ما هو كوتش الحياة؟
هل تمتلك رغبةً في مساعدة الآخرين على تجاوز تعقيدات الحياة؟ وهل تَعُدُّ نفسك شخصاً استراتيجياً عندما يتعلق الأمر بمعالجة المشكلات غير المتوقعة؟ وهل تمتلك تركيزاً واضحاً على الخطوات القادمة التي يجب عليك اتباعها في مسار حياتك؟ وكيف يمكنك مساعدة الآخرين على فعل الأمر نفسه؟ قد يكون الوقت قد حان للتفكير في مهنة كوتش الحياة.
لكن ماذا يعني كوتش الحياة؟ وماذا تتوقع من هذا المسار؟ في هذا المقال، سلَّطنا الضوء على بعض التفاصيل وراء الوصف الوظيفي، وبعض الأسباب التي قد تجعلك تفكر في مهنة كوتش الحياة.
ما هو كوتشينغ الحياة؟
وفقاً للاتحاد الكوتشينغ الدولي (International Coaching Federation)، يُعرَّف كوتشينغ الحياة على أنَّه العمل مع العملاء لإنشاء عملية تحفز التفكير وإلهامهم الاستفادة الكاملة من إمكاناتهم كمهنيين أو حتى كأشخاص عاديين.
يعمل كوتشز الحياة عن كثب مع الأفراد الذين يمتلكون الرغبة في تحسين أنفسهم، لكنَّهم يحتاجون إلى المساعدة في تحديد طريقة الوصول إلى أهدافهم بصورة صحيحة. قد يكون الشخص المهتم بالعمل مع كوتش الحياة يعاني من:
- مستويات عالية من التوتر.
- صعوبة في تكوين عادات جيدة.
- الشعور بالتشتت.
- الشعور القليل بالحافز والدافع.
- حالة الانفعال المنتظمة.
وقد يواجه الشخص الذي يطلب المساعدة من كوتش الحياة هذه الأمور في عمله أو حياته الشخصية. يُعَدُّ الكوتشز المورد الذي يمكن استعماله لفهم مشكلات العملاء بطريقة غير متحيِّزة؛ وذلك من خلال تقديم النصائح للدفع نحو تحقيق الحياة التي يريدونها، مع تحميلهم المسؤولية في الوقت نفسه.
صفات كوتش الحياة
عندما يتعلق الأمر بالصفات المرتبطة بهذه المهنة، يجب تحديد مسؤوليات كوتشز الحياة، وصفات كوتش الحياة القوي والناجح؛ فهذه المهنة مثلها مثل بقية المهن، من الهام أن تكون متحمساً لها، فضلاً عن كونها مهنة تعزز هويتك. فيما يأتي بعض صفات كوتش الحياة المثالي:
● شخص متعاطف
بصفتك كوتشاً، يجب أن يكون لديك تواصل عميق لمساعدة المحتاجين؛ إذ إنَّ القدرة على التفاعل مع العملاء في مستوى أعمق وإظهار استعدادك لإحداث فرق في حياتهم هو أمر هام جداً.
● مصغٍ جيد
يُعَدُّ تقديم التوجيه إلى عملائك أساس عملك، لكنَّ الإصغاء يشكِّل أساس العلاقة؛ لذا كن مصغياً نشطاً واقرأ لغة الجسد لتقديم أفضل النصائح والحلول الجذرية.
● شخص صريح وصادق
لا شك في أنَّ الحب القاسي (معاملة العملاء بقسوة بقصد مساعدتهم على الأمد الطويل) هو أمر ضروري في عالم الكوتشينغ، ومهمتك هي إظهار الإيجابية لدى العملاء، غير أنَّه عليك القيام بذلك في أثناء معالجة حالات الصراع والخوف والمشكلات الأخرى التي يواجهونها بصورة مباشرة.
أنواع كوتشز الحياة
أنت تفهم الآن ما الذي يعنيه كوتش الحياة والصفات التي تحتاج إليها حتى تزدهر في هذا المجال؛ لذا بمجرد أن تشعر أنَّك تمتلك ما يلزم لبدء التدريب لتصبح كوتشاً للحياة، فأنت بحاجة إلى التفكير في نوع كوتشينغ الحياة الذي ترغب في ممارسته.
قد يكون العملاء المحتاجون إلى المساعدة أكثر ميلاً إلى العمل مع شخص متخصص في قضاياهم؛ لذلك فإنَّ معرفتك بالخيارات المتاحة يمكن أن تجعل مسار حياتك المهنية يتحرك بسلاسة أكبر. فيما يأتي أكثر أنواع كوتشينغ الحياة شيوعاً:
● كوتشينغ العائلة
عادةً ما يكون كوتش العائلة مسؤولاً عن المناقشات بين أفراد العائلة، ويقدِّم نصائح من أجل تحقيق تواصل أفضل. يمكنك العمل مع أسرة كاملة تحتاج إلى مساعدة لحل الخلافات، أو مع زوجين يفكران في الطلاق.
● الكوتشينغ المهني
عندما يكون العملاء غير متأكدين من خطواتهم المهنية القادمة، أو عندما يكونون عالقين في وظيفة لا تجعلهم يشعرون بالسعادة، فقد يفكرون في العمل عن كثب مع كوتش مهني. في هذا النوع من الكوتشينغ، يمكنك مساعدة العميل على إعادة تقييم أهدافه الحالية، وإظهار المهارات والاهتمامات التي أغفلها، ومساعدته على تحديد الخطوة التالية الأفضل له من الآن وحتى التقاعد.
● الكوتشينغ المالي
قد يطلب الشخص الذي يواجه صعوبة في إدارة الأموال المساعدة من كوتش مالي. في هذا المسار، ستساعد العملاء على تحقيق أهدافهم المالية طويلة الأمد، سواءً كان ذلك يعني الادخار من أجل التقاعد أم سداد الديون أم إدارة الشؤون المالية إدارةً أفضل.
● كوتشينغ الصحة العقلية
بصفتك كوتشاً للصحة العقلية، يمكنك مساعدة الأشخاص الذين يواجهون مشكلات مرتبطة ارتباطاً مباشراً بتوترهم أو غضبهم أو حزنهم أو أيِّ مشاعر قوية أخرى. إنَّ كوتشز الصحة العقلية مسؤولون عن مساعدة العملاء على تحسين مهارات التواصل لديهم، وتعزيز ثقتهم، وتطوير أساليب الاسترخاء، وتقليل مستويات التوتر.
أسباب لتصبح كوتشاً للحياة
أن تصبح كوتشاً للحياة هي تجربة مفيدة عموماً؛ إذ يجب عليك أن تعمل بصورة وثيقة مع الأشخاص الذين يثقون بحكمك ويحتاجون إلى الحافز للتقدم نحو الاتجاه الصحيح. من خلال تعاطفك وتعليمك، يمكنك مساعدة العملاء على إيجاد الحياة التي يريدون أن يعيشوها، وهذا بحد ذاته يمكن أن يكون من أكثر التجارب رضى.
تتضمن بعض الأسباب الأخرى التي قد تجعلك تفكر في كوتشينغ الحياة، الأمور الآتية:
- تعزيز مهاراتك القيادية.
- العمل في أيِّ مكان تريده.
- إيجاد المزيد من الإلهام.
إذا كانت مساعدة الآخرين وجعل العالم مكاناً أفضل هي أهم أولوياتك في الحياة، فقد حان الوقت للتفكير في مهنة كوتشينغ الحياة. وإذا كنت مهتماً في أن تصبح كوتشاً للحياة، فيمكنك من خلال التدريب المناسب اكتساب المهارة والمعرفة اللازمتين لمساعدة الآخرين على فهم هدفهم وعيش حياة أكثر رضى من أيِّ وقت مضى.