10 مهارات هامة للمدربين في عام 2024 (الجزء الثاني)
تحدثنا في الجزء الأول من مقالتنا هذه عن 7 مهارات يجب أن يتمتع بها المدربون لتقديم تدريب مؤثر، وسنكمل الحديث في هذا الجزء عن 3 مهارات إضافية، والأدوات اللازمة للمدربين.
المهارات الأساسية للمدربين
8. الذكاء العاطفي
يمنح الذكاء العاطفي المدربين القدرة على فهم المتدربين فهماً أفضل، واستخدام تلك المعلومات لإنشاء تجارب تدريب مميزة وفعالة، فهو يساعد المدربين على تحديد احتياجات كل متدرب، والتواصل الهادف معهم بين الجلسات، وتحديد الأوقات التي يمكنهم فيها تقديم تغذية راجعة إيجابية أو انتقادات بنَّاءة، فهي جميعها عناصر أساسية لإنشاء بيئة تعلم إيجابية. يستطيع المدربون عبر إدراك عواطفهم وعواطف المتدربين، التعامل بصورة أفضل مع العوائق التي قد تظهر أثناء جلسات التدريب.
يساعد الذكاء العاطفي المدربين على التواصل بشكل أكبر مع كل متدرب وتصميم البرامج التي تحقق أفضل النتائج. يمكن الاستفادة من الذكاء العاطفي في جلسات التدريب عندما تلاحظ انخفاض الاندماج في الصف أو ظهور سلوك غير مرغوب من بعض المتدربين. لذا، أعِد تركيز انتباههم وطاقتهم من خلال تقدير العواطف التي يعبَّرون عنها، وتحليل أسبابها، والتعاطف معهم. إنَّ فهم هذه العواطف وإدارتها أمر هام لتحقيق الهدف من الدروس، وإدماج الجميع وتحفيزهم.
9. مراعاة مشاعر المتدربين
تتيح هذه المهارة للمدربين إنشاء بيئة مريحة وتتسم بالانفتاح، إذ يستطيعون عبر فهم الاحتياجات العاطفية للمتدربين، تعديل أسلوب تدريبهم بما يناسبهم.
على سبيل المثال: يساعد توفير مساحة آمنة للمتدربين الذين قد يواجهون صعوبات في فهم محتوى معين، في جعل التعلم أكثر فاعلية على الأمد الطويل. يستوعب المتدربون المعلومات أكثر حينما يشعرون بأنَّ من حولهم يدعمونهم، لا ينتقدونهم أو يقللون من شأنهم. تساعد هذه المهارة المدربين ببساطة على إنشاء علاقات هادفة وتجارب أقوى بينهم وبين المتدربين.
10. القدرة على التكيف
القدرة على التكيف هي مهارة هامة للمدربين؛ لأنَّها تساعدهم على الاستجابة بصورة أفضل لاحتياجات المتدربين في مواقف مختلفة، فإذا تمكن المدربون من تعديل المواد، فيمكنهم إنشاء تجربة تعلم فعالة ومثيرة للاهتمام، تلبي احتياجات جميع المتدربين. من الضروري أن يستخدم المدربون أساليب مختلفة عند العمل مع مجموعة متنوعة من المتدربين الذين لديهم مستويات خبرة وخلفيات مختلفة.
تساعد القدرة على تعديل مواد التدريب لتناسب التنوع في أساليب التعلم، المدربين على بناء علاقات مع المتدربين، مما يعزز الثقة والتغذية الراجعة الهادفة في جميع الدورات.
يتيح التكيف للمدربين أيضاً تطوير تقنيات أو أساليب جديدة عند الحاجة لتواكب البرامج التقنيات أو التوجهات المتغيرة مع الحفاظ على أهميتها.
قائمة بأهم الأدوات المفيدة للمدربين
تُعد أدوات التدريب ضرورية للمدربين الذين يرغبون بدعم المتدربين دعماً أفضل؛ إذ يؤثر امتلاك المهارات والأدوات المناسبة تأثيراً إيجابياً في كفاءة وفاعلية المدربين، والذين يستطيعون تحقيق أهداف التدريب وتقديم نتائج أفضل باستخدامها.
1. نظام إدارة التعلم
يُّعد نظام إدارة التعلم (LMS) أداة في غاية الأهمية للمدربين، حيث استخدمت 70% من أقسام التعلم والتطوير نظام إدارة التعلم لتسهيل إنشاء مبادراتها التدريبية في عام 2020.
يتيح نظام إدارة التعلم للمتدربين الوصول إلى مواد التدريب وتتبع تقدمهم، ويشكِّل منصة أساسية لتوفير مصادر التعلم، والتي يمكن الوصول إليها من أي مكان باستخدام جهاز متصل بالإنترنت.
تتيح العديد من أنظمة إدارة التعلم إمكانية مراقبة التقييم في الوقت المناسب، حيث يستطيع المدربون بفضل ميزة التحليلات المُدمجة في النظام، مراقبة تفاعل المستخدمين مع محتوى التعلم الإلكتروني، وتحديد النقاط الهامة أثناء تقديم الدورة التدريبية، بالإضافة إلى أفكار أخرى مفيدة من تحليل البيانات، والتي لم تكن متاحة سابقاً دون إنترنت.
تساعد هذه المعلومات في تحسين برامج التدريب بناءً على الإحصاءات المتعلقة بنسبة الاندماج في الصفوف أو المجموعات. كما تُعد ميزة إعداد التقارير الموجودة في معظم أنظمة إدارة التعلم ميزة أخرى هامة تساعد في تحليل نتائج الاختبارات والمقاييس الرئيسة والتغذية الراجعة والتقييمات وما إلى ذلك.
يُعد نظام إدارة التعلم أحد أهم أدوات التدريب التي توفر للمدربين منصة لتقديم الدورات التدريبية بأقصى قدر من الكفاءة والفاعلية.
2. أدوات تأليف المحتوى
أدوات تأليف المحتوى هي تطبيقات برمجية تُستخدم لإنشاء المواد التدريبية وتسهيلها، فهي توفر عادةً واجهة سهلة الاستخدام يطور باستخدامها المدربون أو مصممو التعلم مواد الدورة التدريبية، مثل أهداف التعلم والتمارين والتقييمات وعناصر الوسائط المتعددة (الصور ومقاطع الفيديو) والمحاكاة التفاعلية وغيرها، والتي تُعد جميعها أساسية في بيئة التعلم الإلكتروني.
توفر هذه الأدوات أيضاً خيارات مثل السيناريوهات المتفرعة، حيث يتخذ الطلاب مسارات مختلفة اعتماداً على الإجابات التي يختارونها لأسئلة الاختبارات. يستخدم المدربون ومؤلفو المحتوى هذه الأدوات لتوجيه أنشطة التعلم نحو تحقيق أهداف حددوها بأنفسهم أو أولئك الذين كلَّفوهم بمسؤوليات تطوير المناهج الدراسية.
يساعد استخدام أدوات تأليف المحتوى بدلاً من البرامج التقليدية ذات المصادر الكثيرة، على توفير الوقت المستغرَق في إنشاء خطط كل درس على حدة، وتوفر للمدربين طرائق أكثر فاعلية لتقديم التدريب بما يتناسب مع عصرنا الحديث.
من الأمثلة الشائعة لأدوات تأليف المحتوى: "أدوبي كابتيفيت" (Adobe Captivate) و"نووبلي" (Knowbly) و"ليكتورا" (Lectora) و"إليوسيدات" (Elucidat).
3. برامج تحرير الفيديو
تُعد برامج تحرير الفيديو أدوات تدريب أساسية تمكِّن المدربين من إنشاء مقاطع فيديو مثيرة للاهتمام تسهِّل فهم المعلومات بسرعة وسهولة.
تُستخدم هذه البرامج لتحرير مشاريع الفيديو بأساليب مختلفة مثل إضافة النصوص أو الصور، وإزالة أي ضوضاء أو عناصر غير مناسبة في الخلفية، وضبط الألوان، وما إلى ذلك، إلى جانب إمكانية استخدامها لتسجيل الشاشة.
عبر تبسيط عملية إنشاء محتوى التعلم، توفر أدوات تحرير الفيديو الوقت أثناء إنتاج الفيديوهات وتشغيلها، وتتيح للمتدربين التركيز على فهم المفاهيم الأساسية دون الدخول في التفاصيل التقنية.
تفيد أدوات تحرير الفيديو عند إنشاء دورات تدريبية مثل البرامج التعليمية التي تتضمن رسومات أو عروض توضيحية، والتي يمكن أن تكون مملة دون استخدامها. تُعد هذه الأدوات البرمجية مصادر هامة للغاية للمدربين، وتساعدهم على إنشاء محتوى مميز يجعل التعلم أكثر فاعلية. تتضمن بعض الأمثلة عن هذه الأدوات: "فيلمورا" (Filmora) و"هيت فيلم إيكسبريس" (HitFilm Express) و"إي في إس فيديو إيديتور" (AVS Video Editor) و"إزفيد" (Ezvid) و"كامتازيا" (Camtasia).
4. وسائل التواصل الاجتماعي
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداة هامة للمدربين في السنوات الأخيرة، فهي تتيح للمدربين التواصل بسهولة مع جمهورهم المستهدف. يستطيع المدربون إنشاء منصة مميزة على وسائل التواصل الاجتماعي تصل مباشرة إلى المتدربين، وتوفر محتوى ذا قيمة حول الموضوعات التي يهتمون بالتعرف عليها.
توفر وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة منخفضة التكلفة للمدربين لبناء العلاقات من خلال المشاركة المجتمعية وفرص التواصل عبر الإنترنت.
يمكن دمج أنظمة إدارة التعلم مع منصات التواصل الاجتماعي للاستفادة من الشبكات الاجتماعية في التدريس والتعلم والتواصل وإدماج المتدربين؛ إذ يساعد ذلك على تبسيط التواصل بين المدربين والمتدربين عبر توفير مساحة يتواصل فيها الجميع في الوقت المناسب من خلال التعليقات أو المنتديات أو لوحات المناقشة حول واجبات الدورة التدريبية.
بعض منصات التواصل الاجتماعي الشهيرة التي يمكن للمدربين الاستفادة منها: "فيسبوك" (Facebook) و"تيك توك" (TikTok) و"إنستغرام" (Instagram) و"تويتر" (Twitter) و"بينتيرست" (Pinterest).
في الختام
من الهام أن يمتلك المدرب ويطور المهارات التي تحدثنا عنها في مقالتنا بجزئيها لتحقيق النجاح، فتطوير استراتيجيات تعلم ناجحة والتواصل مع المتدربين وإدارة الوقت بفاعلية، تحول المدرب إلى محترف.
لكل من هذه المهارات صعوباتها، ولكن عند استخدامها معاً، تصبح أساليب ذات قيمة وتؤدي إلى مزيد من النمو. ستحقق تطوراً كبيراً إذا استثمرت وقتك في تطوير جميع هذه المهارات.
ولكن، لا يكفي امتلاك هذه المهارات لتقديم برامج تدريب ناجحة؛ بل تحتاج إلى نظام إدارة تعلم مناسب لتحقيق أقصى قدر من نتائج التعلم.