كيف يمكن للتعليم أن يدرب القادة على التفكير بعمق
هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة ريتشل إليسون (Rachel Ellison) والذي تُحدثنا فيه عن تأثير جائحة كورونا في المجتمع وكيفية التعامل معها.
تفرض جائحة كورونا على رجال الأعمال عديداً من التحديات الجديدة كل اليوم، إذ يتأثر ملايين البشر في كافة دول العالم الآن بهذه الجائحة، وهناك مخاوف كبيرة بشأن الصحة والوظائف والاقتصاد، حيث لا يخشى الناس المرض فحسب، بل يخافون من حقيقة أنَّه مُعدٍ.
في الأشهر الماضية، وُجِدت الرفوف في السوبر ماركت المحلي فارغة باستثناء بعض آثار الدقيق؛ كما نفد الباراسيتامول لأطفال من أربع صيدليات تحمل علامات تجارية كبرى، وأصبح الإقبال الشديد على مستلزمات الحَمَّام يُقدِّم فكرة واضحة عن النهج المُتبع في الاستهلاك خشية الإصابة بالمرض، أو بما يُسمى بمصطلحات التحليل النفسي: "الخوف من عدم وجود ما يكفي"، وقد أصبحت تجد مقاعد فارغة في القطار الذي عادةً ما يكون مكتظاً بالركاب؛ ولم يجرؤ أحد على السعال.
أدى الخوف من الإصابة بفيروس كوفيد-19 "Covid-19" (يُعرف بهذا الاسم لأنَّه اكتُشف لأول مرة في عام 2019) إلى إثارة ردود فعل وسلوكات فردية؛ إضافةً إلى سلسلة من الردود المنظمة أو الممنهجة.
العقل الباطن في العمل
قد تكون بعض تصرفات الأشخاص العاديين -بدءاً من مجموعات واتس آب (Whatsapp) التي تقدم مساعدة عملية لكبار السن إلى الشباب الذين يتجنبون مقابلة الأصدقاء في المقاهي- واعيةً ومعقولةً ومدروسةً؛ وتصرفات أخرى مثل الصيدلانية التي أخبرتني أنَّها تحلم باستمرار بكوابيس تقول فيها: "أنا آسفة لم يبقَ أي منها"؛ قد تُظهر لنا العقل الباطن منشغلًا في العمل.
يُعبِّر القلق أحياناً عن نفسه بطرائق مفاجئة، ومهمتنا -سواء في العمل أم المنزل- هي التعرف إلى هذه التعبيرات، خاصةً عندما لا يبدو أنَّها مرتبطة بشكل واضح بما يجري حولنا.
وعلى صعيد المنظمات، يجب على المديرين محاولة توفير الطمأنينة والتواصل بشكلٍ مستمر مع موظفيهم؛ فالذعر يضر العمل، والإشاعات تشتت الانتباه؛ إذ قد يؤدي الاستهلاك غير المبرر إلى زيادة المخاطر على الجميع؛ وفي حالة جائحة كورونا، إنَّها فرصة لاستكشاف الغموض وعدم اليقين والضعف.
استكشاف الغموض والتغلب عليه
نحن نعمل بالتأكيد في ظروفٍ يسودها انعدام اليقين؛ إذ يختبر الوضع قدرتنا على التركيز على الوقت الحاضر والتخطيط إلى استراتيجيات مناسبة للحفاظ على استمرار الأعمال.
نحن بحاجة إلى إدارة الذات بينما نقود الآخرين، ويشمل ذلك إعادة النظر في أساليبنا الشخصية للتغلب على التوتر، ودراسة المواقف التي يجب علينا اتخاذها خلال اليوم، وكذلك اتخاذ قرار حول أين نستثمر طاقاتنا وأين لا نستثمرها.
يُعدُّ الحفاظ على المرونة الصحية وتجنب الإنهاك أمراً ضرورياً عند الشروع فيما قيل لنا أنَّه "سيكون على الأرجح اختباراً لقدرتنا على التحمل"؛ وبناءً عليه، هذا تذكير -للمدرِّبين وليس فقط للمتدربين- بأهمية النوم الجيد والرياضة والتغذية السليمة والأفكار المثيرة للبهجة.
التنوع، لكن ليس كما افترضنا
إلى جانب الإشارة المألوفة الآن إلى الرفاهية النفسية، من الضروري تقبُّل التنوع في مكان العمل؛ فقد خلقت جائحة كورونا ردود فعل مختلفة من أشخاص مختلفين لأسباب مختلفة؛ إذ قد يجد المنفتحون أنَّ العمل الدائم من المنزل سوف يسبب الخوف من العزلة؛ لأنَّهم سيفقدون طاقة الأفكار التي يشعرون بها من خلال التواصل الاجتماعي؛ وقد يجد الانطوائيون في العزلة مصدر ارتياح، أو حتى مصدر نشاط؛ لأنَّهم يستمدون رفاهيتهم من كونهم وحدهم، وقد تستنزف بيئة العمل المفتوحة طاقاتهم، ولكن هذا لا يُلاحظ أو يؤخَذ في الحسبان دائماً.
من المرجح أن تتنوع الاستجابات للوباء حسب الثقافة والجنسية والانتماء والنظام التنظيمي؛ إذ قد يتفاعل مهندسو السكك الحديدية مع الأمر بشكل مختلف عن تجار المدينة أو المعلمين أو شركات التكنولوجيا أو موظفي الخدمة المدنية؛ فالاختلاف ليس خطأً؛ لذا اقبل به وشجِّع نفسك على عدم الحكم على الآخرين.
ملاحظة مُهدِّئة
لقد خبزتُ للتو أول خبز من العجين المخمَّر من الدقيق الذي كان موجوداً بالفعل في الخزانة، وليس من خلال الهجوم عليه وابتياعه من السوبر ماركت المحلي! استغرق الأمر 36 ساعة لتخمير العجين، ثم إخراج الرغيف من الفرن، وقد عملتُ خلالها على الخَبزِ لمدة دقائق فقط، وليس ساعات؛ لذلك لا خشية من التأثير على إنتاجية العمل؛ ولكنَّني كنت أعلم أنَّني باقية في المنزل على أي حال.
وبينما كنت أقرأ رسائل البريد الإلكتروني وآخر الأخبار، وأكتب مذكراتي التي تتغير كل ساعة، كان تخمير العجين يُمثِّل إبداعاً بطيئاً ومعرفة أساسية وشكلاً من أشكال التغذية الجسدية والنفسية.
أسئلة تدريب عملية
النظر إلى لغة كوفيد-19(Covid-19)
أنا أُشجِّعك على ممارسة التدريب حول القلق الوجودي؛ فقد ترغب في التفكير في اللغة المجازية التي قدمها الوباء. هذه ليست وسيلة للتحايل، ولكنَّها طريقة إبداعية لمعرفة ما إذا كان بإمكانك مساعدة العميل على توليد أفكار جديدة تساعده على القيادة بشكل أفضل خلال هذا الوباء.
- كيف تستخدم الكلمات المتصاحبة مع الوباء؟
- كيف تشعر بأنَّك تريد "الهروب"؟
- ما هو الارتفاع الحاد في النشاط التجاري الآن؟
- ما الذي تمكنَّا من احتوائه؟
- أين توجد المعرفة حالياً؟
- ما الذي يتعرض له العمل أو المنظمة أو القسم في الوقت الحالي؟
- أين يوجد تأخير إيجابي؟
- أين يوجد تأخير سلبي؟
- ما الذي يحدث محلياً؟
- ما الذي يحدث "عموماً" أو عبر المنظمة بأكملها؟
- في سياق الأعمال التجارية، ما هو "الانتشار"؟
- ما هي الأمور الأخرى "القابلة للانتقال" من إنسان إلى إنسان؟ (فكرة عن التحول العاطفي)
- ما الذي "يتبناه" الأشخاص في الشركة حالياً؟
- أين يكمن التأثير الأكبر للتباعد؟
- ما هو شعور "العزلة"؟
- أين يمكن للقيادة "الإغلاق" أو "الانعزال الذاتي" مجازياً وليس فقط في الواقع؟
- كيف تتناسب الأفكار والمشاعر التي عبَّرت عنها مع الموضوعات؟
- كيف يمكن ربط هذه الأفكار مع المواقف الفردية أو المحلية؟
- كيف يمكن أن يُمثِّلوا صورة وطنية أو عالمية؟
- ماذا ستفعل بهذه الأفكار؟