الرعاية الذاتية للكوتشز
"ضع الكمامة أولاً".
نحن جميعاً نعرف هذا الطلب، لدرجة أنَّ معظمنا ربما لا يولي اهتماماً كبيراً لتعليمات الأمن والسلامة في بداية كل رحلة، ولكن يتعيَّن علينا إيلاء المزيد من الاهتمام إلى هذا السيناريو، فعند التفكير في الرعاية الذاتية في الكوتشينغ، قد يضاهي شعورنا بالذنب شعورنا بالرضا عن النفس؛ ببساطة، إذا لم نكن مستعدين للاعتناء بأنفسنا، فبأي حق ندَّعي أنَّنا نبذل قصارى جهدنا من أجل عملائنا؟ بدايةً، يجب أن تتمتَّع بالتركيز والطاقة حتى تكون حاضراً بعقلك وجسدك، ولكن إن لم تكن واعياً بسلامتك الجسدية والعقلية، فمن غير المرجَّح أن يكون حضورك حالة قابلة للتحقيق؛ إذاً، كيف تبدو "الرعاية الذاتية" للكوتشز؟ وما أهميتها لهم ولعملائهم؟
للإجابة عن السؤال الثاني أولاً، يجب أن تكون ممارسة الكوتشينغ أخلاقية، فنحن نتحمَّل تحمُّلاً كاملاً مسؤولية التأكد من أنَّنا نعمل بأفضل ما لدينا، وأفضل ما يمكننا فعله، ليس فقط في سياق جلسات الكوتشينغ، ولكن في جوانب أخرى من حياتنا.
يبدو أنَّ هناك عدداً من المسائل التي يجب مراعاتها، فمن الواضح أنَّ الحالة الذهنية للكوتش لها تأثير إيجابي أو سلبي؛ حيث يصف بيتر هيل (Peter Hill) المكونات الأساسية لجلسات الكوتشينغ المؤثرة، مثل التركيز والصراحة والطاقة؛ إذ يقع على عاتق الكوتش مسؤولية الرعاية الذاتية للتأكد من أنَّه في الحالة الذهنية المناسبة لتقديم كل هذه الأشياء.
- لا تقل أهمية الصحة البدنية للكوتش عن إدارة مستويات التوتر، كما يجب عدم تجاهل تأثيرها في تركيزنا وطاقتنا.
- ينشط بعض الناس نهاراً، وآخرون ليلاً، وهذا ينطبق على الكوتشز أيضاً؛ لذلك من الناحية العملية، يحتاج الكوتش إلى معرفة الوقت الذي يكون فيه أكثر نشاطاً، وعلى الرغم من صعوبة جدولة الجلسات وفقاً لدورة الحياة الطبيعية للفرد، يجب ضمان حدوث الغالبية العظمى منها في وقت من اليوم يناسب مستويات طاقة كلٍّ من الكوتش والعميل.
- يجب مراعاة مقدار وقت التأمُّل بين الجلسات، فقد تدفعك المتطلَّبات الاقتصادية لإرهاق نفسك، لكن تذكَّر، بصفتك كوتشاً، أنت المُنَتج، وسمعتك ذات أهمية قصوى، فلا تخاطر بفقدانها.
- نحن جميعاً على دراية بمفهوم البيئة "الآمنة" لعملائنا، ولكن هل نحرص دائماً أن يكون المكان الذي نعقد فيه الجلسات آمناً بالنسبة إلينا؟ وهل يجب أن نفكِّر في أين ومتى نقبل تقديم الكوتشينغ؟ على سبيل المثال، إذا طُلِب منا تقديم الكوتشينغ بعد ساعات العمل في مكتب فارغ، فهل نقترح وقتاً ومكاناً بديلين، أم نخبر شخصاً نثق به بمكان عقد الجلسة؟
- من أجل ضمان تقديم مستوى عالٍ من الخدمة باستمرار، يجب أن يكون التطوير المهني المستمر جزءاً لا يتجزَّأ من رعايتنا الذاتية؛ حيث يوفِّر الإشراف فرصة مثالية لضمان الحفاظ على مهاراتنا، والتفكير في ممارساتنا، وتلقِّي الدعم والتشجيع، ومواصلة تطوير أنفسنا.
القائمة السابقة ليست شاملة ولكنَّها تسلِّط الضوء فقط على عدد جوانب الرعاية الذاتية الموجودة، وتُذكِّرنا أيضاً بأنَّ الرعاية الذاتية لا تشمل صحتنا الجسدية والنفسية فحسب؛ بل تشمل المجالات العملية الأخرى التي يجب أخذها بالحسبان؛ خلاصة القول: ما لم نعتنِ بصحتنا أولاً، لن نكون قادرين على تقديم أفضل خدمة لعملائنا.