12 نصيحة للمدراء لتقديم كوتشينغ فعال يستمتع به الموظفون
يُقدَّر دور الكوتش في الألعاب الرياضية إلى درجة كبيرة، لكنْ لسببٍ ما نادراً ما يُنظَر إلى دور الكوتش في بيئة العمل بنفس الطريقة، وغالباً ما يُنظَر إلى المديرين على أنَّهم مشرفون بدلاً من أنَّهم منتورز، لكنْ في الواقع الكوتشينغ في بيئة العمل هو بنفس أهمية الكوتشينغ في الملعب.
يُعَدُّ الكوتشينغ المُقدَّم للموظفين جزءاً هاماً من العملية المستمرة التي تهدف إلى إدارة الأداء، وعندما يُضاعِف المديرون من إمكانات الموظفين ويُقدِّمون الدعم لهم، فإنَّهم يمهدِّون الطريق لفريقهم من أجل التطوُّر وتحقيق النجاح على مستوى الشركة.
يُعزِّز المديرون الناجحون العلاقات الصادقة والصريحة مع الموظفين، والتي من شأنها أن تحفِّزهم وتزيد من مشاركتهم.
12 نصيحة تساعدك على إتقان الكوتشينغ المقدَّم للموظفين:
1. قدِّم للموظفين تغذية راجعة متكررة على فترات منتظمة:
يتوق الموظفون إلى الحصول على تغذية راجعة بنَّاءة من مديريهم، ولكنَّهم لا يحصلون عليها دائماً. يرغب موظفوك في معرفة رأيك في أدائهم، وما هي الأمور التي يبلون فيها حسناً، وما هي الأمور التي يحتاجون فيها إلى إجراء تحسين.
اسعَ إلى تخصيص وقت لتقديم التغذية الراجعة حول أداء الموظف، واستخدِم اللقاءات الفردية والجلسات الفعَّالة لتقديم التغذية الراجعة بصورة منتظمة، وضع في حسبانك وضع تذكيرات في تقويمك كي تقدِّم التغذية الراجعة بشكل مستمر لكل موظف.
2. أَنشِئ ثقافة تحفِّز أعضاء الفريق على تقديم التغذية الراجعة لبعضهم بعضاً:
على العكس من الاعتقاد الشائع، فإنَّ التغذية الراجعة لا يجب أن تُقدَّم من المدير فقط، ويجب تشجيع الموظفين على تقديم التغذية الراجعة لبعضهم بعضاً ولك بصفتك مديرهم. اسعَ إلى تكريس ثقافة لدى فريق العمل تشجِّعهم على إنشاء حلقة تغذية راجعة ذاتية، ويؤدي ذلك إلى محادثات مستمرة تُوفِّر للموظفين على جميع مستويات الشركة الفرصة لسماع آرائهم ووجهات نظرهم.
3. شجِّع الموظفين على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم:
لا تريد طبعاً أن يُصاب موظفوك بالإرباك، لكنْ يجب في نفس الوقت تشجيعهم على الخروج من منطقة الراحة الخاصة بهم؛ لأنَّ ذلك يساعدهم على تطوير أنفسهم والارتقاء بمستوى أدائهم إلى أعلى الدرجات.
من الممكن أن ينكفِئ الموظفون عن المشاركة عندما يفتقرون إلى الاهتمام في عملهم؛ ولذلك غالباً ما يجب أن تقدِّم لهم تحديات وتغذية راجعة بصورة منتظمة، بالإضافة إلى المديح؛ لأنَّ ذلك يشجِّعهم على تحسين أدائهم وتطوير ذواتهم.
حدِّد مجموعة المهارات والتجارب التي يتمتع بها كل موظف، ومن ثم اطلب منهم العمل على مهام أو مسؤوليات جديدة تساعدهم على تحسين أدائهم، واحرص على أن تكون مُتاحاً ومستعداً للإجابة عن أسئلتهم عندما يحتاجون إليك.
4. كن منفتحاً على أفكار موظفيك:
الإصغاء إلى الموظفين هو جزء أساسي من الكوتشينغ؛ حيث يتيح لك الفرصة لاستكشاف مفاهيم جديدة لم تفكِّر فيها في السابق، كما أنَّه يعزِّز شعور الموظف بأنَّ رأيه محط اهتمام. غالباً ما يزداد مستوى مشاركة الموظف ويسعى إلى بذل المزيد من الجهد عندما يشعر بأنَّك تحترم رأيه وتقدِّره.
خصِّص الوقت الكافي للاستماع إلى التغذية الراجعة التي يقدِّمها لك الموظف بشكل فردي، بالإضافة إلى استطلاعات الرأي الخاصة بالموظفين، ويمكن أن يساعد الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة للموظفين على تكوين فكرة أكثر وضوحاً عن التجربة التي يخوضونها.
5. شجِّع الموظف على التعلُّم من الآخرين:
لا يُوجَد موظفون متشابهون تماماً، فكل موظف لديه خلفية مختلفة وكل وموظَّف لديه شخصية مختلفة ونقاط قوة وضعف خاصة به، ويؤدي تعزيز تواصل الموظفين مع بعضهم بعضاً إلى زيادة فرص النجاح وإنشاء بيئة عمل تحثُّ على التواصل.
حفِّز موظفين على التفاعل مع بعضهم بشكل منتظم؛ وبذلك يتعلَّمون من بعضهم بعضاً مهارات وأساليب جديدة، وسيساعد المناخ - الذي يُشجِّع على تبادل وجهات النظر - على تكريس ثقافة أكثر تنوعاً وشمولاً في الشركة.
6. اطلبْ رأي الموظفين:
الموظفون ليسوا الوحيدين الذين يملكون فرصة التعلُّم من بعضهم بعضاً؛ بل تستطيع أنت أيضاً التعلُّم، فكُنْ منفتحاً خلال المحادثات وقدِّم دائماً الأفكار أو التقنيات الجديدة للفريق. يُظهِرُ اهتمامك بالحصول على التغذية الراجعة من موظفيك بأنَّك على استعداد للإصغاء إليهم وأنَّك تسعى دائماً إلى التحسين.
يتيح طلب التغذية الراجعة ببساطة الفرصة لحوار صريح، كما يتيح الفرصة للموظَّف للتعبير عن رأيه وأفكاره، وتساعد هذه الإجراءات على إضفاء مناخ من الديمقراطية على بيئة العمل بدلاً من الديكتاتورية. احرصْ على تدوين الملاحظات ومتابعتها بمجرد سماعها من أعضاء الفريق.
7. عزِّز ثقة الموظف بنفسه:
من المرجَّح أن يتمكَّن الموظفون الواثقون من أنفسهم من تحقيق أهدافهم أكثر من أقرانهم الذين يفتقرون إلى الشعور بالدعم وفقدان الإرشاد، ومن الهام للغاية عندما تُقدِّم الكوتشينغ والتغذية الراجعة للموظفين أن تمنحهم الثقة أيضاً.
حاوِلْ تخصيص الوقت للثناء على أداء الموظفين العالي والجهد الإضافي الذي يبذلونه، واحرص أيضاً على معرفة الأسلوب الذي يحبُّ من خلاله الموظفون تلقِّي الثناء، لكنْ اسعَ دائماً إلى الثناء عليهم أمام الآخرين؛ وبذلك يلاحظ الموظفون الباقون ذلك، ويعزز الثناء على مساهمات الموظفين ثقتهم بأنفسهم ويُهيِّئهم للنجاح.
8. تجنَّب القيام بالعمل نيابةً عن الموظف:
قد تميل - عندما تلاحظ بطئاً في مهمة ما أو خطأً في إنجازها - إلى القيام بها وإنجازها بنفسك، وقد يكون ذلك مفيداً على الأمد القصير، ولكنَّ الموظفين يحتاجون إلى التعلُّم من خلال التجربة والخطأ، وبدلاً من القيام بالمهمَّة نيابةً عنهم؛ حاوِلْ أن تُعلِّمهم كيف يتعاملون مع الوضع من خلال توفير الإرشاد، واطرحْ أسئلة إرشادية وساعدهم على تجاوز الصعوبات، وتذكَّر أنَّ الكوتش الماهر يرشد الفريق إلى طريق تحقيق النجاح.
9. تقبَّلْ الفشل وادعم الموظفين عند حدوث الأخطاء:
لا تسير الأمور - في بعض الأحيان - كما هو مُخطَّط لها، وتُوجَدُ دائماً احتمالية لحدوث الأخطاء والفشل، وهذا جزء طبيعي من أي عمل، ولكنَّ ما يهمُّ حقاً هو طريقة تعاملك مع الفشل.
صحيح أنَّ تقبُّل الفشل والانتقال إلى المهمة التالية قد يؤدي إلى انخفاض توقعات الأداء، ولكنَّك لا تريد في نفس الوقت تحطيم معنويات موظفيك بسبب ما ارتكبوه من أخطاء.
اطلبْ من موظفيك شرح الخطأ الذي حدث، وكيف كان من الممكن أن يقوموا بالمَهمَّة بشكل أفضل، وحفِّزهم على التفكير في الفرص المُتاحة، وكيف يمكنهم تحسين أدائهم في المستقبل، وبعبارة مختصرة؛ يجب أن تكون إيجابياً ومركِّزاً في الحلول.
10. امتدحْ الموظفين كثيراً:
من الممكن حدوث الأخطاء كما من الممكن تحقيق النجاح، ويفرط المديرون أحياناً في تقديم الكوتشينغ من خلال النقد البنَّاء بدلاً من الاحتفاء بإنجازات الموظف. لا ترتكبْ هذا الخطأ، فعندما يُحقِّق موظفك النجاح أو ينجز العمل المطلوب على أحسن وجه، فاجعله يعرف أنَّك لاحظتَ ذلك.
يمكن أن يكون الثناء بسيطاً مثل رسالة شكر أو فنجان قهوة أو تعبير صريح عن هذا الثناء خلال الاجتماع مع الفريق، ويمكن لبعض الثناء أن يُحقِّق نتائج مذهلة على صعيد دعم الموظف وبناء فريق ناجح.
11. ضع خطَّة لتحقيق الأهداف:
إذا كنت ترغب في جعل الفريق يمضي نحو تحقيق هدف معيَّن، فيجب أن توضِّح له خطة العمل، وتحديد الأهداف هو الطريقة الأكثر وضوحاً وفعالية لتحقيق ذلك.
اجتمعْ مع الموظفين لتحديد أهداف شخصية تساعدهم على تطوير حياتهم المهنية وتعزيزها، واعمل على ربط هذه الأهداف بالمعايير الأكثر شمولاً وبالشركة ككل. إنَّ جعل الأهداف منسجمة مع قيَم الشركة بهذه الطريقة سيمنح الموظفين صورة واضحة عن كيفية مساهمة عملهم في نجاح الفريق والشركة.
12. اطلبْ من الموظف أن يُوضِّح ما يُمكِنُكَ القيام به للمساعدة:
لا يكتفي الكوتشز البارعون في مراقبة متلقي الكوتشينغ وهو يحاول اكتشاف طريقة تحقيق النجاح؛ بل يشجعون فريقهم على الدوام ويبحثون عن حلول لمساعدته على النجاح.
دعْ موظفيك يعرفون أنَّه يمكنهم اللجوء إليك لطرح أسئلة أو التعبير عن مخاوفهم، واستخدِمْ المناقشات الفردية لفهم التحديات التي يواجهونها وبناء خطة معاً. أنت موجود لمساعدتهم ويجب أن يشعروا بالراحة عند طلب النصيحة أو المساعدة.
في الختام:
يمكن للكوتش من خلال التفاعل الصادق والمؤثِّر أن يرتقي بمستوى أداء الفريق إلى مراحل عالية؛ لذلك فإنَّ الأمر المُشترَك بين هذه النصائح هو أن تحاول دائماً إظهار ثقتك في قدرات موظفيك؛ وبذلك يمتلكون الثقة والحافز اللازمين لتحقيق النجاح.