كيف تصبح كوتش أفضل؟


قد تتساءل عمّا يعزز براعة الكوتش، أهي الخبرة، أم المهارة، أم التعاطف؟ وهل الدرجات والشهادات ضرورية؟ وهل الكوتش بحاجة إلى نيل الجوائز؟

لا توجد طريقة معينة لتصبح كوتشاً ماهراً، ولكن ثمّة سمات ومهارات تستطيع صقلها وسلوكات يمكنك تنميتها لتتميز عن الآخرين.

من هو الكوتش؟

الكوتشينغ ليس منتورينغ ولا تعليم، ولكنَّه يحمل عناصر من كليهما؛ حيث يركز الكوتش أحياناً على تحقيق هدف، وإلى إحداث التغيير أحياناً أخرى. على عكس المعلمين، لا يوجّه الكوتشز عملاءهم أو يعلمونهم، بل يقدمون لهم الدعم والتغذية الراجعة الفردية للمساعدة في إطلاق إمكاناتهم. وعلى عكس المنتورز، لا يقدم الكوتشز التوجيه فحسب، بل يساعدون في الخروج بأفكار ليعثر العملاء على مسارهم المناسب.

5 نصائح لتقديم الكوتشينغ بفاعلية

قد يبدو الكوتشينغ سهلاً، لكنَّه ليس مجالاً يناسب الجميع، فإذا لم تكن متأكداً من أنَّ لديك السمات أو المهارات اللازمة لتقديم الكوتشينغ بفاعلية، فإليك في ما يلي خمس نصائح لتنمية هذه المهارات.

1. أصغِ أكثر مما تتحدث

يمنح الكوتشز الماهرون كامل انتباههم لعملائهم؛ إذ تتضمن مهارات التواصل الفعّالة الإصغاء والفهم. لذا، يجب أن يُظهر الكوتشز دوماً اهتمامهم بالعملاء عبر تقديم تغذية راجعة مدروسة، بدلاً من مجرد تقديم إجابات عامّة.

من المرجَّح أن يفهم الكوتشز البارعون في الإصغاء احتياجات عملائهم وقدراتهم، ويساعدونهم على تحقيق أعلى مستوى من الأداء.

2. تعلَّم واستمر في التعلُّم

الكوتشز المحترفون ليسوا مغرورين، وعلى الرغم من ثقتهم بمهاراتهم وكفاءاتهم، إلا أنَّهم يدركون أنَّ التطوير المهني لا يتوقف أبداً في عملية الكوتشينغ؛ إذ لا يفترض خيرة الكوتشز أنَّهم يعرفون كل شيء، بل يدركون أنَّهم في طور التعلم دوماً.

يجب أن نسعى دائماً إلى تعزيز الابتكار والفضول والاستمرار في النمو، ونستمر البحث عن حلول جديدة نساعد من خلالها العملاء في حل مشكلاتهم المحددة.

3. ركز على نجاح العملاء

مهما كانت أساليب واستراتيجيات الكوتشينغ التي يستخدمها الكوتشز، عليهم التركيز على العمل لصالح العملاء؛ فوظيفة الكوتش هي الاهتمام بأهداف العملاء، ومساعدتهم على تحقيق أقصى إمكاناتهم، الأمر الذي يجب أن ينعكس في جلسات الكوتشينغ.

يجب أن يحافظ الكوتشز على التواصل الفعّال ويتأكدوا من أنَّهم يدعمون أهداف  العملاء، سواء عبر مساعدتهم في الحفاظ على موقف إيجابي، أو طرح أسئلة قوية، أو إعطاء دروس في الحياة، أو تعزيز أدائهم.

4. افهم عملاءك

لا يرى الكوتشز الناجحون أنَّ علاقاتهم مع العملاء هي مجرد تجارة؛ لأنَّ تحقيق الانسجام بينهما يؤدي إلى تحسين الكوتشينغ، والتعاطف هو أساس التعرُّف على متلقّي الكوتشينغ وفهم معاناتهم.

لا يتعلم الجميع بنفس الطريقة أو يتأثر بنفس الأمثلة، لذا صمم استراتيجيات الكوتشينغ لتناسب كل عميل على حدة.

5. ابنِ العلاقات مع متلقي الكوتشينغ

يدرك الكوتشز الناجحون ضرورة بناء علاقات مع عملائهم تتجاوز إطار الاتفاقية بينهما. يعرف العملاء متى يستثمر الكوتشز في نجاحهم ومتى تكون علاقتهم قائمة على الربح فقط. لذا، يجب أن يسعى الكوتشز لبناء علاقات صادقة كي يكسبوا ثقة العملاء ويتفوقوا لتقديم الكوتشينغ لهم.

كيف تصبح كوتشاً أفضل؟

سمات الكوتش الناجح

على الرغم من أنَّ أساليب الكوتشينغ قد تختلف، إلا أنَّ ثمة سمات هامة يجب أن يتمتع بها كل كوتش:

1. الإيجابية

يستطيع الكوتشز الناجحون اكتشاف مشكلات العملاء والعمل على إصلاحها، لكنَّ تركيزهم ينصبُّ دوماً على الإيجابيات والمستقبل. وحينما يطلب العملاء التغذية الراجعة منهم يقدمونها بصدق، ولكنَّهم يشجعونهم ويتفاعلون معهم بطريقة إيجابية وودية. الكوتشز المحترفون متعاونون، ويفضِّلون تقديم المساعدة والدعم بدلاً من إصدار الأوامر.

2. الحماسة

يرى الكوتشز الناجحون الإمكانات في الجميع، ويتحمّسون لمساعدتهم في تحقيق التقدم، فهم يحبون تجربة أفكار جديدة تفيد العملاء، مثل اختبار تمرين أو برنامج تدريب جديد، أو اتباع نظام جديد، أو تجربة طريقة جديدة لتحقيق أهدافهم. إنَّهم يشجعون عملاءهم دوماً عندما يحتاجون إليهم.

3. الدعم

يدعم الكوتشز المتميزون عملاءهم عبر التعاطف والتفهم، ويشجعونهم على أن يكونوا أقوياء في الأوقات العصيبة، ويقدمون لهم الدعم عند الحاجة، ويشجعونهم على الخروج من منطقة راحتهم.

4. الثقة

العلاقات القائمة على الثقة بين الكوتش والعملاء هي أفضلها. غالباً ما يرى الكوتشز العملاء في أضعف حالاتهم، ولكنَّهم يثقون بعملية الكوتشينغ ويؤمنون بالتقدُّم الذي يحرزه المتلقون. كما يدركون أنَّ مهمتهم هي ليست التدريس؛ بل توجيه عملائهم لتحقيق أقصى إمكاناتهم.

5. الوعي الذاتي

من أهمّ سمات الكوتش هي القدرة على إدراك ذاته دون تحيّز؛ إذ يجب أن يتقن التعامل مع نقاط قوته وضعفه ويدرك الهدف من أي علاقة كوتشينغ لتجنب تجاوز أي خطوط. تُعدّ المساءلة وجمع التغذية الراجعة أمراً ضرورياً لاكتساب هذا المستوى من الوعي وإيجاد طريقة أفضل للاستمرار.

5 خطوات لتصبح كوتشاً أفضل

1. طرح أسئلة مفتوحة

بدلاً من طرح سؤال: "هل حظيت بيوم جيد؟" جرب أن تسأل العميل: "كيف كان يومك؟"، فالأسئلة المفتوحة تمنح متلقي الكوتشينغ فرصة للتفكير قبل الإجابة، وتشجعهم للتوصل إلى استنتاجاتهم الخاصة. إذا كنت ترغب بإجابات واضحة من العملاء، استخدم أسئلة للمتابعة وتشجيعهم على قول المزيد.

2. التوجيه وليس الأمر

هدف الكوتشز هو إطلاق إمكانات العملاء، عبر توجيههم نحو اكتشاف الإجابات المناسبة؛ فحينما يتعاملون مع مشكلة مع متلقي الكوتشينغ، لا ينبغي عليهم تحديد الحل الذي عليهم أن يتبعوه، بل تزويدهم بالأدوات اللازمة لإيجاد الحل بأنفسهم.

3. طلب التغذية الراجعة

عند التعرُّف على العملاء ونهجهم المفضَّل لتحقيق التحسن، يساعد طلب تغذيتهم الراجعة حول أكثر ما يعجبهم أو لا يعجبهم في عملية الكوتشينغ في تحسين أسلوب الكوتش ليناسب احتياجاتهم. لا يتوقف الكوتش الناجح عن التعلم أبداً. وتقبُّل التغذية الراجعة هي وسيلة فعّالة للنمو وتحسين المهارات.

4. المسؤولية

الكوتشز ليسوا معصومين عن الخطأ، ويجب أن يُعلِموا متلقي الكوتشينغ بذلك. فمن خلال تحمُّل المسؤولية، يضمن الكوتشز الإيفاء بوعودهم، وأن يحصل العملاء على أفضل الخدمات، حيث تعزز المساءلة الثقة في علاقة الكوتشينغ.

5. استخدام المقاييس

بدون وضع أهداف قابلة للقياس، لا يمكن تقييم فاعلية المنهج الذي يتبعه الكوتشز، ولا معرفة مدى التقدم الذي يحرزه العملاء. استخدم المقاييس لقياس التقدم مثل تقسيم كل هدف إلى مهام فرعية لإكمالها خلال إطار زمني معين أو تحديد درجات للمهام للمساعدة في قياس التقدم.

في الختام

الكوتشز الذين يتفوقون في عملهم هم الذين لا يتوقفون عن التعلُّم والتحسُّن أبداً. يُعدّ التطور المهني المستمر من السمات الفعّالة في العمل؛ لذا ابحث عن نماذج كوتشينغ جديدة، أو افهم أساليب تعلُّم مختلفة، أو انضم إلى مجتمعات الكوتشينغ، فالخَيارات كثيرة. سواءً كنت بدأت تقديم الكوتشينغ حديثاً أم تبحث عن طرائق لتحسين مهاراتك، فكل شيء يبدأ بالتواصل مع العملاء بصورة مناسبة.