مكونات الإشراف على الكوتشينغ - التفكير والتفكير العكسي


يصف البروفيسور في الإدارة بول هيبرت (Paul Hibbert) التفكير العكسي بأنَّه تفكير+ تغيير ذاتي؛ أي أنَّ التعلُّم المكتسَب من خلال التفكير فقط لا يؤدي إلى تغيير المتعلِّم، أما التفكير العكسي فيؤدي إلى تحقيق التعلُّم مع تغيير المتعلِّم، ويعترف "هيبرت" أيضاً أنَّ التفكير العكسي أدق من هذا التعريف البسيط.

أما البروفيسور ستيفن دبليو بيج (Steven W. Page) فيرى أنَّ كلاً من التفكير والتفكير العكسي متقاطعان، مع كون الأخير نسخة أكثر نضجاً من الأول بالاتفاق مع الاقتراح القائل بأنَّ فعل التفكير العكسي يبدو بطريقة ما أنَّه ينطوي على "مشاركة نشطة في عملية بناء المعنى" أكثر من الملاحظة السلبية للسلوك من خلال التفكير، ويوضِّح "ستيفن" أيضاً أنَّ المتعلِّم يحتاج إلى المشاركة بنشاط حتى يكون التفكير ذا مغزى.

إذاً، كيف يرتبط هذا بالإشراف على الكوتشينغ؟

هل دور المشرف هو العمل ببساطة كمُيسِّر لتفكير الكوتش أم أنَّ هناك مبرراً لإضافة إشارة صريحة للتغيير كنتيجة لذلك التفكير؟

إذا اتفقنا على أنَّ السبب وراء طلب الكوتش للدعم الإشرافي هو المساعدة على تطوير عمله، واكتساب الوعي الذاتي، فمن المؤكد أنَّ الخطوة التالية المنطقية ستكون التصرف بناءً على هذه النتائج؛ حيث يمكن للمشرف توفير "المرآة" التي يرى الكوتش نفسه فيها، مما يسمح بالتفكير، ولكن هل يعزز العمل نتيجة لذلك؟ وماذا يجب أن يحدث أيضاً؟ يجب أن يستخدم المشرف مهارات الكوتشينغ الأخرى المتاحة له، وقد تكون إحدى هذه المهارات المساعدة في تعزيز المرونة؛ إذ نادراً ما يتَّبع التقدُّم والتنمية مساراً خطياً، ولا مفر من الانتكاسات والتحديات؛ لذا يجب أخذ اعتبارات واستراتيجيات التعامل مع الانتكاسات بالحسبان، وإعادة النظر فيها والتي تُعدُّ مساهمة ثمينة أخرى للإشراف.

قد يبدو أنَّ هذا له صلة بالإشراف؛ وذلك لأنَّه يلعب دوراً أساسياً في التطوير المستمر لممارسة الكوتشينغ المؤثر من حيث إنَّه يسلِّط الضوء على أهمية اتخاذ إجراء كنتيجة للتفكير، مما يجعل العملية نشطة، وليست سلبية، وإعداد الكوتش للتعامل مع الانتكاسات، وإثارة التحدي فيه للمضي قدماً.