموسة كبيرة للمؤسسة.

● تعزيز الثقة بالنفس

إنَّ العمل مع كوتش لفترة طويلة يسمح للشخص بأن يتعرَّف نفسه تعرُّفاً أفضل ممَّا كان عليه من قبل، وسيتمكن العملاء من توضيح الطريقة التي سيتصرفون وفقها، ونقاط القوة والضعف لديهم، وتعلُّم طرائق جديدة لتحسين أنفسهم.

● تغييرات أكثر استدامة

غالباً ما يساعد كوتشز الحياة عملاءهم على تطوير تغييرات طويلة الأمد في نمط الحياة من خلال الحفاظ عليها بأنفسهم، وبمساعدة الكوتش، يمكنهم تعديل عقليتهم؛ لذا لا تتطلب هذه التحسينات الكثير من الجهد.

تأثير كوتشينغ الحياة

سواء كنت تبدأ نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت، أم تكوِّن صداقات، أم تحاول التخلص من الديون، فلا يوجد حد للنجاح الممكن للأشخاص الذين يرغبون في بذل الوقت والجهد.

وفقاً للدراسات المستعرضة عن تأثير كوتشينغ الحياة، يمكن من خلاله تعزيز الشجاعة وتخفيف الخوف والقلق، وقد يساعد هذا الأمر الأشخاص أصحاب التطور المهني أو الشخصي المقيد.

السلبيات المحتملة لكوتشينغ الحياة

حان الوقت الآن لكي نتطرَّق إلى بعض العيوب المحتملة لكوتشينغ الحياة:

● مخاطر الإرهاق

قد يكون من المرهق أن تكون مسؤولاً عن تحسين عملائك طوال الوقت، لا سيما إذا لم تكن معتاداً على تحمُّل هذا المستوى من المسؤولية من قبل.

● مخاطر التبعية

من الهام أن تتذكر كونك كوتشاً لا يعني أنَّك معالج أو يمكنك أن تعمل عمل المعالج، فأنت موجود لتوجيه ودعم عملائك حتى يتمكنوا من السيطرة على حياتهم.

● احتمال عدم وجود استقلال ذاتي

بصفتك كوتشاً، ستحتاج إلى مناقشة خطط عملائك والتقدم الذي يحرزونه بالتفصيل، ولكن قد يكون من الصعب على عميلك مشاركة كل شيء عن حياته؛ إذ قد يرغب في الحفاظ على خصوصية بعض جوانب حياته، ومعرفة ذلك مسبقاً يمكن أن تكون أمراً مفيداً لعمليتك معه.

بعض المفاهيم الخاطئة الشائعة عن كوتشينغ الحياة

توجد بعض المفاهيم الخاطئة عن كوتشينغ الحياة، التي يجب معالجتها قبل الانتقال إلى الفصل التالي.

المفهوم الخاطئ الأول: "لا يحتاج الناجحون إلى كوتشينغ"

يبحث الأشخاص الناجحون جداً عن طرائق لتحسين نقاط ضعفهم، وتحدي أنفسهم بطرائق جديدة، والنمو أكثر، حتى "بيل غيتس" (Bill Gates) لديه كوتش.

المفهوم الخاطئ الثاني: "الكوتشينغ مكلف"

الكوتش عبارة عن استثمار؛ إذ يمكنه مساعدة العميل على تحقيق الأهداف التي قد تستغرق وقتاً طويلاً لتحقيقها وحده. كما أنَّ الكوتشينغ ليس مُكلفاً كما يعتقد بعض الأشخاص، فغالباً ما يتقاضى كوتشز الحياة رسوماً لكل ساعة أو يقدمون عروضاً مع عقد جلسات محددة خلال فترات زمنية محددة.

المفهوم الخاطئ الثالث: "المدربون والمنتورز والمعالجون هم نفسهم كوتشز الحياة"

الأمر الوحيد المشترك بين المدربين والمنتورز والمعالجين هو أنَّهم جميعاً محترفون ويسعون جاهدين إلى مساعدة العملاء على تحقيق حياة أفضل. يركز المدربون على تطوير المهارات وتحسين الأداء، في حين يقدِّم المنتورز إرشاداتهم في بيئة فردية، بينما يساعد المعالجون الأفراد على علاج الصحة العقلية.

أما كوتشز الحياة يزودونك بالمفتاح لتتعلم طريقة التفكير في نفسك ثم اتخاذ الإجراءات وفقاً لذلك، وعندما تكون في بداية حياتك المهنية بصفتك كوتش حياة، قد تشعر أحياناً بالحاجة إلى التوجيه وهذا الدافع الإضافي للاستمرار. يلجأ معظم الناس إلى توظيف كوتش لهذا الأمر ولمعرفة المزيد عن مهنة كوتشينغ الحياة.

في الفصلين التاليين، سنتحدث عن بعض الأساسيات عن توظيف كوتش حياة، التي يجب أن تكون على دراية بها، وسنتحدث عن بعض الأسئلة الشائعة عن كوتشينغ الحياة عموماً.

الفصل الرابع

نصائح مؤكدة للحصول على أقصى استفادة من كوتشينغ الحياة

لحسن الحظ، يمكنك الآن تحديد خصائص كوتشينغ الحياة وتأثيره وسلبياته قبل الاتفاق مع كوتش. ستُتاح لك فرصة التعامل معه تعاملاً مباشراً بدلاً من أن تتفاجأ من اختيارك فيما بعد؛ لذا، في هذا الفصل والفصل الذي يليه، سنناقش بعض النصائح العملية التي يمكنك استعمالها للعثور على كوتش حياة مثالي.

العثور على الكوتش المثالي

كما نعلم، يمكن أن يفيد كوتشينغ الحياة إفادة كبيرة في نجاحك المهني والشخصي، ومع ذلك، قد لا يناسب هذا الأمر الجميع؛ وذلك لأنَّ كوتشينغ الحياة يتطلب عملاً شاقاً ويمكن أن يكون مرهقاً عاطفياً.

هذا هو السبب في أنَّه من الهام للعميل العثور على كوتش ذي خبرة ومعرفة يفهم ما تريد تحقيقه وما هي احتياجاتك، ومن خلال إجراء بحث دقيق قبل الاتفاق مع أيِّ شخص، ستضع نفسك في أفضل وضع ممكن وتعزز تعزيزاً كبيراً فرصك في النجاح، وقبل الاتفاق مع كوتش، فكِّر في الحصول على إجابات لهذه الأسئلة الرئيسة:

1. هل يمتلك الكوتش الخبرة في المجال الذي تحتاج إلى تلقِّي كوتشينغ فيه؟

على سبيل المثال: إذا كنت تعمل على بناء تقديرك لذاتك، فمن المنطقي أن تبحث عن شخص لديه خبرة في مساعدة الناس على التغلب على شكوكهم بأنفسهم؛ لذا احرص على معرفة ما إذا كان يمتلك المعرفة والمهارات اللازمة لمساعدتك.

يمكنك القيام بذلك من خلال الاطلاع على موقعه الإلكتروني، أو التواصل معه للحصول على مزيد من المعلومات.

2. ما هو أسلوبه في الكوتشينغ؟

سيعمل معك كوتش جيد لتطوير أهدافك؛ لذا يجب أن تنسجم شخصيتك جيداً مع شخصيته، وأفضل طريقة لتحديد ذلك هي سؤاله عن أسلوبه وطريقة عمله.

3. هل يشجع على التبادل الصريح للأفكار؟

يجب أن تشعر بالراحة في أن تكون صادقاً مع الكوتش الخاص بك؛ لذا احرص على اختيار شخص يشجع الحوار المتبادل بدلاً من شخص يتحدث نيابةً عنك.

4. هل ستكون على تواصل دائم مع الكوتش؟

سيرغب الكوتش الجيد في التواصل معك قدر الإمكان. أنت لا تريد التعامل مع شخص يختفي لأسابيع أو شهور دون التواصل معك؛ لذا فكِّر جيداً عند اختيار كوتش الحياة.

5. هل يوجد عقد كوتشينغ؟

تأكد من أنَّ توقعاتك واضحة تماماً منذ البداية؛ وذلك لتجنب أيِّ التباس قد يحدث فيما بعد.

6. هل لديه قائمة عملاء قوية؟

إن استطعت، ألقِ نظرة على بعض معلومات الاتصال لعملاء تلقُّوا كوتشينغ الحياة سابقاً، والأفضل من ذلك، إذا كان في إمكانك التحدث مع بعضهم، فيمكنك الحصول على بعض الوضوح عن مقدار نجاح الكوتش.

7. ما هي تكلفة توظيفه؟

يمكن أن تختلف التكاليف الشهرية اختلافاً كبيراً من كوتش إلى آخر؛ لذا تأكَّد إذا كانوا يقدِّمون حسومات خاصة للعملاء لأول مرة أو عروضاً مبدئية منخفضة التكاليف.

8. هل توجد فترة تجريبية؟

يقدِّم معظم الكوتشز فترةً تجريبيةً مجانيةً لجلسات كوتشينغ الحياة، التي ستمنحك فرصةً لتتعرَّف الكوتش والمساعدة على تحديد ما إذا كان الكوتشينغ مناسباً لك. قيِّم الكوتش بناءً على هذه المعايير، وستقطع شوطاً طويلاً نحو ضمان نجاح تجربتك منذ البداية.

الفصل الخامس

أسئلة شائعة عن كوتشينغ الحياة

كما ذكرنا آنفاً، يمكن أن يكون كوتشينغ الحياة فعَّالاً إذا قُدِّم تقديماً صحيحاً، وفي هذا الفصل سنتحدث عن بعض الأسئلة الشائعة عن كوتشينغ الحياة، مع ذكر الإجابات؛ في البداية، سنلقي نظرةً على بعض المهارات التي يجب أن تكتسبها لإجراء كوتشينغ جماعي.

ماذا يحدث خلال جلسة كوتشينغ الحياة؟

عادةً، خلال الجلسة، سيسألك الكوتش بعض الأسئلة عن أهدافك وما الذي يمنعك من تحقيقها، ثم سيعمل معك للتوصل إلى حلول للتغلب على هذه العقبات، ومن هذه الأسئلة:

● ما هو الفارق بين الكوتشينغ والاستشارة؟

خلال الاستشارة، يكون التركيز على مشاعرك وعواطفك، بينما في الكوتشينغ، من المحتمل أن تواجه تحدِّياً. سيطرح عليك الكوتش بعض الأسئلة الصعبة مثل: "إلى متى ستبقى عاجزاً؟"، أو "ما الذي يتطلبه الأمر للتقدُّم؟".

● هل يحتاج الكوتشز إلى مؤهلات؟

إنَّ مؤهلات الكوتش لا تهم بقدر خبرته. بالتأكيد، من المفيد أن يمتلك الكوتش مجموعةً معينةً من المهارات، مثل التمويل أو الأعمال التجارية، ولكن ما يهم فعلاً هو امتلاك الشخصية المناسبة للكوتشينغ؛ أي أن يكون الكوتش شخصاً يصغي جيداً ويطرح الأسئلة الصحيحة، بدلاً من مجرد تقديم النصائح لك.

● ما هو متوسط تكلفة كوتش الحياة؟

تختلف الأسعار اختلافاً كبيراً حسب مكانتك والكوتش الذي تختاره؛ لكنَّها عادةً ما تصل إلى 150 دولاراً في الساعة.

● كم من الوقت تحتاج لتصبح كوتشاً للحياة؟

مع أنَّ شهادة كوتش الحياة ليست ضروريةً لتصبح كوتشاً، إلا أنَّها تزيد من فرصك في التوظيف. عموماً، كلما زادت خبرتك بصفتك كوتش حياة، أصبح من السهل عليك العثور على عمل.

● ما هي طبيعة ساعات عمل الكوتشز؟

يعتمد هذا على نوع العملاء الذين يعملون معهم ومقدار تفرُّغهم؛ إذ يعمل بعض الكوتشز بدوام جزئي، وبعضهم بدوام كامل، وبعضهم الآخر متاح حسب الحاجة.

● هل يستحق كوتش الحياة كل هذا العناء؟

قد يستحق، وقد لا يستحق. يعتمد هذا الأمر عليك وعلى أهدافك، فإذا كنت تمتلك فكرةً جيدةً لتحقيق أهدافك، فقد لا يكون من الضروري توظيف كوتش، ومع ذلك، إذا لم تكن متأكداً من وجهتك في الحياة، أو كنت بحاجة إلى بعض التشجيع الإضافي، فقد يكون الأمر يستحق ذلك بالنسبة إليك.

● ما هي المهارات التي تحتاجها لتكون كوتش حياة؟

لكي تكون كوتشاً جيداً للحياة، يجب عليك أن تتواصل مع عملائك وتجعلهم يشعرون بالراحة عند مشاركة قصصهم الشخصية، كما تحتاج إلى مهارات شخصية ممتازة للمساعدة على توجيههم خلال هذه العملية.

الخلاصة

أن تصبح كوتشاً للحياة، أو توظف كوتشاً للحياة، يمكن أن يكون طريقةً رائعةً لتحسين إمكاناتك الشخصية والمهنية، فقط تذكَّر، يتعلق الكوتشينغ بالرحلة وليس بالوجهة؛ لذا احرص على أن تكون مستعداً لبعض الصرامة على طول الطريق.