10 أنواع من المشاركين الذين يعوقون جلسة التدريب وطريقة التعامل معهم
بصرف النظر عن مدى استعدادك لورشة العمل أو جلسة التدريب، يجب أن تتوقع دائماً حدوث مشكلات، وفي بعض الأحيان قد تبدأ الجلسة بطريقة رائعة وممتعة ومُبهِجة، لكنْ سرعان ما تتحوَّلُ إلى كابوس، وقد تقول شيئاً لا يُعجِبُ أحد المشاركين، أو قد يحضر جلسة التدريب أحد المشاغبين الذين يستمتعون بإحراجك؛ إذ يُمكِنُ توقُّع بعض السلوكات أو المواقف، وبصفتك المدرب؛ يقع على عاتقك توقُّعها والتعامل معها بفاعلية.
عند التعامُل مع السلوك التخريبي أو المواقف الصعبة مع المشاركين في أثناء جلسة التدريب، تذكَّر دائماً المبادئ الأساسية الثلاثة التالية التي يجب أن تكون أهدافك للتعامل مع الموقف بمهنية:
- الهدف الأول والأهم هو احترام المشاركين وتجنُّب إحراجهم أو التقليل من شأنهم، والسماح لهم بالحفاظ على كرامتهم في جميع الأوقات.
- منع السلوك التخريبي بأسرع ما يُمكِن.
- إدماج المشاركين في جلستك ومنعهم عن التشتت وفقدان التركيز، وتذكَّر أنَّ المجموعة بأكملها ستحكُم على الطريقة التي تتعامل بها مع الشخص المشاغب أو الموقف التخريبي.
بمجرَّد التعامل مع الموقف والرد على السلوك التخريبي أو الهجوم الشخصي، احرَصْ على تقدير مشاعر أو عواطف المشارك وعدم الرد على الهجوم أبداً وإلَّا انقلبَ المشاركون الآخرون عليك.
تجنَّب العبارات العدوانية مثل: "موقفك سلبي جداً"، أو "عليك الاستماع"، وبدلاً من ذلك قُلْ شيئاً يُقدِّر شعوره ويُخفِّف من حدة الموقف مثل: "أتفهَّم أنَّ لديك شعوراً قوياً تجاه هذا الأمر"، أو "أنا آسف لأنَّك تشعر بهذه الطريقة".
لا يُوجَدُ حل واحد بسيط للتعامُل مع المشاركين الصعبين أو السلوك الصعب، وعادةً ما يرجع الأمر إلى حسن تقديرك للأمور وبذل قصارى جهدك في ذلك الموقف، لكنْ عندما تبذُل قصارى جهدك للتعامُل مع مشارك صعب المراس، فعليك أن تتذكَّرَ أنَّ هدفك الرئيس هو تقليل السلوك الصعب إلى الحد الأدنى، مع الحفاظ على احترام المشاركين.
إليك 10 أنواع من المشاركين الذين يعوقون جلسة التدريب وكيفية التعامل معهم:
1. الثرثار:
هو الشخص الذي يحب أن يكون محط الأنظار، وعادة ما يكون أول مَن يتطوع للحديث، ويبدو أنَّ لديه ما يقوله ورأي حول كل شيء، ويُمكِنُكَ منحه فرصة للتألُّق مرة أو مرتين لكنْ عليك قول شيء مثل: "أنا أُقدِّرُ حقاً مساهمتك، لكنْ دعنا نَمنَحُ الفرصة للآخرين للمساهمة أيضاً"، وعبِّر عن سعادتك بمتابعة المناقشة في وقت الاستراحة أو في أثناء الغداء حتى لا يضيع وقت الجلسة.
يُمكِنُكَ أيضاً تقليل مساهمة المُتحدِّث الثرثار عن طريق مقاطعته باحترام ثم مطالبته بالتلخيص والبقاء في صلب الموضوع، وبمجرد حصولك على المُلخَّص انتقِلْ إلى شخص آخر إمَّا عن طريق دعوة شخص آخر للتحدُّث أو ذكر اسمه أو طلب مساهمة عامة من المجموعة، واقطَع التواصل البصري مع هذا الشخص وابتعد عنه قليلاً لتعزيز الرسالة بلغة جسدك التي تفيد بأنَّ مساهمته قد انتهت وأنَّ التركيز يجب أن ينتقل إلى شخص آخر.
2. الهادئ:
دائماً ما يُوجَدُ شخص واحد هادئ في كل مجموعة تقريباً، وهو شخص شديد الانتباه ولكنَّه خجول إلى الحد الذي يثنيه عن مشاركة أفكاره أو التحدُّث ضمن المجموعة، ويُفضِّل الإصغاء السلبي، وتكمنُ المشكلة هنا في أنَّ هذا النوع من الأشخاص عادةً ما تكون لديه بعض الأفكار الرائعة والمساهمات القيِّمة، وإذا لم تبذل أي جهد لإدماجهم، فلن يستفيد الآخرون في المجموعة من أفكارهم، ولن يستفيد المشارِك نفسه؛ وبذلك تضيعُ فرص تعلُّم المشاركين من بعضهم بعضاً.
شجِّع المشاركين الهادئين على المشاركة في المناقشات وطرح أفكارهم وتعليقاتهم بمناداة الشخص باسمه وقول: "أعلمُ أنَّ لديك بعض الخبرة الرائعة في هذا الأمر، ونودُّ سماع رأيك". حاوِل حثهم على المشاركة وخاصةً عندما تعلمُ أنَّهم يعرفون شيئاً عن الموضوع قيد المناقشة. يُوجَدُ تكتيك آخر يتمثَّلُ في تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة مكوَّنة من شخصين أو ثلاثة؛ مما يُسهِّلُ عليهم الأمر والبدء بالمشاركة في نشاطات المجموعة الصغيرة.
يُمكِنُكَ أيضاً التحدُّث إليهم على انفراد ومعرفة المشكلة، وربما أَكرَهَهُم مديرهم على الالتحاق بهذه الدورة، أو ربما يشعرون بأنَّهم على دراية كاملة بالموضوع الذي تتناوله الدورة التدريبية، وإنَّ التحدُّث إليهم على انفراد وربما التعاطُف معهم يجعلهم يقفون في صفِّك؛ مما يؤدي غالباً إلى تحسين سلوكهم.
3. العدواني:
هذا هو المشارك الذي يشكك جهراً أو سراً في معرفتك ومصداقيتك مُدَّعياً أنَّ كل ما تقوله لا علاقة له بالواقع، ومن الهام عدم الخوض في أي نوع من الجدل معه؛ إذ يُمكِنُكَ التهرُّب من هذا الموقف عن طريق اللجوء إلى بقية المجموعة والتعامل مع الموقف بهدوء من خلال عرض مناقشة هذا الموضوع معه في أثناء وقت الاستراحة أو قول شيء مثل: "أتفهَّم تماماً وجهة نظرك حول هذا الموضوع. ماذا يعتقدُ البقية منكم؟" يُعطي هذا الفرصة للآخرين للمشاركة، ومع بعض ضغط الأقران قد يتراجع أو يغيِّر سلوكه.
4. العنيد:
هذا هو الشخص الذي يَصعُبُ التعامل معه؛ لأنَّه غير مستعد لقبول وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظره، وهو أمر مُحبِط للمدرِّب والمشاركين الآخرين؛ وذلك لأنَّه يقوض إجماع المجموعة في أي نشاط تعاوني أو تمارين تعليمية جماعية، ويُوصى بشدَّة باستخدام نهج مباشر بقول شيء مثل: "أنا أفهم وجهة نظرك، لكنْ حفاظاً على الوقت، أصرُّ على متابعة درس اليوم، وسأكون سعيداً لمناقشة هذا الأمر معك في وقت آخر".
5. الجاهل:
هذا هو المشارك الذي لا يعرف سبب وجوده في هذه الدورة، وتكشف إجاباته وتعليقاته أنَّه جاهل تماماً بموضوع النقاش الدائر، ومع هذا الشخص يُمكِنُكَ أن تقول شيئاً مثل: "يبدو أنَّني قلتُ شيئاً ألبسَ عليك الأمر، ما نتحدَّثُ عنه هنا هو كذا وكذا".
6. العارف بكل شيء:
يعتقد هذا الشخص أنَّه مرجعيَّة علمية في كل موضوع، فهو يعرف كل شيء، ولمَّا كان هذا الشخص يعتقد أنَّه الخبير، فإنَّه يُؤدي دور المتفوِّق على المشاركين الآخرين وحتى على المدرب، ويستمتع بأيَّة فرصة لإظهار هذه المعرفة ويحاول أحياناً السيطرة على الجلسة. للتعامُل مع هذا الشخص عليك أولاً تقدير مساهمته وإرضاء غروره لجعلِه يشعر بالتميُّز، وهذا ما يريده حقاً، وبعدَ ذلك يُمكِنُكَ أن تقول: "هذه طريقة واحدة للنظر إلى الأمر، لكنْ ثمَّة وجهات نظر أخرى".
7. اللامبالي:
هذا هو المُشارِك الذي حضرَ فقط لأنَّه طُلِبَ منه ذلك، إنَّه ببساطة لا يريد الحضور ولا يبذل أي جهد للمشاركة بآرائه أو في النشاطات الجماعية، ولن يُظهِرَ هذا الشخص أي اهتمام فحسب؛ بل قد يلجأ أيضاً إلى المشاركة في نشاطات منفصلة عن المجموعة، وأفضل طريقة للتعامُل مع هذا الشخص هي تشجيعه على المشاركة بآرائه تماماً كما تفعل مع المشارِك الهادئ. اسألْه شيئاً من قبيل: "حسب تجربتك، ما رأيك بهذا الموضوع؟"
8. المهرج:
هذا الشخص يحبُّ جذب الانتباه ولا يهتم إذا كان ذلك على حساب الآخرين. إنَّ إلقاء النُّكات والخروج عن الموضوع والتعليق على كل ما يُقال يُمكِنُ أن يكونَ مُزعِجاً للغاية؛ لذا من الهام التعامُل مع هذا الموقف بسرعة وعدم تركه يخرج عن نطاق السيطرة بقول شيء مثل: "نحن جميعاً نحبُّ الدعابة، لكنْ في الوقت الحالي علينا التركيز في موضوعنا".
9. المتذمر:
هذا هو الشخص الذي يشتكي من الجميع ومن كل شيء سواء من رئيسه في العمل أم زملائه أم المنظمة التي يعمل فيها، ويُمكِنُكَ بسهولة كشف هذا الشخص من خلال تعليقاته اللفظية السلبية وكذلك سلوكه السلبي، وعادةً ما تفضحه لغة جسده ووضعية جسده الدفاعية، وتكمنُ المشكلة هنا في أنَّ هذا النوع من المواقف السلبية مُعدٍ ويُمكِنُ أن ينتقل إلى المشاركين الآخرين في المجموعة، ويُمكِنُكَ الرد على هذا الموقف السلبي بطرح أسئلة مثل: "ما الذي تقترحه لتغيير هذا الموقف؟" أو "كيف تعاملتَ مع هذا الأمر في الماضي؟"
10. المنشغل في أحاديث جانبية:
المحادثات الجانبية مشكلة شائعة ومزعجة للغاية وخاصة مع تكرار حدوثها عندما يشترك اثنان أو أكثر من المشاركين في محادثة جانبية بينما تتحدَّث أنت أو مشارك آخر، وتُوجَدُ العديد من التكتيكات التي يُمكِنُ استخدامها لمنع هذا السلوك، وعادةً ما يكون السير نحوهم كافياً لإيقافهم، وفي حالة تكراره مرة أخرى؛ خاطِب هؤلاء بأسمائهم واسألهم شيئاً مثل: "كنَّا نتحدث للتو عن كذا، فما هي أفكاركم؟"
كُنْ حذراً عند التعامُل مع هذا الموقف؛ إذ يجب ألَّا تَظهرَ مثل مُعلِّم المدرسة الذي يكشف التلاميذ الذين يتحدثون في الصف، وقد يكون التعليق الشهير "هل ترغب في مشاركة ما تتحدث عنه مع بقية المجموعة؟" في بعض الأحيان غير مناسب على الإطلاق.
حاوِلْ تقسيم المشاركين الثرثارين ووضعهم في مجموعات مختلفة في جلستك القادمة، وعند الانتهاء من التدريب دعهم جالسين في أماكنهم بدلاً من دعوتهم للعودة إلى مقاعدهم الأصلية، والتمِس لهم العذر أيضاً، فربما يناقشون شيئاً لم يفهموه، أو ربما يعاني أحدهم من مشكلة ما.
في الختام:
للتعامُل بنجاح مع المواقف الصعبة المختلفة والتفاعُل المناسب مع المواقف والسلوكات المختلفة التي يُبديها هؤلاء الأشخاص، ويُوجَدُ شيء واحد يجب مراعاته وهو عدم أخذ أي شيء على محمل شخصي، وإذا أشار شخص ما إلى خطأ ما، فاشكرْهُ بصدق على ذلك، وعندما يواجهك أحد المشاركين بوجهة نظر معارضة، فاعترِفْ بالاختلاف في الرأي واشكره على تقديم وجهة نظر مختلفة، لكنْ لا تدخل أبداً في جدال أو نقاش معه، فما من جدوى من ذلك في أي موقف تدريبي.