كيف تصبح كوتش تنمية شخصية ناجح؟
ستتعلم في هذا المقال كيف تطلق مشروع كوتشينغ التنمية الشخصية لتوسيع حيز المرونة والحرية في حياتك.
من هو كوتش التنمية الشخصية؟
يدعم كوتش التنمية الشخصية الآخرين في النمو الشخصي وتحسين الذات ويوجههم، ويساعد عملاءه على:
- تنمية الوعي الذاتي.
- تحديد التحديات والتغلب عليها.
- بناء الثقة والمرونة.
- تحديد الأهداف.
- وضع استراتيجيات لتحقيق التغيير الإيجابي.
يستخدم كوتشز التنمية الشخصية إجراءات الكوتشينغ لإطلاق إمكانات عملائهم بالاعتماد على خطة التنمية الشخصية.
هل يوجد طلب على كوتشز التنمية الشخصية؟
الطلب على كوتشينغ التنمية الشخصية في ارتفاع، وهو مجال عمل ضخم يشمل عدداً من قطاعات العمل، ومن بين وظائف كوتش التنمية الشخصية المختلفة الدورات التدريبية عبر الإنترنت، وورش العمل، والكوتشينغ الشخصي، والكتب، وغيرها.
حسب الدراسات:
- يلجأ 37% من الأفراد إلى التنمية الشخصية عندما يشعرون بعجزهم عن تحقيق أهدافهم.
- قُدِّر حجم سوق التنمية الشخصية العالمي في عام 2022 بنحو 44 مليار دولار أمريكي، وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يصل إلى 67.02 مليار دولار أمريكي.
- ارتفع الطلب على خدمات كوتشينغ التنمية الشخصية بنسبة 35% منذ عام 2017.
إذاً، تؤكد الدراسات أنَّ الطلب موجود ومرتفع.
ماذا يفعل كوتش التنمية الشخصية؟
يؤدي كوتش التنمية الشخصية دوراً هاماً في مساعدة عملائه طوال رحلتهم على التطوير الذاتي، وهو الشخص الذي يلجؤون إليه للحصول على الدعم وتشجيعهم على استكشاف مشاعرهم وأفكارهم وأحلامهم، وفي الوقت نفسه، يعمل معهم أيضاً لوضع خطط عمل وتحديد أهداف قابلة للتحقيق والتغلب على التحديات أو النكسات.
ما هو الفرق بين كوتش الحياة وكوتش التنمية الشخصية؟
في الواقع، يوجد تشابه كبير بينهما، ولكنَّه لا يصل إلى التطابق التام؛ إذ يعمل كوتش الحياة مع العملاء لمساعدتهم على تحقيق أهدافهم، فإذا كان هذا يبدو غامضاً بعض الشيء، فهو كذلك، وكما ترى، كوتشينغ الحياة ليس مجالاً حقيقياً، ولكي يتميز كل كوتش حياة، يجب عليه أن يختار تخصصاً، مثل:
- كوتشينغ العقلية والمساءلة.
- كوتشينغ الصحة واللياقة البدنية.
- كوتشينغ الأعمال الصغيرة.
- كوتشينغ العلاقات.
- الكوتشينغ المهني.
- كوتشينغ التربية والعائلة.
- كوتشينغ التنمية الشخصية.
كوتشينغ التنمية الشخصية هو في الأساس فرع من كوتشينغ الحياة، ويركز على النمو الشخصي وتحسين الذات، لذلك في حين أنَّ جميع كوتشز التنمية الشخصية هم كوتشز حياة، فليس كل كوتش حياة هو كوتش تنمية شخصية إلا إذا تخصَّص في هذا المجال.
ما هو الفرق بين كوتش التنمية الشخصية وكوتش التنمية المهنية؟
يساعد كوتش التنمية المهنية العملاء على تحقيق أهدافهم المهنية سواء كان ذلك في العمل أم في التعليم، ومن ناحية أخرى، يتعمق كوتش التنمية الشخصية في الجوانب الأوسع لحياة العميل.
كما ترى، الفرق بينهما واضح، لكن ثمة تداخل بينهما أيضاً، وهذا مفيد لأنَّ إهمال الأمور الشخصية والتركيز فقط على النمو المهني يقوض حياة الفرد، لهذا السبب يستخدم كوتشز التنمية المهنية العظماء تقنيات التنمية الشخصية أيضاً.
ما هي فوائد كوتشينغ التنمية الشخصية؟
كما ذكرنا آنفاً، يستكشف كوتشينغ التنمية الشخصية جوانب مختلفة من حياة العميل، وهذا يعني أنَّ الفوائد المحتملة موجودة في عدد من جوانب الحياة، وبوصفك كوتش تنمية شخصية، فإنَّك تعمل على تحسين عقلية عملائك، وبهذا المعنى، قد يُطلَق عليك لقب كوتش العقلية.
باستخدام الكوتشينغ المناسب، يمكنك مساعدة العملاء على:
- تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
- تطوير مهارات تواصل أفضل.
- التغلب على المعتقدات المُقيِّدة.
- زيادة مرونتهم وقدرتهم على التكيف.
- تعزيز سلامتهم وعافيتهم.
النتائج حسب الدراسات واضحة:
- يقول 80% من عملاء الكوتشينغ إنَّ الكوتشينغ أدى إلى تحسين احترامهم لذاتهم أو ثقتهم بأنفسهم.
- يعزز كوتشينغ الحياة الحالة الصحية لبعض المرضى.
كم يجني كوتشز التنمية الشخصية؟
هل الكوتشينغ عمل مربح؟ قطعاً! لا سيما عندما تتخصص في مجال ما، كما هو الحال مع كوتشينغ التنمية الشخصية، ووفق أحدث دراسة أجراها "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF)، يبلغ متوسط دخل الكوتشز نحو 67800 دولار؛ لذا ضع في حسبانك أنَّ هذا الرقم للكوتشز الذين يعملون بدوام جزئي، وباستخدام الأدوات المناسبة، قد يصل راتب كوتش التنمية الشخصية إلى مبلغ أكبر بكثير، ومع بناء خبرتك واستقطاب مزيد من العملاء، يرتفع دخلك إلى مستوى أعلى.
مَن يستطيع أن يصبح كوتش تنمية شخصية؟
قد تصبح كوتش تنمية شخصية إذا كانت لديك الخبرة والقدرة على تحقيق النتائج المطلوبة، والأهم من ذلك، يجب أن تكون قادراً على مساعدة عملائك؛ لذا إذا كنت قد نجحت في تغيير حياتك أو ساعدت شخصاً آخر على تحقيق أهدافه، فأنت مؤهَّل لممارسة هذه المهنة، ومع ذلك، لتحقيق النجاح، يجب عليك اكتساب مهارات كوتشينغ عظيمة.
ما هي المهارات التي يحتاج إليها كوتش التنمية الشخصية؟
بإمكانك أن تصبح كوتش نجاح فاعلاً من خلال الخبرة والتغذية الراجعة، في حين أنَّه توجد مهارات محددة يجب أن يتمتع بها كل كوتش، بيد أنَّ الكوتشينغ بحد ذاته يمكن تعلُّمه؛ لذا لا تقلق إذا لم تكن لديك كل الخبرة الآن؛ لأنَّك ستتعلم مع تقدُّمك، ولإطلاق مشروع الكوتشينغ، بوسعك تعيين أسعار أقل لحزم الكوتشينغ القليلة الأولى، لكن لا تطلب أجوراً زهيدة حتى لا تقلل من قيمة نفسك.
البدء بسعر منخفض له فائدتان كبيرتان:
- تشجيع مزيد من العملاء للعمل معك.
- اكتساب خبرة كبيرة.
نصيحة: قدِّم حزم كوتشينغ مدة 3 أشهر مقابل 1500 دولار، ثم ارفع السعر بعد اكتساب الخبرة والتزكيات.
مع ذلك، حتى مع هؤلاء العملاء القلائل الأوائل، يجب عليك مساعدتهم على تحقيق النتائج التي يرغبون فيها؛ إذ إنَّ تحقيق هذه الأهداف هو أساس الكوتشينغ الناجح (والحصول على التزكيات المفيدة).
نقاط القوة الثلاث للكوتش لمساعدة العملاء على تحقيق النتائج هي:
- حسن التواصل.
- التنظيم.
- التحفيز.
دعونا نتناولها بمزيد من التفاصيل:
1. حسن التواصل:
لكي يُحسِن الكوتش التواصل، يجب عليه:
- الإصغاء بعناية.
- طرح الأسئلة الصحيحة.
- التزام الصدق والصراحة.
يجب عليك أن تعرف ما يدور في أذهان عملائك لإرشادهم نحو النتائج التي يتوقون إلى تحقيقها، ويتطلب هذا أحياناً إجراء محادثات صعبة، فقد يبدو الأمر مخيفاً في البداية، ولكنَّ تعلُّم كيفية مساءلة العملاء هام جداً، فعندما تفعل ذلك بمحبة، فإنَّك تساعدهم على النمو.
تخيل أنَّ عميلك يخفق في إحراز تقدم على الرغم من بذل قصارى جهده، فتقول: "أرى مدى جديتك في العمل على تحقيق أهدافك، لكن دعنا أيضاً نلقي نظرة على طريقة تفكيرك وثقتك بنفسك، ففي الوقت الحالي، أنت لا تشعر بأنَّك تستحق تحقيق هدفك".
2. التنظيم:
يمكن لأي شخص أن يصبح كوتشاً، لكن ما يميزك هو مساعدة عملائك على تحقيق النتائج، ولهذا تحتاج إلى منهجية تتيح لك تنظيم جلسات الكوتشينغ بكفاءة، ويتطلب ذلك ثلاث خطوات هامة:
- التعرف إلى عميلك مقدَّماً.
- تنظيم جلسات الكوتشينغ.
- تحديد هدف رئيس وأهداف فرعية.
الخطوة الأولى: التعرف إلى عميلك مقدَّماً
يبدأ الكوتشينغ قبل الجلسة الأولى، فقبل الجلسة الأولى، يجب أن يكون لديك فكرة عما يريد عميلك تحقيقه، ويمكنك معرفة ذلك بالطلب منه ملء نموذج يلخص أهدافه.
الخطوة الثانية: تحديد هدف رئيس وأهداف فرعية
يجب أن تخدم كل جلسة كوتشينغ هدفاً معيناً، فإذا لم يكن الأمر كذلك، فأنت تضيع وقت عميلك ووقتك، ويجب أن تكون جلسات الكوتشينغ موجَّهة نحو تحقيق الهدف، وبهذه الطريقة، يمكنك إعداد كل جلسة كوتشينغ بحيث تسهم في تحقيق الهدف الرئيس.
على سبيل المثال، إذا كان العميل يريد بناء علاقات أقوى وتحسين مهاراته في التواصل، فيجب أن تكون كل جلسة خطوة نحو تحقيق هذا الهدف، ويمكنك تحقيق ذلك باستخدام أهداف فرعية، وهي أهداف أصغر تسهم في تحقيق الهدف الرئيس، لذلك، إذا كان عميلك يريد تحسين علاقاته الشخصية ومهاراته في التواصل، فيمكنك القيام بما يأتي:
- في جلسة واحدة، استكشف أنماط تواصل العميل، وحدد مجالات التحسين.
- في الجلسة التالية، طبق تقنيات الإصغاء النشط والاستجابات المتعاطفة.
- بعد ذلك، مارس مهارات التواصل الفعال في سيناريوهات مختلفة، في الحياة الشخصية والمهنية.
الخطوة الثالثة: تنظيم جلسات الكوتشينغ
تنظيم جلسات الكوتشينغ مؤثر جداً، وعموماً، ستلتقي بعملائك مرة أو مرتين في الشهر، اعتماداً على ما تقدمه، فالفكرة هي أن تعرف بالضبط ما يجب عليك تقديمه في كل جلسة لا أن ترتجل ومن ثم تربك عملائك، وعلى الرغم من أنَّك لا تحتاج إلى نص كامل، فأنت بحاجة إلى خريطة طريق تحدد ما ستتحدث عنه.
يُعَدُّ وجود أهداف فرعية واضحة لكل جلسة مفيداً هنا أيضاً، فعندما تنظم جلساتك، ستقدِّم جميع الأشياء الهامة وتبقي جلسة الكوتشينغ على المسار الصحيح، وهذه هي الطريقة التي تقدم بها قيمة مذهلة وتساعد عملائك على التقدم.
3. التحفيز:
لا يعني التحفيز تشجيع عميلك وحسب؛ بل يجب عليك تبنِّي رؤيته ومساعدته على رؤية ما يرغب فيه وما هو قادر على فعله، فعندما يواجه عميلك عقبة، فليس عليك التعاطف معه وحسب؛ بل مساعدته على العثور على حل لمشكلته.
لنفترض أنَّك تعمل مع عميل لتعزيز ثقته بنفسه، فبدلاً من أن تقول: "لا تقلق؛ ستكتسب مزيداً من الثقة في النهاية"، يجب عليك وضع خطة متدرجة لمساعدة العميل على بناء احترامه لذاته ومعالجة الشك الذاتي باستراتيجيات عملية.
عندما يغفل عميلك عن سبب الاستعانة بك في المقام الأول، فيجب عليك تذكيره بلطف بهدفه النهائي، وهذا المزيج من الدعم المتواصل والخطوات الاستباقية يحافظ على تركيز العملاء وتحفيزهم.
هل تحتاج إلى شهادة كوتشينغ في مجال التنمية الشخصية؟
الجواب المختصر "لا"، في حين أنَّ بعض مجالات الصحة والصحة العقلية تتطلب شهادات، فإنَّ معظم كوتشز التنمية الشخصية لا يحتاجون إليها، وفي الواقع، الكوتشينغ هو مجال عمل غير منظم إلى حد بعيد، وسواء قررت الحصول على الشهادة أم لا، فهذا يعتمد على خياراتك الشخصية المفضلة وتخصصك.
في نهاية المطاف، أهم ما في الأمر هو قدرتك على مساعدة العملاء على تحقيق النتائج وإجراء تغييرات إيجابية في حياتهم، ومع ذلك، إذا قررت الحصول على شهادة كوتش التحسين الذاتي، فاحرص على اختيار برنامج حسن السمعة تقدِّمه منظمات موثوقة، مثل الاتحاد الدولي للكوتشينغ.
كيف يمكنك الحصول على عملاء كوتشينغ التنمية الشخصية؟
إذا كنت قد بدأت للتو مشروع كوتشينغ التنمية الشخصية، فيجب عليك العثور على عملائك القلائل الأوائل؛ إذ يوجد عدد من الأشياء التي يمكنك القيام بها لتحقيق ذلك، أهمها اختيار استراتيجية واحدة تناسبك وإتقانها، وبعد أن تحصل عدد قليل من العملاء، يمكنك اتخاذ الخطوة التالية، وهي تنمية مشروعك، وإليك 3 خيارات لتنمية مشروعك:
1. الاستفادة من شبكة علاقاتك:
أصدقاؤك أو عائلتك أو معارفك يعرفونك ويثقون بك، وهذا يجعلهم عملاء محتملين؛ لذا تواصل مع الأشخاص الذين سبق أن قدمت لهم نصائح لتعرف ما إذا كانوا مهتمين بالتعمق أكثر، فإذا لم يكونوا مهتمين في الوقت الحالي، فاطلب منهم تزكيتك.
2. المشاركة في المدونات الصوتية:
تتيح لك المشاركة في المدونات الصوتية عرض خبرتك واكتساب مصداقية بصفتك كوتش تنمية شخصية، والميزة الإضافية هي أنَّ الأشخاص سيثقون بك بسرعة لأنَّهم يثقون في المدونة الصوتية التي يتابعونها.
3. بناء العلاقات عبر الإنترنت:
هل فكرت يوماً في التفاعل مع المجموعات عبر الإنترنت، مثل مجموعات "فيسبوك" (Facebook) ومجموعات "ريديت" (Reddit)؟ قد يبحث العملاء المحتملون عن التوجيه هناك، فلمَ لا تنضم إلى هذه المجموعات لتساعدهم بمعلوماتك القيِّمة؟
لا يوفر لك بناء علاقات عبر الإنترنت فرص كوتشينغ عبر الإنترنت وحسب؛ بل يساعدك أيضاً على الحصول على عملاء تقدِّم لهم الكوتشينغ على أرض الواقع؛ وذلك لأنَّه بمجرد أن يدرك الأشخاص القيمة التي تقدِّمها، يصبحون أكثر استعداداً لمناقشة الكوتشينغ معك.
في الختام:
الآن، بتَّ تعرف مقومات نجاح كوتش التنمية الشخصية، وبتقديم كوتشينغ التنمية الشخصية، بإمكانك إحداث تأثير هائل في حياة عملائك، ومع كل خطوة يتخذها عملاؤك بناءً على توجيهاتك، يقتربون أكثر من تحقيق أهدافهم وعيش الحياة التي ينشدونها.