من الطبيعي أن تنفر من بعض عملاء الكوتشينغ صعبي المراس، وأنت غير مضطر لمتابعة العمل مع فرد يعطِّل مشروعك المستقل.  

يحق لك أن تنهي علاقة الكوتشينغ مع أي عميل يزعجك ويعيق تطورك، وعليه يقدم المقال معلومات مفيدة تساعدك في تقييم العلاقة وإنهائها بطريقة ودية إذا لزم الأمر.

متى تنهي علاقتك مع العميل؟

قد يضطر الكوتش لإنهاء علاقة الكوتشينغ مع أحد العملاء، وهذا حق مشروع للطرفين عندما لا يحقق أحدهما الأهداف التي يرجوها من التعاون. 

فيما يلي بعض العلامات التي يجب الانتباه إليها إذا لم تكن متأكداً مما إذا كان يجب عليك رفض عميل أم لا:

1. عندما يحاول العميل دائماً مساومتك على السعر

أسعارك محددة وقد أخذت بالطبع الوقت الكافي للتفكير فيها، لذا لا نقاش في هذا الموضوع.

يساومك بعض العملاء المحتملين بشأن تلك الأسعار، ويعود القرار لك إذا كنت تود التمسك بموقفك، خاصةً إذا كنت تقدم حزم مميزة. لا تنسَ أنَّ العملاء السابقين دفعوا سعراً معيناً، لذا لن يكون من العادل لهم منح خصم لأي شخص يطلبه. من جهة أخرى، تحتاج المشاريع المستقلة الصغيرة إلى تحقيق إيرادات تغطي النفقات اللازمة لاستمرار العمل، لذا يجب أن تفكر ملياً قبل أن تخفض أسعار خدماتك.

يحق لك أن تقدم خصم إذا كان الظرف يسمح، ولكن يجب على الطرفين الالتزام بالأسعار المُتفَق عليها بموجب العقد بعد توقيعه. يصر بعض العملاء على مساومة الكوتش بعد توقيع العقد، ويطالبونه بتخفيض أسعار جلساته، أو الحصول على خصم بنسبة معيَّنة، ويمكن أن يؤدي هذا الإلحاح إلى نفور الكوتش من العميل.

يُعَد توقيع العقد بمنزلة موافقة على السعر، لذا فإنَّ هذا الموضوع محسوم ولا يجب مناقشته بعد التوقيع إطلاقاً. الأمر أشبه بأن تذهب كل شهر إلى وكالة بيع السيارات حيث اشتريت سيارتك وتسأل عن خصم على دفعة السيارة لهذا الشهر. 

قد يحاول هذا النوع من العملاء أيضاً:

• التساؤل عمّا إذا كانوا قد حصلوا على ما هو مذكور في فواتيرهم.
• إخبارك بأنَّ كوتشاً آخر يقدم كورس مشابه بسعر أرخص (تذكر أنَّه لا يوجد أي كوتش آخر يمتلك تجربتك الحياتية ويمكنه تقديم ما تقدمه بالضبط).
• طلب العمل بالساعة بدل تسديد سعر الحزمة.

لا شأن لك بمشاكل العميل المادية، لذا عليك التفكير في طرد العميل إذا كانت كل مقابلة معه ستتضمن جدالاً حول الدفع والأسعار.

يحق لك أن تنهي علاقة الكوتشينغ إذا استمر العميل في مساومتك بعد أن تؤكد له أنَّ موضوع الأسعار محسوم وغير قابل للتفاوض. هذا القرارمشروع لأنَّ هؤلاء العملاء يهدرون وقتك وطاقتك عبثاً، وتذكر أنك تعمل بجد لكي تجني المال وتغطي تكاليف مشروعك وتضمن استمراريته. لا يفاوض العميل النزيه على الأسعار بعد توقيع العقد.

2. عندما يظهر عميلك سلوكاً نرجسياً

يعتقد العملاء النرجسيون أنّهم محور الكون، ويُفترَض أن تساعدهم من خلال خدماتك بالطبع، ولكن هناك حدود عليهم احترامها.

قد يعاملك العملاء المُتعبون بوقاحة وبشكل مستمر، حتى عندما تحاول تقديم خدمات الكوتشينغ لهم. وقد يخبروك عن تجاربهم السابقة الفظيعة مع كوتشز آخرين، وكيف أنَّهم فشلوا فشلاً ذريعاً في مساعدتهم. 

إذا فشل عدة كوتشز في مساعدة العميل، فالمشكلة ليست في الكوتش، بل بالعميل، لأنه ثمة أشخاص غير مؤهلين للتعاون مع كوتش محترف.

هناك متاعب أخرى قد تواجهها مع العميل النرجسي، مثل عدم احترام شروطك وقواعدك، أو التأخر في دفع الفواتير، أو اعتماد طرائق تواصل خاطئة وبشكل غير لائق. تعد هذه السلوكيات أمثلة عن العلامات التحذيرية التي يجب الانتباه لها في العميل السيء.

وعموماً لا ينبغي أن تستمر علاقة الكوتشينغ مع عميل فظ لا يحترم حدودك.

ربما الكلام هنا أسهل من التنفيذ. ولكنَّ العملاء النرجسيون سيتطاولون عليك ويتمادون أكثر عندا يجدونك تفتقر للثقة بالنفس اللازمة لوضع حد لهم. وهو ما قد يواجهه الكوتشز في جميع المستويات.

من الصعب إثبات نفسك في حال بدأت العلاقة مع العميل بهذه الطريقة. تذكر أنَّك تستحق العمل مع عميلك المثالي من البداية. عليك رسم حدودك بوضوح والتأكيد على أنَّ هذه الحدود غير قابلة للتفاوض إذا كنت ترغب في إنقاذ هذه العلاقة مع العميل.

3. عندما لا يحترم عميلك وقتك

هذه حالة صعبة لأنَّه ليس من الضروري أن يكون العميل الذي لا يحترم وقتك شخصاً ساماً، بل يمكن أن يكون لطيفاً وسهل التعامل معه في حالات أخرى. 

هذا لا يعني أن تتقبل استهتاره بوقتك، لأنَّ ارباحك من العمل المستقل تعتمد على هذا الوقت الذي تقضيه مع عملائك. 

قد يتأخر هذا العميل باستمرار عن المواعيد، ويتجاوز الوقت المحدد للجلسة، ويتواصل معك خارج ساعات عملك، وربما يرسل لك رسالة نصية في منتصف الليل.

لا يتعمد هؤلاء العملاء إيذاءك، وغالباً ما يكون التعامل معهم أسهل من غيرهم، ولكن تكمن المشكلة بطبعهم، واستهتارهم بالوقت في حياتهم الشخصية، وفي هذه الحالة ينبغي أن تفرض حدودك وتوضح للعميل ضرورة احترام وقتك. 

وضِّح حدودك والالتزامات التي تتوقعها من العميل في مرحلة توقيع العقد لكي تتفق معه على قواعد العلاقة وتتجنب سلوكيات الاستهتار بالوقت.

يكون أحياناً تذكير سريع ومهذب بالحضور في الوقت المحدد أو الاتصال بك خلال الساعات المناسبة كافياً، خاصة إذا لم يدرك هذا العميل ما كان يفعله. ولكن يُستحسَن أن تنهي علاقتك مع هذا العميل إن كانت المشكلة تتكرر باستمرار.

4. عندما تشعر أنَّك يجب أن تطرد عميلك

لا تتردد في إنهاء العلاقة مع أي عميل يستنزف طاقتك، أو يزعجك، وخاصة إذا كنت تتوتر أو تنفر من العمل معه خلال الجلسات، وفي هذه الحالة لا داعي لأن تبحث عن أسباب مشروعة لإنهاء التعاون، بل يحق لك أن تتخذ أي قرار يضمن راحتك النفسية ونجاحك المهني.

لا يجب أن يرتكب العميل خطأً فادحاً أو يرتكب أحد الأخطاء السابقة لتطرده. يمكنك طرد العميل إذا شعرت بالحاجة لذلك فقط، حتى لو كان من الصعب القيام بذلك. 

فقط تأكد من أنَّك تميز بين العميل السيء والعميل الذي يشكل تحدياً بالنسبة لك، إذ يعاني بعض العملاء من مشكلات أصعب وأعقد من غيرهم، لكنَّ هذا لا يعني أنَّهم عملاء سيئون. تفرض هذه العلاقات تحديات إضافية على عاتق الكوتش، وتتطلب منه مزيد من الوقت، والجهد، والصبر. 

يساعد هؤلاء العملاء في تحسين مهارات الكوتشينغ، إذ ستفتقر للتطور إذا تعاملت فقط مع العملاء السهلين ورفضت أولئك الذين يحتاجونإلى مساعدة إضافية. يمكن أن يكون الشخص الذي لديه صعوبات أو تحديات إضافية عميلاً رائعاً.

إنهاء علاقة الكوتشينغ بلباقة 

عندما تقرر أنَّ علاقتك مع عميل ما انتهت، عليك أن تحسم أمرك وتنهيها، وقد تكون هذه مهمة صعبة، ولكنَّها ستكون مفيدة لك على الأمد الطويل. 

يمكنك أن تقوم بذلك بكل لباقة ولطافة، إذ لا يعني إنهاء التعاون أن تكون فظاً وقاسياً. أنت كوتش محترف ويجب أن تكون كافة اتصالاتك مهنية، حتى عندما تتواصل مع العميل بغرض إنهاء علاقة الكوتشينغ.

التعامل المهني واللبق ضروري حتى لا يشوه العملاء السابقون سمعتك أمام معارفهم، وأنت شخصياً ستشعر بالانزعاج إذا بدأ الكوتش الخاص بك فجأة بالصراخ عليك ليخبرك أنَّه لم يعد يريد أن يرى وجهك ثانيةً. 

يمكنك اقتراح كوتشز آخرين على العميل تشعر بأنَّهم مناسبين أكثر للتعامل معه. لا يتوجب عليك ذلك بالضرورة، خاصةً إذا كنت تتعامل مع عميل نرجسي. 

إليك كيفية إنهاء العلاقة مع عميل بطريقة تظهر الاحترام المتبادل:

1. علاقة الكوتشينغ غير مثمرة

اشرح للعميل أنَّك لست الكوتش المثالي لوضعه الحالي وأنَّ كلاكما سيستفيد من إنهاء العلاقة.

2. تغيرت الظروف

أخبر عميلك أنَّ ظروف حياتك الخاصة تغيرت، وليس بمقدورك أن تساعده بعد الآن.

3. بدأت مرحلة جديدة في عملك

أخبر عميلك بأنَّك تجري تغييرات في عملك، مغيراً توجهك والمشاريع التي تستلمها، لذا لن تتمكن بعد الآن من مساعدتهم وستقوم بإنهاء العلاقة. ينطبق هذا بشكل خاص على العملاء الذين لا يحترمون وقتك، إذ قد تتطلب قِيَم عملك الجديدة طريقة أكثر صرامة لإدارة وقتك، وهو ما لن يفلح مع هذا النوع من العملاء.

لا تلقِ اللوم على العميل إطلاقاً خلال المحادثة، واحتفظ بخط رجوع. يجب أيضاً تجنب الدخول في جدال حول قرارك. كن حازماً بشأن اختيارك، ووضح أنَّ قرارك نهائي وأنَّك ترغب في إنهاء العلاقة.

3 قوالب لرسائل إنهاء العلاقة مع العملاء

قد تواجه صعوبة في كتابة رسالة بريد إلكتروني تبلغ فيها عميلك بقرار إنهاء التعاون بينكما. إليك 4 قوالب جاهزة يمكنك استخدامها لإبلاغ العميل بقرار إنهاء علاقة الكوتشينغ:

1. علاقة الكوتشينغ غير مثمرة

مرحباً [الاسم]،  

أقدّر للغاية تجربتي في العمل مع حضرتكم على مدار [مدة تعاونكما].  

لقد فكرت في الأمر مليّاً، واستنتجت أنَّنا ربما لسنا الأنسب للعمل معاً لمساعدتك في [تحقيق هدفك].  

لم يكن هذا قراراً سهلاً، ولكن يهمني أن تجد كوتشاً يتوافق معك ويمكنه تلبية توقعاتك.  

[اختياري]: سأكون سعيداً لو عرّفتك على كوتش زميل سيكون أكثر ملاءمة لحضرتك، إذا رغبت في ذلك.  

[تحية وتوقيع]

2. تغيرت الظروف

مرحباً [الاسم]،  

لقد تشرّفت بالعمل مع حضرتك، ولكن طرأت تغييرات جذرية على حياتي على مدار [فترة الوقت]، لذا أنا مضطر إلى إجراء بعض التغييرات في قاعدة عملائي لإقامة توازن جديد بين حياتي المهنية والشخصية.  

بناءً عليه، وللأسف فإنَّه اعتباراً من [التاريخ]، لن أتمكن من العمل مع حضرتك بعد الآن. أنا ممتن لوقت عملنا معاً، وأقدِّر تفهمك لهذا القرار المهني.  

[اختياري]: أدرك أنَّك لا تزال ترغب في العمل على [هدف العميل]، لذا سأكون سعيداً لو عرّفتك على كوتش زميل يقدم خدمات كوتشينغ مماثلة، إذا رغبت في ذلك.  

[تحية وتوقيع]

3. بدأت مرحلة جديدة في عملك

مرحباً [الاسم]،  

لقد تشرّفت بالعمل مع حضرتك. قيّمت خلال [فترة الوقت] الماضية مشروعي الصغير في الكوتشينغ واستنتجت أنَّني بحاجة إلى اتباع مسار عمل جديد.  

هذا يعني للأسف أنَّني لن أقدم بعد الآن [خدمة كوتشينغ محددة، أو حزمة، أو تسعير]. لذا لن أتمكن من العمل مع حضرتك اعتباراً من [التاريخ].

أرجو أن تعلم مدى امتناني لوقت عملنا معاً، وأقدِّر تفهمك.  

[اختياري]: أدرك أنَّك لا تزال ترغب في العمل على [هدف العميل]، لذا سأكون سعيداً لو عرّفتك على كوتش زميل يقدم خدمات كوتشينغ مماثلة، إذا رغبت في ذلك.  

[تحية وتوقيع]

نصائح لإنهاء العلاقة مع العملاء الحاليين

لقد حسمت قرارك بإيقاف العمل مع العميل صعب المراس، ولكن لديك مسؤوليات يجب الالتزام بها لضمان إنهاء العلاقة بشكل جيد. 

إليك بعض النصائح  التي يجب اتباعها:

1. أجرِ محادثة صادقة

أنت تعرف أنَّك اتخذت القرار الصحيح، لذا كن حازماً بشأنه ولا تسمح للعميل بتغيير رأيك. تجنب لوم العميل، عليك بالطبع مشاركة الحقيقة، إلا أنَّ لوم العميل على القيام بشيء خاطئ لن يثمر بأي شيء. سيسبب فقط مشاعر سلبية، وتذكر أنَّ الناس تتناقل الأحاديث مما قد يؤثر على سمعتك.

2. تأكد من أنَّ فحوى رسالتك قد وصل

إذا أرسلت رسالة بريد إلكتروني باستخدام أحد النصوص النموذجية أعلاه ولكن لم تتلقَ رداً، تأكد من المتابعة بمكالمة هاتفية. تأكد من أنَّ العميل قد تلقى رسالتك بالفعل ولا تجعله يعتقد أنَّك تتجاهله.

3. أكمل أي عمل متبقي واختر الوقت المناسب لإخبارهم

ليس الوقت المناسب لإنهاء العلاقة مع العميل في منتصف مشروع كبير. يجب أن يكون هناك فترة انتقالية بين إيقاف العمل مع عميل وإنهاء العلاقات معهم تماماً. التزم بوعودك ونفذ أي شيء اتفقت عليه قبل أن تخبر العميل بقرارك.

4. اقترح خيارات أخرى

لا تترك عميلك في منتصف الطريق. اقترح كوتشز آخرين تعتقد أنَّهم قد يتفقون معه بشكل جيد. سيعود ذلك عليك بالخير ويلغي أي مشاعر سيئة تجاهك.

في الختام

ستستفيد أنت والعميل من إنهاء علاقة غير مفيدة على الرغم من أنَّ التخلص من العملاء الصعبين يمثل تحدياً. الحياة قصيرة جداً، فلا تستهلكها في علاقات مؤذية مع العملاء. سيوفر لك التخلص من العملاء المزعجين المساحة والطاقة التي تحتاجها للعثور على عملائك المثاليين والعمل معهم بدلاً من ذلك.

أنت تعرف الآن بالضبط كيف تنهي علاقات الكوتشينغ المزعجة. يمكنك أن تترك شخصاً ما بثقة دون الإضرار بسمعتك أو قدرتك على العثور على عملاء محتملين. لذا انطلق وابنِ علاقات كوتشينغ مثمرة ومرضية.