14 تقنية وأداة كوتشينغ فعالة


يمكن لتقنيات وأدوات الكوتشينغ - إن استُخدمت استخداماً صحيحاً - تغيير حياة العميل، ومساعدته على تحقيق النمو المستمر، والازدهار، والنجاح المستدام.

يتجاوز الكوتشينغ المؤثر القدرة على طرح الأسئلة الصحيحة بالترتيب الصحيح؛ حيث يتمتع الكوتشز المتميزون بالخبرة اللازمة لتوجيه عملائهم خلال عملية التغيير، وتنمية قدراتهم، وتمكينهم من الوصول إلى كامل إمكاناتهم، والتغلُّب على العقبات، وتحقيق النجاح المستدام.

فيما يلي أكثر 14 تقنية وأداة كوتشينغ فاعلة لتحسين أداء عملائك وتعزيز مهاراتك في الكوتشينغ:

1. التحقق من التقدم قبل بدء الجلسة

اطلب من عملائك ملء استبيان موجز قبل كل جلسة كوتشينغ، لكي تتعرف أنت والعملاء إلى مدى التقدُّم والنجاح الذي أحرزوه منذ الجلسة الأخيرة، وتكتشف ما إذا كان هناك عقبات أو تحديات يواجهونها، مما يبين لك بوضوحٍ ما يزعجهم في الوقت الحالي، وما يجب عليهم التركيز عليه في جلستهم التالية.

تساعد هذه التقنية عملاءك على الاستعداد ذهنياً للاجتماع القادم وتجعل الاستعدادات فعالةً للغاية؛ إذ لن يكون هناك مفاجآت، وستتمكن بسهولة من تعديل الجلسة لتناسب احتياجاتهم، كما يمكنك توظيف هذه التقنية لتقديم كوتشينغ فعال للمجموعات والفرق باستخدام الإجابات كنقطة انطلاق للاجتماع التالي.

2. استخدام تقنية وضع الأهداف الذكية (SMART)

تعني تقنية وضع الأهداف الذكية (SMART) أن تكون الأهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وواقعية ومؤطرة زمنياً.

تضع هذه التقنية هيكلاً واضحاً للأهداف؛ حيث يكون لكل هدف عناصر واضحة يمكن التحقق منها بدلاً من أن تفتقر تفاصيله إلى الوضوح، على سبيل المثال، يُحوِّل نموذج الأهداف الذكية (SMART) هدفاً عامَّاً مثل "تطوير العمل" إلى خطواتٍ عمليَّةٍ مفصلة كما يلي: سأكسب خمسة عملاء جدد لعملي في الكوتشينغ خلال هذا الشهر عن طريق طلب التزكية من عملائي الحاليين، وكتابة مقالتين مفيدتين، ونشرهما في مدوَّنتي وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، مما يسمح لي بزيادة أرباحي، وبناء مهنة كوتشينغ مزدهرة. 

3. تشجيع العملاء على كتابة ومشاركة ملاحظاتهم بعد كل جلسة

شجع عملاءك على مشاركة ملاحظاتهم واستنتاجاتهم من كل جلسة معك ليعرفوا القيمة التي حصلوا عليها من الكوتشينغ الذي تقدِّمه لهم، ويمكنك مساعدتهم على فعل ذلك بسهولة من خلال عدد قليل من الأسئلة البسيطة مثل: "ما العبرة من هذه الجلسة؟".

تساعدك تقنية الكوتشينغ هذه على استيضاح الأمور وتجنُّب سوء الفهم، ويمكنك تسجيل هذه الملاحظات في مكان خاص بحيث تصل إليه أنت والعملاء لإعادة قراءتها وتلخيصها في أي وقت لاحق من عملية الكوتشينغ.

4. طرح أسئلة مفتوحة

تسمح الأسئلة المفتوحة لعملائك بإضافة المزيد من المعلومات، بما في ذلك مشاعرهم ومواقفهم وفهمهم لموضوع معين؛ وتتيح للكوتش معرفة أفكار العملاء ومشاعرهم الحقيقية حول ذلك الموضوع. 

5. قوة الكتابة

يُعدُّ تدوين الخطط والأهداف الخطوة الأولى نحو تحقيقهما، فهو يُلزم عملاءك باتخاذ الإجراءات اللازمة، خاصة عند مشاركته وحفظه مع شخص آخر كالكوتش مثلاً، فالكتابة مثالية للعمل برويَّة ومساعدة العملاء على التعرف إلى تقدُّمهم والتعبير عن مشاعرهم أو أفكارهم، مما يجعل الأهداف واضحة ليبدأ بعدها حوار داخلي.

تعزز الكتابة قدرة العميل على الملاحظة والتركيز في أثناء عملية التغيير أو التطوير، كما أنَّ الكتابة المنتظمة مرتبطة بتحسُّن الحالة المزاجية وتقليل مستويات التوتر؛ حيث أظهرت دراسة أُجريت على مجموعتين أنَّ الأشخاص الذين يكتبون الأهداف ويُعدُّون تقريراً أسبوعياً عن التقدُّم، حققوا أهدافهم بنسبة 76%، أما المشاركين من المجموعة الثانية الذين لم يكتبوا أي شيء، حققوا أهدافهم بنسبة 36% فقط، فالكتابة تقنية فاعلة لمساعدة العملاء على تحقيق نتائج مستدامة في الكوتشينغ.

6. التركيز على العملاء والاهتمام بهم

تنفَّس بهدوء قبل كل جلسة لمدة دقيقتين، وبمجرد أن يبدأ اجتماعك، حاول تجنُّب مصادر التشتيت، وركز على عملائك تركيزاً كاملاً، وأظهر اهتمامك بهم، قد يبدو هذا بديهياً ولكنَّه خطوة هامة لبناء الثقة وبناء علاقة كوتشينغ مثمرة.

7. تقديم تغذية راجعة مستمرة

أجرِ استطلاعات رأيٍ دورية يشارك فيها العملاء تقدُّمهم أو تجاربهم أو نجاحهم أو التحديات التي يواجهونها؛ حيث تُعدُّ التغذية الراجعة المستمرة بين الجلسات طريقة مثالية لمراقبة وتقييم فاعلية الكوتشينغ، كما أنَّها تُظهر لعملائك اهتمامك بتقدمهم، مما يمنحهم شعوراً بأنَّهم ليسوا وحدهم في مواجهة تحدياتهم، وبذلك تحصل على معلومات لا تُقدَّر بثمن من شأنها أن تساعدك على التعامل مع حالة العميل، والاستعداد لاتخاذ الخطوات التالية وتعديلها؛ حيث تُساعد تقنية الكوتشينغ هذه عملاءك على تحمُّل مسؤولياتهم والالتزام بتحقيق أهدافهم.

8. مفكرة الكوتشينغ

تساعد مفكرة الكوتشينغ الدورية التي يُدوِّن فيها عملاؤك أفكارهم والتقدم الذي أحرزوه على تطوير واكتساب الوعي الذاتي، تشبه مفكرة الكوتشينغ التغذية الراجعة المستمرة آنفة الذكر؛ حيث يمكن لعملائك تدوين عواطفهم وتجاربهم وملاحظاتهم وتحدياتهم ونجاحاتهم وأفكارهم ومشاعرهم دون الانتظار حتى الجلسات التالية التي قد يكون موعدها بعد أسبوع أو أسبوعين، مما يوفر لهم فرصة مشاركة ما يدور في أذهانهم على الفور، ويمنحهم شعوراً بأنَّك معهم وتستمع إليهم حتى لو لم تكن موجوداً في تلك اللحظة التي قد تكون في الليل أو النهار أو في محطة القطار أو في أثناء انتظارهم في عيادة الطبيب

وبذلك تُمكِّنهم مفكرة الكوتشينغ من التركيز على أنفسهم فقط دون الشعور بضغط الوقت وبعيداً عن المشتتات، وبعد تدوين أفكارهم على اللابتوب أو الهاتف الذكي من خلال برنامج كوتشينغ مُخصَّص لهذا الغرض، يمكنهم دائماً إعادة قراءة وتلخيص الأفكار السابقة في وقت لاحق؛ وعند اطلاعك على هذه الأفكار، ستحصل على معلومات ثمينة تساعدك على الانتقال إلى المستوى التالي من عملية الكوتشينغ.

9. واجبات منزلية لتعزيز المساءلة

بغض النظر عن تسميتها، تدعم هذه الواجبات العمل الذي يؤديه العملاء خلال جلسة الكوتشينغ، فهي تساعدهم على التفكير واتخاذ الإجراءات وتحقيق الأهداف المرحلية الضرورية للوصول إلى هدفهم الأكبر، ومعرفة ما إذا كانت الخطط الموضوعة في جلسات الكوتشينغ تُطبَّق بالفعل، مما يوفر لهم فرصة التركيز على خططهم وأفكارهم وأهدافهم.

يحصل عملاؤك على دليل إرشادي لتطبيق ما تعلَّموه من الكوتشينغ في الحياة الواقعية، ويتحملون مسؤولية تطورهم وأفعالهم ونجاحهم خلال عملية الكوتشينغ وفي الحياة عموماً، ويُكلَّف العملاء عادة بتنفيذ هذه الواجبات في تاريخ معين مع بعض رسائل التذكير التلقائية لتعزيز مساءلتهم، مما يجعلها أسلوباً ناجحاً ليس فقط في العمل أو كوتشينغ الحياة.

10. نموذج جرو (GROW)

هو طريقة بسيطة لتحديد الأهداف وحل المشكلات في الكوتشينغ، ويتضمن 4 مراحل:

  • الهدف (Goal): هو الهدف الذي يريد العميل تحقيقه، ويجب تحديده بوضوح، ويمكن دمجه مع تقنية الهدف الذكي (SMART) آنفة الذكر.
  • الواقع (Reality): يمثل الوضع الراهن؛ حيث يصف العميل وضعه الحالي ومدى قربه من تحقيق الهدف.
  • العقبات والخيارات (Obstacles and Options): تحديد العقبات التي تحول بين العميل وتحقيق أهدافه، لتبدأ بعدها مرحلة إيجاد طرائق مناسبة للتغلب عليها، وهي مرحلة الخيارات.
  • طريقة المضي قدماً (Way forward): بمجرد تحديد الخيارات، يجب تحويلها إلى خطوات عمل تساعد عميلك على تحقيق أهدافه.

11. قائمة مهام مشتركة

يلتزم العملاء بخطوات وخطط عمل متنوعة خلال جلسات الكوتشينغ، وبمجرد أن يكتبوا هذه المهام ويشاركوها معك، تدخل حيز التنفيذ، وتمثل عقداً بينك وبينهم وتعزز عملية مساءلتهم، ويمكنك حينئذٍ أنت والعملاء معرفة ما تحقَّق من إنجازات وما لم يتحقَّق بعد في أي لحظة في أثناء عملية الكوتشينغ، وبذلك تعرف ما إذا كان هناك مماطلة أو صعوبات تحتاج إلى دعمك، وتساعد قائمة المهام المشتركة على تحديد الأولويات، وتحقيق الأهداف المرحلية بوتيرة أسرع، وتتبُّع المكاسب الصغيرة في أثناء عملية الكوتشينغ.

12. تصوُّر تحقيق الهدف

تستند هذه الأداة إلى سؤال وجيه وشهير، وهي تقنية كوتشينغ تحفيزية للغاية؛ حيث سيعيش العميل تجربة ذهنية رائعة إذا طلبت منه أن يصف بالضبط يوماً مثالياً بعد تحقيق الهدف المنشود، ولكن ينبغي ألا يكون وصفاً غامضاً؛ بل وصفاً ليوم كامل من بدايته إلى نهايته، يتحدث فيه عن شعوره بعد الاستيقاظ، وعما سيفعله، وعن مشاعره، وبذلك يستخدم العميل خياله الإيجابي ليتصور ما يريده حقاً، ثم يمكنكما بعد ذلك العمل معاً لاتخاذ خطوات عملية لتحقيق هذا التصور على أرض الواقع.

13. تطوير مهارات الكوتشينغ

تتيح لك كل جلسة الفرصة لتصبح كوتشاً أفضل ولتعزز مهاراتك في الكوتشينغ، فاحرص على كتابة بعض الأفكار بعد مغادرة العميل مباشرةً؛ إذ يمكنك تتبُّع ردود فعله تجاه الأسئلة، والتفكير في الأساليب والتقنيات التي استخدمتها في الجلسة لتقييمها ومعرفة مدى تأثيرها؛ لذا فكر في النجاح العام للجلسة، واسأل نفسك: هل هناك شيء مختلفٌ ستفعله إذا كان في إمكانك إعادة الجلسة؟ دوِّن التعليقات والخطط والملاحظات والأفكار لاستخدامها في الجلسة التالية، فكما يقول الممثل الأمريكي فيليب روزنثال (Philip Rosenthal): "عندما تكف عن محاولة تحسين أدائك، يصبح أداؤك سيئاً".

14. برامج الكوتشينغ الرقمية

إنَّ برنامج الكوتشينغ الرقمي هو عبارة عن منصة تدعمك أنت وعملاؤك في أثناء عملية الكوتشينغ بأكملها؛ حيث يُنظِّم تلقائياً تواصلك مع العملاء، ويُمكِّنك من تنفيذ جميع تقنيات وأدوات الكوتشينغ المذكورة في هذا المقال بسهولة، ويضمن لك نجاحاً مستمراً وطويل الأمد، ويوفر لك الكثير من الوقت الذي تحتاج إليه لأداء مهامك اليومية، مثل التحضير لجلسة الكوتشينغ ومهام ورقة العمل والوثائق.