كيف تصبح كوتشا (الجزء الأول)


ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "لويزا زو" (LUISA ZHOU)، تُحدِّثنا فيه عن تجربتها الشخصية وكيف أصبحت كوتشاً.

هل ترغب في أن تصبح كوتشاً ولكنَّك لا تعرف من أين تبدأ؟ أتذكر الشعور نفسه، فقد شعرت بأنَّني عالقة في وظيفتي، وفي نفس الوقت، لم أكن أعرف كيف أبدأ عملي الخاص، ناهيك عن التفكير في ترك وظيفتي، لكن بعد أربعة أشهر قدمت استقالتي، وأطلقت مشروع كوتشينغ يحقق لي أرباحاً عاليةً.

وسنقدم لك في هذا المقال الطريقة التي يمكن أن تصبح فيها كوتشاً، ومعرفة نوع نشاط الكوتشينغ الذي تريد أن تبدأ به؟ اقرأ المقال حتى نهايته لمعرفة المزيد عن مجالات الكوتشينغ المختلفة.

لماذا يجب أن تبدأ الكوتشينغ؟

لماذا ترغب في بدء عمل في الكوتشينغ؟ بصفتك كوتشاً، يمكنك دعم الأشخاص ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم بمرونة وامتلاك حرية العمل لحسابك الخاص؛ إذ يبدو هذا الأمر في حد ذاته جيداً أليس كذلك؟ فأولاً، نحن نحتاج إلى التأكد من أنَّنا متفقون بشأن ما الذي يعنيه الكوتشينغ.

ماذا يفعل الكوتش؟

الكوتشينغ مجال سريع النمو من حيث الأرباح، ولا عجب أنَّه يمكن وصف الكوتشز بأنَّهم مستشارون ومنتورز شخصيون يساعدون متلقِّي الكوتشينغ على تطوير مهاراتهم وتحقيق أهدافهم، ومع اكتشاف المزيد من الأشخاص قوة الحصول على الدعم الشخصي، سيستمر مجال الكوتشينغ في النمو والتطور.

وبصفتك كوتشاً، يمكنك مساعدة عملائك في أيِّ مجال تقريباً؛ مثل الصحة والعمل، وحتى في مجالات مثل الموضة أو الطعام؛ إذ يتعلق الأمر بما تمتلكه من خبرة والأمور التي تستمتع بفعلها، كما يوجد لديك تأثير؛ فتجعل عملاءك مسؤولين عن أهدافهم؛ إذ يُظهِر البحث أنَّ المساءلة تساعد الناس على تحقيق أهدافهم.

يمكنك تقديم الكوتشينغ عبر الإنترنت؛ وهذا يعني أنَّك إما ستعمل مع عملائك في أيِّ مكان في العالم بمساعدة الأدوات عبر الإنترنت، أو أنَّك ستعمل معهم وجهاً لوجه، فدعونا نلقي نظرة على فوائد الكوتشينغ عبر الإنترنت.

ما الذي يمكن أن يقدمه لك مشروع الكوتشينغ عبر الإنترنت؟

قبل أن أبدأ عملي في الكوتشينغ، جربت العمل في بعض المشاريع، بما في ذلك مشروع تدريس يحقق 100000 دولار، وكنت أعرف أمراً واحداً، وهو أنَّني انتهيت من ضغوط العمل في وظيفة ضمن شركة، أو بناء عمل بعيداً عن الإنترنت، أو حتى البدء بشركة ناشئة متخصصة ببعض الأمور التقنية ذات المخاطر الكبيرة.

وكان عملي التالي هو بناء عمل تجاري عبر الإنترنت، وبهذه الطريقة يمكنني تحديد ساعات العمل الخاصة بي، والعمل بمرونة وأنا مرتاحة في منزلي. وكما تلاحظ، فإنَّ مشروع الكوتشينغ عبر الإنترنت هو مجرد نوع من الأعمال التي يمكنك البدء فيها، والتي تشمل النشاطات التجارية مثل التجارة الإلكترونية، والاستشارات، والمدونات الإلكترونية، وغيرها الكثير من الخيارات؛ إذاً لماذا الكوتشينغ؟

بالنسبة لي، عمل الكوتشينغ هو أمر لا يحتاج إلى تفكير، ويمكنني البدء به على الفور باستخدام المهارات الحالية التي أمتلكها وتحقيق دخل مربح بسرعة، فقارن ذلك بأعمال التجارة الإلكترونية، والتي تتطلب منك إنشاء منتج وتخزينه ثم بيعه؛ ولبدء عمل كوتشينغ، كل ما يجب عليك القيام به هو امتلاك جهاز حاسوب محمول، ولا تحتاج إلى أيِّ شيء آخر.

وعندما بدأت عملي بصفتي كوتشاً، كنت أعمل في وظيفة مرهقة كثيراً، وكان لدي كل شيء، من راتب يصل إلى 100000 دولاراً، ووظيفة إدارية في "نيويورك" (New York) وكنت أعمل في شركة تقنية ناشئة، والمشكلة الوحيدة أنَّني لم أشعر أنَّ وظيفتي كانت ذات هدف، ومن ناحية أخرى، يمكن أن يكون عمل الكوتشينغ مؤثراً؛ فمن خلال تقديم الكوتشينغ لشخص ما لتحقيق نتيجة يرغب فيها ويحلم بها، فإنَّك تساعد الناس على تحسين حياتهم كل يوم.

كيف تعرف فيما إذا كان بإمكانك بدء عمل في الكوتشينغ؟

الآن أنت تعرف الفوائد المرتبطة بأعمال الكوتشينغ، لكن هل يمكنك أن تصبح كوتشاً؟ الأمر الأساسي الذي تحتاجه لبدء عمل في الكوتشينغ هو امتلاك مهارة تساعد عملاءك على الحصول على النتائج؛ على سبيل المثال، يساعد كوتش الصحة العملاء على الحصول على صحة أفضل، كما يساعدهم الكوتش المهني على بناء حياتهم المهنية، وقِس على ذلك.

ولمعرفة ما إذا كانت لديك خبرة كافية، يجب أن تسأل نفسك: هل ساعدت نفسك أو ساعدت شخصاً آخر على الحصول على نتائج؟ على سبيل المثال، إذا كنت تريد أن تصبح كوتشاً صحياً، هل فقدت وزنك أو ساعدت أحداً على القيام بذلك؟ فإذا كانت الإجابة "نعم"، فأنت تعلم أنَّك تمتلك المهارات لمساعدة الآخرين على القيام بذلك أيضاً.

والطريقة التي فعلتُ بها ذلك كانت من خلال التجربة والخطأ، فلقد بدأت نشاطاً تجارياً للاستشارات والكوتشينغ المهني على برنامج "إكسل" (Excel)، وبعد ذلك، أدركت أنَّه يوجد الكثير من رواد الأعمال الذين يحتاجون إلى المساعدة في تسويق إعلاناتهم على موقع "فيسبوك" (Facebook)، وعندما لاحظت عدد الأشخاص الذين يطلبون المساعدة في هذا الأمر، فكرت في العمل فيه وتحقيق الأرباح.

وفي ذلك الوقت كنت أعمل على إعلانات "فيسبوك" كل يوم في وظيفتي اليومية؛ لذلك، اختبرت هذه الفكرة وبدأت بعرض خدماتي في الكوتشينغ على "فيسبوك"، وعندما وافق بعض الأشخاص على العمل معي، أدركت أنَّه مكان جيد لتقديم الكوتشينغ.

3 خطوات لتصبح كوتشاً حتى لو كانت لديك وظيفة بدوام كامل:

قد تفكر: "أود أن أبدأ مشروع كوتشينغ، ولكنَّني ملتزم في وظيفة من التاسعة صباحاً حتى الخامسة مساءً، فكيف يمكنني بدء عمل كوتشينغ وأنا مشغول جداً؟"، وكنت أشعر بنفس الأمر؛ فعندما كنت أعمل في وظيفة إدارية شغلتني للغاية، أخبرني رواد الأعمال التجارية بفعل الأمور بنفس الطريقة التي فعلوها عند تطوير أعمالهم قبل 10 سنوات.

كان من المفترض أن أكون نشطةً على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن أكتب في بعض المدونات، وأحتفظ بقائمة بريد إلكتروني، وأُنشئ مقاطع فيديو، وأستضيف ندوات عبر الإنترنت، وما إلى ذلك، ولقد اعتقدت أنَّه يمكنني فعل ذلك، لكن بعد ذلك أدركت أنَّ بناء عملي سيستغرق وقتاً طويلاً، وسأضطر إلى العمل في وظيفتي اليومية ووظيفة إضافية لمدة (2-3) سنوات أخرى على الأقل، ولم أكن مستعدة لهذا الأمر، وكنت أفكر أنَّه يجب أن أجد طريقة أفضل من ذلك.

وبعد أربعة أشهر من بدء عملي، تركت وظيفتي اليومية وحقق عملي أرباحاً كبيرةً، وبعد عام واحد، أصبحت أحقق مليون دولار، واليوم ساعدت آلاف الأشخاص في بدء أعمالهم في الكوتشينغ.

ما هي الأمور التي لا تحتاجها لتصبح كوتشاً؟

يمكن أن يكون بدء مشروعك في الكوتشينغ أمراً بسيطاً حتى لو لم يكن سهلاً؛ إذ يجب عليك فقط أن تعرف الأمور التي يجب التركيز عليها:

1. شهادة الكوتشينغ:

أول أمر لا تحتاجه الآن هو شهادة كوتشينغ، وأعلم أنَّه يوجد الكثير من الناس يقولون إنَّك تحتاج إلى شهادة في مجال الكوتشينغ؛ إذ يجب عليك بصفتك كوتشاً محترفاً أن تكون كوتشاً معتمداً، وفي الواقع، لا تصدق هذا الأمر، باستثناء بعض المجالات المحددة للغاية، على سبيل المثال، إذا كنت تقدم نصيحة، فيمكن أن يكون لها تأثير خطير في صحة الناس البدنية أو العقلية.

ومن الهام أن تساعد عملاءك على تحقيق النتائج، وكونك كوتشاً جيداً هو أمر تتعلمه تدريجياً؛ ولهذا السبب يجب أن تبدأ بسعر منخفض وتكسب التقدير والقبول، ومن بعدها يمكنك الانتقال إلى سعر أعلى.

وبصفتك كوتشاً، يمكنك دائماً أن تكون أفضل، ولن تقدم لك الشهادة ذلك، ففي أسوأ الحالات، ستبدأ بالعمل للحصول على شهادة، وذلك عندما يكون بإمكانك العمل مع العملاء، ومساعدتهم على الحصول على النتائج، وفي نفس الوقت ستتعلم كيف تصبح كوتشاً جيداً، وأنا شخصياً أشعر أنَّني أتطور باستمرار بصفتي كوتشاً، وأنا أقوم بذلك منذ سنوات عديدة.

2. الموقع الإلكتروني:

الأمر الثاني الذي لا تحتاجه في البداية هو الموقع الإلكتروني؛ فأنت لا تحتاج إلى أيِّ شيء سوى وجود حاسوب محمول والاتصال بالإنترنت والاستعداد للتعلم؛ فعندما بدأت عملي، لم يكن لدي موقعاً إلكترونياً، وكنت أحقق أرباحاً تصل إلى ما يقارب 20000 دولاراً قبل إنشاء الموقع.

والخطأ الذي يرتكبه العديد من أرباب أعمال الكوتشينغ الجدد هو الانشغال في إنشاء موقع إلكتروني، وينفقون المال والوقت لتحسينه، لكن عندما يحين وقت إطلاقه، فإنَّهم يدركون أنَّهم لم يبدؤوا أبداً بالعمل الشاق المتمثل في الحصول على عملاء وأنَّ أعمالهم لم تنطلق بعد.

لهذا السبب نصيحتي هي:

"ركز أولاً على جذب العملاء؛ فعندما يكون لديك عدد قليل من العملاء، يمكنك البدء بالعمل على أمور أخرى، مثل إنشاء موقع إلكتروني وقائمة البريد الإلكتروني، فهذه أسرع طريقة لتصبح كوتشاً وتترك وظيفتك".

الخلاصة:

لقد تحدثت في هذا الجزء من المقال عن السبب الذي يدفعك لبدء مشروع في الكوتشينغ، وماذا يعني أن تكون كوتشاً، وكيف تعرف إذا كان بإمكانك البدء، ثم انتقلنا إلى الحديث عن الاستراتيجية التي تساعدك على البدء بأعمال الكوتشينغ إلى جانب وظيفتك الحالية، وذكرنا الأمرين اللذين لا تحتاج إليهما في الكوتشينغ وهما شهادة الكوتشينغ والموقع الإلكتروني، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني عن الخطوات التي تساعدك على الحصول على عملاء الكوتشينغ، وكيف تقرر تسعير خدماتك في الكوتشينغ، ثم سأذكر الصفات التي يجب أن يتمتع بها الكوتشز الجدد الناجحون، فتابع معنا.