الدليل الشامل لنموذج "غرو" للكوتشينغ (الجزء الثالث)


كنَّا قد تحدثنا في الجزء الثاني من هذا الدليل عن المرحلتين الثانية والثالثة لنموذج "غرو"؛ إذ تحدثنا في المرحلة الثانية عن تقييم الواقع ومعناه ضمن النموذج، وما هي الأمور التي يجب توخي الحذر منها في أثناء التقييم، ثم طرحنا 21 سؤالاً توجيهياً؛ أمَّا في المرحلة الثالثة، فتناولنا تقييم الخيارات مع تقديم بعض النصائح المفيدة، بالإضافة إلى طرح 21 سؤالاً توجيهياً لتحديد العقبات والخيارات.

والآن، في الجزء الثالث والأخير من هذا المقال سنتابع الحديث عن المرحلة الرابعة والأخيرة من نموذج "غرو"، ثم سنتحدث عن باقي الخطوات، فتابعوا معنا.

المرحلة الرابعة: التخطيط للمضي قدماً

هذه هي المرحلة الأخيرة لتحقيق أفضل النتائج باستعمال نموذج "غرو" (GROW)؛ فبعد أن عملتَ خلال المراحل الثلاث السابقة للنموذج مع عميلك، يجب أن تكون الآن مُجهَّزاً بصورة جيدة بالحلول لتحقيق هدف العميل. لكنَّ الأمر الأكثر أهميةً هو إقناع عميلك باتخاذ الخطوة الأولى لوضع حلوله موضع التنفيذ.

سيوضح لك هذا الجزء كيف يمكنك القيام بذلك:

التوجيه للمضي قدماً

هنا يجب عليك المتابعة مع عميلك لمساعدته على تحقيق أهدافه. تذكَّر أنَّ عميلك حين لجأ إليك لتقدم له الكوتشينغ، فذلك لأنَّه لم يتمكن في الماضي من التغلب على أهداف معيَّنة بمفرده.

لذلك يجب عليك أن تكون القوة الموجَّهة لمساعدته على تحقيق أهدافه بكفاءة. وإحدى أفضل الطرائق للقيام بذلك، هي دفع العميل إلى الالتزام بعبارة واحدة على الأقل: "سأفعل ذلك .....، خلال ...".

بهذه الطريقة، تكون خطوته الأولى مُؤكَّدة ومُحدَّدة زمنياً؛ إذ سيساعده ذلك على البقاء ضمن المسار الصحيح ومناقشة أيِّ عراقيل معك بكل صراحة. وبينما يجب أن تكون شخصاً حازماً، يجب عليك التأكد من أنَّك لا تفرض ضغطاً غير ضروري على عميلك، فذلك لن يؤدي إلى تثبيط عزيمة العميل فحسب؛ وإنَّما قد يصرف انتباهه تماماً عن هدفه.

22 سؤالاً لاتخاذ قرارات صحيحة للمضي قدماً

فيما يأتي قائمة مكونة من 22 سؤالاً لمساعدتك على توجيه عميلك في التخطيط وتصور طريقه للمضي قدماً.

اختيار الإجراءات

  1. هل يجب إعادة النظر في خياراتنا؟
  2. ماذا يمكنك أن تفعل كخطوة أولى نحو تحقيق هدفك؟
  3. ما هي الإجراءات التي تحتاج إلى اتخاذها؟
  4. ما هي الإجراءات التي ترغب في اتخاذها؟
  5. اكتب على الأقل عملاً واحداً ستفعله، ومتى ستفعله، وحدد موعداً واقعياً.

الالتزام

  1. هل تشعر بالحماسة تجاه إجراءاتك؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، فما الذي يمكننا فعله لإثارة حماستك؟
  2. ما الذي تحتاج إليه لكي تلتزم هذه الإجراءات؟
  3. اشرح كيف ستقودك أفعالك مباشرة إلى تحقيق هدفك
  4. كيف يمكنك أن تلتزم بخطة عملك، حتى لو ساءت الأمور؟ هل تحتاج إلى مساعدة؟ إذا كان الأمر كذلك، فمِمَّن ستطلب المساعدة؟
  5. على مقياس من (1-10)، ما مدى احتمالية إتمام تلك الإجراءات؟ إذا لم تكن القيمة 10، فما الذي يمنعك من الالتزام الكامل؟ وماذا يمكنك أن تفعل لرفع النتيجة؟

التحدث عن العقبات وحلولها

  1. هل هناك عائق يحول دون تحقيق هذا الإجراء؟ وهل يمكننا وضع خطة عمل لذلك؟
  2. هل انغمست في سلوكات التخريب الذاتي في الماضي؟ إذا كانت الإجابة "نعم"، فكيف يمكنك تجنب ذلك؟
  3. يميل البشر إلى الانحراف عن المسار من دون قصد؛ هل يوجد شخص أو أمر ما يبعدك عن المسار؟
  4. كيف يمكن جعل هذه العملية أكثر متعةً؟
  5. ماذا لو حدث أمر ما في هذا الأسبوع بحيث يمنعك من السعي نحو هدفك؛ كيف ستتعامل مع مهام متعددة في الوقت نفسه؟

أسئلة تساعدك على تحمُّل مسؤولياتك

  1. حدِّد 5 أمور يمكنك القيام بها لدعم وتشجيع نفسك على القيام بها عندما تَعِد نفسك.
  2. ما هي الطرائق التي يمكنك من خلالها إظهار أنَّك قد أنجزت هذا الإجراء؟
  3. ما هي أنماطك الحالية؟ وكيف يمكنك تغييرها لتحقيق هذا الإجراء؟
  4. كيف ستُظهِر أنَّك أكملت عملك بعيداً عن جلسات الكوتشينغ؟
  5. اقترح طرائق يمكنني من خلالها مساءلتك، بحيث تشعر بالراحة تجاهها.
  6. هل يوجد شخص آخر في حياتك - بصرف النظر عن نفسك - سيحاسبك؟
  7. كم مرة يجب أن نتحقق من تقدمك خارج الجلسات؟

نصائح لممارسة نموذج "غرو" للكوتشينغ الفعَّال

بغضِّ النظر عن النصائح المقترحة آنفاً، توجد بعض النصائح الأخرى التي يمكنك استعمالها لتحقيق الإمكانات الكاملة لنموذج "غرو".

  1. كن حاضراً دائماً وخطِّط لجلساتك مسبقاً.
  2. حلِّل وافهم العثرات التي يواجهها العميل والمعتقدات المُقيِّدة ذاتياً، ففي كثير من الأحيان ستضطر إلى الإشارة إليها بدقة.
  3. دوِّن نقاط قوة عملائك، وذكِّرهم عندما يميلون إلى الإفراط في النقد.
  4. أنشئ موضوعاً للأهداف التي تريد معالجتها مع عميلك، بحيث لا تكون لديك أهداف لا علاقة لها بالموضوع.
  5. افهم اللعبة الداخلية بصورة أعمق حتى تربطها جيداً بنموذج "غرو". ليس من الضروري تنفيذ النموذج، لكنَّه سيكون بمنزلة مصدر جيد للمعلومات.
  6. لا تجعل النموذج خطياً، ولا تتردد بإعادة النظر في المرحلتين الأولى والثانية عندما ترى حاجة إلى ذلك، مادام هذا يساعدك على تعزيز خطط العمل ومراحل التنفيذ.
  7. اطرح الأسئلة المناسبة ووجِّه العميل في الاتجاه الصحيح، ولا تنشغل كثيراً في محاولة إيجاد حلول لعملائك. بدلاً من ذلك، امنحهم الفرص لإيجاد الحلول بأنفسهم.
  8. استعمل أسئلة الكوتشينغ الخاصة بنموذج "غرو" كدليل، ولا تتردد في تعديلها وفقاً لاحتياجاتك.

الخطوة الثالثة

أمثلة عن نموذج "غرو" للكوتشينغ

يُعدُّ نموذج "غرو" للكوتشينغ أحد أكثر النماذج تنوعاً وفاعليةً. والآن، سنلقي نظرة على بعض المجالات التي يمكن استعمال نموذج "غرو" فيها.

يمكنك أن تكون كوتشاً في هذه المجالات وأن تستعمل النموذج، كما يمكنك أيضاً أن تكون كوتشاً في مجالٍ غير ذي صلة تماماً، مع بقاء هذا النموذج مناسباً لك.

إليك الطريقة:

● للإدارة والمنظمات

أحد أفضل استعمالات نموذج "غرو" هو تدريب الشركات؛ فمن المفترض أن يعرف جميع القادة بعض نماذج تحديد الأهداف التي يمكن أن تحفز فِرقهم على الأداء بصورة أفضل. ولا يوجد نموذج أفضل لتحقيق ذلك من نموذج "غرو" للكوتشينغ؛ ذلك لأنَّ هيكله يسمح للمتدرب بإجراء العصف الذهني وتولِّي زمام الأمور، بينما يحصل المدرب أو القائد على فرصة لرؤية احتياجات المتدربين ورغباتهم والتفكير فيها.

تسمح مرونة هذا النموذج أيضاً للمتدربين بالعمل معاً، وإيجاد حلول للأهداف المشتركة كفريق واحد. ومن ثمَّ، يمكن استعماله كنموذج رائع لبناء الفِرق.

في الواقع، عند استعمال هذا النموذج مع مجموعة مكونة من شخصين أو أكثر، بحيث يعملون معاً وتكون لديهم أهداف متشابهة، فمن الأفضل العمل من خلال نموذج "غرو" كفريق؛ لأنَّه سيساعد على تعزيز الألفة. كما أنَّه سيساعد أعضاء الفريق على فهم تفكير وسلوك بعضهم بعضاً بصورة أفضل.

● للأفراد

يمكن استعمال هذا النموذج في ظروف مختلفة ولأهداف مختلفة ومع أنواع مختلفة من الكوتشينغ. إنَّه ليس نموذجاً مُقيَّداً، ويمكن استعماله في أيِّ سيناريو. بالإضافة إلى ذلك، فهو نموذج يُستعمَل استعمالاً جيداً للتطوير الشخصي.

● للفِرق

بغضِّ النظر عن فِرق الشركات المذكورة آنفاً، يمكن أيضاً استعمال هذا النموذج لأيَّ فريق أو مجموعة أخرى؛ على سبيل المثال، في أثناء الكوتشينغ الجماعي أو كوتشينغ الزواج. سيكون عليك التأكد وحسب من أنَّ المجموعة أو الفريق يتشاركون الأهداف نفسها التي يريدون تحقيقها أو حلها.

يمكن أن يكون أيضاً فرصةً جيدةً لأعضاء الفريق لتحديد مساهماتهم الفردية والتزامهم بتحقيق الهدف المشترك، ومسؤوليتهم تجاه تحقيقه. سيكون نموذج "غرو" أيضاً مورداً جيداً لمساعدة الأشخاص على فتح قنوات تواصل مجانية.

● لكوتشز الآباء وكوتشز التدريس

من الأفضل مقارنة كوتشز الآباء أو كوتشز التدريس بكوتشز الشركات؛ بمعنى أنَّ كليهما يتفوق تفوُّقاً أفضل إذا كانت لديهما خبرة سابقة في التدريب المهني.

يساعد التدريب مساعدةً خاصة في أثناء التعامل مع الأطفال وفهمهم؛ فقد يكون من الصعب جعل الأطفال ينفتحون ويتحدثون عن مشاعرهم ومشكلاتهم مع الآخرين.

إذاً، من الجيد التعرف إلى النموذج، وعلى وجه التحديد؛ فيما يتعلق بنموذج "غرو" للكوتشينغ؛ ذلك لأنَّه يساعد على توسيع نطاق تفكير الأطفال ووضع نهجٍ أكثر انفتاحاً فيما يتعلق بحل المشكلات، كما أنَّه يعلم الأطفال أن يكونوا مفكرين مبدعين ومبتكرين في حل المشكلات.

وكما هو الحال مع أيِّ نموذج وطريقة كوتشينغ أخرى، فإنَّ نموذج "غرو" له عيوبه وأخطاؤه؛ لذا دعونا نتعمق فيها.

الخطوة الرابعة

قيود نموذج "غرو"

لا يُعَدُّ نموذج "غرو" للكوتشينغ حلاً يناسب الجميع، لكنَّه حلٌّ يمكن تغييره لتوفير طرائق متعددة للحل؛ لذلك، في أثناء استعمال النموذج والتعامل معه، احرص على التفكير في العيوب القليلة التالية المرتبطة به.

انتقادات النموذج

نظراً إلى أنَّه قد مضت عقود عدة حتى الآن على استعمال نموذج "غرو" للكوتشينغ، فمن الطبيعي أن يقترح العديد من المفكرين العظماء طرائق لتحسينه. لقد تناولوا مسألة كيف يمكن للكوتشز جعله أكثر فاعليةً في سيناريوهات مختلفة.

بعض هذه الانتقادات:

● مُحدَّد جداً

يُعَدُّ النموذج جيداً لأنواع الكوتشينغ التي لها إجابة واحدة صحيحة لكل هدف؛ ولكنَّه قد يفشل في الكوتشينغ المهني أو كوتشينغ الحياة؛ فلا توجد إجابة صحيحة واحدة؛ بل العديد من الخيارات المقنعة. في مثل هذه الحالة، سيكون من غير الحكمة للكوتش أن يوجِّه العميل في اتجاه واحد. وبدلاً من ذلك، دع العميل يستكشف المسار الذي يعتقد أنَّه يناسبه جيداً.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون مستعداً للعمل مع العملاء في حالة فشلهم في تحقيق الهدف. بصفتك كوتشاً، سيكون عليك التحفيز وأن تكون أكثر تجاوباً مع احتياجات العميل في مثل هذه الحالات.

● احتمالية الانحراف عن الموضوع إذا لم يُحدَّد الموضوع بدقة

لقد اقتُرِحَ تسمية نموذج "غرو" (GROW) بنموذج "تي غرو" (T-GROW)؛ إذ يرمز حرف (T) في النموذج إلى الموضوع (Topic)، الذي يجب تحديده قبل البدء بنموذج "غرو". يضمن الموضوع ألَّا تنحرف الجلسات عن الغاية كثيراً، فإذا انحرف العميل عن الموضوع، فستكون أفضل تجهيزاً لإعادته إلى المسار الصحيح.

● الإفراط في التركيز على الهدف

يمكن أن يكون نموذج "غرو" شديد التركيز على الهدف، وما لم تُقسِّم كل هدف إلى مهام صغرى، فلن ينجز العملاء أيَّ شيء. يعتقد معظم الكوتشز أنَّه يجب استعمال نموذج "غرو" خطياً؛ غير أنَّ هذا الأمر بعيد عن الحقيقة.

بصفتك كوتشاً، أنت تحتاج إلى التأكد من أنَّ عملاءك يواصلون التفكير في المرحلتين الأوليتين في أثناء إنجاز المرحلتين الأخيرتين، بحيث يكون كل شيء منسجماً بصورة أفضل وأكثر واقعيةً.

يقضي الكثير من الأشخاص وقتاً طويلاً في مرحلة تحديد الهدف في نموذج "غرو" للكوتشينغ. وفي حين أنَّ تحديد الأهداف وتقييمها هو المرحلة الأساسية لهذا النموذج، إلا أنَّه إذا أصبح مستهلكاً للوقت، فقد يتحول ذلك إلى نتائج عكسية.

لذلك، خصِّص جلسات محددة الوقت حتى تتمكن من إدارة تحديد الأهداف بصورة أفضل مع عميلك. بهذه الطريقة، تضمن أنَّ العملاء لن يفقدوا التركيز. ويمكن أن يركز النموذج أيضاً أكثر من اللازم على التغييرات السلوكية، بدلاً من التركيز على تغيير الأداء في حياة العميل.

ما هو الشيء المفقود في نموذج "غرو"؟

قد يبدو كل شيء رائعاً في الورق، لكنَّ البشر بطبيعتهم كسالى؛ لذلك حتى بعد التخطيط والتفكير الدقيقين، سيفشل معظمنا عندما يتعلق الأمر بوضع الأهداف موضع التنفيذ.

دعونا نلقي نظرة على صفتين هامتين، وهما المُساءلة والإشباع، واللتان تُعدَّان مفقودتين في نموذج "غرو".

● المُساءلة

من السهل جداً على الناس أن يبحثوا، ويجدوا أموراً أكثر أهميةً من التطور الشخصي، وهم يريدون الاستعجال أكثر. هذه كلها طرائق لتجنب حل المشكلة المطروحة وتأخير النتائج فحسب. وأفضل شيء يمكن للكوتش فعله في حال كان العميل يجد طرائق لتجنب تنفيذ الأهداف، هو إجراء مناقشات تركز على المساءلة.

يُعَدُّ العثور على أشخاص في حياة العميل يمكنهم إخضاعه للمساءلة، واحداً من الحلول. أو إذا كان العملاء مرتاحين لذلك، فيمكنك تكوين فريق عمل مع بعضهم بعضاً للحفاظ على المساءلة. ويمكن أن يفيد هيكل نموذج "غرو" العملاء، إذا جعلهم الكوتشز مسؤولين عن أهدافهم وأفعالهم.

● الإشباع

إنَّ إيجاد طرائق لإدراج الإشباع (الإشباع هو الشعور بالسعادة عند تحقيق رغبة أو هدف ما) في العملية، يُعَدُّ أمراً آخر يجب مراعاته في أثناء التحسين عند وضع هذا النموذج. نحن نعيش في عالم؛ حيث الإشباع رخيص وسهل، ويمكن الوصول إليه على الفور؛ إذ اعتاد الناس على الإشباع الفوري، الذي نادراً ما يحدث في الحياة.

عندما لا يحصل الناس على الإشباع، فقد يمنعهم الإحباط من المضي قدماً. ويمكن للكوتشز العمل بطرائق مختلفة لتحقيق الإشباع من خلال نموذج "غرو" للكوتشينغ، ويمكن أن تكون هذه الطرائق داخلية أو خارجية بحسب العميل، ما دام يشعر بالإنجاز.

أمور يجب التفكير فيها

كما ذكرنا من قبل، فإنَّ نموذج "غرو" ليس نموذجاً يناسب الجميع، كما أنَّه ليس بديلاً عن أساليب الكوتشينغ الطويلة الأخرى. يجب أن ينظر الكوتشز إلى هذا النموذج على أنَّه مكمل للطرائق الأخرى المستعملة. ولا يمكنك معاملة كل عميل بالطريقة نفسها، وقضاء الوقت نفسه في كل مرحلة مع كل عميل.

في بعض الأحيان، قد يحتاج العميل إلى مزيدٍ من الوقت في مرحلة تحديد الهدف، لكنَّه قد يمر بسرعة بمرحلة الخيارات. وفي أوقات أخرى، قد يستغرق العميل أقل من نصف جلسة لتحديد الهدف، لكنَّه يستغرق وقتاً أطول جداً في مرحلة الخيارات أو الواقع؛ لذلك، يجب عليك بصفتك كوتشاً صياغة جلساتك وتدريبك وفقاً لما يتناسب مع كل عميل.

الخطوة الخامسة

دراسات الحالة

يوجد العديد من الأشخاص والمعاهد الذين يستعملون نموذج "غرو" للكوتشينغ، ولكن نظراً إلى العديد من القيود واتفاقات عدم الإفشاء، قد يكون من الصعب مشاركة التفاصيل ودراسات الحالة. ومع ذلك، سنذكر بعضاً من أشهر الجامعات التي تستعمل نموذج "غرو" للكوتشينغ في فصولها الدراسية، وكذلك لتدريب أعضاء هيئة التدريس والموظفين.

● "جامعة نيويورك" (New York University)، "الولايات المتحدة الأمريكية" (USA)

تستعمل جامعة نيويورك - إحدى أشهر الجامعات في العالم - نموذج الكوتشينغ هذا في القيادة، وعند توظيف كوتشز دوليين للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. وعلى الرغم من أنَّهم لا يتحدثون عن هذا الأمر كثيراً، إلا أنَّهم يستعملون هذا النموذج لإبراز أفضل الصفات القيادية في موظفيهم.

"كلِّية لندن الإمبراطورية" (Imperial College of London)

تستعمل هذه الكلِّية هذا النموذج في التوظيف، وفي تعليم طلابها بموجب دورات القيادة. يُكلَّف الطلاب في البداية بمهام للعمل من خلال نموذج "غرو" للكوتشينغ بأنفسهم، ثم ضمن مجموعة، ومن ثم استشارة أشخاص آخرين حول أهدافهم. فضلاً عن أنَّهم يقضون الكثير من الوقت في المناهج القائمة على القيادة لتشجيع الطلاب على فهم هذا النموذج وتنفيذه.

الخلاصة

توجد الكثير من المعلومات التي يجب معالجتها، ونأمل أن تكون قد حصلتَ على قيمة وفهم متعمق لنموذج "غرو" للكوتشينغ. وفي الختام نود تذكيرك بأهم جوانب هذا النموذج:

  1. إنَّ نموذج "غرو" للكوتشينغ متعدد الاستعمالات، لكنَّه غير خطي؛ إذ يمكن استعماله مع أيِّ نوع من العملاء، ولأيِّ نوع من الكوتشنيغ.
  2. يتكون نموذج "غرو" للكوتشينغ من أربع مراحل: تحديد الهدف، وتقييم الواقع، واستكشاف الخيارات، والمضي قدماً لتحقيق الأهداف.
  3. لقد قدمنا في هذا المقال أسئلة توجيهية من المؤكد أنَّها ستضع عميلك على المسار الصحيح باستعمال هذا النموذج.
  4. إنَّ لنموذج "غرو" للكوتشينغ قيوداً، ويمكنك التغلب عليها من خلال إبقاء عميلك مسؤولاً وتقدير جهوده.
  5. لا يُعَدُّ نموذج الكوتشينغ هذا بديلاً لأساليب الكوتشينغ الحالية الخاصة بك، ولكنَّه مكمل لها.