نقص التدريب والتحفيز و3 تقنيات لتعزيزه في مكان العمل - الجزء الأول
في عالمنا المتغير وشديد التنافسية، حيث تسعى المنظمات للبقاء في الطليعة، يشكِّل نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل عائقاً كبيراً. ولكن، باستخدام الاستراتيجيات والتقنيات المناسبة، من الممكن التغلب على هذه العقبات وتمكين القوى العاملة للوصول إلى آفاق جديدة.
10 استراتيجيات فعالة للتغلب على نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل
1. استخدام منصات التعلم الموجه ذاتياً
يساعدك التعلم الموجه ذاتياً في التحكم برحلتك في التعلم؛ حيث يمكنك الإطلاع على منصات إلكترونية مثل: "يوديمي" (Udemy) أو "كورسيرا" (Coursera) أو "لينكد إن ليرنينغ" (LinkedIn Learning) للتسجيل في دورات تدريبية مناسبة وتنمية المهارات بالوتيرة المناسبة.
2. تبادل المنتورينغ بين الأقران
تبادل المنتورينغ بين الأقران هام ليستفيد جميع الزملاء من معلومات بعضهم في مكان العمل. شكِّل مجموعات للمنتورينغ بين الأقران، حيث يتبادل الزملاء الخبرات والأفكار، ويعوضون النقص في التدريب عبر التعلم التعاوني.
3. وضع خطط التعلم الشخصية
تساعد خطط التعلم الشخصية في تعديل التعلم وفق احتياجات الأفراد. أنشئ خطة تعلم مخصصة تحدد المهارات أو الجوانب التي يجب تحسينها، حيث يعزز هذا النهج الدوافع.
4. مبادرات التعلم القائمة على التلعيب
تساعد هذه المبادرات في جعل التعلم ممتعاً ومثيراً للاهتمام. أضِف عناصر التلعيب في البرامج التدريبية، واستخدم التحديات والمكافآت والمنافسة الودية لتعزيز الدافع.
5. ورش العمل المشتركة بين أقسام العمل
تساعد ورش العمل هذه في تعزيز فهم الموظفين لمختلف الوظائف في أقسام الشركة. نظِّم ورش عمل تتيح للموظفين من مختلف الأقسام تبادل الأفكار والمهارات، مما يؤدي إلى إنشاء بيئة تعلم حيوية.
6. تقدير إنجازات الموظفين
من الهام تقدير الموظفين عند بلوغ أهداف التعلم والاحتفاء بذلك. أنشئ نظام لتكريم الموظفين الذين يمارسون التعلم الموجه ذاتياً، أو يساهمون بتقديم أفكار ذات قيمة للفريق.
7. تبادل المهارات بين الموظفين
من الهام التشجيع على تبادل المهارات بين القوى العاملة. شجع الموظفين على إجراء جلسات قصيرة لمشاركة خبراتهم، وإنشاء شبكة لتبادل المعرفة في الشركة.
8. المرونة في ساعات العمل
ساعد الموظفين على تحديد أوقات للتعلم تناسبهم شخصياً. وفِّر ساعات عمل مرنة أو ساعات تعلم تناسب أوقات الموظفين لممارسة التعلم الذاتي.
9. تقديم التغذية الراجعة البناءة
تعزز التغذية الراجعة البناءة الدافع. قدم تغذية راجعة بناءة للموظفين حول تقدمهم، مما يعزز شعورهم بالتحسن والإنجاز.
10. إجراء اجتماعات تدريب مبتكرة
تؤدي التجارب التفاعلية إلى تعزيز تجربة التعلم. نظِّم اجتماعات تدريب مبتكرة تجمع بين تنمية المهارات وأنشطة بناء الفريق، مما يؤدي إلى إنشاء بيئة تعلم مميزة ومحفزة.
يتطلب التغلب على الصعوبات المتمثلة في غياب التدريب والحافز في مكان العمل على المبادرة في اتباع نهج إبداعي. استخدم هذه الاستراتيجيات لتمكين نفسك وزملائك، وتعزيز ثقافة التعلم المستمر والتحفيز في مكان العمل.
تأثير غياب التدريب والتحفيز في مكان العمل
قبل التحدث عن حلول لهذه المشكلة، دعنا أولاً نفهم عواقب غياب التدريب في أداء الموظفين.
حينما لا يتلقى الموظفون التدريب المناسب، لن يشعروا بأنَّهم جاهزين للتعامل مع مهامهم ومسؤولياتهم، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية والكفاءة. إنَّ القوى العاملة المدرَّبة بإتقان شبيهة بفرقة موسيقية منسجمة، حيث يؤدي كل عازف دوره بإتقان لتقديم ألحان عذبة.
علاوة على ذلك، لا تقتصر تأثيرات عدم تقديم التدريب الكافي للموظفين على أدائهم؛ بل حينما لا يتلقى الموظفون المعلومات والمهارات اللازمة، قد يؤدي ذلك إلى ارتكاب أخطاء لا تحمد عقباها تؤثر في المنظمة بأكملها، حيث تكلفها إعادة أداء المهام الكثير من المال، إلى جانب عدم رضا العملاء، وحتى الإضرار بسمعة الشركة. في بيئة الأعمال شديدة التنافسية اليوم، لا تستطيع المؤسسات أن تتجاهل أهمية توفير التدريب الشامل والمستمر لموظفيها.
كما يؤثر انخفاض دوافع الموظفين في مكان العمل تأثيراً سلبياً في الإنتاجية والروح المعنوية؛ فهم بحاجة إلى بيئة عمل إيجابية ومحفزة ليحققوا النجاح.
حينما لا يشعر الموظفون بالحماسة والدافع، فلن يندمجوا بعملهم ولن يهتموا به، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وجودة نتائج العمل. عدم مطالبة الموظفين بتلقي أي تدريب أو تطوير هو مثال عن نقص التحفيز. علاوة على ذلك، قد يؤثر انخفاض التحفيز في مكان العمل في أداء الفريق بأكمله، وليس في الأفراد فقط.
يؤدي غياب دوافع الموظفين إلى انخفاض معنويات زملائهم، مما يخلق جواً سلبياً يعيق التعاون والابتكار، ما يؤدي بدوره إلى ضياع فرص النمو والتحسين، فضلاً عن عدم قدرة المنظمة على التكيف مع متطلبات السوق المتغيرة.
يجب أن تدرك المنظمات أهمية تعزيز ثقافة التحفيز والاندماج. من خلال تزويد الموظفين بعمل هادف، وفرص للنمو والتطوير، وبيئة عمل داعمة وشاملة، تستطيع المؤسسات تنمية قوة عاملة متحمسة تتوق إلى المساهمة بأفضل طريقة ممكنة، ويؤدي هذا بدوره إلى زيادة الإنتاجية وتعزيز رضا الموظفين وتحسين نتائج الأعمال.
الأسباب الكامنة وراء نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل
لمعالجة أي مشكلة بفاعلية، يجب أولاً تحديد أسبابها الجذرية؛ ففي حالة غياب التدريب، قد تؤدي البرامج والموارد غير الفعالة إلى إعاقة قدرة الموظفين على اكتساب المهارات والمعرفة اللازمة.
تخيل مثلاً أن تعطي الشركة مواد تدريب قديمة للموظفين ولا توفر لهم وصولاً كاملاً إلى موارد التدريب، ثم تتوقع منهم تقديم أفضل النتائج دون أن توفر لهم الأدوات والمعلومات اللازمة للقيام بذلك. يعيق هذا النقص في برامج التدريب الفعالة نمو الموظفين، وتنخفض الإنتاجية وفرصة المنظمة في تحقيق النجاح.
بالإضافة إلى ذلك، يؤدي غياب الأهداف والتوقعات الواضحة إلى شعور الموظفين بالارتباك؛ لأنَّهم لا يعرفون المطلوب منهم. حينما لا يُعطى الموظفون تعليمات وأهداف واضحة في مكان العمل، يضطرون إلى اكتشاف مناصبهم ومسؤولياتهم بأنفسهم، مما يؤدي إلى الارتباك والإحباط. وبدون إرشادات واضحة، قد يواجه الموظفون صعوبة في ترتيب مهامهم وفق أولوياتها، مما يؤدي إلى عدم الكفاءة وغياب الحافز في العمل.
قد يؤدي أيضاً عدم التواصل وتقديم التغذية الراجعة للموظفين إلى تفاقم المشكلة، مما يؤدي إلى انعدام التواصل بين الموظفين والإدارة وسوء الفهم وغياب الاندماج.
عندما لا يتلقى الموظفون تغذية راجعة على أدائهم؛ لن يعرفوا ما إذا كانوا يلبون توقعات الشركة أو كيف يمكنهم تحسين مهاراتهم. يؤدي انعدام التواصل هذا إلى غياب اليقين، وعدم شعور الموظفين بالتقدير لجهودهم.
علاوة على ذلك، حينما لا يكون التواصل متاح وصادق، قد يتردد الموظفون في التعبير عن مخاوفهم أو أفكارهم، مما يؤدي إلى إعاقة الابتكار والتعاون، حيث يصبح الموظفون غير مندمجين ومحبطين في بيئة العمل.
الأسباب الجذرية لغياب التدريب والتحفيز في مكان العمل إذاً هي عدم توفير برامج تدريب وموارد فعالة، وعدم توضيح الأهداف والتوقعات، وقلة التواصل وعدم تقديم التغذية الراجعة. تُعد معالجة هذه المشكلات أمراً بالغ الأهمية لتعزيز دوافع القوى عاملة وإنتاجيتها، حيث يستطيع الموظفون النمو والمساهمة في نجاح المنظمة.
في الختام
لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا هذا عن 10 استراتيجيات للتغلب على نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل، بالإضافة إلى تأثير ذلك في مكان العمل، والأسباب الجذرية له، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن استراتيجيات للتغلب على نقص التدريب وتقنيات لتعزيز دوافع الموظفين.