نصائح لتقديم منتورينغ ناجح من خلال أسلوب العمل الهجين

سواء كنت منتوراً أم أنَّك تقدِّم المساعدة للآخرين في تنفيذ مشاريعهم، فقد حان الوقت لتعرف كيف يؤثِّر العمل الهجين في تجربة تقديم المنتورينغ، ومن الهام جداً التفكير في الفرص والتحديات التي يفرضها النمط الجديد من العمل الهجين، خاصةً بسبب ظروف الجائحة.

للحصول على أفضل تجربة سواء بالنسبة إلى المنتور أم من يحصل على خدماته، سنقدِّم 9 نصائح هامة تتعلق بالمنتورينغ يجب أخذها في الحسبان، وهي:

1. ركِّز على الهدف الأساسي من المنتورينغ:

عادةً ما يكون الهدف الأساسي من تقديم المنتورينغ هو المساعدة أو تقديم الدعم أو تحقيق منفعة لمن يتلقى المنتورينغ بطريقة ما، لكن من المؤكَّد أنَّ المنتور سيستفيد من هذه العملية أيضاً، لكن نادراً ما تكون هذه الميزة الأخيرة هي الهدف من البرنامج.

قد يبحث الأشخاص الذين يتلقون المنتورينغ في بيئات العمل الهجين عن تعويض ما فاتهم؛ والسبب أنَّ متلقي المنتورينغ الذين لم يكونوا قادرين على العمل في بيئة مكتبية يكون قد فاتهم الكثير من التعليم غير الرسمي الذي يحصل عليه الموظف من الممارسة، بالإضافة إلى العلاقات وتطوير الذات.

بصفتك منتوراً فإنَّ أيَّة فرصة تحاول من خلالها تقديم فائدة حقيقية في هذا المجال هي فرصة بالغة الأهمية، وأهم بكثير من الفرص التي كنت تعمل على توفيرها بالنسبة إلى الأشخاص الذين كان الجزء الأساسي من عملهم يتم في بيئات مكتبية.

2. اكتشف تأثير العمل الهجين في واقع الأعمال اليوم:

من المفيد لك بصفتك منتوراً أن تجري محادثة عن تأثير الطرائق الحديثة في العمل في الأشخاص الذين يتلقون المنتورينغ في الوقت الحالي، أما إذا كنت تدير مشروعاً أكبر فقد ترغب في الاستفادة من التغذية الراجعة التي يقدِّمها المشاركون في المشروع؛ إذ يبحث المتدربون الذين يعملون في بيئات العمل الهجين عن تعويض ما فاتهم.

يمكنك تحقيق ذلك من خلال تطبيق هاتين النصيحتين:

• افهم ما يعتقد المتدربون أنَّه فاتهم، وقدِّم لهم وجهة نظرك؛ فمثلاً قد تجد أنَّ المتدربين يبالغون في أهمية المكتب للتواصل مع الآخرين، وتكمن مهمتك في توضيح أنَّ الواقع على خلاف ذلك.
• ساعدهم على التفكير فيما تعلَّموه من الجوانب السلبية في تجربة العمل الهجين؛ مثل التفكير في نقاط القوة التي مكَّنتهم من التأقلم مع البيئة وتقديم أداء جيد، وكيف يمكنهم استثمار نقاط القوة هذه في المستقبل.

من خلال تطبيقك هاتين النصيحتين ستصبح منتوراً أفضل؛ وذلك لأنَّك تفهم الآن ما الذي يعتقدون أنَّه فاتهم، ولديك فكرة أفضل عن نقاط القوة التي يملكونها، ومن ثم يمكنك تطبيق خبرتك لمساعدتهم.

3. أجرِ الاجتماعات الضرورية من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي:

إذا كان المنتورينغ يتطلب تعريف المتدرب إلى أحد معارفك ولم يكن لديك القدرة على إقامة غداء تعارف أو دعوتهما لاحتساء القهوة، فيمكنك ببساطة عقد اجتماع افتراضي بين الطرفين، وبناءً على حُسن سير جلسة التعارف تقرر ما إذا كنت ستتابع الجلسة معهما أم ستنسحب.

تسهِّل الاجتماعات الافتراضية على جميع الأطراف الانسحاب ببساطة لأي سبب كان، ومن ناحية أخرى، تتطلب هذه الاجتماعات مستوىً من التنظيم أكثر مما تتطلبه الاجتماعات الواقعية؛ لذلك خذ بعض الوقت للتحضير لما يجب أن تقوله وتركِّز عليه في الاجتماع مثل فكرة يجب أن يناقشها الطرفان، أو تقديم نصيحة للمتدرب بشأن موضوعات أخرى ذات صلة بالموضوع وناقش معه ما قد يحققه له الاجتماع من فائدة.

4. قم بإدارة الحديث:

اطرح أفكاراً تساعدك على تقديم منتورينغ جيد؛ فمثلاً عند اجتماع التعارف يمكنك التوضيح للمتدرب أنَّ الشخص الذي قدمته له لديه خبرة جيدة في مجال خدمة العملاء ولديه فضول ليعرف كيف ستتم إدارة برنامج الخدمة الذي ستعمل عليه مع المتدرب، كما يمكنك أن تقترح على المتدرب أن يخبر الطرف الآخر كيف تقدَّم في مسيرته المهنية من موظف مبتدئ حتى وصل إلى وظيفته الحالية.

فالهدف من إدارة الحديث هو جعل المتدرب والشخص الآخر يشعران بأنَّ الاجتماع كان استثماراً جيداً للوقت، وأن تكون قادراً على التواصل الجيد مع الطرفين من أجل تعزيز فرص أخرى لإجراء محادثات جديدة عند الضرورة.

5. قدِّم التغذية الراجعة:

إحدى مهامك الأساسية بصفتك منتوراً هي تقديم التغذية الراجعة، لكنَّ المطلوب منك ليس التغذية الراجعة التي يقدِّمها المديرون عادةً عن أداء الموظف؛ بل التغذية الراجعة التي تشمل الهدف النهائي للمتدرب والمتمثِّل بتطوير ذاته؛ على سبيل المثال، قد تساعدهم على تطوير معلوماتهم المتعلقة بمجال العمل أو قراءة منشور عن العمل التجاري أو إيجاد الفرص للتدرُّب على تقديم عرض ممتاز أمام مجلس الإدارة.

يتطلب تقديم التغذية الراجعة بشكل جيد وفي الوقت المناسب دقة ومهارة عالية؛ لذلك من الصعب القيام بهذه المهمة بشكل جيد من خلال المحادثات الافتراضية على تطبيقات التواصل؛ لأنَّك لن تستطيع التأكد من وصول المغزى من رسالتك.

6. اتفق مع المتدرب على السياق:

مهما يكن نوع التغذية الراجعة التي تقدِّمها، احرص على مناقشة سياقها في البداية، فقد تحتاج إلى إجراء محادثة مع المتدرب عن بدايات مسيرته المهنية، أو التحدُّث عن طموحه على الأمد الطويل، وبصرف النظر عن نوع التغذية الراجعة، يبقى الأمر الهام أن تحرص على أن يكون المتدرب في حالة ذهنية تسمح له بالإصغاء لما تقوله والتفاعل معه.

من الأسهل كثيراً على المتدرب أو أي زميل في المهنة أن ينسحب ببساطة من جلسة المنتورينغ عندما تكون افتراضية، وهذا ما يمكنك تجنُّبه من خلال إثارة اهتمامه بالحديث وإشراكه في مناقشة سياق المحادثة، فذلك يساعده على فهم ما تعنيه.

7. التقِ بالمتدرب على أرض الواقع كلما سنحت الفرصة:

لا يجب أن يتم أداء العمل الهجين من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي فحسب؛ لذلك حاول أن تلتقي بالمتدربين كلما سنحت لك الفرصة؛ فذلك يساعد على تطوير العلاقة معهم بسرعة، وبالطبع سيكون لديك بعض العلاقات من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي، وما يجب أن تفعله هو أن تمنح وقتك وتركيزك للجلسات الافتراضية كما لو أنَّها تحدث في الواقع وجهاً لوجه.

اطلب من العميل إرسال الأسئلة والاستفسارات مسبقاً، وبذلك يكون لديك الوقت الكافي للإجابة عنها ومساعدته، وثمة نقطة بالغة الأهمية، وهي أنَّك عندما تستمع للعميل، كن يقظاً للإشارات التي تدل على أنَّه يخفي بعض الحقائق ومهمتك هي دفعه للتوضيح أكثر.

8. شجِّع عميلك على أن يكون صريحاً في أثناء الاجتماع الافتراضي:

اجعل عميلك يشعر بالراحة، وامنحه وقتاً للتفكير وتصرَّف معه بعفوية، فلا داعي للتكلف والحديث من غير ضرورة، وعندما تستمع للعميل، كن يقظاً للإشارات التي تدل على أنَّه أخفى بعض الحقائق، فمهمتك هي دفعه للتوضيح أكثر، وتستطيع فعل ذلك من خلال أسئلة المتابعة مثل "وماذا أيضاً؟"، أو "هل بإمكانك الاستفاضة بعض الشيء عن هذا الموضوع؟"؛ إذ يحقق هذا السؤالان نتائج مذهلة في مجال تقديم المنتورينغ من خلال تطبيقات الواقع الافتراضي، فهذان السؤالان لا يجعلان العميل يشعر بالإحراج، وفي الوقت نفسه يساعدان على استيضاح الكثير.

9. استمتع بعملك:

استمتع بالعمل الذي تقوم به سواء كنت تقدِّم المنتورينغ من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي أم على أرض الواقع، ويُفترض أن تكون علاقة المنتور بعميله علاقة مَرِحة وليست ذات طابع رسمي صارم مثل علاقة المدير بمرؤوسه؛ ولذلك يجب أن تمكِّنك من إظهار أفضل إمكاناتك وتحفيز عميلك على تقديم أفضل ما لديه.