13 مهارة تميز المدرب الناجح


يؤدي المدرب دوراً محورياً في نجاح المؤسسة، فهو المسؤول عن إعداد الدورات التدريبية، ومساعدة الموظفين في تطوير إمكانياتهم، وغالباً ما يتميز عن بقية أعضاء الفريق بخبرته وكفاءته.

حيث ينجح المدرب في تأدية هذا الدور المحوري عبر توفير الظروف المناسبة لتنمية إمكانيات الموظفين والمساهمة في إضافة المزيد من المهارات والكفاءات إلى مكان العمل.

ويجب أن يسعى المدرب لاكتساب المهارات التي تؤهله للتعامل مع تغير متطلبات وظروف إجراءات التدريب والتطوير.

المهارات المطلوبة من المدرب

تضم هذه المهارات المؤهلات والإمكانات التي تسمح للمدرب بتحقيق النجاح في عمله مثل التحدث أمام العامة الذي يتطلب التفاعل مع الحاضرين، والمهارات الاجتماعية التي تساعد في تكوين علاقات سوية، وغيرها من الإمكانيات والقدرات.

يعجز المدرب عن مساعدة الموظفين في تطوير إمكانياتهم إذا كان يفتقر للمهارات المطلوبة؛ حيث يعتمد نجاح التدريب اعتماداً رئيساً على كفاءة المدرب ومؤهلاته.

مهارات التدريب

في ما يلي 13 مهارة تميز المدرب الناجح:

1. مهارات حل المشكلات

يجب أن يتمتع المدرب بمقدرة بارزة على تحديد المشكلات غير المحسوبة، ووضع خطط العمل اللازمة للتعامل معها. لا بد أن يواجه المدرب أحداث ومواقف لم يتوقّعها ولم يخطط للتعامل معها، مما يتطلب منه اعتماد عقلية تحليلية تساعده في إيجاد الحلول المناسبة. تُعرف المهارات التحليلية بأنّها مكتسبة، ويجب أن يعمل المدرب على تنميتها وإتقانها لكي ينجح في عمله. كما يجب أن يتمتع بمقدرة بارزة على ابتكار حلول مستعجلة للمشكلات الطارئة غير المحسوبة لكي ينجح في ضبط تجربة التدريب وتحقيق النتائج المرجوة منها.

2. مهارات التواصل

تعتمد جودة التواصل على كل من الفكرة وأسلوب طرحها في آنٍ معاً، وتُعتبَر هذه المهارة بالغة الأهمية في قطاع التدريب؛ لأنّها تضمن نقل المعلومات بوضوح وتجنب إساءة الفهم. تزداد فعالية جلسات التدريب وتنجح في تحقيق الأهداف المطلوبة عندما يكون المدرب بارع في نقل المعلومات وشرحها للمشاركين.

تأتي الأهمية البالغة لمهارات التواصل من كونها تساعد المدرب في توثيق علاقته مع المشاركين، مما يسهم في تحسين التجربة وتحقيق النتائج المرجوة منها.

3. مهارات الإصغاء الفعال

تقتضي مهارات الإصغاء الفعّال تركيز كامل الانتباه على كلام المتدرب بغية فهم المعنى الذي يرمي إليه، وتكوين فكرة عن الصعوبات التي يواجهها في التدريب، واستخدام هذه المعلومات في إجراء التعديلات والتحسينات اللازمة على المحتوى والبرنامج.

يجب أن تركز كامل انتباهك على كلام المتدربين لكي تشجعهم على الإصغاء والتفاعل معك أثناء الشرح.

يعتمد نجاح التدريب على مهارات الإصغاء الفعّال؛ لأنّها تبرز اهتمام المدرب وتعاطفه مع المشتركين، وتساعدهم في التخلص من مخاوفهم، وتضمن رضاهم عن التجربة.

مهارة تميز المدرب الناجح

4. مهارات الإدارة

يتولى المدرب مسؤولية إنجاز عدد كبير من المهام خلال فترة زمنية قصيرة، وهنا يبرز دور مهارات الإدارة في ترتيب الأولويات بطريقة تضمن العمل بإنتاجية عالية وتحقيق الأهداف المطلوبة من التدريب.

كما تفيد هذه المهارات في تعزيز فعالية تجربة التدريب، وضمان تحقيق أقصى فائدة ممكنة من الموارد المخصصة للبرنامج، وتجنُّب هدر الوقت والميزانية المخصصة للتدريب، وتقليل احتمال التعرض للمشكلات التي تحد من فعالية التجربة مثل تدني مستوى الأداء وعدم التزام المشاركين.

5. مهارات التنظيم

تضمن مهارات التنظيم نجاح المدرب في تأدية عمله؛ لأنها تساعده في إعداد خطط العمل، والتوفيق بين المهام، وتحضير الجلسات، وإدارة الموارد، ومتابعة سجلات تقدم المتدربين. كما تساعد هذه المهارات في ترتيب الأولويات، وتضمن الإحاطة بكافة إجراءات العمل وعدم إغفال أي خطوة منها، وهو ما يسهم بدوره في تأمين بيئة منظمة تعزز من فعالية التجربة وتتيح للمتدرب إمكانية اكتساب المعلومات المطلوبة.

6. مهارات التحفيز

يجب أن يتمتع المدرب بمقدرة بارزة على رفع معنويات المشاركين وتأمين بيئة إيجابية وداعمة لمساندتهم في الأوقات الصعبة ومساعدتهم في التغلب على فتور الهمّة والإحباط.

ولا تهدف برامج التدريب إلى تلقين المعلومات فقط، بل إنها تقدم للمتدربين خبير مسؤول عن مساعدتهم في التغلب على الصعوبات وضمان تقدمهم خلال البرنامج.

أحياناً تكون جلسات التدريب صعبة، وخاصة عندما يعجز المتدرب عن فهم المعلومة، ولا يكون متحمس لحضور الجلسة أو التفاعل مع الآخرين نتيجة سوء حالته المزاجية.

تساعد مهارات التحفيز في التغلب على هذه المشكلة وضمان نجاح جلسات التدريب في تحقيق الأهداف حتى عندما يفتقر المشاركون للإلهام والحماس المطلوب.

7. مهارات إدارة الوقت

تقتضي مهارات إدارة الوقت، الدقة في المواعيد واحترام وقت كل من المدرب والمشاركين، وضمان شرح محتوى التدريب وفق الخطة الزمنية الموضوعة دون أن تضطر للاستعجال أو المماطلة. كما تساعد هذه المهارات في ترتيب المهام بطريقة تضمن تحقيق أقصى فائدة ممكنة من التدريب، وتخصيص ما يكفي من الوقت للنقاشات، والاستراحات، والتمارين العملية، وجلسات الأسئلة والأجوبة، وتساعد في زيادة فعالية وكفاءة جلسات التدريب وتقديم تجربة شاملة لجميع المشاركين.

8. مهارات الإحساس بالآخرين

يختلف الأفراد في تصرفاتهم وسلوكاتهم، ويقع على عاتق المدرب مهمة إدراك مشاعر المشاركين في التدريب والتجاوب معها.

تهدف مهارات الإحساس بالآخرين إلى تقدير مشاعر المشاركين في التدريب، وإبداء التعاطف نحوهم، وضمان حسن سير التجربة بسلاسة وفعالية.

يجب أن يوافق جميع المشاركين دون استثناء على مواضيع الدورة التدريبية لكي تضمن تفاعلهم واندماجهم خلال الجلسات. يفشل البرنامج في تحقيق الأهداف المطلوبة عندما يفتقر المدرب لمهارات الإحساس بالآخرين، ويمكن أن يؤدي هذا السلوك إلى استياء المشاركين وتخفيض فعالية التجربة.

مهارة تميز المدرب الناجح

9. مهارات الذكاء العاطفي

يمكن أن يتعرض المدرب لإجهاد نفسي كبير أثناء تطبيق البرنامج، وقد يواجه بعض الصعوبات بين الحين والآخر. يتميز المدرب المتمكِّن عن غيره بقدرته على التعامل مع الصعوبات المرافقة لتطبيق البرنامج.

يعبّر الذكاء العاطفي عن قدرة الفرد على إدراك مشاعر الآخرين، وتقتضي وظيفة المدرب ضبط الحالة العاطفية للمشاركين في البرنامج.

يجب أن تعرف متى تكون المعنويات مرتفعة، وتبذل ما بوسعك لتلطيف الأجواء وتحفيز الحاضرين عندما يسوء مزاجهم وتفتر همتهم. حاول أن تخصص بعض الوقت للتحدث مع المتدربين والاستعلام عن الصعوبات التي يتعرضون لها.

تساعد المحادثات في جمع المعلومات عن المشاركين، وتقوية علاقتك معهم، والاستفادة من هذه الألفة في تحسين تجربة التدريب.

10. مهارات تسوية النزاعات

من الطبيعي أن تحدث بعض النزاعات والخلافات أثناء تطبيق برنامج التدريب، وهذا يضع على عاتق المدرب مسؤولية الاطلاع على تقنيات تسوية النزاعات.

في ما يلي 3 أسباب شائعة لنشوب الخلافات أثناء التدريب:

  • عدم انسجام المتدربين مع بعضهم أو مع المدرب.
  • عدم اقتناع المتدربين بالمعلومات.
  • تعارض وجهات نظر المتدربين.

يتميز المدرب المتمكِّن بقدرة بارزة على إدارة النزاعات وإيقاف تصعيد الخلافات والحرص على مراعاة مشاعر كافة الأطراف المعنية. ثمَّة مجموعة متنوعة من التقنيات والطرائق التي تُستخدَم للتعامل مع هذه المواقف، ويقع على عاتق المدرب مسؤولية اختيار الأسلوب المناسب لتسوية النزاع وضمان نجاح برنامج التدريب.

11. مهارات التأقلم

من الطبيعي أن يواجه المدرب ظروف ومواقف لم يتوقع حدوثها، وهنا تبرز أهمية القدرة على ابتكار الحلول المستعجلة والتكيف مع المسائل الطارئة غير المحسوبة.

يمكن أن تشمل هذه الحوادث غير المتوقعة فشل أدوات التدريب في تحقيق النتيجة المرجوة، أو التعرض لسؤال لم يخطر لك من قبل، أو نسيان أحد المواد في المنزل على سبيل المثال. لا بد أن تتعرض لبعض المواقف والظروف غير المحسوبة، وعندها يجب أن تتأقلم معها ولا تسمح لها بالتأثير في جودة برنامج التدريب.

تضمن القدرة على التأقلم عدم تأثير المواقف غير المحسوبة على تجربة المشاركين، وتتيح للمدربين إمكانية التعامل مع الوضع مهما كان مفاجئاً وغير متوقعاً.

12. مهارات القيادة

تميز مهارات القيادة المدرب المتمكِّن، وتساعده في توجيه المشاركين في كافة مراحل التجربة، وتضمن سير البرنامج بسلاسة وفعالية.

يتميز القائد الملهِم بقدرة بارزة على استثمار إمكانات أعضاء الفريق، وتشجيعهم على المشاركة الفاعلة في تجربة التدريب.

ليس ثمّة نهج أو أسلوب قيادي مناسب لجميع الحالات؛ حيث يفضل بعض المدربين تطبيق تقنية تدريب الأقران، أو الإصغاء إلى أفكار المشاركين ومساعدتهم في تحسينها، أو توجيههم لاكتشاف إمكانياتهم وقدراتهم.

تساعد مهارات القيادة في تعزيز القدرة على إجراء التغييرات، وترسيخ ثقافة التعلم المستمر، وتطوير إمكانات القوى العاملة في المؤسسة.

13. الحماس للتعلم المستمر

يجب أن يواظب المدرب على التعلُّم بشغف وحماس لكي يكون مصدر إلهام وقدوة حسنة للمشاركين، وهذا لا يتوقف على مواكبة المهارات والدورات التدريبية الجديدة فقط؛ بل إنّه يتطلب الانفتاح والسعي للابتكار والإبداع. تتيح هذه النزعة للمدرب إمكانية مواكبة التطورات الجارية، مما يساعده في إعداد دورات تدريبية تأخذ بعين الاعتبار ظروف العمل الحالية، وتساعد المشاركين في تحقيق أهدافهم.

يعني الشغف للتعلُّم المستمر أنك لا تخشى الاعتراف بأخطائك وتصويبها، وتحاول استثمار جميع الفرص والتجارب المتاحة للتعلم والتطور. يعرف الجمهور المستهدف، بهذه الطريقة، أنّك تواظب على تطوير نفسك وتحديث الأساليب والأدوات التي تستخدمها لمساعدة المتدربين في تنمية إمكانياتهم.

في الختام

يعتمد المدرب الناجح على مجموعة متنوعة من المهارات التي تضمن له القدرة على توجيه وتطوير المتدربين بفعالية. تؤدي كل مهارة دوراً حاسماً في نجاح تجربة التدريب سواءً كانت هذه المهارات تتعلق بحل المشكلات، أو التواصل الفعّال، أو حتى التحفيز. إنَّ الشغف بالتعلم المستمر هو المفتاح لتعزيز الكفاءة؛ حيث يضمن المدرب بقاءه في طليعة المعرفة وتقديم أفضل ما لديه للمشاركين، مما يعزز بيئة التعلم المستدامة في المؤسسة.