نقص التدريب والتحفيز و3 تقنيات لتعزيزه في مكان العمل - الجزء الثاني


لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من مقالنا هذا عن 10 استراتيجيات للتغلب على نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل، بالإضافة إلى تأثير ذلك في مكان العمل، والأسباب الجذرية له، وسنكمل الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن استراتيجيات للتغلب على نقص التدريب وتقنيات لتعزيز دوافع الموظفين.

استراتيجيات للتغلب على نقص التدريب

بعد أن فهمنا التأثير والأسباب الجذرية لنقص التدريب، دعنا نستكشف بعض الاستراتيجيات الفعالة للتغلب على هذه المشكلة.

يجب على المنظمات الاستثمار في برامج تدريب شاملة تزود الموظفين بالمعلومات والمهارات اللازمة لتحقيق النجاح. يجب أن تشمل هذه البرامج أيضاً مجموعة واسعة من المواضيع، مثل المهارات التقنية وحتى المهارات الناعمة، مما يضمن أن يكون لدى الموظفين خبرة واسعة تجعلهم جاهزين للتعامل مع أي تحديات تعترض طريقهم.

ولكن، لا يكفي الاستثمار في برامج التدريب؛ بل من الهام أيضاً توفير فرص للتطوير المهني باستمرار؛ حيث يحافظ التعلم المستمر على اندماج الموظفين وتحفيزهم، ويطلق إمكاناتهم الكاملة. يمكن تحقيق ذلك عبر أساليب مختلفة، مثل ورش العمل والندوات والمؤتمرات والدورات عبر الإنترنت. من خلال تشجيع الموظفين على التعلم المستمر وتطوير مهارات جديدة، تنشر المنظمات ثقافة النمو والتحسين.

بالإضافة إلى الاستثمار في برامج التدريب وتوفير فرص للتطوير المهني باستمرار، على المنظمات أيضاً تشجيع تبادل المعرفة والمنتورينغ؛ حيث تؤدي مثل هذه المبادرات إلى إنشاء بيئة تتيح للموظفين التعلم من بعضهم بعضاً وتحقيق النمو معاً وإلهام بعضهم للوصول إلى آفاق جديدة.

يمكن أن يتم تبادل المعرفة بعدة طرائق مختلفة، خلال تناول الغداء وجلسات التعلم مثلاً، حيث يمكن للموظفين مشاركة خبراتهم وتجاربهم مع زملائهم. يمكن أيضاً تنفيذ برامج المنتورينغ عبر جمع الموظفين ذوي الخبرة مع الموظفين الجدد أو الذين يتطلعون إلى تطوير مهارات معينة. يساعد ذلك في مشاركة المعرفة، ويؤدي إلى تعزيز روح الجماعة والدعم في المنظمة.

علاوة على ذلك، يمكن أن تنشئ المنظمات مجموعات للتدريب والممارسة، حيث يستطيع الموظفون الذين لديهم اهتمامات أو وخبرات مماثلة أن يجتمعوا معاً لتبادل الأفكار والتعاون في المشاريع والتعلم من بعضهم بعضاً. يمكن أن تكون هذه المجموعات افتراضية أو واقعية، مما يوفر للموظفين فرصاً للتواصل والتعلم من أقرانهم.

يتطلب التغلب على نقص التدريب إذاً اتباع نهج يتضمن عوامل عديدة؛ فمن خلال الاستثمار في برامج التدريب الشاملة، وتوفير فرص للتطوير المهني باستمرار، وتشجيع تبادل المعرفة والمنتورينغ، تستطيع المؤسسات إنشاء ثقافة تعلم تمكِّن الموظفين وتدفعهم إلى النجاح.

تعزيز التحفيز في مكان العمل

3 تقنيات لتعزيز التحفيز في مكان العمل

1. إنشاء بيئة عمل إيجابية وشاملة

توفر بيئة العمل الإيجابية والشاملة للموظفين الدعم والتشجيع اللازمين لتحقيق النجاح؛ فعبر إنشاء جو من الثقة والاحترام والتعاون، تستطيع المنظمات أن تلهم موظفيها على التركيز الكامل على العمل وإطلاق العنان لإبداعهم وشغفهم.

حينما يشعر كل فرد من أفراد الفريق بالتقدير، ويُحتفى بالتنوع، وتؤخَذ آراء الجميع في الحسبان، سيشعر الموظفون بالتحفيز والاندماج؛ لأنَّهم يعرفون أنَّ مساهماتهم هامة، وأنَّهم يعملون لتحقيق هدف كبير. تؤدي روح الجماعة والإحساس بالهدف إلى تعزيز حماسة الموظفين، ودفعهم إلى بذل قصارى جهدهم في عملهم.

علاوة على ذلك، لبيئة العمل الإيجابية تأثير مضاعف؛ فحينما يعمل الموظفون في بيئة داعمة وشاملة، سيعاملون زملاءهم بلطف واحترام أيضاً، مما يؤدي إلى إنشاء جو من الإيجابية، ينتشر فيه التعاون والعمل الجماعي، مما يؤدي إلى زيادة الإنتاجية والابتكار.

2. تقدير الموظفين ومكافأتهم على إنجازاتهم

إنَّ تقدير الموظفين ومكافأتهم على إنجازاتهم هو حافز قوي لهم، فمن خلال تقدير جهودهم والاحتفاء بنجاحاتهم، سيشعر الموظفون بالفخر والإنجاز، وسيندفعون لتحقيق الأفضل.

يمكن تقدير الموظفين بطرائق مختلفة، مثل الثناء عليهم على المَلأ وتقديم الجوائز لهم أو إرسال ملاحظات شخصية تعبِّر من خلالها عن تقديرك لهم. الهدف هو جعل الموظفين يشعرون بأنَّ أصواتهم مسموعة ومساهماتهم تلقى تقدير قادتهم وأقرانهم.

بالإضافة إلى ذلك، تعزز المكافآت دوافع الموظفين، سواء أكانت مكافأة أم ترقية أم امتيازات إضافية؛ لأنَّها تُثبت قيمة الموظفين بالنسبة للمنظمة، مما يعزز دوافعهم، ويزيد ولاءهم والتزامهم تجاه الشركة.

3. التشجيع على التوازن بين العمل والحياة والاهتمام بسلامة الموظفين

إنَّ التوازن بين العمل والحياة والاهتمام بسلامة الموظفين هما ما يحافظ على دوافعهم لتحقيق الأداء الأمثل، حيث تضمن المنظمات الحفاظ على حماسة القوى العاملة ونشاطهم ليكونوا مستعدين لمواجهة أي تحديات تعترض طريقهم.

لا يقتصر تحقيق التوازن بين العمل والحياة على توفير ساعات عمل مرنة للموظفين أو منحهم الإجازات؛ بل يتعلق الأمر بإنشاء ثقافة قائمة على تقدير واحترام الحدود الشخصية وتشجيع الموظفين على الاهتمام بصحتهم الجسدية والنفسية. يمكن تحقيق ذلك عبر إطلاق مبادرات كبرامج السلامة، أو توفير ساعات عمل مرنة، أو توفير سبل لإدارة التوتر والرعاية الذاتية.

عندما يشعر الموظفون أنَّ المنظمة تدعمهم لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، ستزيد إنتاجيتهم واندماجهم خلال ساعات العمل. كما أنَّهم لن يتعرضوا للاحتراق الوظيفي وسيكونون أكثر مرونة عند مواجهة التحديات. لا تقتصر فوائد الاهتمام بسلامة الموظفين على الأفراد فحسب، بل يؤدي ذلك إلى نجاح المنظمة واستدامتها.

في الختام

يتطلَّب التغلب على نقص التدريب والتحفيز في مكان العمل اتباع نهج شامل تعالج من خلاله الأسباب الجذرية للمشكلة وتطبِّق استراتيجيات وتقنيات فعالة. من خلال الاستثمار في برامج التدريب، وتوفير فرص للتطوير المهني، وتعزيز بيئة عمل إيجابية، وتقدير إنجازات الموظفين، والتشجيع على التوازن بين العمل والحياة، تستطيع المنظمات إنشاء مكان عمل إيجابي يتم فيه تمكين الموظفين لبلوغ أقصى إمكاناتهم. تستطيع القوى العاملة تحقيق التميز حينما تزودهم بالأدوات والدعم والإلهام اللازم.