كوتشينغ الثقة بالنفس: الأساليب والتقنيات اللازمة لتطبيقه
يعاني معظم الأفراد من مشكلات الثقة بالنفس والأصوات الداخلية التي تنتقد تصرفاتهم طوال الوقت، وقد تنجم هذه المشكلة عن ظروف تنشئتهم على يد والد صارم، أو بسبب تعرضهم للخيانة من قبل أحد أصدقائهم، وقد تحدث نتيجة ضغوطات المجتمع والمعايير التي يفرضها على الأفراد.
إذا كنت متحمساً للعمل مع عملاء يعانون من الأصوات الناقدة الداخلية وقلة الثقة بالنفس فأنت أهل لهذه المهنة، ويساهم كوتشينغ الثقة بالنفس في مساعدة العملاء على اكتساب مزيد من الثقة بالنفس.
مفهوم كوتشينغ الثقة بالنفس:
يُستخدَم كوتشينغ الثقة بالنفس لمساعدة العملاء على التغلب على الأصوات الناقدة الداخلية والأفكار التي تقيِّدهم وتمنعهم من بلوغ كامل إمكاناتهم، وهو ما يؤدي إلى زيادة شعورهم بالثقة بأنفسهم وبقدراتهم.
تشمل أهداف العميل في حالة كوتشينغ الثقة بالنفس تعزيز شعور المحبة الذاتية، والتخلص من الحوار الذاتي السلبي، وإدراك القدرات والإمكانات الشخصية.
يساعد الكوتش العملاء على تحديد الأفكار والمخاوف التي تعوق تقدمهم وتمنعهم من تحقيق أهدافهم، ويدرك العميل نتيجة ذلك مصدر هذه الأفكار والمشاعر وينظر إليها نظرة موضوعية.
تقتضي الخطوة التالية تحفيز العميل على مواجهة هذه الأفكار والمشاعر، ويتم في المرحلة الأخيرة تشجيعه على تجاوز منطقة راحته وخوض تجارب جديدة تساعده على التخلص من الصوت الناقد الداخلي وتكوين أفكار ومعتقدات إيجابية وبنَّاءة تدعمه في حياته.
أساليب كوتشينغ الثقة بالنفس:
يستخدم كوتشز الثقة بالنفس مجموعة من الأساليب والتقنيات لتحديد أفكار العميل السلبية والتخلص منها، ومن أمثلتها ما يأتي:
1. الفنون والحرف اليدوية:
يطلب الكوتش من العميل في هذه الطريقة أن يرسم شكلاً يمثل الصوت الناقد الداخلي الذي يعاني منه، ويكتب الأفكار والمشاعر التي يسببها له.
يتسنى للعميل في هذه الطريقة أن ينفصل عن الصوت الناقد الداخلي ويدرك الأفكار السلبية وينظر إليها نظرة موضوعية ويتخلص من تأثيرها فيه.
2. "العلاج السلوكي المعرفي" (Cognitive-behavioral therapy):
يفترض هذا العلاج أنَّ أفعال الإنسان تعكس مشاعره وأفكاره، ويجدر بالمرء أن يتحقق من مصدر أفكاره ومعتقداته ويتأكد من صحتها، ويطلب الكوتش من العميل أن يستبدل معتقداته السلبية بأخرى إيجابية وبنَّاءة ويتخيَّل التحسُّن الذي يمكن أن يطرأ على حياته.
3. إعادة البناء الإدراكي:
يتم ذلك عن طريق إنشاء مسافة نفسية بين الفرد وبين النقد الذاتي؛ أي أن يعدَّه شخصاً أو كياناً منفصلاً عنه، ويتسنى للعميل بهذه الطريقة أن ينفصل عن أفكاره السلبية ويلاحظها بموضوعية دون أن ينجر وراءها، وهي تساعده على التخلص من أنماط التفكير المؤذية.
4. التصوُّر الذهني:
يهدف الصوت الداخلي إلى حماية الفرد من الأخطار المحتملة المحدقة به، ولكن تكمن المشكلة عند إثارة مشاعر الخوف وعدم الارتياح في المواقف والتجارب العادية التي لا تستدعي كل هذا القلق، ويقتضي علاج هذا الخوف غير المُبرَّر ممارسة التصور الذهني، ويساهم التصور الذهني في مساعدة العملاء على بلوغ كامل إمكاناتهم واستثمارها وعيش حياة حافلة يحققون فيها كافة أحلامهم وطموحاتهم.
طرح الأسئلة الملهمة على العملاء:
تساهم الأسئلة الملهمة في دفع العملاء إلى التشكيك بالمعتقدات التي تقيدهم وتعوق تقدمهم، وهو ما يؤدي إلى زيادة ثقتهم بأنفسهم، وفيما يأتي بعض الأسئلة التي يمكنك أن تطرحها خلال جلسات الكوتشينغ:
- ما هي المعتقدات التي تعوق تقدمك في الحياة؟
- كيف يمكنك أن تعيش حياة مثالية وحافلة بالإنجازات؟
- ما هي الإنجازات التي يمكنك أن تحققها لو لم تكن خائفاً؟
- ما هي الأفكار التي تخطر ببالك يومياً؟
- كيف تتصور ذاتك لو أنَّك حققت أقصى درجات الثقة بالنفس؟
- ماذا يتطلب التخلص من الخوف نهائياً؟
- تخيَّل نفسك بعد مضي 20 سنة، ماذا يمكن أن تتعلم من شخصيتك المستقبلية؟
- ما الذي يتطلبه التخلص من العقبات؟
- كيف يمكنك أن تعيش حياة ممتعة؟
- هل تطبق قيمك الأساسية في حياتك اليومية؟
منصات إجراء كوتشينغ الثقة بالنفس:
توجد عدة منصات تُستخدَم لإجراء كوتشينغ الثقة بالنفس، فيما يأتي 3 منصات كوتشينغ بارزة متوفرة في السوق:
1. "كوينزا" (Quenza):
هذه المنصة مناسبة لكل كوتش يبحث عن أدوات جاهزة وتخصصية لتقديمها في برامج الكوتشينغ، وتتضمن الميزات الرئيسية للمنصة "أداة إعداد النشاطات" (Activity builder)، و"المسارات المؤتمتة" (automated pathways)، ومجموعة من النشاطات الموضوعة وفق أسس علمية، والدعم المجتمعي، وتطبيق خاص بالمنصة، وخدمة متابعة تقدم العملاء، والامتثال لقانون "التأمين الصحي لقابلية النقل والمساءلة" (HIPAA)، و"النظام الأوروبي العام لحماية البيانات" (GDPR)، إلى جانب توفير إمكانية التواصل عبر الإنترنت، وإجراء التعديلات على القوالب والتمرينات وكافة الخدمات المقدَّمة.
تبدأ أسعار الاشتراك بالمنصة من حوالي 49$ في الشهر، كما يمكنك أن تسجل في المنصة وتجربها لمدة شهر كامل مقابل 1$.
أُطلِقَت منصة "كوينزا" حديثاً، وهي ما تزال قيد التطوير، ويجري العمل على إضافة ميزات جديدة باستمرار.
2. "نادج كوتش" (Nudge Coach):
تتيح هذه المنصة إمكانية إجراء التعديلات وتخصيص الخدمات بما يتناسب مع كل شريحة من العملاء، وتتضمن ميزات المنصة الرئيسة أدوات تفاعلية، وتعقب عادات العملاء بشكل شخصي، وتقديم عمليات مؤتمتة، ورسائل تذكيرية وتحفيزية، وتحديات شهرية، والامتثال لقانون "التأمين الصحي لقابلية النقل والمساءلة"، كما يوجد تطبيق خاص بالمنصة، ويمكن استخدام برنامج "زووم" (Zoom).
تبدأ أسعار الاشتراك بالمنصة من حوالي 30$ بالشهر، وتتوفر تجربة مجانية متاحة لأول 3 عملاء يسجلون في المنصة، وتشمل عيوب المنصة عدم توفير نظام تسديد أو جدولة للمواعيد.
3. "كوتش أكاونتابل" (CoachAccountable):
تقدِّم هذه المنصة الحلول الإدارية التي يحتاج إليها كل كوتش مبتدئ في تخصص الثقة بالنفس، وتتضمن ميزات المنصة الرئيسة تنظيم عمليات الدفع، وجدولة المواعيد، وإعداد خطط الكوتشينغ، والرسائل التذكيرية، وبناء العلامة التجارية، والامتثال "للنظام الأوروبي العام لحماية البيانات"، كما يوجد تطبيق خاص بالمنصة، وخدمة متابعة تقدم العميل.
تبدأ أسعار الاشتراك بالمنصة من حوالي 20$ بالشهر، وتتوفر تجربة مجانية لمدة شهر.
هذه المنصة مصممة خصيصاً لتنظيم الأعمال والإجراءات الإدارية، وهذا يعني أنَّها تفتقر للأدوات والتمرينات التي يحتاج إليها الكوتش في أثناء تقديم البرنامج.
مراحل عملية الكوتشينغ:
فيما يأتي 4 خطوات لعملية الكوتشينغ:
1. استقبال العميل وتوقيع اتفاقية الكوتشينغ:
يتم في هذه الخطوة مقابلة العميل ومناقشة اتفاقية الكوتشينغ وتوقيعها قبل بدء البرنامج، ويمكنك أن تستخدم الاستبيانات في مرحلة الاستقبال بهدف تحديد حاجات العميل والنتائج التي يتوقع الحصول عليها بعد نهاية البرنامج.
2. جمع المعلومات اللازمة عن العميل:
يجب عليك أن تستفيد من جلسات الكوتشينغ الأولى في جمع المعلومات عن الأشياء التي تحفز العميل، وكيفية تحسين جودة التواصل معه، وتحديد أساليب التعلم والمحاسبة التي تناسبه.
فيما يأتي 3 خطوات لجمع المعلومات اللازمة عن العميل:
- تقييم مدى رضى العميل عن مختلف جوانب حياته مثل العمل، والعلاقات، والوضع المادي، والصحة، والمتعة، والترفيه، ويمكن أن يتم ذلك عن طريق استخدام أدوات مثل "عجلة الحياة" (The Wheel of Life) التي تساعد الفرد على تقييم نفسه ومدى رضاه عن مجموعة من الجوانب الحياتية.
- تحديد مهارات ونقاط القوة لدى العملاء عن طريق إجراء المقابلات معهم، ويتسنى للكوتش عند إتمام هذه الخطوة أن يساعد العميل على توظيف قدراته واستثمارها في تحقيق أهدافه.
- تحديد قيم العميل الشخصية عن طريق تطبيق تمرينات إكمال الجمل التي تساعد الكوتش على معرفة الجوانب الهامة بالنسبة إلى العميل والتركيز عليها خلال البرنامج.
3. العمل على تحقيق أهداف العميل:
يقوم الكوتش بجمع المعلومات اللازمة عن العميل، وتحديد الجوانب الهامة بالنسبة إليه، ثم يبدأ التعاون فيما بينهما بهدف العمل على تحقيق أهداف العميل.
تشمل أهداف العملاء عموماً في حالة كوتشينغ الثقة بالنفس تعزيز مستوى المحبة الذاتية، والتخلص من الحوار الذاتي السلبي، وإدراك القدرات والإمكانات.
4. تقييم جلسات الكوتشينغ:
فيما يأتي طريقتان لتقييم برنامج الكوتشينغ من قبل العملاء:
- تدوين الملاحظات خلال الجلسات: تتيح هذه الطريقة للعملاء إمكانية تسجيل وجهات نظرهم، وآرائهم، وتلخيص الدروس المستفادة من الجلسة، ويمكن أن يطلب الكوتش من العملاء تدوين المعارف والخبرات المستفادة من برنامج الكوتشينغ ككل.
- تقديم التغذية الراجعة: يمكنك أن تطلب من العملاء في نهاية كل جلسة تقديم تغذية راجعة يتم فيها تقييم علاقة الكوتش بالعميل، ونتائج الجلسة ومدى رضى العميل عن البرنامج.
إعداد برامج وحزم الكوتشينغ عبر الإنترنت:
تتيح لك حزم الكوتشينغ إمكانية الوصول لشريحة أكبر من العملاء وتوفير الوقت، وإحداث تأثير أكبر، وتحقيق مزيد من الإيرادات.
يمكنك أن تستفيد من الأساليب والطرائق الواردة في المقال في إعداد برنامج كوتشينغ متكامل خاص بك بما فيه من تمرينات ووحدات تدريبية ونشاطات وجدولتها زمنياً.
في الختام:
يعاني معظم الأفراد من المخاوف والأفكار والمعتقدات السلبية التي تقيِّدهم وتعوق تقدمهم، ويساهم كوتشينغ الثقة بالنفس في الحد من تأثير الأصوات الناقدة السلبية الكامنة داخل نفس الإنسان، ومساعدته على تحقيق أحلامه على أرض الواقع.