دليلك الكامل حول الكوتشينغ التحويلي (الجزء الأول)


إذا كنت تريد أن تبدأ مشروع الكوتشينغ التحويلي، فهذا المقال مفيد لك؛ إذ يتناول المقال مقومات نجاح الكوتش التحويلي، وكل شيء تحتاج إلى معرفته لتأسيس مشروعك الخاص.

من هو الكوتش التحويلي؟

يُمكِّن الكوتش التحويلي عملاءه من تغيير واقعهم، ويركز أسلوب الكوتشينغ هذا على الأشخاص الذين يمرون بتغييرات كبيرة أو يريدون إحداث تغيير هام في حياتهم، مثل:

  1. تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  2. الانتقال إلى مهنة جديدة.
  3. نسيان الماضي.
  4. البحث عن معنى أعمق.

يتعمق الكوتشينغ التحويلي في جذور المشكلة، فهو لا يتعلق بالحلول السريعة والمؤقتة؛ بل بالغوص في جوهر التحديات والعقبات التي يواجهها العملاء.

ما هو نموذج الكوتشينغ التحويلي؟

الكوتشينغ التحويلي ليس مجرد مجموعة من الأفكار؛ بل إنَّه مدعوم بالعلم الذي يساعدنا على فهم آلية عمله، وهذا النهج مستوحى من مفكرين مثل "أبراهام ماسلو" (Abraham Maslow) و"كارل روجرز" (Carl Rogers).

أشار "أبراهام ماسلو" إلى شيء هام، وهو قبل أن نتمكن من التركيز على النمو الشخصي، يجب تلبية احتياجاتنا الأساسية، ويشبه الأمر بناء الأساسات التي ترتكز عليها الأبنية.

تضيف أفكار "كارل روجرز" بُعداً آخر، وهو أنَّه يرى الناس كياناً واحداً ويعتقد أنَّ لديهم مواردهم الداخلية الخاصة؛ إذ يفترض أنَّ العملاء لديهم الحلول وأنَّ مهمته هي مساعدتهم على العثور عليها وحسب.

يعتمد نموذج الكوتشينغ التحويلي على أفكارهما المتمثلة في تحقيق الذات والرغبة الإنسانية في الارتقاء إلى أقصى إمكانات الفرد.

لذا، فإنَّ العلم الذي يرتكز عليه الكوتشينغ التحويلي يتمحور حول:

  1. توفير هذا الأساس القوي.
  2. الإيمان بالموارد الداخلية ونقاط القوة لدى العملاء.

كيف تحصل على نتائج أفضل من الكوتشينغ التحويلي؟

لتحقيق أفضل النتائج، اجمع بين الاستشارة والكوتشينغ، وباختصار، أنت تطرح أسئلة لمساعدة العملاء على اكتشاف حلولهم الخاصة، ولكنَّك تقدِّم لهم أيضاً النصائح بناءً على خبرتك الخاصة.

يمكنك بسهولة استخدام هذا الأسلوب الجديد في مهنة الكوتشينغ التحويلي، على سبيل المثال، إذا كان العميل يمر بتغيير مهني، فيمكنك تقديم الكوتشينغ له ليعرف شغفه وأهدافه، ثم انتقل إلى أسلوب الكوتشينغ مع تقديم الاستشارات، وباستخدام خبرتك، يمكنك مشاركة استراتيجيات محددة لتحقيق انتقال ناجح.

ماذا يفعل الكوتش التحويلي؟

أولاً، يجب عليك مساعدة العملاء على فهم مسببات أفعالهم وعاداتهم ورغباتهم، وبعد ذلك، يمكنك مساعدتهم على التفكير بطريقة مختلفة واتخاذ خيارات أفضل، وإليك بعض الفوائد التي يجنيها العملاء من الكوتشينغ التحويلي:

  1. تعزيز الثقة بأنفسهم.
  2. التعامل مع التغيرات الكبيرة في الحياة بسلاسة.
  3. التفكير بطريقة تساعدهم على النمو.
  4. معرفة أنفسهم معرفة أفضل.
  5. التعامل مع العواطف بطريقة أذكى.

إليك بعض الأدلة على فوائد الكوتشينغ التحويلي:

  1. أفاد 70% من العملاء بازدياد ثقتهم بأنفسهم.
  2. 99% ممن يتلقون الكوتشينغ "راضون" أو "راضون جداً" عن تجاربهم.
  3. شهد 70% من الذين تلقوا الكوتشينغ تحسناً في أداء عملهم وعلاقاتهم وقدرتهم على التواصل.

ما هو الفرق بين كوتش الحياة والكوتش التحويلي؟

ببساطة، كوتشينغ الحياة واسع النطاق، في حين أنَّ الكوتشينغ التحويلي أكثر تخصصاً.

  1. يساعد كوتش الحياة العملاء على تحقيق الأهداف، مهما كانت تلك الأهداف.
  2. يتعمق الكوتش التحويلي إلى السبب الجذري وراء ما يفعله العملاء، وبدلاً من مجرد تحديد الأهداف، فإنَّه يكشف السبب وراء تلك الأهداف.

كوتشينغ الحياة غامض للغاية، أما الكوتشينغ التحويلي فأكثر دقةً فيما يقدِّمه، ولتحقيق النجاح في مجال الكوتشينغ، يجب عليك التخصص، ولهذا السبب، كونك كوتش حياة "فقط" لا يفي بالغرض.

ما هو الفرق بين الكوتشينغ التحويلي وكوتشينغ المعاملات؟

  1. يُحسِّن الكوتش التحويلي طريقة تفكير العميل وحياته بالكامل، ولديه نهج شامل، ويركز على جميع احتياجات عملائه.
  2. يركز كوتش المعاملات على أهداف محددة؛ إذ يوجِّه العملاء لإكمال المهام أو تجاوز التحديات، دون تغيير وجهة نظرهم بالضرورة.

كلاهما يقدِّم المساعدة، لكن لكلٍّ منهما أسلوب مختلف في تحقيق الأهداف، كما أنَّ التأثير الدائم للكوتشينغ التحويلي أعمق.

ما هي أفضل تقنيات الكوتشينغ التحويلي؟

دعونا نلقي نظرة على أفضل تقنيات وأساليب الكوتشينغ التحويلي حتى تتمكن من مساعدة عملائك على الحصول على النتيجة التي ينشدونها، فالكوتشينغ التحويلي هو مزيج من الأساليب والتقنيات المختلفة، وفيما يأتي أربع تقنيات فعالة شائعة:

1. المقابلات التحفيزية (MI):

تتيح المقابلات التحفيزية للعملاء التعامل مع مشاعرهم المختلطة المتعلقة بالتغيير، كما أنَّها تسد الفجوة بين أفعالهم الحالية وأهداف وقيم الحياة الأوسع.

لنأخذ على سبيل المثال عميلاً يحلم بتغيير مهنته، ولكنَّه يشعر بالتردد، فيمكنك طرح الأسئلة لاستكشاف مخاوفه ورغباته، وهذا يساعده على رؤية الفائدة من السعي وراء شغفه الحقيقي.

2. علم النفس الإيجابي:

يركز علم النفس الإيجابي على نقاط القوة والجوانب الإيجابية بدلاً من السلبيات، فإذا كان العميل يعاني من تدني احترام الذات، فإنَّك تساعده على رؤية صفاته الإيجابية ونجاحاته السابقة لتعزيز ثقته بنفسه.

3. البرمجة اللغوية العصبية (NLP):

تستخدم البرمجة اللغوية العصبية اللغة لإعادة تشكيل أنماط تفكير العملاء وسلوكاتهم، فإذا كان لدى العميل خوف من التحدث أمام الجمهور، يمكنك إرشاده لإعادة صياغة وجهة نظره حتى يصل إلى مرحلة يقول فيها: "أنا أتعلم وأتحسن" بدلاً من "أنا سيئ في هذا".

4. المنهج السلوكي المعرفي:

يساعد العلاج السلوكي المعرفي العملاء على تغيير الأفكار والمشاعر والسلوكات الإشكالية، فتخيَّل العميل الذي يتجنب اللقاءات الاجتماعية بسبب القلق الاجتماعي؛ إذ يمكنك مساعدته على اكتشاف المعتقدات غير العقلانية واستبدالها بمعتقدات أكثر واقعية.

تطبيق الكوتشينغ التحويلي:

اعتماداً على مهاراتك واحتياجات العميل، يجب عليك استخدام تقنيات كوتشينغ تحويلية مختلفة، ولكنَّ التطبيق النموذجي يتطلب ما يأتي:

  1. فهم الأنماط: اكتشاف طريقة تفكير العميل ومشاعره وأنماط علاقاته.
  2. تغيير الأنماط: مساعدة العميل على التخلص من العادات أو المعتقدات الضارة التي تعوقه.
  3. التقدم: مساعدة العملاء على تحقيق ما يريدونه من الحياة.

إليك مثال توضيحي:

"حسام"، خريج جامعي حديث، لا يعرف ما عليه فعله بعد التخرج.

يساعد الكوتش التحويلي هذا العميل كما يأتي:

  1. فهم الأنماط: يجب عليك أن تبدأ بمعرفة سبب عدم قدرة "حسام" على اتخاذ قرار، فهل يتعلق الأمر بالاختيارات المهنية أم الأهداف الشخصية أم الضغوط الخارجية؟ وهل هناك أي أنماط متكررة من الشك أو الخوف تعوقه؟
  2. تغيير الأنماط: بعد ذلك، يجب عليك مساعدة "حسام" على التخلص من العادات والمعتقدات الضارة، وقد يتضمن ذلك تقنيات لتعزيز الثقة بالنفس وإدارة عدم اليقين.
  3. التقدم: أخيراً، مع مزيد من الوعي الذاتي واكتساب نظرة جديدة، يستكشف "حسام" المسارات المهنية الأخرى التي تثير اهتمامه حقاً.

هل يمكن لأي شخص أن يصبح كوتشاً تحويلياً؟

نعم، كل ما تحتاج إليه هو القدرة على مساعدة عملائك على إحداث تغيير كبير في حياتهم، ولتحقيق ذلك، تحتاج إلى مهارات الكوتشينغ المناسبة، والممارسة هي السبيل الأنجع لتطوير مهاراتك.

كيف تصبح كوتشاً تحويلياً؟

قد يبدو أنَّ امتهان الكوتشينغ التحويلي صعب جداً، فقد تقلق بشأن الشهادات وتأسيس مشروعك والعثور على العملاء، وفي الواقع، الأمر ليس معقداً إلى هذا الحد.

لنتحدث عن الأمر بالتفصيل:

كم يجني الكوتش التحويلي؟

أولاً، ما هو المبلغ الذي يستطيع الكوتش التحويلي اكتسابه؟

معرفة ذلك عامل مؤثر في هذا الصدد، فالكوتشينغ عمل مربح جداً، لا سيما مع التخصص، كما هو الحال مع الكوتش التحويلي.

لنتحدث بلغة الأرقام:

حسب شركة "غلاسدور" (Glassdoor)، يبلغ متوسط ​​الدخل السنوي للكوتش التحويلي نحو 150 ألف دولار، ومع ذلك، تكمن قيمة الكوتشينغ الذي تقدِّمه في كيفية مساعدة عملائك على تغيير حياتهم، وهذا لا يُقدَّر بثمن عند كثير من العملاء.

السر هنا هو أنَّك تحقق تحولاً حقيقياً، وهذا هو أساس نجاحك، فإذا كنت ترغب في زيادة دخلك، فيجب عليك التعمق أكثر في مجال تخصصك.

كيف تجد تخصصك؟

حصر خياراتك هو سبيلك لإنشاء عرض بيع فريد من نوعه؛ إذ يتيح لك هذا التميز في مجال عملك، وبعد تحديد التخصص المناسب، ترتفع مكانتك وتزداد أرباحك أيضاً.

دعونا نلقي نظرة على مثال سريع:

يكسب المحامي العادي دخلاً جيداً، ولكنَّ المحامي المتخصص في قضايا سوء الممارسة الطبية يجني أكثر منه بسبب تخصصه، وكذلك المحامي المتخصص في إصابات الولادة يجني أكثر من ذلك المتخصص في قضايا سوء الممارسة الطبية نظراً إلى زيادة تخصصه.

ما هي أهمية التخصص في الكوتشينغ؟

التخصص في مجال معين ضروري لنجاح عملك، فعندما يطلب أحد العملاء خدماتك، فهو يفعل ذلك لسبب واحد فقط، وهو البحث عن حلول؛ لذا يجب على الكوتش التركيز على مجموعة مشكلات يستطيع حلها بسهولة، والطريقة الوحيدة لتحقيق ذلك هي التفوق في مجال معين.

الكوتشينغ التحويلي هو تخصص أصلاً، لكن مع هذا النوع من الكوتشينغ، يريد العملاء تغييراً شاملاً في عدد من مجالات الحياة المختلفة، لذلك لتبرز وتتميز، يجب عليك التركيز على مجموعات محددة من العملاء، مثل:

  1. توجيه الآباء الجدد في مرحلة الأبوة والأمومة.
  2. مساعدة المتقاعدين على العثور على الهدف والرضى.
  3. تعزيز الثقة بالنفس لدى الشباب.
  4. مساعدة الفنانين على التغلب على العوائق الإبداعية والمعتقدات المقيِّدة للذات.
  5. تمكين أولئك الذين يواجهون أزمات منتصف العمر من تبنِّي التغيير.

قائمة التخصصات المحتملة لا حصر لها؛ إذ يتعلق الأمر كله باختيار التخصص الذي يناسب شغفك وخبرتك، والآن إليك 4 خطوات للعثور على التخصص المناسب لك:

  1. ممارسة العصف الذهني لمعرفة كل الفرص المتاحة.
  2. تحديد الجمهور المستهدف.
  3. تحديد المشكلات التي تقدر على حلها.
  4. تحديد السبب الذي يدفع العملاء لاختيارك (كيف تساعد العملاء على الحصول على نتائج أفضل وأسرع وأسهل).

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن تعريف الكوتشينغ التحويلي، والفرق بينه وبين كوتشينغ الحياة وكوتشينغ المعاملات، وعن تقنيات تطبيقه، وأهمية التخصص فيه، وسنتحدث في الجزء الثاني والأخير عن أفضل الشهادات، وكيفية إعداد مشروع الكوتشينغ التحويلي، وطريقة الحصول على أول العملاء، وفي النهاية نقدِّم أمثلة عن أفضل الكوتشز التحويليين.