ما هو الكوتشينغ؟ وماذا يعني أن تكون كوتشاً رائعاً؟ وكيف يمكنك أن تصبح كذلك؟

إذا كنت تتساءل عن هذا الأمر، فأنت تقرأ المقال المناسب، واليوم ستتعلم:

• ماذا يعني الكوتشينغ وما الذي لا يعنيه؟
• لماذا يوظِّف الناسُ الكوتشز؟
• كيف يمكنك أن تصبح كوتشاً؟

ما هو الهدف من الكوتشينغ؟

في هذا المقال سنشرح ما هي المدرسة الفكرية التقليدية في صناعة الكوتشينغ، وسنتحدث عن أهمية وجود كوتش استشاري يساعد العملاء على الحصول على نتائج أفضل وأسرع وأكثر استدامةً.

كيف تُعرِّف الكوتشينغ؟

الشكل التقليدي للكوتشينغ هو عندما يوجِّه الكوتش الطالب للتعلُّم وحده، وهو شكل فلسفي جداً من التعليم؛ حيث يطرح الكوتش مجموعة أسئلة استقصائية، مثل "ما هو شعورك حيال هذا الأمر؟".

الفكرة بسيطة: سيجد الأشخاص الذين يتلقون الكوتشينغ إجاباتهم الخاصة، دون أن يوجِّههم الكوتش إلى أيِّ اتجاه، فهو لا يركز على النتائج التي يحصل عليها الشخص الذي يتلقى الكوتشينغ؛ وإنَّما يركز على فعل الكوتشينغ.

ويمكن تعريف الكوتشينغ تعريفاً مختلفاً قليلاً، فقد تطوَّر اليوم وأصبح يتعلق أكثر بكثير بمزيج من الكوتشينغ والاستشارات؛ أي الكوتشينغ الاستشاري.

ماذا نعني بذلك؟

أن تكون كوتشاً يعني أن توجِّه شخصاً ما للحصول على النتائج التي يريدها، وبدلاً من أن يجد العملاء جميع الإجابات بأنفسهم، فأنت تمنحهم بعضها حتى يتمكنوا من الحصول على نتائج أسرع، كما تقدِّم لهم الكوتشينغ من أجل الاستمرار في تحقيق هذه النتائج بمجرد توقُّفهم عن العمل معك.

عند الضرورة، يمكنك مشاركة تجربتك الخاصة لتوضيح طريقة وأنواع النتائج التي يمكن أن يحصل عليها عميلك، على سبيل المثال: قد يقول الكوتش في مجال تخفيف الوزن: "لقد مررتُ بهذا الأمر بنفسي، إذا كنت تريد إنقاص وزنك خلال هذه المرحلة، فهذا ما أوصيك بفعله".

في حين أنَّ الطريقة القديمة في الكوتشينغ لها مزاياها، فإنَّ الكوتشينغ الاستشاري يدور حول مساعدة العملاء على الحصول على نتائج سريعة؛ وهذا هو سبب رغبة الأشخاص في العمل مع الكوتش في النهاية لمساعدتهم على الوصول إلى حيث يريدون أن يكونوا.

لماذا يختار الناس العمل مع الكوتشز؟

تصل عمليات البحث عن كوتشز الحياة وكوتشز الأعمال والكوتشز التنفيذيين إلى 1.5 مليون عملية بحث تُجرَى شهرياً بواسطة الأشخاص والشركات، ومن الواضح أنَّ عدد عمليات البحث أكبر بكثير.

الفكرة هي أنَّ معظم الأشخاص أصحاب الأداء المتميز يدركون قيمة الكوتشينغ، ولهذا السبب، يعمل بعضهم مثل "ستيف جوبز" (Steve Jobs) والرئيس التنفيذي السابق لشركة "غوغل" (Google) "إريك شميدت" (Eric Schmidt) مع الكوتشز.

في الوقت الحالي، يحقق مجال الكوتشينغ ما يقارب 3 مليارات دولاراً، وكلما اكتشف المزيد من الناس مقدار أهمية الكوتشينغ وفاعليته، ستنمو صناعة الكوتشينغ، وبالإضافة إلى ذلك، يوظِّف الناسُ الكوتشز لمساعدتهم على حلِّ جميع أنواع المشكلات، على سبيل المثال:

• مساعدتهم على تحسين صحتهم.
• تعزيز حياتهم المهنية.
• تطوير أعمالهم.
• تحسين طريقة تفكيرهم.
• التقليل من شعورهم بالتوتر.
• البحث عن علاقات مناسبة.
• اتخاذ قرارات مالية جيدة.

إنَّ السبب الرئيس وراء توظيف معظم الناس كوتشز، هو رغبتهم في الحصول على دعم مخصَّص لتحقيق أهدافهم، وبصفتك شخصاً حقق هذا الهدف فعلاً، يمكنك مساعدة الآخرين على الوصول إليه.

الكوتشينغ والمنتورينغ

السؤال الذي يُطرَح دائماً: "ما هو الفرق بين الكوتشينغ والمنتورينغ؟"، كلاهما يدور حول فكرة دعم شخص ما، فما الهدف من الكوتشينغ؟

أنت بصفتك كوتشاً تعمل منتوراً، لكنَّك لست مجرد منتور، فأنت تدعم طلابك وتوجههم وتبقيهم خاضعين للمساءلة، وهو أمر أكبر بكثير ممَّا يفعله المنتور.

في المقابل، المنتور هو الشخص الذي يقدِّم دعماً دون مقابل، ودون أيِّ ضمان للمساعدة التي سيحصل عليها الشخص الذي يتلقى المنتورينغ، فعادةً ما يستغرق الأمر سنوات لبناء علاقة منتورينغ؛ ممَّا يجعله أقل إتاحة لمعظم الناس.

من ناحية أخرى، يقدِّم الكوتشينغ الخدمات للجميع، ولأنَّها خدمة مدفوعة، يعرف الأشخاص الذين يتلقون الكوتشينغ مقدار الدعم الذي يمكنهم توقعه.

إذاً، هذا ما يعنيه الكوتشينغ، لكن ماذا يفعل الكوتش بالفعل؟ وكيف تصبح كوتشاً وتبيع عروضك التدريبية؟

ماذا يفعل الكوتش؟

أن تكون كوتشاً رائعاً لا يتعلق بامتلاكك الكثير من الخبرة في مجالك، أو قدرتك على تقديم الدعم؛ بل يعني الكوتشينغ تقديم كل ما يحتاجه العملاء المثاليون من الألف إلى الياء، ومعرفة النتائج النهائية.

على سبيل المثال: قد يقدِّم كوتش العلاقات خارطة طريق للأشخاص اللطفاء للعثور على الشريك المناسب، أو يساعد كوتش الأعمال العملاء العالقين في وظائف لا مجال للتقدم فيها على الحصول على وظائف أحلامهم.

هذا هو أساس الحصول على كوتشينغ أعمال جيد، والخطوة التالية هي تعلُّم طريقة الكوتشينغ، مثل طريقة توجيه عملائك للوصول إلى نقطة النهاية في تحقيق أهدافهم.

كيف يساعد الكوتشز العملاءَ على تحقيق النجاح؟

يأتي هنا دور أساسيات الكوتشينغ؛ لذلك توجد ثلاثة أمور أساسية تساعد فيها العملاء على تحقيق النجاح بصفتك كوتشاً، وهي:

1. تقديم نصائح قابلة للتنفيذ

في هذه الخطوة، تضع خطة شهرية للتخطيط لرحلة تحقيق النجاح، لنفترض أنَّك كوتش يهتم بالصحة، نقدِّم لك فيما يأتي الشكل الذي قد تبدو عليه خطتك الشهرية:

• الشهر الأول: مساعدة العملاء على التركيز على عادات الطعام.
• الشهر الثاني: المحافظة على تلك العادات.
• الشهر الثالث: إضافة استراتيجية إضافية تساعد العملاء على الحصول على نتائج أفضل.

هذه الخطة مفيدة تحديداً للكوتشز الجدد الذين يطورون مهارات الكوتشينغ لديهم، والذين لم يساعدوا الكثير من العملاء حتى الآن.

2. الاعتقاد

إذا كنت تفكر في أمر تريد تحقيقه في حياتك، فأنت تعلم أنَّه من المفيد جداً وجود شخص بجانبك قد حقَّق الأمر نفسه، وبصفتك كوتشاً، فهذه هي وظيفتك لمساعدة العملاء على الاعتقاد بأنَّ ما يريدون تحقيقه ممكن حتى لو لم تتمكن من ضمان نتائجهم، وسبب اعتماد العملاء عليك بصفتك كوتشاً أنَّك شخصٌ ذو خبرة يمكنه مساعدتهم على بناء الثقة بقدراتهم الخاصة.

3. الصدق والصراحة

بصفتك كوتشاً، فإنَّ كل ما تقدِّمه يعتمد على الصدق والصراحة، فأنت تحتاج إلى إجراء مناقشات صادقة وصريحة بشأن ما يحتاجه العملاء للتقدُّم، فأنت تساعدهم بصورة أساسية على اكتشاف ما يدور في أذهانهم حتى يتمكنوا من إعادة صياغة النتائج والحصول على ما يريدونه.

على سبيل المثال: قد يقول كوتش العلاقات الذي لا يتمكن العميل لديه من الحصول على النتائج التي يريدها: "لقد أتيتَ إليَّ لتجدَ حُبَّ حياتك، وحددنا الخطوات، وكانت الخطوة الأولى هي العمل على حبك لذاتك، في الوقت الحالي، أنت تختار عدم الشعور بأنَّك شخص يستحق الحب، ولن تجد شخصاً يحترمك ويحبك".

لا يرغب معظم الناس في سماع ذلك، لكنَّ وظيفتك بصفتك كوتشاً هي إخبارهم بالأمور حتى لو لم يحبوها إذا كان هذا هو ما يحتاجون إليه، هذه هي أساسيات الكوتشينغ، والتي تساعدك على تقديم خدمة رائعة فعلاً لعملائك، ومع ذلك، يتضمن الكوتشينغ مسؤوليات متعلقة بك بصفتك كوتشاً، وهذا ما سنلقي نظرة عليه الآن.

المسؤوليات الخمس للكوتش

إذا أخذتَ هذه المسؤوليات التدريبية الخمس على محمل الجد وأتقنتَ كلَّاً منها، فسوف تكون كوتشاً رائعاً، وتذكَّر كلما كانت النتائج التي يمكن أن تساعد عملاءك على الحصول عليها أفضل، كانت الشهادات التي سيقدمونها لك أفضل، ومن ثمَّ الحصول على المزيد من العملاء.

المسؤولية الأولى: القدرة على القيادة

من خلال هذه المسؤولية، أنت تُظهر لعملائك كيف تبدو الخطة منذ البداية، ومع هذه الخطة، يحقق العملاء النتائج المرجوة.

المسؤولية الثانية: توفير الرؤية

من خلال هذه المسؤولية، أنت تخبر العملاء بالأمور الممكنة.

المسؤولية الثالثة: القدرة على التوجيه والإرشاد

أنت بصفتك كوتشاً، تشبه إلى حدٍّ ما خرائط "غوغل" (Google) بالنسبة إلى عملائك، فأنت تساعدهم على التخطيط للخطوات التي يحتاجون إلى اتخاذها من أجل تحقيق ما يريدونه.

المسؤولية الرابعة: القدرة على حل المشكلات

إذا جاء إليك عميلك وقال لك: "هذا الأمر لا ينجح معي، فماذا أفعل؟"، على الرغم من أنَّه أنجز العمل الذي خططتما له معاً، فقد حان الوقت لدور حل المشكلات، لا سيما عندما تستخدم خبرتك بصفتك كوتشاً للتوصُّل إلى طرائق بديلة للوصول إلى نتيجة.

المسؤولية الخامسة: مساءلة العملاء

وظيفتك بصفتك كوتشاً هي مساءلة عملائك، فإذا شعروا بالإحباط بسبب عدم تقدُّمهم، فيجب عليك تذكيرهم بالنتائج التي يريدون تحقيقها، وبأنَّه يجب عليهم العمل للوصول إلى ما يريدونه.

هذه هي الطريقة التي تساعد بها عملاءك للحصول على أفضل النتائج.

كيف يمكنك أن تصبح كوتشاً؟

لكي تصبح كوتشاً، توجد بعض الخطوات التي يجب اتباعها:

الخطوة الأولى: العثور على عرض

العثور على عرض للبيع، فما هي الأمور التي تجيدها؟ وما هي المهارات التي تمتلكها والتي يمكنك تقديم كوتشينغ فيها؟

يتعلق الأمر بالنتائج التي تساعد الناس للحصول عليها، كما يتعلق بالنتائج التي تتجاوز النتائج المتوقعة؛ لنشرح ذلك: لنلقي نظرة على شركة "تويوتا" (Toyota) و"بي إم دبليو" (BMW).

"تويوتا" هي سيارة عملية تمنح الناس النتائج الدقيقة التي يحتاجون إليها، للانتقال من منطقة إلى أخرى بسيارة قوية وفخمة، أما "بي إم دبليو"، فتكلِّف أكثر من ذلك بكثير، دون تقديم نتيجة جيدة غالباً.

الفكرة هنا، هي أنَّ سيارة "بي إم دبليو" تتجاوز فكرة عرض النتائج، على سبيل المثال: بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشترون سيارات "بي إم دبليو"؛ فإنَّهم يفعلون ذلك لإظهار مكانتهم، وينطبق الأمر نفسه على الكوتشينغ، فإذا كنت تقدِّم النتائج فحسب، فلن تتجاوز القيمة المتصورة لعروضك مستوى معيناً.

لهذا السبب، اسأل نفسك:

• ما الذي سيحصل عليه عملائي بعد الانتهاء من برنامجي؟
• مَن سيكون عملائي عندما يحصلون على النتائج؟
• لماذا قد يرغب شخص ما في شراء برنامج الكوتشينغ الخاص بي؟

على سبيل المثال: يرغب عملاء الكوتشينغ الصحي في أن يكونوا أصحاء ويفقدوا أوزانهم بالتأكيد.

ربما يمتلك العملاء أفكاراً أو تصوراً للطريقة التي يريدون أن يكونوا عليها، مثل المدير التنفيذي الأنيق والناجح، الذي دائماً ما يكون واثقاً من نفسه جداً، أو الشخص الذكي والثري الذي يعرف بالضبط كيف يستثمر أمواله، وبصفتك كوتشاً، هذا ما يعتمد عليه عرضك.

الخطوة الثانية: الحصول على أول عميل يدفع لك

عندما يكون لديك عرض، فإنَّ الخطوة التالية هي الحصول على عملاء، وإحدى أكثر الاستراتيجيات فاعليةً للحصول على عملاء يدفعون لك، هي إجراء مقابلات تعتمد على المدونات الصوتية، وهذه الاستراتيجية بسيطة بحيث تعرض المدونة الصوتية وتواجه جمهورك.

وإذا كنت تتساءل عن سبب رغبة مضيف المدونات الصوتية في إجراء مقابلة معك عندما تبدأ مباشرةً، فإنَّ السبب بسيط؛ وهو أنَّه يبحث باستمرار عن أشخاص جدد لإجراء مقابلات معهم من أجل الحصول على معلومات جديدة وقيِّمة لمشاركتها مع جمهوره.

لا يهم فيما إذا كنت جديداً في عملك، طالما أنَّك لست جديداً على ما تفعله في عملك، وهذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها الوصول إلى أول عدد من العملاء الذين يدفعون لك.

في الختام

إذا كنت قد تساءلت يوماً عن الكوتشينغ وما يعنيه، فقد ساعدك هذا المقال على معرفة ذلك، وبصفتك كوتشاً، فإنَّك تساعد عملاءك على الحصول على نتائج رائعة بالاعتماد على مهاراتك وخبراتك؛ حيث يمكنك إحداث تأثير كبير في أثناء بناء عمل تجاري يساعدك على التخلي عن وظيفتك التقليدية.