
25 إستراتيجية لإدارة صف التدريب
التدريب مهنة شاقة تتطلب الممارسة والخبرة في إدارة المتدربين ضمن الصف، حيث يشتكي العديد من المدربين من صعوبة ضبط سلوكيات المشاركين والحاجة لتكرار التعليمات والتوجيهات أكثر من مرة خلال الجلسات.
تؤثر إدارة الصف على أجواء الجلسة، وجودة علاقة المدرب مع المشاركين، ومستوى تفاعل الأقران، وقد تبين أنَّ توضيح الحدود والالتزامات المطلوبة من المشاركين يسهم في الحد من المشكلات الناجمة عن سوء السلوك، وتحسين نتائج الاختبارات، وتوفير بيئة مريحة وداعمة للتعلم. ثمة مجموعة متنوعة من الطرائق والتقنيات التي تساعد في إدارة الصف وتحقيق أقصى فائدة ممكنة من تجربة التدريب.
أهمية إستراتيجيات إدارة الصف
تشمل إستراتيجيات إدارة الصف التقنيات التي يستخدمها المدربون لتوفير الظروف والبيئة الملائمة لتحقيق النتائج المرجوة من تجربة التدريب. تسهم هذه الإستراتيجيات في تنظيم تجربة التدريب، وضبط سلوكيات المشاركين، وزيادة الحضور، وتقليل المقاطعات، وهو ما يتيح للمدرب إمكانية التركيز على تقديم المحتوى، وتشجيع المشاركين على الاندماج في التجربة والاستفادة منها.
إستراتيجيات إدارة صفوف التدريب
فيما يلي 25 إستراتيجية لإدارة صف التدريب:
1. توضيح الالتزامات المطلوبة من المتدربين
تقتضي هذه الإستراتيجية توضيح القوانين الفاصلة بين السلوكيات المقبولة والمرفوضة ضمن الصف، ويجب أن تكون هذه القوانين دقيقة، وسهلة الفهم، وشاملة لمختلف جوانب الالتزامات السلوكية على الصعيد الأكاديمي، والاجتماعي، والعملي. تقتضي الخطوة التالية مناقشة المتدربين بهذه الالتزامات والتأكيد على ضرورة اتباعها طوال فترة البرنامج.
2. بناء الألفة مع المتدربين
تعتمد هذه الإستراتيجية بشكل أساسي على بناء الألفة مع المتدربين عبر الاستعلام عن مجريات حياتهم الشخصية، وهواياتهم، واهتماماتهم، وهمومهم. يمكن بناء الثقة عبر توضيح السلوكيات والأداء المتوقع من المتدربين، والاستعلام عن رأيهم بتجربة التدريب، وأخذ تقييماتهم ووجهات نظرهم بعين الاعتبار بهدف توطيد العلاقة معهم وتحقيق أقصى فائدة ممكنة من البرنامج.
3. ترسيخ السلوكيات الإيجابية
تضم إجراءات إدارة الصف تحديد السلوكيات المطلوبة من المتدربين على صعيد الإنجازات الأكاديمية، والتفاعلات الاجتماعية، والمشاركة، والاجتهاد، وغيرها من العوامل التي تسهم في توفير ظروف ملائمة للتعلم. يجب أن تنتبه لهذه السلوكيات الإيجابية وتبذل ما بوسعك لترسيخها عبر المديح، والتحفيز، أو تصميم برنامج نقاط يشجع المتدربين على المنافسة وترسيخ السلوكيات المطلوبة.
يجب أن توضح العبارات التحفيزية السلوك المقصود بدقة، أي ينبغي أن تخبر المتدرب على سبيل المثال:
"أقدِّر مساعدتك لزميلك في حل مسألة الرياضيات، فلقد أثبتت هذه الحادثة قدرتك البارزة على التعاون والعمل الجماعي". هذا الأسلوب أفضل من العبارات التحفيزية العامة مثل "أحسنت صنعاً".
4. اعتماد روتين عمل يومي ثابت
تقتضي هذه الإستراتيجية إنشاء روتين يومي ثابت لدخول الصف، وبدء الجلسة، والتنظيف، والتنقل بين الأنشطة، وذلك بهدف إضفاء إحساس الأمان والاستقرار.
5. التحرك ضمن الصف
تساعد حركة المدرب ضمن الصف في ضبط سلوكيات الحاضرين، وإعادة تركيزهم على المهمة دون أن يضطر لتوجيه الملاحظات والاصطدام معهم. يدرك المتدرب في هذه الحالة أنَّ المدرب قريب منه ويمكن أن يتجه نحوه ويطَّلع على عمله في أي وقت، وهو ما يدفعه للتركيز على المهمة.
6. العدالة في تطبيق قواعد الانضباط
يجب أن توضح للمشاركين النتائج المترتبة على كل من السلوكيات الإيجابية والسلبية لكي تكون بيئة الصف إيجابية وعادلة. يجب أن تكون التعليمات ثابتة طوال فترة البرنامج لكي تكسب ثقة الحاضرين، حيث تسهم هذه العدالة في تطبيق قواعد الانضباط في تعزيز شعور الثقة والأمان ضمن الصف.
7. المديح العلني وتصويب الأخطاء بشكل شخصي
يجب أن تثني على إنجازات المتدرب أمام زملائه لكي تعزز ثقته بنفسه، ولكن يُفضَّل أن تناقشه بإشكاليات سلوكه في اجتماع شخصي خارج الصف. يمكن أن يؤدي الانتقاد العلني إلى شعور المتدرب بالخطر والحاجة للدفاع عن نفسه ورفض الملاحظات السلبية الموجهة إليه مما يعيق فعالية التدريب.
8. ترتيب غرفة الصف
يجب ترتيب المقاعد والمواد بطريقة تساعد في الحد من مصادر التشتيت والعوائق أثناء الحركة بين المقعد والباب. يُنصَح بتقسيم القاعة إلى مساحات مخصصة لمجموعة مختلفة من المهام، مثل زاوية المطالعة، ومنطقة العمل الجماعي، والمساحات الفردية. يمكن تحديد هذه المناطق باستخدام أقلام التلوين أو الأثاث على سبيل المثال. تساعد هذه الترتيبات في توفير بيئة ملائمة للتعلم.
9. اعتماد إشارة ثابتة لجذب انتباه الحاضرين
يجب أن تختار إشارة ولتكن جرس أو حركة باليد لاستعادة انتباه الحاضرين، والحفاظ على الانضباط والنظام عند الانتقال بين محاور وأنشطة الجلسة.
10. استخدام مؤقت زمني
تُستخدَم المؤقتات الزمنية لضبط التنقلات بين الأنشطة التدريبية، والحفاظ على التزام الحاضرين وانضباطهم، وتشجيعهم على الاستعجال في إنجاز المهام وعدم هدر الوقت.
11. تنويع طرائق التدريب
يهدف تنويع طرائق التدريب إلى مراعاة اختلاف أنماط التعلم، والحفاظ على اندماج المتدربين وتلبية احتياجاتهم الأكاديمية.
12. منح المشاركين بعض الاستقلالية
يجب أن تحتوي الواجبات والأنشطة على بعض الخيارات لكي يشعر المتدرب بالاستقلالية والقدرة على المساهمة والمشاركة الفاعلة في تجربة التدريب.
13. تسوية النزاعات
يجب تدريب المشاركين على تسوية النزاعات بطريقة بنَّاءة مع التشديد على أهمية مهارات التواصل وحل المشكلات.
14. توضيح العواقب المترتبة على السلوكيات المرفوضة
يجب توضيح العواقب المترتبة على السلوكيات المرفوضة بهدف الحفاظ على الانضباط ضمن الصف.
15. التحدث بهدوء واستخدام لغة جسد رزينة
يقتضي السلوك الرزين التحدث بنبرة هادئة واستخدام حركات جسد رصينة وإيجابية وذلك بهدف تخفيف حدة التوتر ومنع تصعيد المواقف الحساسة.
16. إلقاء الدعابات
يهدف إلقاء الدعابات إلى تعزيز اندماج المشاركين وتفاعلهم، مع الحرص على مراعاة الاختلافات الثقافية وتنوع أنماط التفكير الفردية.
17. توزيع المهام على المشاركين
يُنصَح بتوزيع الوظائف والمهام على المشاركين بهدف تعزيز إحساسهم بالمسؤولية والمساهمة في سير جلسة التدريب.
18. المتابعة الدورية
يجب إجراء اجتماعات فردية أو جماعية دورية بغية مناقشة المخاوف، والإشكاليات، وتقديم التغذية الراجعة، وتقوية العلاقة بين المشاركين والمدرب.
19. التقيُّد بالسلوكيات المطلوبة من المشاركين
يجب أن تطبق السلوكيات المطلوبة من المشاركين لكي يقتدوا بك خلال الجلسات.
20. تخطيط المراحل الانتقالية بين الأنشطة
تقتضي هذه الإستراتيجية وضع خطة للانتقالات بين الأنشطة لكي تستمر الجلسة بالوتيرة والسلاسة المطلوبة وبالحد الأدنى من المقاطعات والتأخيرات.
21. المرونة في ترتيب المقاعد
تقتضي هذه الإستراتيجية تجريب ترتيبات مختلفة للمقاعد والأثاث ضمن القاعة بغية مراعاة اختلاف أنماط التعلم والتشجيع على التعاون ضمن الجلسة.
22. تقديم تعليمات واضحة ومقتضبة
يجب أن تكون التعليمات واضحة وسهلة الفهم بغية تجنب إرباك المشاركين ومساعدتهم في المتابعة والالتزام بالعمل على المهمة.
23. الاستفادة من الأدوات التكنولوجية في تعزيز فعالية العمل
يُنصَح باستخدام الأدوات التكنولوجية وتوضيح الغرض والفائدة المتوقعة منها حتى لا تصبح مصدر لتشتيت انتباه الحاضرين وتسهم في تعزيز فعالية التجربة.
24. التشجيع على التفكر الذاتي
يجب تشجيع المتدربين على الانتباه لسلوكياتهم وإمعان التفكير فيها وتقويمها، وهو ما يسهم على الأمد الطويل في تعزيز الوعي الذاتي والشعور بالمسؤولية.
25. التطوير المهني
يجب أن تستثمر جميع الفرص المتاحة للتطوير المهني، وتواكب تطور تقنيات إدارة الصف وتلقين المعلومات وطرائق التدريب.
في الختام
تهدف تقنيات إدارة الصف إلى تأمين بيئة إيجابية تشجع المتدربين على ترسيخ السلوكيات الإيجابية، وتبادل الدعم، والمساهمة في تحسين تجربة التدريب وفعالية التعلم.
يتولى المدرب مسؤولية مراجعة قواعد الصف وتعديلها عند الضرورة وذلك استجابةً لتغير أسلوب التفاعل بين المشاركين أثناء البرنامج. تسهم هذه المرونة في تعزيز فعالية الإجراءات الإدارية وتجاوبها مع تغير ظروف الصف. يُنصَح بإجراء تقييمات دورية على إستراتيجيات إدارة الصف وتطبيق التعديلات والتحسينات اللازمة.
الأسئلة الشائعة
1. ما هي الإستراتيجيات التي تساعد في الحفاظ على اندماج المتدربين؟
يمكن الحفاظ على اندماج المتدربين عبر استخدام الأنشطة التفاعلية، ومواد التدريب المخصصة لاحتياجات المشاركين واهتماماتهم، ووسائل التعلم التجريبي مثل تمارين المحاكاة، والمشاريع الجماعية. تساعد المشاريع التعاونية والأعمال الجماعية في التشجيع على المشاركة الفاعلة والعمل بروح الفريق الواحد.
يجب من ناحية أخرى الاهتمام بتنويع طرائق التدريب، والوسائل التكنولوجية بهدف مراعاة اختلاف أنماط التعلم والحفاظ على اهتمام المتدربين واندماجهم. تساعد هذه الإستراتيجيات في زيادة فعالية التجربة، ومتعتها، وتعزيز قدرة المتدربين على فهم المعلومات.
2. كيف يمكن تقوية العلاقة مع المتدربين؟
يمكن تقوية العلاقة مع المتدربين عبر استخدام تقنيات تعلم خاصة بالاحتياجات الفردية، ومراعاة كافة الشرائح والفئات المشاركة وخاصة ممن يواجهون صعوبة في التعلم، ويُذكَر من هذه التقنيات طريقة الاستجابة للتدخل. تبرز هذه التقنيات اهتمام المدرب بالتحديات والصعوبات التي يعاني منها المشاركون ومراعاته لاختلاف قدراتهم الاستيعابية. يشعر المشارك في ظل هذه الأجواء الإيجابية بأنَّ المدرب يفهم احتياجاته ويقدِّر وضعه، وهو ما يسهم في بناء الثقة وتقوية العلاقة بينهما. تتيح هذه البيئة للمشاركين إمكانية التقدم على الصعيد الأكاديمي والاجتماعي وهو ما يؤدي بدوره إلى إبراز أهمية التعاطف والانتباه الفردي في التدريب.
3. كيف يمكن الاستفادة من أدوات علم التحسين في الجلسات اليومية؟
يجب استخدام مناهج وبرامج أثبتت الأبحاث العلمية فعاليتها في تحسين نتائج التدريب، مع الحرص على إجراء تعديلات دورية بناءً على بيانات التغذية الراجعة وأداء المشاركين. يُنصَح بتقييم فعالية إستراتيجيات التدريب وتعديلها استجابةً لتغير احتياجات المشاركين، بالإضافة إلى الاعتماد على البيانات في اتخاذ القرارات وذلك بهدف تحسين نتائج التجربة. يهدف التركيز على التطوير المستمر وتطبيق الطرائق الواردة في الأبحاث العلمية إلى مراعاة مختلف أنماط التعلم والتحديات الفردية، وضمان توفير فرص متكافئة للنجاح والتعلم.
4. ما هي التحديات الشائعة في إدارة الصف؟
تشمل الصعوبات الشائعة مراعاة اختلاف الاحتياجات التدريبية والتوفيق بين الموهوبين والأفراد الذين يواجهون صعوبة في التعلم، والحفاظ على انتباه المتدربين عند اختلاف اهتماماتهم وقدراتهم، وضبط الإشكاليات السلوكية، والحفاظ على بيئة تعلم إيجابية. تشمل هذه الصعوبات من ناحية أخرى اختلاف الاحتياجات، والحفاظ على حماس المتدربين واندماجهم، وعدم السماح للأدوات التكنولوجية بتشتيت انتباههم. يعتمد النجاح في إدارة الصف على كل من التعلم المخصص، وإستراتيجيات التدريب الشاملة، وتقنيات ضبط السلوكيات.
5. كيف يسهم التطوير المهني في تحسين مهارات إدارة الصف؟
تسهم برامج التطوير المهني في تحسين مهارات إدارة الصف، حيث يساعد تطبيق طريقة الاستجابة للتدخل في مراعاة اختلاف الاحتياجات التدريبية. تركز برامج التطوير المهني من ناحية أخرى على تنمية المهارات المتعلقة بأساليب التلقين والتدريب وتعزيز القدرة على التفكير النقدي والإبداع. تهدف هذه البرامج إلى مساعدة المدربين في فهم وتطبيق أحدث الأبحاث والإستراتيجيات التعليمية، والحرص على تزويدهم بالمهارات التي تؤهلهم لتوفير بيئة تعلم ممتعة، وشاملة، وفعالة. التنمية المهنية المستمرة ضرورية لمواكبة تغير متطلبات إدارة الصف.