10 تقنيات أساسية في مجال الكوتشينغ (الجزء الأول)


يسعى الكوتش باستمرار لتطوير مهاراته، ومواكبة تطورات قطاع عمله، والاطلاع على أحدث التقنيات المجربة من أجل مساعدة العملاء في تحقيق النتائج المرجوة.

يتألف المقال من جزأين ويقدم مجموعة من أبرز التقنيات التي أثبتت فعاليتها في تحقيق النتائج التي يطلبها العملاء.

تعريف تقنيات الكوتشينغ

تُعد تقنية الكوتشينغ منهجية دقيقة يستخدمها الكوتش لتوجيه العميل وتوفير الدعم الذي يحتاج إليه لتحقيق أهدافه، وعادةً ما تعتمد على مجموعة من المبادئ، والإستراتيجيات، والأدوات التي يستخدمها الكوتش لمساعدة العميل في إنجاز الخطوات التالية:

  • تحديد الأهداف.
  • إعداد خطط العمل.
  • التغلب على الصعوبات.
  • تحقيق التقدم صوب الأهداف الموضوعة.

ثمة مجموعة متنوعة من تقنيات الكوتشينغ، وغالباً ما يستخدم الكوتش عدة تقنيات مع بعضها لمساعدة العميل في تحقيق أهدافه.

الفرق بين تقنيات وإستراتيجيات الكوتشينغ

ثمة ارتباط وثيق بين تقنيات وإستراتيجيات الكوتشينغ، ولكنّها تختلف عن بعضها من حيث التعريف.

تقنيات الكوتشينغ

تُعرَّف تقنيات الكوتشينغ على أنها ممارسات يستخدمها الكوتش لمساعدة العملاء في تحقيق الأهداف المرجوة، فضلاً عن دورها في بناء الثقة بين الطرفين، والتشجيع على التواصل الصريح الذي يُعتبَر من أبرز مقومات نجاح الكوتش في مسيرته المهنية.

إستراتيجيات الكوتشينغ

يشير مصطلح "الإستراتيجية" إلى الخطة أو المنهجية التي يطبقها الكوتش لتحقيق النتائج المرجوة مع العملاء. الإستراتيجية هي منهجية عمل موسّعة يستخدمها الكوتش لترتيب مراحل عملية الكوتشينغ، وهي تتضمن العناصر التالية:

  • الأهداف الموضوعة.
  • طرائق الكوتشينغ المستخدمة.
  • تقنيات الكوتشينغ المستخدمة.

أبرز إستراتيجيات الكوتشينغ

تهدف إستراتيجيات الكوتشينغ لمساعدة الكوتش في إعداد خطط مخصصة لكل واحد من العملاء بحسب متطلباتهم واحتياجاتهم. في ما يلي، مجموعة من أبرز إستراتيجيات الكوتشينغ:

1. كوتشينغ المحاسبة

تهدف هذه الإستراتيجية إلى محاسبة العميل على أفعاله والتزاماته بغية مساعدته في تحقيق أهدافه ومخططاته.

2. الكوتشينغ التحويلي

تركز هذه الإستراتيجية على إحداث تغييرات جذرية ودائمة على صعيد العقلية، والسلوكات، والأفكار، وأنماط الحياة، بالإضافة إلى مساعدة العميل في التخلص من الصعوبات التي تمنعه من تحقيق أهدافه.

3. الكوتشينغ الموجه نحو الأهداف

يقتضي هذا الكوتشينغ التعاون مع العميل على وضع أهداف قابلة للتحقيق، وإعداد خطط العمل، وتقديم الدعم وتعزيز شعور المحاسبة لضمان تحقيق الأهداف المُتفَق عليها.

4. الكوتشينغ القائم على العمل

يقتضي هذا الكوتشينغ تشجيع العميل على أداء الأعمال اللازمة لتحقيق الأهداف المرجوة. يساعد الكوتش العميل على وضع الأهداف وإرشاده خطوة تلو أخرى.

5. الكوتشينغ القائم على المقاومة

تهدف هذه الإستراتيجية إلى مساعدة العميل في اكتشاف نقاط قوته وتحقيق أقصى فائدة ممكنة منها بغية تحسين جودة حياته. يستخدم الكوتش مجموعة متنوعة من الأدوات والتقييمات لتحديد نقاط قوة العملاء.

يعتمد اختيار التقنية على أهداف الكوتشينغ، ويُذكَر من أبرزها التنمية الشخصية، والأعمال التجارية، ونمط الحياة، والرياضة، والصحة، والعافية. يمكن أن يختص الكوتش في واحدة أو أكثر من تقنيات الكوتشينغ.

الكوتشينغ

فعالية تقنيات الكوتشينغ

تعتمد فعالية تقنيات الكوتشينغ على مجموعة متنوعة من العوامل مثل:

  • خبرة الكوتش.
  • احتياجات العميل ومتطلباته.
  • التزام العميل بالتغيير.
  • جودة علاقة الكوتشينغ.

لكل تقنية كوتشينغ منهجية عمل خاصة بها، وهي تهدف في جميع الأحوال إلى مساعدة العملاء، وغالباً ما يدمج الكوتش عدة تقنيات مع بعضها من أجل تلبية احتياجات العملاء وإعداد خطة خاصة بكل واحد منهم.

10 تقنيات شائعة في مجال الكوتشينغ

1. الكوتشينغ المعرفي السلوكي

يعتمد الكوتشينغ المعرفي السلوكي أساساً على مبادئ "العلاج المعرفي السلوكي" (CBT)، وفيه يستخدم الكوتش أدوات تمكِّن العميل من إدراك وتغيير الأفكار، والسلوكات، والعقلية، والمعتقدات التي تتسبب في شعوره بالتوتر والتعاسة.

يشيع استخدام العلاج المعرفي السلوكي بين خبراء الصحة النفسية في برامج علاج الاكتئاب، والقلق، والاضطرابات النفسية. بنفس الطريقة، يستخدم كوتشز الصحة والحياة تقنية الكوتشينغ المعرفي السلوكي لمساعدة العملاء في التغلب على التوتر والقلق.

يُذكَر من طرائق تطبيق الكوتشينغ المعرفي السلوكي الأمثلة التالية:

  • تمارين اليقظة الذهنية.
  • إعادة البناء الإدراكي.
  • تطوير مهارات حل المشكلات.
  • تقويم السلوكات.
  • تمارين التنفس.

يُستخدَم الكوتشينغ المعرفي السلوكي لمساعدة الأفراد في تحسين أدائهم في مجالات الحياة التالية:

  • العمل.
  • العلاقات.
  • التوتر والقلق.
  • التنمية الشخصية.
  • المسائل المتعلقة بالصحة النفسية.

أي باختصار، تُستخدَم تقنية الكوتشينغ المعرفي السلوكي لمساعدة الأفراد في تحسين كافة مناحي حياتهم عن طريق التركيز على إيجاد الحلول والتعاون بين الكوتش والعميل.

2. نموذج "جرو" (GROW)

يُستخدَم نموذج "جرو" على نطاق واسع في قطاع الكوتشينغ لمساعدة الأفراد والفِرَق في تحديد أهدافهم وتحقيقها. اسم النموذج " GROW " هو اختصار لمراحل العملية التي تُلخَّص على النحو التالي:

  • "الهدف" (Goal): يجري خلال المرحلة الأولى تحديد هدف دقيق، وقابل للقياس والتحقيق.
  • "الواقع" (Reality): تحليل الواقع أو الوضع الراهن، ويشمل هذا التحديات والصعوبات التي تمنع الفرد من تحقيق هدفه.
  • "الخيارات" (Options): تحديد الخيارات والإستراتيجيات التي يمكن استخدامها للتغلب على الصعوبات والتحديات التي تمنع الفرد من تحقيق هدفه.
  • الإرادة (Will): الالتزام بخطة عمل دقيقة يتفق عليها كل من الكوتش والعميل، وتنفيذ الإجراءات اللازمة لتحقيق النتيجة المرجوة.

يقدم نموذج "جرو" إطار عمل مرن قابل للتعديل والتخصيص بناءً على الظروف أو الاحتياجات، وهو يتطلب تعاون كل من الكوتش والعميل على تحقيق الأهداف المرجوة.

كتب عن نموذج "جرو"

في ما يلي، أمثلة عن الكتب التي تبحث في موضوع نموذج "جرو":

  • "كوتشينغ الأداء" (Coaching for Performance). – المؤلف "سير جون ويتمور" (Sir John Whitmore)
  • "نموذج جرو: عملية بسيطة للكوتشينغ والمنتورينغ" (The GROW Model: A Simple Process for Coaching and Mentoring). – المؤلف "ماكس لاندزبيرغ" (Max Landsberg)
  • "كوتشينغ القيادة: مبادئ، ومهارات، ومقومات الكوتش" (Leadership Coaching: The Disciplines, Skills, and Heart of a Coach). – المؤلف "توني ستولتزفوس" (Tony Stoltzfus)
  • "عادة الكوتشينغ: قلِّل من الكلام، وأكثر من الأسئلة، وغيِّر أسلوبك القيادي للأبد" (The Coaching Habit: Say Less, Ask More & Change the Way You Lead Forever). - المؤلف "ميشيل بونغاي ستانير" (Michael Bungay Stanier)

الكوتشينغ

3. كوتشينغ علم النفس الإيجابي

يعتمد هذا النوع من الكوتشينغ على مبادئ وممارسات علم النفس الإيجابي، وهو يُعتبَر تخصص حديث العهد في مجال الكوتشينغ. يبحث علم النفس الإيجابي في معنى الحياة، ويركز على الإمكانات، والفضائل، والتجارب الإيجابية.

يهدف علم النفس الإيجابي إلى مساعدة الأفراد والمؤسسات في استثمار كامل الإمكانات المتاحة، وتحسين العافية عن طريق التركيز على القدرات والموارد المتوفرة.

فيما يلي، 4 تقنيات تابعة لكوتشينغ علم النفس الإيجابي:

  • تمارين الامتنان.
  • تقييمات نقاط القوة.
  • ممارسات اليقظة الذهنية.
  • الحوار الذاتي الإيجابي.

يُستخدَم كوتشينغ علم النفس الإيجابي لمساعدة الأفراد في تحسين أدائهم، وعلاقاتهم، وعافيتهم.

يطبق نخبة الكوتشز حول العالم مبادئ علم النفس الإيجابي لمساعدة الأفراد والمؤسسات في وضع الأهداف، وتقوية القدرة على الصمود في وجه الصعوبات، وتعزيز العافية.

4. كوتشينغ "البرمجة اللغوية العصبية" (NLP)

تعتمد هذه التقنية على مبادئ وممارسات البرمجة اللغوية العصبية، وهو مجال دراسة يبحث في العلاقة بين اللغة، والسلوك، وأنماط التفكير عند الإنسان.

يفترض كوتشينغ البرمجة اللغوية العصبية وجود علاقة بين الأفكار، والسلوكات، والعواطف، ويبحث في تأثير اللغة والتواصل في هذه العوامل. يمكن أن يحقق الإنسان مزيداً من النجاح والرضا في حياته عندما يدرك تأثير اللغة وأنماط التفكير في سلوكات ه ويعمل على تحسينها.

يتضمن هذا النوع من الكوتشينغ مجموعة من التقنيات المصممة لمساعدة الأفراد في تحديد وتغيير المعتقدات المقيِّدة، وأنماط التفكير السلبي، والسلوكات المؤذية، بالإضافة إلى تحسين الجوانب التالية:

  • مهارات التواصل.
  • تقوية العلاقات.
  • التغلب على الرهاب والمخاوف.
  • ضبط مستويات التوتر والقلق.
  • تحقيق الأهداف.

قصة نجاح

تختص الكوتش "أوباسانا دواراكاناث" (Upasana Dwarakanath) بمساعدة الأفراد في تحقيق أهدافهم واستثمار أقصى إمكانياتهم، والاستفادة من قدراتهم الكامنة في عيش الحياة التي يطمحون إليها.

اشتركت الكوتش في برنامج البرمجة اللغوية العصبية لكي تخوض التجربة بنفسها وتعزز قدرتها على مساعدة العملاء في تحسين حيواتهم.

لقد نجحت في غضون بضعة أيام بالتخلص من المعتقدات المؤذية والذكريات المؤلمة بسلاسة وفعالية، وتكوين تصوُّر عن حياتها المستقبلية على كل من الأمد القصير والطويل، وإعداد خطة عمل لتحقيقها.

لقد ساهم البرنامج في إحياء ثقتها بنفسها، وتعزيز قدرتها على مساعدة العملاء في إحداث تغييرات جذرية في حيواتهم.

في الختام

يبحث العاملون في مجال الكوتشينغ عن تقنيات مُجرَّبة تساعدهم في تحقيق النتائج المرجوة مع العملاء. قدم الجزء الأول من المقال 4 تقنيات يستخدمها نخبة الكوتشينغ حول العالم لمساعدة العملاء في تحقيق أهدافهم، تعرفوا على باقي التقنيات في الجزء الثاني.