هل دورات الكوتشينغ ضرورية لمزاولة مهنة الكوتشينغ؟


هل دورات الكوتشينغ ضرورية لمزاولة مهنة الكوتشينغ؟

في الحقيقة، تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على ما يريد المرء الحصول عليه من دورات الكوتشينغ. يلتحق معظم الناس بدورات الكوتشينغ للأسباب الرئيسية الآتية:

  1. لتعلم مهارات الكوتشينغ.
  2. كي تكون جزءاُ من شبكة الدعم المهنية.
  3. للحصول على فرص الكوتشينغ/العمل.
  4. للحصول على شهادة ولقب الكوتش رسمياً.
  5. لتعزيز مصداقيتهم بين العملاء والعملاء المحتملين وغيرهم في مجال العمل.

إذا كنت ترغب في الالتحاق بدورة كوتشينغ للأسباب (A) و(B) وربما (C)، فالدورة مفيدة لك. ولكن إذا كنت تنضم إلى دورة الكوتشينغ لأسباب أخرى وليس في المقام الأول من أجل (A)، فربما يجب عليك إعادة النظر في الأمر.

أولاً، ليس عليك بالضرورة أن تلتحق بدورة كوتشينغ لتحصل على لقب الكوتش رسمياً. يشير الكوتش إلى أي شخص يعلِّم شخصاً آخر شيئاً ما. ما دام لديك الخبرة في ذلك الشيء، وتستطيع تعليمه للآخرين، فأنت كوتش.

ثانياً، لست مضطراً للالتحاق بدورة كوتشينغ إذا كانت نيتك إثبات المصداقية. بالتأكيد، تساعدك الدورة في ذلك، لكنها ليست الطريقة الوحيدة لتعزيز مصداقيتك.

أهمية شهادة الكوتشينغ

السبب الذي يجعل مؤهلات الكوتشينغ تساعد في ترسيخ المصداقية هو أنَّ هذه المؤهلات ترتبط عادةً بالخبرة. ومع ذلك، هناك العديد من الأشياء الأخرى التي تشير إلى خبرة الكوتش، على سبيل المثال، إنجازات الكوتش على أرض الواقع في المجال الذي يقدم فيه الكوتشينغ، وسجله الحافل، وجودة النصائح التي يقدمها، وتزكيات عملائه، والإقبال على دورات الكوتشينغ التي يقدمها والنتائج التي يحققها لعملائه.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تريد أن تتعلم كيفية إنشاء مدونة ناجحة. هل تسعى لتلقي الكوتشينغ (A) من شخص ليس لديه شهادة في التدوين، لكنه يدير مدونة ناجحة للغاية تضم ملايين الزوار أم (B) من شخص لديه شهادة كوتشينغ في التدوين، لكنه يدير مدونة عامة لا يزورها أحد؟

بالتأكيد، ستختار (A) لأنه من الضروري أن يكون الكوتش قد حقق شخصياً نفس الأشياء التي يقدم الكوتشينغ فيها للآخرين، والتي تشير مباشرة إلى معرفته ومهارته في هذا المجال إلى جانب معرفته بالعوائق التي قد تواجه العميل وكيفية التغلب عليها.

دورات الكوتشينغ

العناصر الهامة للنجاح في مهنة الكوتشينغ

على أولئك الذين يرغبون في مزاولة مهنة الكوتشينغ التركيز على العناصر التي تسهم في نجاحهم في مهنة الكوتشينغ. تشمل هذه العناصر:

  1. مستوى المهارة والمعرفة في المجال الذي تقدم فيه الكوتشينغ.
  2. المهارات الناعمة، مثل حسن الإصغاء والقدرة على التحليل والتعاطف.
  3. مستوى وعيك.

تسهم هذه العناصر الثلاثة في نجاحك في مهنة الكوتشينغ. إذا كانت دورة الكوتشينغ تزيد من خبرتك في هذه المجالات، فالتحق بها، وإلا فلا.

يعتمد ما إذا كان عليك الحصول على دورة كوتشينغ أم لا: (A) على أهدافك و(B) ما إذا كانت دورة الكوتشينغ تلبي تلك الأهداف. إذا لم تستوفِ الدورة هذين الشرطين، فلا تلتحق بها. لا يتعين عليك بالتأكيد الالتحاق بدورة كوتشينغ إذا لم تضمن جني أقصى فائدة منها.

في نهاية المطاف، يجب أن يكون هدفك النهائي أن تكون كوتشاً عظيماً، لذا ركز على ما يجعلك كوتشاً عظيماً (أي العناصر الثلاثة المذكورة أعلاه). قدِّم 10,000 ساعة كوتشينغ، ولا تشغل بالك بالدورات والمؤهلات، فهي وسيلة لا غاية.

وسائل أخرى لتعلُّم الكوتشينغ

في حين أنَّ دورة الكوتشينغ الرسمية تزودك بالمهارات المطلوبة بطريقة مركزة، بيد أنها ليست الطريقة الوحيدة لتعلُّم الكوتشينغ. يمكنك التعلم عبر قنوات أخرى (غير رسمية) أيضاً، مثل: القراءة الذاتية (الكتب والمواقع الإلكترونية)، والتجربة المباشرة (تقديم الكوتشينغ للآخرين)، والتطبيق الذاتي (أي تقديم الكوتشينغ لنفسك). يبدو أنَّ التعلم بالتجربة المباشرة أفضل من جميع أنواع التعلم الأخرى، لأنك تطبق خبرتك على أرض الواقع.

في الختام

سواءً حضرت دورة كوتشينغ أم لا، فاعلم أنَّ حضورك الدورة لا يعني على الإطلاق إقبال العملاء عليك بمجرد حصولك على شهادة الكوتشينغ في تلك الدورة.

على فرض أنك بدأت مزاولة مهنة الكوتشينغ، فأنت بحاجة إلى تسويق نفسك، واكتساب الخبرة والثقة، وبناء قاعدة عملائك، والحفاظ على العلاقات، وغير ذلك. يتطلب ذلك مهارات التطوير المهني، ومهارات التسويق، ومهارات بناء العلاقات، وربما مهارات التواصل، والتطوير الذاتي المستمر، وما أشبه ذلك. مهارات الكوتشينغ ليست سوى جزء من المعادلة. لذا خذ ذلك في الحسبان في أثناء وضع خططك.