كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت: تعريفه وفوائده ونصائح لتقديمه


اختيار العمل في مجال كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت له تحديات كبيرة؛ لذا سنتطرَّق في هذا المقال إلى فوائد الكوتشينغ عبر الإنترنت، ونناقش استراتيجيات لإقناع العملاء به، ونقدِّم نصائح وحيلاً لتقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت بإتقان.

تعريف كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت:

الكوتشينغ عبر الإنترنت هو لقاء الكوتش بعملائه في جلسات على منصة عبر الإنترنت بدلاً من اللقاء بهم وجهاً لوجه، ويمكن القيام بذلك عبر تطبيق "سكايب" (Skype) أو "زووم" (Zoom) أو حتى عبر الهاتف، أو قد يجمع الكوتش بين الكوتشينغ وجهاً لوجه والكوتشينغ عبر الإنترنت.

بعد انتشار جائحة "كوفيد-19" (Covid-19)، اضطر عدد من كوتشز الحياة الذين كانوا يقدِّمون الكوتشينغ وجهاً لوجه فقط إلى إتقان مهارات كوتشينغ الحياة عن بُعد باستخدام منصات عبر الإنترنت مثل "سكايب" أو "زووم".

إذا كنت أحد هؤلاء الكوتشز، فربما قدَّمت الكوتشينغ وجهاً لوجه فقط؛ وذلك لأنَّك تعتقد أنَّك تستطيع فهم العملاء أكثر من خلال قراءة لغة جسدهم إلى جانب الإصغاء إليهم، كما قد يسهِّل الكوتشينغ الشخصي تسليم الملفات للعملاء وتسلُّمها منهم في حال كانوا لا يتقنون استخدام الكمبيوتر والبريد الإلكتروني.

إذا كنت قد قدَّمت الكوتشينغ للعملاء وجهاً لوجه فقط، فأكبر صعوبة قد تواجهها هي تغيير إطار العمل الذي تعتمده عند تقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت؛ لذا دعنا نتطرَّق إلى هذه الصعوبات وفوائد الكوتشينغ عبر الإنترنت التي تعود على الكوتشز والعملاء.

فوائد الكوتشينغ عبر الإنترنت للكوتشز:

1. قد يكون التواصل مع العملاء عبر الإنترنت فعالاً بقدر الكوتشينغ وجهاً لوجه:

يمكنك التواصل مع العملاء بفاعلية عبر الإنترنت كما لو كانوا معك في نفس الغرفة، فحتى لو لم تقابلهم شخصياً، تستطيع العمل معهم لتحقيق النتائج التي يسعون إليها.

إذا تواصلت مع العملاء عبر الهاتف أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، لكن دون تشغيل الفيديو، فسوف يكشفون عن تفاصيل عن مشكلاتهم بأريحية أكبر.

2. توسيع قاعدة العملاء المحتملين:

ربما أكبر فائدة للكوتشينغ عن بعد هي القدرة على تقديم الكوتشينغ للعملاء في أي مكان من العالم، كما يمنحك الكوتشينغ بهذه الطريقة المرونة، ولن تضطر إلى الوجود في مكان معين لتقديمه.

3. توفير الوقت والمال:

يوفر تقديم كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت الوقت؛ وذلك بسبب سهولة التحكم بالوقت الذي تحتاجه للتحضير للجلسة، فلا تحتاج إلى ارتداء ملابس رسمية (على الرغم من أنَّه يجب عليك الظهور بمظهر لائق أمام العملاء)، أو تقديم أي مشروبات لهم، أو قبول هدايا منهم، كما ستوفِّر كثيراً من المال إذا كنت قد استأجرت المكتب الذي تقدِّم الكوتشينغ فيه.

4. إمكانية العمل من المنزل:

لا توجد حاجة إلى مساحة عمل مخصصة للاجتماع بالعملاء، لكن احرص على ترتيب الغرفة، أما في حال كان لديك عائلة، فيمكنك تقديم الكوتشينغ في غرفة النوم، ولن يدرك العملاء ذلك إذا أعددت الغرفة بشكل مناسب، ولكنَّك بحاجة إلى العمل في مكان هادئ وخاص كي لا يقاطعك أحد.

فوائد الكوتشينغ عبر الإنترنت للعملاء:

قد تضطر إلى تغيير إطار عملك عند الانتقال من تقديم الكوتشينغ وجهاً لوجه إلى تقديمه عبر الإنترنت، ويجب على عملائك أيضاً أن يكونوا على استعداد لتلقِّي الجلسات بطريقة مختلفة، فكيف تقنع العملاء المحتملين بأنَّ كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت سينجح معهم كما لو أنَّهم يتلقونه شخصياً؟

سيوفر العملاء الوقت، ويحددون مواعيد لقائهم مع الكوتش بمرونة أكبر، وهي ذات الفوائد التي تعود على الكوتشز أيضاً نتيجة العمل عبر الإنترنت، إضافة إلى ذلك، تستطيع إقناعهم بالكوتشينغ عبر الإنترنت من خلال عرض تزكيات العملاء الذين قدَّمت الكوتشينغ لهم عن بعد، أما إذا استمر ترددهم، فيمكنك أن تقدِّم لهم جلسة مجانية عبر الهاتف أو مكالمة فيديو ليجربوا الكوتشينغ بهذه الطريقة.

بالطبع، ستجد دوماً بعض الأشخاص الذين لا يقتنعون بفكرة تلقِّي الكوتشينغ عبر الإنترنت، ولا بأس بذلك، فهذا قرارهم.

طريقة تقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت:

1. تقديم كوتشينغ الحياة عبر "سكايب" و"زووم":

على الرغم من أنَّ ميزات "زووم" و"سكايب" متشابهة، إلا أنَّ لكل منهما طريقة إعداد مختلفة؛ لذا يجب عليك أن تختار ما تفضل استخدامه، فإذا اشتركت في إحدى هذه المنصات، فاستخدم البرنامج الذي تعرفه، أما إذا لم تكن تفضِّل برنامجاً معيناً، فإنَّ "زووم" هو خيارك الأفضل؛ وذلك لأنَّك تستطيع ببساطة إرسال رابط للعملاء للاتصال، فلا يتطلب الأمر منهم سوى تحميل التطبيق؛ إذ يقدم كل من "سكايب" و"زووم" اشتراكاً مجانياً، والذي سيكون كافياً لتقديم جلسات كوتشينغ فردية.

لكن يتم تحديث هذه التطبيقات باستمرار؛ لذا قد تلاحظ اختلافات طفيفة خلال استخدامك لها، فعندما تشاهد مقاطع فيديو لتتعلم كيفية استخدام البرنامج، تحقق من تاريخ نشرها بحيث تكون حديثة قدر الإمكان، فلا يقدِّم موقع "يوتيوب" (YouTube) غالباً أحدث مقاطع الفيديو أو أدقها في نتائج البحث؛ لذا اختر الفيديوهات التي نُشرت منذ شهر أو أقل.

يقدِّم كل من "سكايب" و"زووم" أيضاً خيار الدردشة للمتابعة مع العملاء بين الجلسات، والتي تشبه إجراء محادثة شخصياً، كما يمكن مشاركة الملفات في أثناء التحدث وحتى مشاركة الشاشة إذا لزم الأمر، في حال أردت أن تُري العميل شيئاً ما.

2. تقديم كوتشينغ الحياة عبر "فيس تايم" (FaceTime) أو "واتساب" (WhatsApp):

يمكنك استخدام تطبيق "فيس تايم" أو "واتساب" على أجهزة "آبل" (Apple) لتقديم جلسة كوتشينغ، لكن ننصحك باستخدام برنامج "سكايب" أو "زووم" على الكمبيوتر المحمول أو الحاسب الشخصي أو جهاز "آيباد" (iPad).

يفضَّل استخدام الكمبيوتر المحمول أو الكمبيوتر العادي أكثر من الهاتف المحمول؛ وذلك لأنَّه يمكِّنك من مشاركة الشاشة بسهولة في حال كان لديك محتوى محفوظ، وربما الأهم من ذلك أنَّه لا يتوفر دوماً في تطبيق "فيس تايم" و"واتساب" مساحة شاشة لعرض لغة جسدكما بشكل كامل.

لكن إذا كان العميل يستطيع التواصل معك عبر الهاتف المحمول فقط، فلا يجب أن يحمل أي منكما جهازه في أثناء إجراء الجلسة؛ لأنَّ ذلك سيشتتكما، ولا يسمح بإجراء جلسة فعالة؛ لذا ثبِّت الهاتف في مكان ما، واحرص على ألا يكون في يدك.

الكوتشينغ عبر البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية عبر الإنترنت:

يتيح عدد من الكوتشز للعملاء إمكانية التواصل عبر البريد الإلكتروني بين الجلسات، وهو أمر يفيد العملاء كثيراً في حال وقعوا في مشكلة فجأة أو أرادوا مشاركة نجاحاتهم، كما أنَّها طريقة ممتازة للتواصل مع العملاء في حال سافرت أنت أو هم.

لكن لا يُنصح باعتماد البريد الإلكتروني وحده للتواصل مع العملاء؛ وذلك لأنَّ رسائل البريد الإلكتروني والمحادثات النصية تؤدي إلى سوء الفهم بسبب غياب نبرة الصوت، فربما يخبرك العميل بنتائج إيجابية، ولكنَّك لن تستطيع الانتباه إلى لغة جسده أو الإشارات الأخرى التي قد تكشف عما يخفيه، كما تفعل عند التواصل وجهاً لوجه عبر الإنترنت أو عبر الهاتف.

هل تنجح برامج الكوتشينغ عبر الإنترنت؟

أصبح استخدام البرامج عبر الإنترنت وسيلة شائعة للاستفادة من الكوتشينغ؛ إذ غالباً ما يسوِّق لها الكوتشز والاستشاريون الخبراء الذين يبحثون عن دخل إضافي، وبعضهم بارع في مساعدة العملاء على التخطيط للأهداف والحياة.

قد تكون هذه البرامج شاملة للغاية، وتطرح قضايا صعبة للعملاء، لكن كي ينجح الكوتشينغ، يحتاج العملاء إلى كوتش مؤهل يعرف كيفية استخلاص المعلومات منهم، ويحدد الخطوة التالية التي يجب عليهم اتخاذها، ويكون قادراً على طرح مزيد من الأسئلة المناسبة.

يتطلب كوتشينغ الحياة تواصلاً شخصياً عميقاً أكثر من اتباع نهج عام؛ لذا على الرغم من أنَّ هذه البرامج تفيد إذا كانت وسيلة إضافية يستخدمها الكوتش إلى جانب توجيه العميل شخصياً، إلا أنَّها ليست طريقة موثوقة بحد ذاتها لتقديم الكوتشينغ.

كسب العملاء عبر الإنترنت:

من أهم جوانب تقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت هو معرفة كيفية كسب العملاء؛ أي تنمية مشروعك من خلال مقابلة العملاء، سواء عبر الإنترنت أم شخصياً.

نصائح لتقديم كوتشينغ الحياة عبر الإنترنت:

1. اشترِ سماعة رأس:

تُعَدُّ سماعة الرأس إحدى الأدوات الأساسية لتقديم الكوتشينغ عبر الهاتف أو عبر الإنترنت، لذلك اشترِ سماعة رأس مزودة بميكروفون؛ لأنَّ ذلك يضمن خصوصية العملاء (لأنَّك أنت من سيسمعهم فقط)، ويعطيك مجالاً لتسجيل الملاحظات في أثناء الجلسة.

2. اصمت في الوقت المناسب:

لا يعني التواصل عبر الهاتف أو الفيديو أن تتحدث طوال الوقت؛ بل إحدى أهم المهارات التي يجب أن يتقنها كوتش الحياة عبر الإنترنت هي الصمت في الوقت المناسب.

اطرح سؤالاً قوياً، ثم اصمت لبرهة لتفسح المجال للعميل للإجابة عن السؤال أو التوصل إلى استنتاج، أما إذا ساد صمت طويل، فيمكنك أن تسأل: "بمَ تفكر؟" ليعطيك العميل إجابة مدروسة ومفيدة.

3. اظهر بمظهر لائق:

على الرغم من أنَّك تقدِّم الكوتشينغ باستخدام منصة عبر الإنترنت، إلا أنَّك يجب أن تظهر بمظهر لائق حفاظاً على مهنيتك، وإليك فيما يأتي بعض النصائح لمساعدتك على ذلك:

أولاً: اجلس في مواجهة الضوء

يجب أن يبرز وجهك تماماً، وإذا كان يوجد مصدر ضوء خلفك قادم من النافذة، فسيبدو وجهك مظلماً وغير واضح؛ لذا فلتكن الخلفية عادية واجلس مواجهاً مصدر الضوء كي يكون وجهك واضحاً وبارزاً.

ثانياً: ضَع كاميرا الكمبيوتر المحمول على مستوى العين

سواء أكنت تحمل الكمبيوتر أم تضعه على المكتب، ارفعه بحيث تكون الكاميرا على مستوى عينيك، كما قد يساعد ضبط موضع الشاشة في هذا الأمر، وهذا أمر هام كي يظهر وجهك كاملاً وليس جزءاً منه فقط؛ لذا تحقق من موضع الكاميرا على هاتفك المحمول أو الكمبيوتر عندما تجري مكالمة مع زملائك أو عملائك للتأكد من أنَّهم يرونك كما يجب.

ثالثاً: نظِّم الخلفية التي تظهر على الشاشة

انتبه إلى أي نباتات أو زخارف خلفك قد تعطي مظهراً غريباً لرأسك، وتأكد من عدم وجود أي شيء في الخلفية قد يشتت الانتباه عنك، مثل صور أو مكتبة كتب.

رابعاً: جرِّب إيقاف تشغيل الفيديو في أثناء الجلسة

قد يُشعِرك اللقاء وجهاً لوجه مع العملاء على أجهزة الكمبيوتر ورؤوسهم أو الجزء العلوي من أجسادهم بارزة، بالتوتر أكثر بكثير من الوجود معهم في نفس الغرفة، وحتى قد يؤدي ذلك إلى تشتيت الكوتش.

عند استخدام برنامج "سكايب" أو "زووم"، يمكنك أن تتفق مع العميل على إجراء محادثة وجهاً لوجه في بداية الجلسة، ثم إيقاف تشغيل الفيديو حتى يحين وقت انتهائها.

يجب عليك تجربة ما يناسبك أنت والعملاء؛ فأحياناً قد يؤدي إيقاف تشغيل الفيديو إلى تحسين الشبكة وجودة الصوت، لا سيما إذا كنت في منطقة الشبكة فيها ضعيفة.

4. طوِّر مهارات الإصغاء:

نظراً لأنَّك قد لا تتمكن من رؤية تعابير وجه العملاء أو لغة جسدهم بأكملها طوال الوقت، فقد تحتاج إلى تطوير مهارات إصغاء إضافية؛ إذ يجب عليك الإصغاء باهتمام أكبر كي تتمكن من اكتشاف المشكلة الأساسية، دون الحاجة إلى الإشارات الجسدية، وربما التحقق مما قاله العملاء في أثناء الجلسة للتأكد من أنَّك سمعتهم وفهمتهم جيداً.

5. انتبه إلى الضوضاء في الخلفية:

مهما كانت الطريقة التي تستخدمها للتواصل مع العملاء عبر الإنترنت، انتبه إلى الضوضاء في الخلفية؛ فإذا كنت تعمل من المنزل، فستؤدي أمور مثل صوت التلفاز والموسيقى والأطفال والأحاديث الجانبية وما إلى ذلك إلى تشتيتك أنت والعميل، فحاول إعداد الجلسة في مكان هادئ، ومن الأفضل أن تطلب من العملاء الشيء نفسه أيضاً.

في الختام:

إذا كنت قلقاً بشأن كيفية إدارة جلسات الكوتشينغ عبر الإنترنت أو عبر الهاتف، فننصحك بإعداد جلستين مع كوتش آخر لكي تعتاد الأمر وتعزز ثقتك بنفسك؛ إذ يكمن أساس النجاح في تقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت في التحلي بالمرونة والصبر مع نفسك ومع عميلك في أثناء تطوير مهاراتك في التقديم عبر الإنترنت.