كيف تصبح كوتش معتمد: الحصول على اعتماد "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF) (الجزء الأول)
يتعين على كل من الكوتش والعميل إدراك أهمية تحصيل شهادات الاعتماد، وفهم الاختلافات بين مستويات الاعتماد والمنظمات والهيئات التي تمنحها، وكيف يمكن اختيار البرنامج المناسب.
المؤهلات اللازمة لتحصيل لقب "الكوتش":
يوجد عدد كبير من الأشخاص الذين يقدمون خدمات كوتشينغ ودورات تدريبية لإعداد وتأهيل الكوتشز على حد زعمهم، ولكن تبين ملفاتهم الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أنهم لا يقدمون خدمات كوتشينغ فعلية، بل يمكن اعتبارهم مدربين، أو مستشارين، أو مرشدين.
لقد ازداد عدد الأشخاص الذين يروجون لأنفسهم على منصات التواصل الاجتماعي في مجال تأهيل الكوتشز ومساعدتهم في إطلاق مشاريع ناجحة ومربحة لكنهم يفتقرون للمصداقية ولا يقدمون أنفسهم بطريقة احترافية تثبت قدرتهم على تحقيق النتائج التي يروجون لها. فالتعامل الأخلاقي ضروري لتقديم خدمات الكوتشينغ ودورات إعداد وتأهيل الكوتشز.
الممارسات الأخلاقية في مجال الكوتشينغ:
يوقع الكوتش المعتمد على ميثاق يتعهد فيه بالالتزام بالممارسات الأخلاقية والمهنية، مما يثبت مصداقيته وتعامله المهني والاحترافي في مجال الكوتشينغ. حيث يتعهد الكوتش المحترف بالإفصاح عن مؤهلاته، وخبراته، وشهادات الاعتماد التي حصل عليها بصدق وشفافية، وهو يعرف الفرق بين الكوتشينغ، وتقديم الاستشارات، والتدريب، والعلاج النفسي، وغيرها من مجالات الدعم النفسي، ولا يجازف باستقبال حالات خارجة عن نطاق خبراته ومؤهلاته. كما يلتزم الكوتش المحترف باستقبال الحالات التابعة لمجال تخصصه، ويعمد إلى إحالة العميل إلى أخصائي الدعم المناسب عند الضرورة.
تعريف الكوتشينغ:
تعتمد ممارسات الكوتشينغ بشكل رئيسي على استكشاف الأفكار وتحليلها، وتقتضي وظيفة الكوتش إجراء نقاشات تعزز قدرة العميل على التفكير والإبداع، وتزوده بالإلهام الذي يحتاج إليه لاكتشاف إمكانياته واستثمارها في تطوير شخصيته وتحسين حياته المهنية، وهذا ضروري للغاية في العصر الحديث الذي يتسم بالتعقيد والتغيرات المتسارعة.
يحترم الكوتش عميله ويعتبره إنسان مبدع، ومتكامل، ويعتمد في ممارساته على مساعدته في إيجاد الحلول التي يحتاج إليها لتحسين حياته الشخصية والمهنية. بالتالي، يتولى الكوتش مسؤولية مساعدة العميل في اكتشاف أهدافه ورغباته، واستنتاج الحلول ووضع إستراتيجيات العمل التي يحتاج إليها، وتشجيعه على الالتزام وتحمل مسؤولية حياته الشخصية والمهنية.
تهدف ممارسات الكوتشينغ إلى مساعدة العميل في تحسين طريقة تفكيره، ونظرته تجاه العمل والحياة، وتنمية مهاراته، واكتشاف إمكانياته.
لا يتعلق الكوتشينغ بالمجالات التالية:
- تقديم الاستشارات والنصائح: تقديم المعلومات المهنية، والاقتراحات، والتوصيات، والتوجيهات.
- التدريس: تقديم معلومات وأفكار جديدة.
- العلاج النفسي: علاج الاضطرابات العاطفية والنفسية.
- الإفصاح: التعاون مع العميل على الإفصاح عن الأفكار والعواطف المكبوتة.
- التوجيه: اقتراح تغييرات، أو إجراءات، أو توجهات معيَّنة.
- التوجيه الديني: تقديم الدعم والتوجيهات الدينية.
- المنتورينغ: تقديم نصائح وتوجيهات مستخلصة من التجارب الشخصية.
أنواع الكوتشز:
فيما يلي 3 أنواع للكوتشز:
- كوتش ممارس خارجي: يعمل الكوتش بشكل مستقل مع العملاء بموجب عقد.
- كوتش ممارس داخلي: يكون الكوتش موظف ضمن الشركة ومكلف بإجراء جلسات كوتشينغ لبقية العاملين فيها.
- مدير يستخدم الكوتشينغ في ممارساته القيادية: يفضل هذا القائد استخدام أسلوب الكوتشينغ على التوجيه، والأمر، وفرض السلطة على بقية الموظفين.
الخبرات المطلوبة من الكوتش:
- تتطلب بعض الاختصاصات مثل كوتشينغ الأعمال التجارية، والتسويق، والمبيعات، والإدارة المالية توفر خبرة دقيقة. حيث يحتاج الفرد للاستعانة بخبير مادة متخصص في حل المشكلة التي يواجهها إذا كان لا يملك أدنى فكرة عن ماهية الحل، أو يمكنه أن يطلب مساعدة مدرب يشرح له خطوات الحل بالتفصيل.
- لا تتطلب مزاولة مهنة الكوتشينغ توفر خبرة في مجال معيَّن، ولكن يمكن أن يعمل الكوتش في تخصص دقيق إذا كان يمتلك الخبرات والمؤهلات التي تخوله لمساعدة العميل في هذا المجال. حيث يكون الأخصائي في هذه الحالة كوتش ومستشار في آنٍ معاً، وينبغي أن يوضح للعميل الفارق بين اللقبين.
- تقتضي وظيفة الكوتش المختص في مجال دقيق مشاركة معلوماته مع العميل وتوجيهه دون أن يفرض عليه حلول معيَّنة. حيث يستفيد العميل من محادثات الكوتشينغ والمعلومات التي يحصل عليها في تكوين استنتاجاته الخاصة والتوصل إلى الحلول والأجوبة التي يحتاج إليها. ولكن لا يجب أن يستخدم الخبير المختص لقب "الكوتش" عندما لا يتلقى تدريبات خاصة بإعداد وتأهيل الكوتشز، وهذا يتنافى مع أخلاقيات مزاولة هذه المهنة. فيتلقى العميل في هذه الحالة نصيحة، أو استشارة، أو تدريب، وهي مجالات تختلف تماماً عن مبدأ عمل الكوتشينغ.
ثمة طلب على خدمات التدريب وتقديم الاستشارات في السوق، ولكن لا يستطيع المختص أن يقدم جلسات كوتشينغ إذا كان غير مؤهل لمزاولة هذه المهنة.
تحصيل لقب الكوتش بصفة رسمية:
يشترط تحصيل لقب "الكوتش" تلقي تدريبات خاصة بتأهيل وإعداد الكوتشز، وممارسة المهنة، والمواظبة على تطوير الإمكانيات وتحديث المهارات، وتجديد شهادات الاعتماد المطلوبة. أي يجب أن يتلقى المختص تدريب معتمد لتأهيل الكوتشز، ويحصل على وثيقة اعتماد رسمية من "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF).
منح اعتماد الكوتشينغ:
هو عبارة عن عملية تضمن حصول الممارس على المؤهلات التي تخوله لمزاولة مهنة الكوتشينغ، ويجري فيها تقييم خبراته والتحقق من أهليته. والاعتماد هو عبارة عن وثيقة رسمية تثبت أنَّ الممارس تلقى التدريب والتعليم الذي يؤهله لمزاولة مهنة الكوتشينغ واكتسب الخبرات المطلوبة لتحقيق النجاح في هذا المجال.
هذه المعلومات بالغة الأهمية لمن يسعى للعمل في مجال الكوتشينغ، أو التعاقد مع كوتش لمساعدة الموظفين في الشركة. حيث تحتاج الشركات للبحث عن كوتش حاصل على اعتماد رسمي من قبل "الاتحاد الدولي الكوتشينغ" أو على الأقل يسعى للحصول عليه في الوقت الراهن.
لا يمكن إطلاق لقب "الكوتش" على المرشح الذي لا يمتلك اعتماد رسمي لمزاولة مهنة الكوتشينغ، بل ينبغي اعتباره مستشار، أو مرشد، أو مدرب.
"الاتحاد الدولي للكوتشينغ":
لا يقدم "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" برامج لتأهيل الكوتشز، لكنه يشرف على وضع معايير البرامج التي تقدمها مؤسسات تعليم وتدريب الكوتشز. حيث أعلن "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" في عام 2021 عن جملة من التغييرات على شروط منح شهادات الاعتماد.
فيما يلي لمحة عن برامج الاعتماد وذلك بحسب الموقع الإلكتروني الخاص "بالاتحاد الدولي للكوتشينغ":
- "لقد قمنا في عام 2021 بإجراء نقلة نوعية تهدف لتغيير مستقبل الكوتشينغ، وأطلقنا علامة تجارية بصرية تعطي فكرة عن منظومة عمل الاتحاد بغية تحسين خدماتنا وضمان تأهيل الكوتشز في جميع أنحاء العالم ومساعدتهم في تعزيز فعالية عملهم.
- يقدم "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" برامج اعتماد مستقلة مُعترَف بها على مستوى العالم، ويمنح شهادات اعتماد لكل كوتش تلقى التعليم والتأهيل اللازم، واستوفى شروط الخبرة، وأثبت فهم دقيق وشامل للكفاءات التي تحدد المعايير في هذا المجال.
- إنَّ الحصول على اعتماد "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" يثبت نزاهة الكوتش، والتزامه بإتقان المهارات المطلوبة منه، وتفانيه في خدمة عملائه.
- يمنح "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" وثائق اعتماد لبرامج تأهيل الكوتشز وتعليمهم، وينبغي أن تخضع المؤسسات التعليمية لعملية تقييم دقيقة، وتثبت توافق مناهجها مع المعايير الأخلاقية والكفاءات الأساسية التي يفرضها الاتحاد الدولي للكوتشينغ".
"الاتحاد الدولي للكوتشينغ" هيئة معروفة على مستوى العالم ومعتمدة من قبل خبراء الكوتشينغ والقطاع ككل، وهي تقوم بالوظائف التالية:
- تحديد الكفاءات الأساسية المطلوبة لمزاولة مهنة الكوتشينغ.
- إعداد ميثاق احترافي يحتوي على المعايير والالتزامات الأخلاقية المطلوبة من ممارسي الكوتشينغ.
- إعداد برامج اعتماد معترف بها على مستوى العالم.
- وضع أدلة توجيهية لمنح الاعتماد لبرامج تدريب وتأهيل الكوتشز التي تستوفي الشروط والمعايير المطلوبة.
- دعم التعليم المستمر عبر إقامة الفعاليات العالمية، ومجتمعات الممارسة، والتعلم المحفوظ.
في الختام:
تساعد شهادات الاعتماد في إبراز مصداقية الكوتش والتزامه باستيفاء معايير وشروط مزاولة المهنة بصفة رسمية. قدم الجزء الأول من المقال معلومات وافية عن تعريف الكوتشينغ، والفرق بينه وبين بقية مجالات الدعم النفسي، ويبحث الجزء الثاني في مستويات الاعتماد التي يقدمها "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" واشتراطات الحصول عليها وتجديدها.