ما هو الكوتشينغ؟ وما هي مسؤوليات الكوتش؟
إذا كنت تتساءل عن هذا الأمر، فأنت تقرأ المقال المناسب، وستتعلم اليوم:
- ما هو الكوتشينغ؟
- لماذا يوظف الناس الكوتشز؟
- كيف يمكنك أن تصبح كوتشاً؟
- وأكثر من ذلك بكثير.
ما هو الغرض من الكوتشينغ؟
ما هو الكوتشينغ؟ هنا سنشرح ما هي المدرسة الفكرية التقليدية في مجال الكوتشينغ، وسنتحدث عن أهمية ما يسمى بالكوتش الذي يقدم الاستشارات، والذي يساعد العملاء في الحصول على نتائج أفضل وأسرع وأكثر استدامةً.
طريقة تعريف الكوتشينغ
الشكل التقليدي للكوتشينغ هو عندما يوجه الكوتش الطالب للتعلم وحده؛ فهو شكل سقراطي جداً من التدريس؛ إذ يطرح الكوتش أسئلة استفسارية، مثل "ما هو شعورك حيال ذلك؟".
الفكرة سهلة: سيجد الأشخاص الذين يتلقون الكوتشينغ إجاباتهم الخاصة، دون أن يوجههم الكوتش في أيِّ اتجاه، فهو لا يركز على النتائج التي يحصل عليها متلقو الكوتشينغ؛ وإنَّما على الكوتشينغ نفسه، ويتعلق الكوتشينغ اليوم أكثر بكثير بمزيج من الكوتشينغ والاستشارة، أو الكوتش الذي يقدم الاستشارات؛ فماذا يعني ذلك؟
أنت بصفتك كوتشاً توجِّه شخصاً ما للحصول على النتيجة التي يريدها، وبدلاً من أن يجد العملاء جميع الإجابات بأنفسهم، فإنَّك تقدِّم لهم بعض الإجابات حتى يتمكنوا من الحصول على نتائج أسرع، وبالتأكيد، تدرِّبهم أيضاً على الاستمرار في تحقيق هذه النتائج بعد توقُّفهم عن العمل معك.
وعند الضرورة، يمكنك مشاركة تجربتك الخاصة لتوضيح أنواع النتائج التي يمكن أن يحصل عليها عميلك وطريقة الحصول عليها؛ على سبيل المثال، قد يقول كوتش الوزن: "لقد مررت بهذا الأمر بنفسي، فإذا كنت تريد إنقاص وزنك في هذه المرحلة، فهذا ما أوصيك به".
في حين أنَّ الطريقة القديمة في الكوتشينغ لها فوائدها، فإنَّ فكرة الكوتش الذي يقدِّم الاستشارة تتعلق بمساعدة العملاء للحصول على نتائج أسرع بكثير؛ وهذا هو سبب رغبة الناس في العمل مع كوتش في نهاية المطاف؛ وذلك لمساعدتهم على الوصول إلى ما يريدون الوصول إليه.
لماذا يختار الناس العمل مع الكوتشز؟
تُجرى 1.5 مليون عملية بحث شهرياً بواسطة أشخاص وشركات يبحثون عن كوتشز الحياة وكوتشز الأعمال وكوتشز تنفيذيين، ومن الواضح أنَّ عدد عمليات البحث أكبر بكثير إذا أحصينا كل مجالات الكوتشينغ.
الأمر هو أنَّ معظم أصحاب الأداء المتميز يفهمون قيمة الكوتشينغ؛ لهذا السبب، يعمل أشخاص مثل "ستيف جوبز" (Steve Jobs) و"إريك شميدت" (Eric Schmidt) الرئيس التنفيذي السابق لشركة "غوغل" (Google) مع الكوتشز.
وفي الوقت الحالي، يحقق الكوتشينغ أرباحاً تصل إلى ثلاثة مليارات دولار تقريباً، وكلما اكتشف مزيدٌ من الناس قوة الكوتشينغ، فإنَّ هذا المجال سيتطور، وبالإضافة إلى ذلك، يوظف الناس كوتشز لمساعدتهم في جميع أنواع المشكلات؛ على سبيل المثال، من أجل:
- مساعدتهم على تحسين صحتهم.
- تعزيز حياتهم المهنية.
- تطوير أعمالهم.
- تحسين طريقة تفكيرهم.
- التقليل من توترهم.
- البحث عن علاقة جيدة.
- اتخاذ قرارات مالية جيدة.
- وأكثر من ذلك بكثير.
لذا، إنَّ السبب الرئيس الذي يجعل الناس يستعينون بالكوتشز هو رغبتهم في الحصول على دعم مخصص لتحقيق أهدافهم، وبصفتك شخصاً حقق هذا الهدف، فيمكنك مساعدة الآخرين على الوصول إليه؛ فإذا كان لديك موقع على شبكة الإنترنت، فلا تتردد في استخدامه وإحالة عملائك إليه كلما تساءلوا عن قيمة الكوتشينغ.
الكوتشينغ والمنتورينغ
ما هو الفرق بين المنتورينغ والكوتشينغ؟ بعد كل شيء، إذا كان كلاهما يتعلق بفكرة دعم شخص ما، فما هو الهدف من الكوتشينغ؟
أنت بصفتك كوتشاً تعمل منتوراً، لكنَّك لست مجرد منتور، فأنت تدعم طلابك وتوجههم وتبقيهم مسؤولين، وهو أمر أوسع ممَّا يفعله المنتور، وفي المقابل، المنتور هو الشخص الذي يقدم دعماً مجانياً دون أيِّ ضمان لمقدار المساعدة الذي سيحصل عليه متلقو المنتورينغ، وقد يستغرق بناء علاقة المنتورينغ سنوات، وهذا يجعلها أقل إتاحة لمعظم الناس.
ومن ناحية أخرى، يقدِّم الكوتشز خدماتهم للجميع، ولأنَّها خدمة مدفوعة، يعرف الطلاب مقدار الدعم الذي يمكنهم توقعه؛ لذلك، هذا ما يعنيه الكوتشينغ، لكن ماذا يفعل الكوتش؟ وكيف تصبح كوتشاً وتبيع عروض الكوتشينغ الخاصة بك؟
ماذا يفعل الكوتش؟
أن تكون كوتشاً جيداً لا يعني أن تكون أكثر خبرةً في مجالك أو في تقديم الدعم؛ بدلاً من ذلك، الكوتشينغ الجيد هو أن تقدم رحلة من الألف إلى الياء لعملائك المثاليين؛ وبعبارات أخرى: كيف تساعد الأشخاص على البدء من نقطة البداية والوصول إلى نقطة النهاية؟ وكيف تبدو النتيجة النهائية؟
علي سبيل المثال، قد يقدم كوتش العلاقات دليلاً للرجال للعثور على الشريك المناسب، أو يساعد الكوتش المهني العملاء العالقين في وظائف لا مجال للتقدم فيها على الحصول على وظيفة أحلامهم؛ هذا هو أساس عمل الكوتشينغ الجيد، والخطوة التالية هي تعلُّم طريقة الكوتشينغ؛ أي طريقة توجيه عملائك للوصول إلى نقطة النهاية.
كيف يساعد الكوتشز العملاء على النجاح؟
لكي يساعد الكوتش العميل على النجاح لا بد من اتباع أساسيات الكوتشينغ؛ إذ توجد 3 طرائق تساعد بها عملاءك بصفتك كوتشاً على النجاح، وهي:
1. تقديم نصائح قابلة للتنفيذ
في هذه الخطوة، تضع خطةً شهريةً لرسم خريطة لرحلتك من بدايتها إلى نهايتها؛ لنفترض أنَّك كوتش صحي، إليك الشكل الذي قد تبدو عليه خطتك الشهرية:
الشهر الأول: مساعدة العملاء على التركيز على عادات الطعام.
الشهر الثاني: المحافظة على تلك العادات.
الشهر الثالث: إضافة استراتيجية إضافية تساعد العملاء في الحصول على نتائج أفضل.
فهذه الخطة مفيدة تحديداً للكوتشز الجدد الذين يطورون مهاراتهم التدريبية، والذين لم يساعدوا مئات الطلاب حتى الآن.
2. الاعتقاد
إذا كنت تفكر في أمر وتريد تحقيقه في حياتك، فأنت تعلم أنَّه من المفيد جداً أن يكون لديك شخص بجانبك قد حقق نفس الأمر، وبصفتك كوتشاً، هذه هي وظيفتك لمساعدة عملائك على الاعتقاد أنَّ ما يريدون تحقيقه هو أمر ممكن حتى لو لم تتمكن من ضمان نتائجهم؛ وهذا هو سبب تعيين العملاء لك، فأنت شخص تمتلك الخبرة لمساعدتهم على بناء الثقة في قدراتهم الخاصة.
3. الصراحة
بصفتك كوتشاً، ستواجه مناقشات صعبة ويجب أن تكون صريحاً بشأن ما يحتاج إليه العملاء للمضي قدماً؛ فأنت تساعد عملاءك مساعدة أساسية على اكتشاف ما يدور في أذهانهم؛ وذلك حتى يتمكنوا من إعادة صياغة أفكارهم والحصول على النتائج.
على سبيل المثال، قد يقول كوتش العلاقات الذي لا يلاحظ عميله النتائج: "لقد أتيت إليَّ لتجد حب حياتك؛ لقد حددنا الخطوات، والخطوة الأولى هي العمل على حبك لذاتك، وفي الوقت الحالي، أنت تختار ألا تشعر بأنَّك جدير بالحب أو أن تجد شخصاً يحترمك ويحبك".
هل هو أمر يريد معظم الناس سماعه؟ بالتأكيد لا، لكنَّ وظيفتك بصفتك كوتشاً هي إخبار العملاء بالأمور حتى لو لم يحبوها إذا كان هذا هو ما يحتاجون إليه، وهذه هي أساسيات الكوتشينغ، التي ستساعدك على تقديم خدمة رائعة لعملائك، ومع ذلك، يترافق الكوتشينغ أيضاً مع بعض المسؤوليات بالنسبة إليك بصفتك كوتشاً، وهذا ما سنلقي نظرة عليه الآن.
المسؤوليات الخمس للكوتش
إذا أخذت مسؤوليات الكوتشينغ هذه على محمل الجد وأتقنت كل واحدة منها، فستكون كوتشاً جيداً، وتذكَّر كلما كانت النتائج التي يمكن أن تساعد عملاءك على الحصول عليها أفضل، كانت الشهادات والتوصيات التي سيقدمونها لك أفضل؛ وهذا يعني حصولك على مزيدٍ من العملاء.
المسؤولية الأولى: القيادة
أنت تُظهِر لعملائك الشكل الذي تبدو عليه الخطة منذ البداية، ومع هذه الخطة، يحقق العملاء النتائج المرجوة.
المسؤولية الثانية: تقديم الرؤية
أنت تخبر العملاء بما هو ممكن.
المسؤولية الثالثة: التوجيه
أنت بصفتك كوتشاً تشبه إلى حدٍّ ما خرائط "غوغل" لعملائك، فأنت تساعدهم على التخطيط للخطوات الدقيقة التي يحتاجون إلى اتخاذها للوصول إلى ما يريدون الوصول إليه.
المسؤولية الرابعة: حل المشكلات
إذا جاء إليك عميلك وقال: "هذا الأمر لا ينجح معي، فماذا أفعل؟"، مع أنَّه أنجز العمل الذي خططتما له معاً، فقد حان الوقت لإظهار دورك في حل المشكلات؛ وهنا تستخدم خبرتك بصفتك كوتشاً للتوصل إلى طرائق بديلة للحصول على نتائج.
المسؤولية الخامسة: مساءلة العملاء
وظيفتك بصفتك كوتشاً هي مساءلة عملائك؛ فإذا شعروا بالإحباط بسبب عدم تقدُّمهم، فأنت تحتاج إلى تذكيرهم بالنتائج التي يريدونها، وبأنَّهم يحتاجون إلى العمل للوصول إلى ما يريدونه.
هذه هي الطريقة التي تساعد بها عملاءك للحصول على أفضل النتائج، والآن، كيف يمكنك بدء مشروع الكوتشينغ الخاص بك؟
كيف يمكنك أن تصبح كوتشاً؟
الآن، لديك إجابة عن سؤال: "ما هو الكوتشينغ؟"، لكن كيف تصبح كوتشاً بعد ذلك؟
● الخطوة الأولى: العثور على عرض
الخطوة الأولى هي العثور على عرض للبيع؛ فما هي الأمور التي تمتلك الخبرة فيها؟ وما هي المهارات التي تمتلكها؟
يتعلق الأمر بالنتائج التي تساعد الناس على الحصول عليها، وبالنتائج التي تتجاوز النتيجة المتوقعة؛ ولنوضح ذلك أكثر: ألقِ نظرة على سيارة "تويوتا" (Toyota) وسيارة "بي إم دبليو" (BMW)؛ إذ إنَّ "تويوتا" هي سيارة عملية تمنح الناس النتائج الدقيقة التي يحتاجون إليها، للانتقال من النقطة (أ) إلى النقطة (ب) بسيارة قوية، أما سيارة "بي إم دبليو"، من ناحية أخرى، فتكلف أكثر من ذلك بكثير دون تقديم نتيجة أفضل على الأرجح.
والأمر هو أنَّ سيارة "بي إم دبليو" تتجاوز تقديم نتيجة؛ فهي تقدِّم نتيجة تتجاوز النتيجة المتوقعة؛ على سبيل المثال، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشترون سيارات "بي إم دبليو"، فقد يكون ذلك لإظهار مكانتهم والتباهي بقيادة سيارة فخمة، وينطبق الأمر نفسه على الكوتشينغ، فإذا كنت تقدم النتائج فقط، فلن تتجاوز القيمة المتوقعة لعروضك مستوى معيناً؛ لذا، اسأل نفسك:
- على ماذا سيحصل عملاؤك بعد انتهائهم من برنامجك؟
- من سيكون عملاؤك عندما يحققون النتائج؟
- لماذا يريد الأشخاص شراء عرضك؟
على سبيل المثال، يريد عملاء الكوتشينغ الصحي أن يكونوا أصحاء، وأن يفقدوا الوزن بالتأكيد، ومع ذلك، معظمهم يريد أن يكون جذاباً، وليس فقط بصحة جيدة، وهذه هي النتيجة التي قد يرغبون فيها.
وربما يمتلك عميلك الأفكار أو الصورة عمَّا يريد أن يكونه، مثل المدير التنفيذي الأنيق والناجح الذي دائماً ما يكون واثقاً بنفسه ثقةً لا تُصدَّق، والشخص الذكي والثري الذي يعرف بالضبط كيف يستثمر أمواله، وبصفتك كوتشاً، هذا ما تبني عليه عرضك.
● الخطوة الثانية: الحصول على أول عميل يدفع لك
بعد حصولك على عرض، فإنَّ الخطوة التالية هي الحصول على عملاء، وفيما يأتي إحدى أكثر الاستراتيجيات فاعلية للحصول على أول عميل يدفع لك:
إجراء مقابلة عن طريق البودكاست
الاستراتيجية واضحة: أنت تقدِّم البودكاست وتواجه جمهورك، وإذا كنت تتساءل عن سبب رغبة مضيف البودكاست في إجراء مقابلة معك عندما تبدأ عرضك، فإنَّ السبب واضح؛ فهو يبحث باستمرار عن أشخاص جدد لإجراء مقابلات معهم والحصول على معلومات جديدة وقيمة لمشاركتها مع جمهوره.
ولا يهم فيما إذا كنت جديداً في عملك، طالما أنَّك لست جديداً فيما تفعله في عملك، وهذه هي الطريقة التي يمكنك من خلالها الوصول إلى بعض العملاء الذين يدفعون لك.
في الختام
أنت تعرف الآن ما الذي يعنيه الكوتشينغ، وبصفتك كوتشاً، فإنَّك تساعد عملاءك على الحصول على نتائج رائعة بالاعتماد على مهاراتك وخبراتك، كما يمكن أن يكون لديك تأثير كبير في أثناء بناء عمل تجاري يتيح لك ترك عملك الحالي.