كيف تستخدم تقنية OARS لبناء علاقة تدريب
نحن جميعاً نعلم أنَّ مهارات الاصغاء الفعال، والتعاطف وتقديم القليل من النصح هي عناصر أساسية في حضور الكوتشينغ القوي، ولكن ما هي أفضل الممارسات للقيام بذلك بشكل جيد؟ إنَّ إحدى الطرائق الفعَّالة لإيجاد حضور قوي هي الاستخدام الفعَّال لتقنية "OARS" للتواصل التعاطفي، والتي تقدِّم عديداً من الفوائد الإيجابية لكلٍّ من العميل وعلاقة الكوتشينغ.
عندما نتواصل مع العملاء بطريقة تعاطفية وغير مرتبطة بإصدار الأحكام، فإنَّنا نخلق ظروفاً يمكن للعميل من خلالها تحديد سبب تردده في التغيير، والعواقب التي قد تترتب على هذا التردد، ويمكن أن تساعد المبادئ التالية الكوتشز على زيادة وعي العميل بشأن التردد الطبيعي للفرد في التغيير ومساعدته في زيادة الدافع لاتخاذ إجراءات بنَّاءة.
ما هو OARS؟
يستخدم الكوتشز أربع مهارات دقيقة وهامة عند التفاعل مع العملاء بطريقة داعمة ومتعاطفة يُطلَق عليها اسم "OARS"، وهو اختصار يصف بعض المهارات الدقيقة التي تُستخدم للتعبير عن التعاطف مع العملاء، ويُمثِّل:
- الأسئلة المفتوحة (Open-ended questions).
- عبارات الثناء (Affirmations).
- الاستماع التأملي (Reflective listening).
- التلخيص (Summarizing).
تجعل هذه المهارات الدقيقة الأربع العميل يشعر أنَّ الكوتش يدعمه ويتعاطف معه؛ فمن خلال التعبير عن التعاطف، فأنت تستخدم الاستماع التأملي لتُظهر تفهمك لوجهات نظر العميل ودوافعه الأساسية.
وفي إطار العلاقة العاطفية بين الكوتش والعميل، يمكننا زيادة استعداد العميل للتغيير، وتحفيزه لاتخاذ إجراءات بنَّاءة من خلال:
- فهم سبب التفاوت بين قيم العميل الراسخة وسلوكه الحالي.
- إدارة التردد من خلال الاستجابة عاطفياً، بدلاً من المواجهة.
- دعم الكفاءة الذاتية من خلال مساعدة العميل على التعرف على قدراته الداخلية والخارجية، بما في ذلك نقاط قوته، لمساعدته على المضي قدماً.
التعبير عن التعاطف باستخدام OARS
عندما يستخدم الكوتش التعاطف جيداً، يشعر العميل أنَّ الكوتش قادر على رؤية العالم كما يراه هو، ويفهم الأمور ويشعر بها بالطريقة نفسها كما لو أنَّ الكوتش يعيش تجربة العميل.
تُعد مهارة استخدام التعاطف عنصراً حاسماً في الكوتشينغ؛ فعندما يشعر العملاء بأنَّ الكوتشز يفهمونهم ويدعمونهم، يصبحون أكثر قدرة على الانفتاح على ترددهم وسلوكهم المحتمل الذي يُهدِّد الذات، وعندما يستمع الكوتش بعمق وتعاطف إلى العميل، يشعر العميل بالاطمئنان لما يفعله، مما يساعده على الحديث مع الكوتش عن رؤيته للعالم ووضعه.
وإذا تميزت تفاعلات الكوتش مع العميل بعلاقة قائمة على التعاطف، يستطيع الكوتش حينئذ رسم أهداف العميل الخاصة، وتحديد نقاط القوة التي قد يحتاج العميل إلى تعزيزها، وتحديد المهارات التي قد يستفيد منها من خلال التعلم، ويصبح العملاء أكثر انفتاحاً على التفكير الذاتي الصادق وعلى الفرص والإجراءات التي يمكنهم اتخاذها للنجاح في حياتهم نتيجةً لهذه العلاقة القائمة على التعاطف.
كيف يمكنك استخدام OARS في محادثات الكوتشينغ؟
● طرح أسئلة مفتوحة
عند تدريب عميل، اطرح أسئلة مفتوحة، والتي تبدأ عادةً بـ "ماذا" أو "كيف"، ولكن تأكد من أنَّك تطرح الأسئلة بطريقة تُتيح لعميلك الحديث بصراحة.
● قول عبارات الثناء
قدِّم ملاحظات تساعد عميلك على الشعور بالقيمة والتقدير؛ إذ غالباً ما يؤدي الثناء المناسب على السلوكات البنَّاءة إلى تعزيز الإجراءات المتعلقة بالهدف.
● الاستماع التأملي
فكر فيما يقوله عميلك من حين لآخر، ثم تحقق من أنَّك تسمع كيف يشعر العميل بدقة.
● تلخيص ما فهمته
لخِّص بين الفينة والأخرى ما فهمته باختصارٍ من محتوى المحادثة.
بمجرد أن نتواصل بطريقة قائمة على التعاطف، فإنَّنا نكون قد أنشأنا رابطاً مع عملائنا، وقد تخلق هذه العلاقة الداعمة الظروف التي يمكننا فيها مساعدة العميل على رؤية الاختلافات بين مكانه الحالي والمكان الذي يريد أن يكون فيه دون الشعور بالحكم عليه أو الإحباط.
تحديد الاختلافات
غالباً ما يساعد الكوتش عميله على تطوير وعيه بالاختلافات بين سلوكاته الحالية وسلوكاته المثالية، فبمجرد أن يرى العميل هذه الاختلافات بوضوح أكبر، ويشعر بدعم الكوتش له، يصبح من الأسهل عليه تبنِّي المواقف التي تُعزِّز دافعه للبدء باتخاذ إجراءات بنَّاءة جديدة تتماشى مع أهدافه.
يمكن للكوتش استخدام مقاييس تحفيزية للكشف عن الاختلافات؛ على سبيل المثال، يمكن الطلب من العميل قياس مدى استعداده لاتخاذ خطوة معينة على مقياس من 1 إلى 10؛ حيث يشير 1 إلى "لست مهتماً على الإطلاق باتخاذ هذه الخطوة" وتشير 10 إلى "لقد اتخذت هذه الخطوة بالفعل"، فقد يساعد هذا المقياس التحفيزي العميل على التحدث بصدق عن دوافعه وما قد يساهم في بقائه في مكانه وما قد يساعده في إجراء تغييرات ذات قيمة.
تساعد العلاقة القائمة على التعاطف والدعم التي أنشأها الكوتش باستخدام "OARS" هذا النوع من محادثات الكوتشينغ الصادقة على الانطلاق طبيعياً.