20 تحدي يواجهه العاملون في مجال الكوتشينغ (الجزء الأول)
الكوتشينغ مهنة نبيلة ومربحة في آنٍ معاً، لكنها تحتاج لتوفر مقومات وخبرات تضمن نجاح الكوتش في مسيرته. يسعى كثير من الأفراد لدخول مجال الكوتشينغ، وثمة طلب كبير على هذه المهنة في كافة القطاعات. يحتاج الكوتش لتخصيص الكثير من الوقت والجهد لكي ينجح في عمله، ويمكن أن يواجه صعوبة في بداية مسيرته، وينبغي أن يتلقى التعليم والتدريب اللازم ويحصل على شهادات مُعتمَدة تؤهله لمساعدة العملاء في تحقيق أهدافهم.
تعريف الكوتشينغ
يمكن تعريف الكوتشينغ على أنّه عملية تعاون يقوم فيها شخص خبير يُطلَق عليه اسم الكوتش بمساعدة العميل في تحقيق أهدافه. تقتضي وظيفة الكوتش مساعدة العميل في تحديد أهدافه ووضع خطة العمل اللازمة لتحقيقها.
يقوم الكوتش بعد ذلك بمساعدة العميل في تطبيق خطة العمل، وتقديم تغذية راجعة تصف أداءه، وتقييم مقدار التقدم المُحرَز في سير العمل. يجب أن يكون الكوتش خبير في مشكلة العميل، ومعتاد على التعامل مع نمط شخصيته ونقاط القوة التي تميزه، وهو يحتاج من ناحية أخرى للتحلي بالموضوعية والقدرة على تقديم النقد البنَّاء.
تشمل مؤهلات الكوتش الناجح مستوى متقدم من مهارات التواصل، والقدرة على تحفيز العميل، وامتلاك خبرة واسعة في مشاكل العملاء، ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم، والتحلي بعقلية إيجابية أثناء تطبيق ممارسات الكوتشينغ.
التعامل مع تحديات الكوتشينغ
تبرز صعوبات الكوتشينغ عندما لا تكون راضياً عن أدائك أو أسلوب عملك، أو التقدم المُحرَز، وقد تنجم هذه الحالة أيضاً عن التشكيك بجودة وفعالية الطرائق والتقنيات المستخدمة في جلسات الكوتشينغ.
يُفضَّل في مثل هذه الحالة أن تحلل الوضع وتبحث في الحلول المتاحة أمامك. في ما يلي مجموعة من النصائح التي تساعدك في التغلب على هذه الصعوبات:
- ركّز على الهدف النهائي أكثر من الوضع الراهن.
- تحلّى بعقلية إيجابية، وتعامل مع انتقادات الآخرين بموضوعية.
- تعلّم من الأخطاء، واستفدْ من التغذية الراجعة في تحسين الأداء.
- حدد السلوكات الخاطئة وتصويبها في الحال.
- جِدْ الحلول وتطبيقها.
- حدّث الطرائق والأساليب المستخدمة في تحقيق الأهداف.
- كوّن وجهات نظر شاملة عن الوضع الراهن.
- استفدْ من التغذية الراجعة السلبية.
التحديات الشائعة بين العاملين في مجال الكوتشينغ
تختلف التحديات والصعوبات من كوتش إلى آخر بحسب تجاربه مع العملاء. في ما يلي 20 تحدٍّ يواجهها العاملون في مجال الكوتشينغ:
1. التعامل مع العميل صعب المراس
يختلف الناس في طباعهم وشخصياتهم، وردود الفعل التي تبدر عنهم بحسب الموقف. يتصرف البعض بفظاظة في حين يتعامل آخرون بمنتهى اللطف واللباقة، كما يمكن أن يبدي بعض الأفراد حساسية شديدة تجاه أفعال وكلمات محددة. ينبغي أن تدرك أنَّ سلوكيات الإنسان تعتمد على حالته المزاجية والعاطفية، ومشاعره، ونمط شخصيته، وظروفه، والبيئة التي ينحدر منها.
يمكن أن ينجم عن تعكر مزاج الفرد أقوال وتصرفات فظة لا تبدر عنه في الأحوال العادية، وقد يتحدث بطريقة لا يستخدمها عادةً مع شخص معيَّن. بالتالي، يجب أن تتجنب تغيير معاملتك المعتادة مع الآخرين حتى لا يتأثر نمط التفاعل فيما بينكما. يمكن أن يضطر الكوتش للتعامل مع عميل صعب المراس يحتاج لمعاملة خاصة ومدروسة.
2. فرض السلطة
فرض السلطة ضروري لنجاح ممارسات الكوتشينغ والقيادة، وهو يتطلب إبراز القدرة على مساعدة العميل في تحقيق أهدافه. يجب أن تحرص على إبراز جدارتك وقدرتك، وهذا يتطلب منك التحلي بمهارات تواصل ممتازة وفرض احترامك على الآخرين. يمكنك أن تكسب احترام الآخرين عبر استخدام إشارات لغة الجسد، ونبرة صوت تبرز ثقتك بإمكانياتك وجدارتك.
حاول أن تقود جلسة الكوتشينغ بطريقة بنَّاءة وإيجابية، وفي حال اُضطرِرت لتقديم تغذية راجعة نقدية، عندئذٍ عليك أن تبرز سلطتك وجدارتك لكي تكسب ثقة العميل، كما يجب أن تطلب منه توضيح وجهات نظره وتقديم معلومات دقيقة عن الموضوع قبل اتخاذ القرار النهائي. يجب أن يدرك الكوتش أهمية التغذية الراجعة، ويطلب من عملائه إبداء رأيهم بأدائه وأسلوب عمله.
3. وضع حدود علاقة الكوتشينغ
يجب أن يضع الكوتش حدود واضحة ودقيقة تضمن عدم تعرضه للاستغلال من قبل العملاء. مشكلة الاستغلال شائعة في أوساط الكوتشينغ، ولكن يمكن أن يغفل عنها الكوتش ولا يدرك حاجته لتحديد قواعد العلاقة والالتزامات المطلوبة من الطرفين. بناءً على ما سبق، يجب أن تعرف حدودك الخاصة وتحمي نفسك من الاستغلال، فقد يؤثر غياب الحدود الواضحة والدقيقة سلباً على كل من الكوتش والعميل. يجب أن تكون حذراً عندما تتعامل مع شخص تعتقد أنه أهل للثقة لكي تحمي نفسك من المخاطر المحتملة.
4. تحفيز العملاء المتشائمين
التحفيز بالغ الأهمية في التجربة الإنسانية، وهو يتحكم بتصرُّفات الفرد وأسلوب حياته، لهذا السبب يتعين على الكوتش أن يكتشف دوافع العميل ويعتمد عليها في تحفيزه وتشجيعه على تحقيق أهدافه. يمكن أن يواجه الكوتش صعوبة في تحفيز العميل على الاجتهاد في العمل.
5. الالتزام بالتعلم المستمر
يجب أن يداوم الكوتش على تحديث معلوماته ومهاراته، ويمكن أن يواجه صعوبة في هذا الموضوع لأنَّ شخصيته تتغير وتتطور بشكل طبيعي مع مرور الوقت. بالتالي، ينبغي أن يلتزم الكوتش بتحديث مهاراته ومعلوماته ومشاركتها مع العملاء لكي يطور نفسه على اعتبار أنَّ التعلم يمثل جزء أساسي من التجربة الإنسانية. يساعد التعلم المستمر في تطوير شخصية الكوتش، وتعزيز قدراته الإبداعية، وتحسين مهاراته وأدائه وجودة الخدمات التي يقدمها لعملائه.
6. تسوية النزاعات
يتعرض الإنسان خلال حياته لمختلف أنواع النزاعات التي يمكن أن تحدث بين الأهل والأبناء، أو بين الأصدقاء، أو أفراد العائلة، أو زملاء العمل. يحتاج الكوتش لإتقان مهارات تسوية النزاعات لكي يكون قادراً على حل المشكلات قبل أن تتفاقم. تقتضي تسوية النزاعات تحديد أسبابها، ومعرفة الدوافع الكامنة خلف سلوكيات الأفراد، واستخدام هذه المعلومات في إيجاد الحلول المناسبة.
7. بناء الثقة مع العملاء
يعتمد نجاح تجربة الكوتشينغ على عنصر الثقة بين الكوتش والعميل، ولكن يمكن أن يواجه الكوتش صعوبة في بناء هذه الثقة. يقتضي بناء الثقة إثبات النزاهة، والمصداقية، والالتزام بالمعايير الأخلاقية لمهنة الكوتشينغ، وهو ما سيدفع العملاء لإكمال الجلسات لحين انتهاء البرنامج.
تساعد هذه الثقة في تشجيع العملاء على خوض التجارب والمحاولات الجديدة، مما يزيد من رضاهم عن أنفسهم ويسهم في تحسين جودة حياتهم.
8. التجاوب مع استفسارات العميل
يدرك الكوتش الناجح اختلاف طريقة طرح السؤال من عميل لآخر، وهو يقدِّر أهمية كافة الاستفسارات والأسئلة التي يطرحها العميل خلال النقاش حتى لو كانت تبدو غريبة وغير منطقية للوهلة الأولى.
9. زيادة فعالية العمل
يجب أن يحسن الكوتش إدارة وقته لكي ينجح في تحسين إنتاجيته وترتيب أولوياته وإنجاز أعماله في أقل وقت ممكن. ينبغي أن يحرص من ناحية أخرى على إنهاء أولوياته، ويطبق تقنيات تنظيم الوقت وإدارته لكي يحقق أقصى فائدة ممكنة منه ولا يهدره سدىً.
يمكن أن يؤدي غياب التنظيم إلى زيادة ضغوطات العمل، وهدر الوقت، وانخفاض الإنتاجية، والعجز عن إنجاز العمل المطلوب.
10. تقييم التقدم المُحرَز
لا بد أن يواجه الكوتش صعوبة في تقييم التقدم المُحرَز بسبب ضخامة حجم المعلومات وتنوع الطرائق والتقنيات المستخدمة في تقييم نجاح تجارب الكوتشينغ. تقتضي الطريقة المثالية للتقييم مراجعة العمليات السابقة منذ بداية التجربة، والتفكير في أهداف المرحلة المقبلة.
في الختام
ثمّة إقبال كبير على التخصص في مجال الكوتشينغ نظراً لتزايد الطلب على هذه الخدمات في السوق، ولكن يحتاج الكوتش لاكتساب بعض المهارات والمؤهلات لكي يثبت جدارته وينجح في مسيرته. قدم الجزء الأول من المقال 10 تحديات يمكن أن يتعرض لها الكوتش في بداية مسيرته وسنتابع باقي التحديات في الجزء الثاني.