نموذج مشروع كوتشينغ تقوده بنفسك
قيادة الذات هي اكتشاف حقيقة هويتك والسماح لتلك الحقيقة بأن تقودك في جميع مجالات حياتك؛ فالهدف هو التخلِّي عن غرورك والسماح لذاتك الأسمى بأن تقودك عبر توجيهك إلى تبنِّي آراء وأفعال رشيدة.
يتطلَّب الوصول إلى هذه المرحلة من قيادة الذات مزيجاً من الوعي الذاتي المستمر والذكاء العاطفي، ومعرفة كيفية الانسجام مع نفسك وتطوير مستويات عميقة من الثقة في النفس، والتحلِّي بالشجاعة للعمل في لحظات انعدام اليقين؛ إذ تنطوي تنمية مشروعك في الكوتشينغ على العديد من التحديات ومنحنيات التعلم.
سيساعدك إنشاء مشروع لتقديم الكوتشينغ تقوده بنفسك على أن تتَّخذ قراراتك بوضوح ودقة، كما سيدعمك في اتِّباع عادة أن تُصغي إلى نفسك عند اتِّخاذ الخطوة المنطقية التالية في عملك "بدلاً من الإصغاء إلى مئات الكوتشز على الإنترنت ليخبروك بما تحتاج إليه"، كما وسيزيد من دوافعك وثقتك في نفسك ويعزِّز عملك حتى عندما تشعر بأنَّه لا يتطور.
3 أشياء بسيطة تفعلها بصفتك المدير التنفيذي في مشروع لتقديم الكوتشينغ تقوده بنفسك:
- مشاركة الحقيقة التي تقتنع بها حول الموضوعات والخبرات ذات الصلة بمجال تخصصك.
- توظيف مهاراتك ومواهبك للاستفادة منها خلال رحلتك بدلاً من مجرَّد جمع المعلومات.
- تسويق عملك بطريقة صادقة وبعيدة عن التصنُّع تماماً.
من الهام أن تسوِّق لعملك بطريقة طبيعية بعيدة عن التصنُّع؛ إذ يرتبك الكثيرون من الكوتشز عند هذه النقطة، ويلجؤون إلى غيرهم من الكوتشز ليخبروهم بما يجب فعله، لكنْ ما من أحد يعرف ما يناسبك سواك؛ حيث يعتقد كل كوتش أو خبير بأنَّ أسلوبه هو الأفضل أو الأكثر فاعلية، وهو يناسب كل واحد منهم بالفعل، لكنْ لن يناسبك بالضرورة.
يعني نموذج عمل تقوده في نفسك الثقة بنفسك، والظهور على طبيعتك ومشاركة رسالتك الفريدة بصورة طبيعية بالنسبة إليك؛ لذا دعنا نتطرَّق إلى عاملَين أساسيين لتعزيز نموذج عمل تقوده بنفسك؛ كي تتمكَّن من إنشاء تجربة عمل هادفة ومُرضيَة وذات تأثير كبير.
1. الشخصية التي تُظهِرها:
أول عامل لإنشاء وتعزيز نموذج عمل تقوده بنفسك هو الشخصية التي تظهرها؛ الأمر الذي يتعلق بتبنِّي مستويات عميقة من القيادة الذاتية؛ فما إن تتخلَّص من براثن الخوف والمقاومة والمعوقات الظاهرة؛ تسمح لنفسك بالتركيز فيما تختاره أو بالأحرى الرؤية التي "تختارك"؛ فتلك الرؤية تنبع عن داخلك، فستبلغها حتى مع وجود مخاوف ونقد ذاتي.
مهمتنا هي التعامل مع رؤيتنا بانفتاح والاستمرار في التمسُّك بها بغض النظر عمَّا نراه في العالم، وحتى لو كنَّا لا نعرف بالضبط كيف ستكون ردة فعل العالم؛ فعندما تتمسك برؤيتك بهذه الطريقة؛ يشير هذا إلى أنَّك جاهز لتحقيقها على أرض الواقع.
أمَّا الأمر الثاني الذي يجب أن تعزِّزه هو الجانب العاطفي من شخصيتك، فتوجيه مشاعرك أولاً يعني إدراك عواطفك ومشاعرك المعتادة في أوقات معيَّنة في عملك أو حياتك؛ فمثلاً ما هي المشاعر التي تظهَر عند مواجهة عدم اليقين أو عند زيادة المسؤوليات التي تحملها على عاتقك أو كونك مبتدئاً أو عندما لا يوافق شخص ما على رسالتك؟ فجميع هذه السيناريوهات حقيقية وستواجهها كونك المدير التنفيذي لنشاطك التجاري؛ لذا كلَّما تمكنتَ من تعزيز وعيك حول ما تشعر به في جسدك عندما لا تشعر بالأمان أو الجدارة أو الحب، تمكنتَ من تنظيم هذه المشاعر في وقت مبكِّر حتى لا توقفك عن مسارك، وما إن تتجاوز منطقة راحتك؛ ستلاحظ استجابة مثيرة في جهازك العصبي.
يمكنك تنظيم استجابة جهازك العصبي من خلال الطرائق الآتية:
- التنفُّس.
- تحريك الجسد؛ كالذهاب في نزهة على الأقدام.
- استخدام تقنية الحرية النفسية (EFT).
- إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR).
ما إن يبدأ نظامك العصبي باتِّخاذ موقف محايد؛ تنتقل إلى تعزيز ثالث جانب من جوانب شخصيتك؛ وهو تقبُّل أسمى مرحلة من ذاتك؛ لتشارك من خلالها جلَّ أفكارك ورؤيتك؛ وهو يعني أن تكون قادراً بسهولة على التعرُّف إلى أيَّة تأملات وأفكار نابعة عن حدسك، فعندما تتواصل مع أسمى درجات نفسك؛ سيتملكك شعور مختلف وستدرك أنَّك تعمل بقيادة ذاتك بسبب الطريقة التي تشعر بها:
- ستشعر بخفَّة في جسدك وبأنَّك تتقبَّل كل شيء.
- ستشعر بالسلام والهدوء الداخلي حتى مع وجود حالة من الإثارة.
- ستشعر بالهدوء والوضوح وسيكون لديك يقين تام.
من الواضح أنَّ المعرفة التي ستكتسبها تنبع عن قيادتك لذاتك، وليست أمراً أخذتَه من شخص آخر على الإنترنت.
2. ما تقوم به:
ما إن تتعمَّق في قيادة ذاتك وتعزيز جوانب شخصيتك؛ سيرشدك ذلك إلى ما يجب القيام به؛ إذ يمكن أن يكون ذلك بمنزلة أفكار تنبع عن حدسك وإجراءات تستلهمها وإشارات حول الخطوات التالية التي يتعيَّن عليك اتِّخاذها، وقد يأتيك أيضاً على هيئة حلول لأسئلة أو مشكلات من خلال شيء تقرؤه أو تشاهده أو تصغي إليه.
إذا قادتكَ نفسك في هذا الوقت إلى كوتش أو برنامج أو كتاب أو غيره، فاتبع ذلك واعمل بثقة وتأكَّد أنَّ كل ما تقودك ذاتك الأسمى إليه هو مناسب بالنسبة إليك، وما هو إلَّا جانب واحد من دائرة الدعم الخاصة بك.
عادةً ما تكون الموضوعات التي سيتم إرشادك نحوها في جانب "العمل" من مشروعك في الكوتشينغ هي أمور مثل:
- إنشاء علامتك التجارية.
- إنشاء الدورات والبرامج والعروض وتطويرها.
- تطوير حزم كوتشينغ.
- تحديد الأشخاص المناسبين لتقدِّمَ لهم عروضك.
- اختيار منصات واستراتيجيات مناسبة للتسويق.
- إنشاء جمهور مرتبط ببعضه.
إذاً يُشكِّل الجمع بين هذه الاستراتيجيات والأدوات والتقنيات طريقتك في العمل؛ أي نموذج العمل الذي تقوده بنفسك، والذي سيكون فريداً بالنسبة إليك؛ وذلك لأنَّك تبنيه بناءً على قيادة ذاتك، وهذا ما يميِّز الكوتشز الذين يتقنون عملهم ويحقِّقون قدراً كبيراً من المال ولهم تأثير كبير عن الكوتشز الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى هذه المرحلة بَعد. خلال ممارسة القيادة الذاتية ستدرك متى عليك أن تقبل أو ترفض، وستظهر النتائج بصورة أسرع لأنَّك تثق في نفسك أكثر.