10 مهارات وصفات يجب أن يمتلكها المدرب الفعال


يتطلب أن تصبح مدرباً جيداً الالتزام والسمعة الطيبة والصفات التي يمكن أن تنال إعجاب المتعلم بالتفكير في التغييرات التكنولوجية السريعة، وإذا كنت تفكر في اختيار مدرب أو معلم أو أيِّ اسم تقرر استخدامه لتوفير التدريب لشركتك، فيجب عليك إجراء البحث بصورة جيدة.

لكن كيف تكون مدرباً فعَّالاً؟ أو إذا كنت تبحث عن مدرب، فكيف يمكنك اتخاذ القرار المناسب؟ وللمساعدة في عملية الاختيار، أعددنا قائمة بصفات ومهارات المدرب لتطلع عليها، فربما تكون مدرباً تطور نفسك، وتبحث عن طرائق للتحسين، وفي كلتا الحالتين، يجب أن تساعد نفسك وتطَّلع على هذه القائمة.

الفرق بين المهارات والصفات:

يجب أن نعرف الفرق في المصطلحات التي نستخدمها، فغالباً ما يخلط الناس بين المهارات والصفات، لكن يوجد فرق بسيط بينهما؛ فعندما نشير إلى المهارات، فإنَّنا نتحدث عن أمر نتعلم القيام به خلال فترة زمنية معينة؛ على سبيل المثال، في أثناء التعليم أو العمل، تتعلم مهارات جديدة يمكنك استخدامها بطريقة مختلفة؛ إذ يمكنك صقل هذه المهارات من خلال المزيد من التدريب أو الخبرة الحياتية.

أما عندما نتحدث عن الصفات، فإنَّنا نشير إليها على أنَّها جزء من شخصيات الناس التي تولَد معهم والتي تصفهم أفراداً؛ فلا يمكنك تعلُّم الصفات أو نقلها إلى شخص آخر؛ وإنَّما يمكنك تنميتها وتطويرها مع مرور الوقت، وقد نجد بعض المدربين الذين يدمجون المهارات والصفات معاً؛ وهذا يجعل أداءهم متميزاً ويساعد الجمهور على الاندماج معهم.

مهارات المدرب الفعَّال:

1. مهارات التواصل:

يتطلب الأمر الكثير من الانضباط والتدريب الذاتي لتكون قادراً على التكيف مع عقليات مختلف الأشخاص، ومع ذلك، هذا الأمر متوقع من المدربين الجيدين؛ فإنَّهم يعرفون أنَّ التعلم عبارة عن عملية تختلف باختلاف المتدربين، ومع ذلك، يجدون طريقة للتواصل معهم.

ومهارات التواصل لديهم لا تقتصر على إلقاء المحاضرات فحسب؛ بل يحاولون إثارة التفاعل والمناقشة، بِوصفها استراتيجيات أساسية للحفاظ على نهج نشط في عملية التدريب؛ إذ يعرف المدربون الفعالون طريقة شرح المفاهيم المعقَّدة حتى يتمكن الناس من فهمها بسهولة، كما أنَّ زيادة اهتمام المتدربين ومشاركتهم هي مَهمَّتهم، وهذا هو السبب في أنَّ هذه المهارة هي أفضل ما لديهم.

2. مهارات التنظيم:

إنَّه لأمر جيد أن نمتلك بعض المهارات العفوية والارتجالية بين الحين والآخر؛ إذ يمكننا استخدام تلك المهارات كي لا تبدو طريقة شرحنا وتوضيحنا للمفاهيم آلية دون أي روح، ومع ذلك، يجب أن تخصص الوقت الكافي دائماً لتخطيط وإعداد المواد التدريبية وتقديم التسهيلات بعناية كبيرة.

وقد يعرف المدرب الفعَّال أنَّ الاستفادة من كل دقيقة في التدريب لمعالجة المعلومات بصورة صحيحة هي أمر هام جداً للاحتفاظ بالمتدربين، كما تساعد المواد والدروس المُنظمة جيداً على الحفاظ على التركيز على الموضوع وتمنع الجمهور من تشتت انتباههم عنه.

3. مهارات التحليل:

غالباً ما ينشغل بعض المدربين في عملية التقديم لدرجة أنَّهم ينسون احتياجات الجمهور واختلافاتهم؛ إذ إنَّ التركيز على فكرة السعي نحو المثالية في أثناء تسهيل عملية التدريب قد يكون له إيجابياته، وتتضمن إحدى النصائح الرئيسة لكونك مدرباً جيداً إجراء تحليل للاحتياجات والفهم من خلال تقييم الاحتياجات التي يجب أن يتعلمها الجمهور، وتحديد الأولويات.

4. مهارات البحث المُتقدِّم:

من المتوقع أن يمتلك المدربون الجيدون تفكيراً إبداعياً، بدلاً من اتباع النماذج القديمة والمواد المملة؛ فيجب أن يكونوا أكثر جرأةً في تجربة المحتوى التفاعلي والممتع في دوراتهم، كما يمكن دمج كل هذا في أدوات التدريب مثل البرامج التي تسمح لهم بدمج الوسائل المختلفة مع نظام إدارة التعلم لديهم (LMS).

وسيدرك المدربون الجيدون أيضاً أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وسيستخدمونها لفهم صفات المتعلمين، ومساعدتهم على التواصل أو التعامل معهم من خلال إضفاء الطابع الشخصي على تجربة التعلم بأكملها.

5. مهارات التسلية:

لا يمكننا جميعاً أن نمتلك حساً فكاهياً للترفيه عن الجماهير وجعلهم مندمجين دائماً، ومع ذلك، نظراً لأنَّ أدوات التدريب التي سبق إعدادها مثل مقاطع الفيديو، لم تعد تُقدَّم من قِبل شخص واحد فقط، فيمكنك التأكد من أنَّك تضيف ما يكفي من الاهتمام والحماسة للموضوع للحفاظ على تركيز المتعلمين، ومع ذلك، من الهام الجمع بين هذه المهارة وكل ما سبق؛ وإلا لن يؤدي الترفيه وحده إلى إثارة المتدربين وإحداث التغيير لدى جمهورك.

صفات المدرب الفعَّال:

1. الشغف بالتعلم الدائم:

إنَّ التعلم عملية مستمرة، ويعرف المدربون الجيدون هذا الأمر، فإلى جانب تقديم المعرفة، سيحاولون أيضاً نهلها بأنفسهم، فهم قرَّاء متعطشون ومتحمسون، ويدركون أنَّه لمجرد أنَّهم يمتلكون درجة معينة، يمكن أن تصبح أساليبهم قديمة إذا لم يُحدِّثوها باستخدام أساليب التعلم غير الرسمية المعاصرة، وهذه الصفة ضرورية؛ لأنَّنا نعلم أنَّ المتعلمين الجيدين يصنعون مدرسين جيدين؛ إذ تنتقل الحماسة التي يتمتع بها المدرب الجيد في مجال خبرته وتنعكس انعكاساً مباشراً على نتائج الجمهور.

2. الإصغاء الجيد:

يوجد سبب لدعوة المدربين لتقييم أداء الموظفين وتقديم التغذية الراجعة؛ وذلك لأنَّه إذا كانت مشكلة رب العمل هي نقص الإنتاجية، فسيفسر المدرب الجيد ذلك بصورة مختلفة، وسيشارك المدرب الموظف أو المتعلم مشكلاته، ويصغي إليه بعناية، ويفهم أنَّ المشكلة هي عدم القدرة على التركيز، أو تشتيت الانتباه، أو التحديات التكنولوجية التي تواجههم؛ إذ إنَّ التفسير والإصغاء إلى المتدربين بصورة صحيحة هو المفتاح لإيجاد حل جذري لهم.

3. التحفيز:

سيمنح المدرب المناسب الموظفين المتدربين الثقة الكافية لإنجاز أعمالهم بأفضل طريقة ممكنة؛ إذ يُعَدُّ التحفيز عنصراً هاماً يُحدِث فرقاً في الأسلوب المُتبَع مع المتدربين؛ فمن خلال تحفيزهم، سيوجه المدرب المتعلمين نحو أهدافهم التعليمية؛ إذ تتطلب عملية التدريب أحياناً تغيير السلوك والعادات، وعندما يكون الموظف متحمساً، يصبح التغيير سهلاً ويحدث بصورة تدريجية، كما يعزز المدربون التحفيزيون الأداء العام للمتدربين.

4. التفكير الاستراتيجي:

يتضمن التفكير الاستراتيجي عملية التفكير والتخطيط وإنجاز العمل الذي سيقود شركتك نحو مستقبل هام، وهذا ما سيفعله المدربون الجيدون لك وللموظفين؛ إذ سيكون لديهم فهم جيد لطريقة تأثير عملية التدريب تأثيراً مباشراً في العمل على الأمد الطويل، وسيتمكنون من التفكير بصورة مسبقة في طريقة تدريب الموظفين فيما يتعلق بأدوارهم ومسؤولياتهم بطريقة أكثر كفاءةً.

5. التقييم الذاتي:

تقييم أداء المتدربين أحد الأمور التي يجب القيام بها، ومع ذلك، تتضمن صفات المدرب الفعَّال عملية التقييم الذاتي أيضاً؛ إذ يجب أن يكونوا حساسين لأدائهم؛ وذلك من خلال قياس الأهداف التي حققها المتدربون، والترحيب بتغذيتهم الراجعة، كما يعتمد المدربون الناجحون على التحديث المنتظم لمهاراتهم المهنية، والتواصل مع خبراء المجال الآخرين لتعقُّب التغييرات في مجالهم، ويمكن أيضاً لتحليلهم الذاتي أن يحدد طريقة وضع برنامج تدريبي ناجح.

يتطلب الأمر مجموعة معينة من الصفات لتكون مدرباً فعَّالاً، فنأمل أن تساعدك هذه المهارات والصفات على تحديد المدربين الذين يمكنك التعامل معهم للتعرف إلى أفضل ممارسات التعلم والتطوير.