لماذا يعد الكوتشينغ هاما بالنسبة إلى رواد الأعمال؟
إنَّ رواد الأعمال أشخاصٌ مخاطرون في بيئة الأعمال التجارية؛ حيث لا تواجههم مشكلة ما إلا ويجدون لها حلاً عن طريق تقديم الخدمات أو المنتجات.
لقد تعاملَت شركات التكنولوجيا الكبيرة مثل "فيسبوك" (Facebook) و"لينكد إن" (LinkedIn) و"يوتيوب" (YouTube) و"غوغل" (Google) و"آبل" (Apple) و"سامسونج" (Samsung) و"تيسلا" (Tesla) و"مايكروسوفت" (Microsoft) مع مشكلة التطور التكنولوجي المتخلِّف؛ حيث اتخذَت تلك الشركات ورواد الأعمال المؤسسون لها خطوةً ساعدَت على حدوث ثورة تكنولوجية ومجتمعية.
ولكن، لماذا نجحوا في تحقيق مثل هذه الإنجازات العظيمة على الرغم من العقبات التي تعترض طريقهم؟ الجواب بسيط جداً، لقد فعلوا ذلك عن طريق المخاطرة الكبيرة والجرأة في قراراتهم وأهدافهم؛ حيث يشبه الكوتشينغ مساعدتك على العثور على رؤيتك الحقيقية، ومواءمتها مع قيمك وهدفك الأساسيين.
ما هو الكوتشينغ؟
يكشف كوتشينغ ريادة الأعمال عن إمكاناتك الخفية وغير المستكشفة، ويساعدك على تطويرك أنت وأعمالك؛ وذلك ضمن جو عمل متغير باستمرار ونشيط، كما تشير الأوقات الصعبة والاضطرابات الاقتصادية خلال أزمة كوفيد-19 (Covid-19) إلى ضرورة التفكير في الكوتشينغ وإعطاء الناس حلولاً لمشكلاتهم.
خلال بداية الوباء، شهدَت منصة عقد المؤتمرات عن طريق الفيديو المسماة "زووم" (Zoom) شعبيةً أكبر من تطبيق "سكايب" (Skype)، ولكن لماذا؟ تعتمد الإجابة على سهولة الاستخدام والشعور بالراحة لدى المستخدمين في جميع أنحاء العالم، فقد أصبحَت "زووم" المنصة الجديدة المستخدمة؛ نظراً لمدى سهولة عقد مؤتمرات الفيديو لمستخدميها.
وقد جاء الحل لمشكلة قد حُلَّت بالفعل؛ لأنَّ مؤسس شركة "زووم" والمدير التنفيذي لها "إريك يوان" (Eric S. Yuan)، قرَّر تقديم تطبيق برمجي سهل لعقد مؤتمرات باستخدام الفيديو، ولقد أدى تكريس جهود "يوان" وفريقه إلى إنشاء برامج تساعد الطلاب على الالتقاء وكأنَّهم في الفصول الدراسية، وتحقيق التواصل بين رواد الأعمال في اجتماعات العمل، ولم شمل العائلات مع أقاربهم في وقت التباعد الاجتماعي والعزلة.
يعود نجاح "زووم" جزئياً إلى فهم "يوان" لبيئته وإيمانه بقدراته على حل المشكلات والحاجة إلى تحقيق أهداف محددة، وتنطبق هذه الأسباب أيضاً على مؤسسين مثل "إيلون ماسك" (Elon Musk) و"ستيف جوبز" (Steve Jobs)، لكنَّ هذه الميزات لا تقتصر عليهم فحسب؛ حيث يمكنك الاستفادة من ميزاتك وصفاتك من خلال إدراكك الكامل لنفسك باستخدام الكوتشينغ.
نقدم لك فيما يلي الفوائد الرئيسة الخمس للكوتشينغ، بالإضافة إلى بعض النصائح حول طريقة تحديد أفضل تلك الفوائد.
1. تحديد أهم الأمور والتركيز عليها
يساعدك الكوتشينغ على العثور على الجوانب الهامة لصفاتك المهنية والشخصية وقيمك وأهدافك والتركيز عليها، فعندما تحصل باستمرار على نصيحة عشوائية من أصحاب المصلحة والزملاء، ستشعر بالحيرة.
ومع ذلك، يساعدك الكوتش على تحقيق التوازن الصحيح من خلال طرح أسئلة عميقة وذات مغزى عن الحياة والعلاقات والصداقات، فهو يريد مساعدتك على استخلاص مجموعة من القيم الأساسية والصفات الشخصية لتوجيهك نحو المسار الصحيح.
2. اكتشاف نقاط ضعفك
يساعدك الكوتش على التوجيه لتقليل عدد الخيارات واستهداف الأمور التي قد تفوتك، فإنَّ تحديد نقاط الضعف لديك يمنعك من التهديدات المستقبلية، ويساعدك على فهم نفسك جيداً لتفيد عملك.
3. التكيُّف مع التنافس
يُعَدُّ الوعي الذاتي خطوةً ضروريةً للبقاء في المقدمة، فعندما تكون مدركاً لذاتك، تجد إجابات عن الأسئلة التي ربما لم تفكر فيها من قبل، ويساعدك الكوتشينغ على اكتساب الثقة لتحمُّل المزيد من المخاطر الكبيرة، وتحقيق أهداف أسمى لنفسك وعملك.
إنَّ الكوتش أشبه بالصديق المقرب الذي تهمه مصلحتك جداً؛ حيث سيدفعك لاستثمار وقتك وجهدك في بناء شخصية قادرة على التكيف.
4. وفرة الثروة في أعمالك
عندما يساعدك الكوتش في جوانب شخصيتك وقيمك الأساسية وطموحاتك، فإنَّ الرياح ستجري بما تشتهي سفنك، فقد استثمرتَ وقتك وطاقتك وجهدك في بناء شيء يستخدمه الآخرون من بعدك، فالطموح والوعي الذاتي والخبرات التجارية يحققون وفرةً أكبر في حياتك المهنية والشخصية.
5. أن تصبح شخصاً مؤثراً في مجتمعك
ينجذب البشر نحو أصحاب القوة والسلطة والنفوذ، والقائد الذي يدعم المجتمع ويكون مصدر إلهام للكثيرين هو شخص جذاب، فهل ترى نفسك قائداً؟ وهل تريد أن يكون لديك تأثير في الناس وأن تصبح مصدر إلهام للآخرين؟
إذاً، سيساعدك الكوتش على تحديد كيف ومتى وأين تستخدم قدراتك والحصول على أفضل النتائج؛ حيث يوجد 7.9 مليار شخص على هذا الكوكب يمكنهم الاستفادة من قائد مؤثر وشجاع يلهمهم إلى إمكانات جديدة، ولكن كيف تجد كوتشاً جيداً؟
نقدم لك فيما يلي ثلاث طرائق يمكنك من خلالها تحديد الكوتش الرائع:
1. الخبرة في ريادة الأعمال والشركات
هل يمثل القيادة الذاتية؟ وهل هو قائد ورائد أعمال لنفسه؟ يكون تحقيق نجاح كبير أسهل بكثير عندما تشارك وجهات النظر نفسها مع شخص يريد أن يرى نجاحك؛ لذلك امتلك عقلية قادرة على التكيف، وكن منفتحاً لتقبُّل وجهات النظر من القائد الذي يساعدك على معرفة الإجابات عن أسئلتك الخاصة.
الطريقة الأولى للتمييز بين الكوتش العظيم والكوتش الجيد هي تحديد خبرته في ريادة الأعمال والشركات، وستحدد جودة النصائح والحكمة التي تتلقاها من الكوتش نموك الهادف؛ لهذا السبب، ابحث عن مدرب يمتلك أكثر من 10 سنوات من الخبرة في عالم ريادة الأعمال، وتحقَّق من نجاحه كرائد أعمال.
2. النتائج مقابل الشعور بالرضا
هل يركز على النتائج؟ يحتاج رواد الأعمال إلى أسئلة وإجابات لكل تحدٍّ، ويجب أن يقودوا فريقهم جيداً في ظل الصراعات اليومية، ويعود سبب فشل رواد الأعمال إلى عدم قدرتهم على استيعاب السوق والجمهور المستهدف، فإنَّ وضع السوق متقلب بصورة لا تُصدَّق بسبب الوضع العالمي للصحة والأزمة الاقتصادية بسبب أزمة كوفيد-19.
ابحث عن كوتش لا يجعلك تشعر بالرضا فحسب؛ وإنَّما يركز ويظهر لك النتائج، واسأل عن شهادات عملائه (شهادة العميل هي توصية من مشترٍ راضٍ يؤكد قيمة المنتج أو الخدمة)، وتأكد ما إذا كان الكوتش يستحق وقتك وجهودك.
3. الرغبة في الاستثمار في نفسه
هل لديه عقلية تركز على الوفرة أم أنَّه يركز الاهتمام على الأمور النادرة؟ يجب أن يكون لدى الكوتش إرادة لا يمكن إنكارها للاستثمار في نفسه أولاً، والسعي إلى التطوير الشخصي كأولوية له؛ حيث يجب أن يكون التطوير الشخصي على قدر أهمية الاستثمار نفسها في أعماله التجارية بغرض التسويق والمبيعات والتمويل، فاسأله عن العادات التي ساعدَته على نموه الشخصي.
يتعلق الكوتشينغ بإيجاد نقاط ضعفك الداخلية والخارجية، وتقبُّلها والرغبة في تحسينها، فإذا كنتَ لا ترغب في التكيف ولا تستطيع فهم نفسك والتركيز أكثر على السلبيات في الحياة ولديك نقاط ضعف واضحة، فكيف ستكون نظرة موظفيك وزملائك وأصحاب المصلحة في الشركة إليك؟
سيساعدك كوتش التجارب الحياتية على رؤية نفسك من منظور مختلف، ومشاركة التصور حول نوع المشاعر التي تشاركها مع الآخرين، والتكيف لخلق إمكانات جديدة.
لماذا يجب على رواد الأعمال التفكير في الكوتشينغ؟
وفقاً لتقرير صادر عن منظمة "كوتش فيديريشن" (Coach Federation.org) في عام 2020، تُعَدُّ صناعة الكوتشينغ ثاني أسرع الصناعات نمواً بمعدل نمو سنوي يبلغ 6.7% وسطياً.
ومن المشاهير والسياسيين ورواد الأعمال المعروفين الذين كان لديهم كوتشز الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" (Barack Obama)، ومقدمة البرامج الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، والممثل "هيو جاكمان" (Hugh Jackman)، ولاعبة التنس "سيرينا ويليامز" (Serena Williams)، والممثل "ليوناردو دي كابريو" (Leonardo Di Caprio)، وغيرهم.
الآن، هل تشعر بالإلهام للتفكير في الكوتشينغ أكثر؟ سيكون من المفيد أن تجد الكوتش المناسب الذي سيرشدك خلال عملية اكتشاف نفسك؛ لذلك ابحث عن أفضل كوتش يناسبك، ثم قابله لمعرفة ما إذا كان مناسباً لك.
تذكَّر أنَّ عالم الأعمال صعب، ويجب عليك أن تكون نشيطاً في الجوانب كلها لحماية ما تبنيه والحفاظ عليه، وفي هذه الحالة، التعاطف أمر ضروري، لكنَّ المنطق والاستراتيجية والتنفيذ يضاهونه أيضاً من حيث الأهمية.