10 مهارات و10 أدوات ضرورية لتدريب الموظفين (الجزء الأول)


لقد طرأت تغييرات جذرية على الأدوات والمهارات المطلوبة من المختصين في تدريب الموظفين خلال السنوات القليلة الماضية، كما أدى تزايد الاعتماد على الأدوات التكنولوجية في قطاع الأعمال التجارية إلى إعادة النظر في مهارات المدربين والوسائل المستخدمة في تدريب الموظفين.

تهدف هذه الإجراءات إلى ضمان المساهمة في تلبية الاحتياجات التدريبية الحالية والمستقبلية للموظفين من جهة، وتحقيق الأهداف التجارية المطلوبة من جهة أخرى.

يشهد قطاع الأعمال التجارية منافسةً محتدمة تتطلب إعطاء الأولوية لتحسين أداء الموظفين.

بالتالي، يفرض المناخ التجاري الحالي ضرورة الاستعانة بمدرب محترف يمتلك المهارات المطلوبة ويستخدم أدوات ووسائل فعَّالة في تدريب الموظفين؛ لكي ينجح في تحسين إنتاجيتهم وقدرتهم على المساهمة في نمو الشركة والمنافسة في السوق.

يتألف المقال من جزأين، ويناقش مجموعة من المهارات والأدوات الضرورية لنجاح برامج تدريب الموظفين.

مهارات تدريب الموظفين

يعتمد نجاح برامج تدريب الموظفين على مهارات المدرب، مما يفرض على عاتق المختصين في مجال التدريب ضرورة اكتساب المهارات الأساسية المطلوبة وذلك بصرف النظر عن خصائص الجمهور المستهدف. في ما يلي 10 مهارات أساسية مطلوبة للتخصص في مجال تدريب الموظفين:

1. مهارات البحث

يجب أن تكون التعليمات المُقدَّمة في الأوساط المهنية واضحة ومدروسة، ويضع هذا على عاتق المدرب مسؤولية البحث عن مصادر موثوقة وجمع معلومات وافية عن موضوع التدريب. يعتمد جزء كبير من مسؤوليات المدرب على مهارات البحث، والقدرة على إيجاد محتوى موثوق ومفيد للموظفين، وبناء قاعدة معرفية تحتوي على معلومات وبيانات إحصائية مفيدة، ومدروسة، ومنقولة من مصادر علمية موثوقة ومُعتمَدة.

2. مهارات التواصل

يؤكد المدير "نات ترنر" (Nat Turner) أنَّ التواصل الفعّال يضمن الانتقال من حالة الحيرة والشك إلى الوضوح واليقين، وهو ما يجعله من أبرز المهارات المطلوبة من المدربين.

إنَّ قدرة المدرب على نقل خبراته وتلقين المعلومات بطريقة مفهومة ومترابطة منطقياً هي مهارة مستقلة بحد ذاتها.

يجب أن يكون أسلوب تواصل المدرب واضح، ومقنع، ومفعم بالثقة بالنفس عند شرح المفاهيم، وصياغة الأسئلة، وتدريب الموظفين على إلقاء العروض التقديمية على سبيل المثال.

3. مهارات إدارة الوقت

تحظى مهارات إدارة الوقت بأهمية كبيرة، وخاصةً عند توسيع نطاق التدريب، وتطبيق مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية الإلكترونية التي تستهدف شريحة كبيرة من الأفراد.

تهدف مهارات إدارة الوقت إلى إجراء التدريب وفق الخطة الزمنية الموضوعة؛ حيث يجري في المرحلة الأولى تحديد أهداف خطة التعليم والتطوير، ثم يُطلَب من المختصين إعداد برنامج يضمن تحقيقها ضمن الإطار الزمني المُقترَح.

يحب أن يثبت المدرب براعته في ترتيب الدورات التدريبية بحسب الأولوية ضمن إطار زمني يأخذ بعين الاعتبار مسارات التعلم الخاصة بالموظفين.

تدريب الموظفين

4. الإبداع

ثمَّة طلب كبير على المهارات الإبداعية في كافة المجالات والقطاعات لأنَّ القدرة على الابتكار تترافق مع إنتاجية عالية في العمل.

يجب أن يمتلك المدرب مقدرة بارزة على الابتكار والتفكير خارج المألوف؛ لكي يقدم تجربة استثنائية ورفيعة المستوى، ويتمتع بعقلية مرنة تؤهله لتلبية احتياجات الموظفين في العصر الحديث.

ثمَّة مجال واسع للإبداع والابتكار في تقديم محتوى الدورات التدريبية، ويجب أن يسعى المدرب جاهداً لتحسين المحتوى، وأسلوب الشرح، والتلقين وذلك عبر استخدام العناصر التفاعلية مثل مقاطع الفيديو، والرسوم البيانية، والاختبارات، وما إلى ذلك.

5. مهارات التنظيم

يُفترض أن يتمتع المدرب بمهارات تنظيم بارزة تتيح له إمكانية قيادة التجربة بفعالية وتحقيق الأهداف المرجوة منها. تشمل مهارات التنظيم القدرة على القيام بالمهام التالية:

  • وضع مخطط وهيكلية برنامج التدريب.
  • تنظيم الجداول الزمنية لبرامج التدريب.
  • إعداد وتجهيز مكان التدريب، وتأمين الأدوات والمواد والمصادر اللازمة.
  • تحقيق أقصى فائدة ممكنة من المنشأة والموارد المخصصة للتدريب.
  • إدارة وقت المشاركين.
  • إنهاء الجلسات في المواعيد المحددة.
  • تخصيص الوقت لطرح الأسئلة وإجراء النقاشات.

تساعد هذه المهارات في زيادة فعالية التدريب وتخفيف شدة الضغوطات الواقعة على عاتق المدربين.

6. المهارات التكنولوجية

يجب أن يكتسب المدرّب المهارات التقنية الأساسية المتعلقة بوظيفته مثل العمل على "أنظمة إدارة التعلم" (LMSs) المستخدمة في بيئات التدريب عبر الإنترنت.

يُفترَض أن يجيد المدرب من ناحية أخرى استخدام أدوات تأليف المحتوى في إعداد المواد التدريبية.

يحتاج المدرب المختص بالمواضيع التقنية، للإلمام بكافة التفاصيل المتعلقة بالأدوات التكنولوجية التي تُستخدَم في مكان العمل.

7. مواكبة التغيرات

تُعتبَر القدرة على مواكبة التغيرات من المهارات الأساسية في مجال تدريب الموظفين وغالباً ما يتميز المدرب المتمكِّن بقدرة بارزة على التكيُّف مع التغيرات والتطورات.

يواظب المدرب الناجح على تطوير نفسه، وتحديث أساليبه، وموادّه التي يستخدمها في برامج التدريب استجابةً لتغيُّر الاحتياجات والظروف.

يسعى المدرب المتمكِّن لتحديث أساليبه، ومواكبة تطور تقنيات شرح، وتلقين المعلومات والمفاهيم المعقدة بطريقة ممتعة وتفاعلية. كما يجب أن يكون مستعداً لمواكبة طرائق التلقين الحديثة والتكيُّف مع التغيرات المستمرة في مجال التدريب.

8. معرفة المنتج والخدمة

تختص المشاريع التجارية بإطلاق خدمات ومنتجات معيَّنة، وهذا يفرض على عاتق المدرب مسؤولية معرفة كافة التفاصيل والمعلومات المتعلقة بالمنتجات والخدمات لكي ينجح في تدريب الموظفين.

تُعد هذه الخبرة والمعرفة ضرورية لأنها تزيد من قدرة المدرب على تلقين المعلومات والنجاح في تحقيق أهداف التدريب.

يجب أن يتمتع المدرب بمقدرة بارزة على شرح خصائص المنتج أو الخدمة، والفائدة التي يقدمها للمستخدم النهائي، والمواصفات التي تميزه عن المنافسين في السوق.

9. مهارات التعاون

يجب أن يتمتع المدرب بمقدرة بارزة على التعاون، وتبادل المعلومات والخبرات، والعمل الجماعي في سبيل تحقيق الأهداف المشتركة. كما يحتاج للتعاون مع مجموعة من الفِرَق والأقسام لكي ينجح في تحقيق النتائج المطلوبة من برنامج التدريب.

يناقش المدرب مسألة متطلبات التدريب مع قسمي الإدارة، والموارد البشرية، وخبراء المادة، والمتدربين. تضمن هذه النقاشات اتخاذ القرارات وإعداد خطط التدريب بناءً على احتياجات الموظفين وأهداف الشركة.

10. التعلم المستمر

يجب أن يواظب المدرب على تحديث مهاراته ومعلوماته، ومواكبة التوجُّهات والتطورات التي يشهدها قطاع التدريب، كما ينبغي أن يعمل على تنمية شغفه وحماسه للتعلم المستمر لكي يكون مصدر إلهام للمتدربين.

في الختام

لقد تغيرت المهارات والأدوات التي يحتاج إليها المختصون في تدريب الموظفين مع تغير نمط الحياة، وتطور الأدوات التكنولوجية، وتزايد الاعتماد عليها في الشركات. قدم الجزء الأول من المقال 10 مهارات ضرورية لتدريب الموظفين، ويبحث الجزء الثاني منه في أبرز الأدوات التي تساعد في إعداد وتطبيق برامج التدريب.