3 أسباب لازدياد الطلب على الكوتشينغ التنفيذي


هل زاد الطلب على الكوتشينغ التنفيذي؟ وما هو السبب وراء هذه الزيادة؟ نعم، لقد زاد الطلب على الكوتشينغ التنفيذي وهو مستمر في النمو، فقد ذكرَت مجلة "شيف ليرنينغ أوفيسر" (Chief Learning Officer) في عام 2021، أنَّ أكثر من 70% من المؤسسات تقدِّم نوعاً من الكوتشينغ القيادي، و22% من المؤسسات الأخرى ترغب في تقديم الكوتشينغ إذا كان بإمكانهم توفير الميزانية اللازمة لذلك.

من بين 70% ممَّن يستخدمون الكوتشينغ التنفيذي، ذكرَت أكثر من 40% من المؤسسات أنَّ استثماراتها في الكوتشينغ التنفيذي قد زادت من عام (2020) إلى عام (2021).

ما هو سبب شعبية الكوتشينغ التنفيذي؟

لقد تغيَّر العالم تغيُّراً جذرياً منذ ظهور الجائحة، فقد كان الطلب على التدريب الفعَّال على القيادة في ذروته قبل جائحة "كوفيد-19" (COVID-19)، ثم ساهمت الأزمة الصحية والركود الاقتصادي العالمي والاستقالات إسهاماً كبيراً في زيادة الحاجة إلى تطوير قيادي فعَّال.

لقد اتضح أنَّ الكوتشينغ هو الطريقة الأكثر فاعليةً لتطوير القيادة في الوقت المناسب، ولحسن الحظ، فإنَّ تقديم الكوتشينغ عبر مؤتمرات الفيديو والهاتف يتناسب تماماً مع توجُّه العمل من المنزل.

3 عوامل تدفع إلى زيادة التركيز على تطوير القادة والموظفين عموماً:

1. عدم الاندماج:

يوضح لنا استطلاع أجرته مؤسسة "غالوب" (Gallup) لبيئة العمل العالمية، أنَّ 85% من الأشخاص في القوى العاملة العالمية غير مندمجين، وهذا يعني غالباً أنَّهم لا يستثمرون في نجاح مؤسساتهم، وربما يفكرون في البحث عن فرص عمل أخرى.

إحدى أكثر نتائج الكوتشينغ التنفيذي التي يُستشهَد بها هي دوره في تعزيز الاندماج وتعزيز الرضى الوظيفي، فلا يشعر متلقي الكوتشينغ بأنَّه يتلقى نوعاً خاصاً من الدعم فحسب؛ وإنَّما يشعر أيضاً بالإيجابية حيال الاستثمار فيه.

على الرغم من أنَّ الكوتشينغ غالباً ما يُستخدَم مع أصحاب الأداء العالي لمساعدتهم على تحقيق النجاح بعد ترقيتهم إلى مناصب جديدة، إلا أنَّه يُستخدَم على نطاق واسع أيضاً مع جزء كبير من القوى العاملة، لتعزيز الاندماج والرضى الوظيفي والإنتاجية.

يؤدي عدم الاندماج إلى انخفاض الإنتاجية والتحفيز، إضافة إلى ارتفاع معدل دوران الموظفين؛ إذ يكلف الموظفون غير المندمجين المنظمات نحو 500 مليار دولاراً كل عام، ويشعر قادة المنظمات باليأس حيال هذه المشكلة، وهذا هو سبب النمو في طرائق بناء الاندماج مثل مساعدة المديرين والموظفين على تأكيد نقاط قوة الموظفين.

تتمثل إحدى استراتيجيات الكوتشينغ الشائعة في مساعدة الأفراد على أن يصبحوا أكثر إدراكاً لنقاط قوَّتهم والاستفادة منها بصورة متكررة كل يوم، وهذا يؤدي إلى مزيد من الرضى الوظيفي، ويعزز الاندماج.

هذه إحدى الطرائق التي تعلَّمها قادة المنظمات من الكوتشز التنفيذيين، إضافة إلى ذلك، فإنَّ 74% من القادة التنظيميين في "أمريكا الشمالية" (North American) يُقيِّمون تطوير القيادة على أنَّه أمر هام أو هام جداً، وبأنَّ الكوتشينغ أصبح إحدى أكثر عمليات تطوير القيادة شيوعاً.

2. معدل التغيير الكبير:

لقد شهدنا جميعاً ارتفاعاً كبيراً في معدل التغيير في السنوات القليلة الماضية، مثل الانتقال إلى العمل الافتراضي، ومقدار التغير في الاقتصاد، وعدد المنتجات والخدمات والشركات الجديدة، ولم تكن توجد قواعد لإرشادنا حول طريقة التغيير وإدارة التغييرات التي فُرِضَت علينا.

يوفر الكوتشينغ عملية دعم فردية لعميل الكوتشينغ حتى يتمكن من التكيُّف مع التغيير السريع بصورة بنَّاءة، ويساعده على تحديد أهم الأهداف التي يجب التركيز عليها وطريقة الحصول على دعم إضافي لإدارة التغيير.

3. ارتفاع العائد على الاستثمار:

يُعَدُّ الكوتشينغ الطريقة الأكثر تفصيلاً وتركيزاً من بين جميع جهود تطوير القيادة، فقد نشر "الاتحاد الدولي للكوتشينغ" (ICF) دراسة عالمية بالشراكة مع شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" (PwC) توصَّلت إلى النتائج الآتية:

  • من بين 2165 عميل كوتشينغ حول العالم استُطلِعَت آراؤهم، أشار 96% إلى أنَّهم سيكررون تجربة الكوتشينغ في ظل الظروف نفسها التي قادتهم إليه في الأساس.
  • أشارت 86% من الشركات التي كانت قادرة على حساب عائد الاستثمار في عملية الكوتشينغ إلى أنَّ شركتها قد استعادت استثماراتها على الأقل، مع ما يقارب 30% من الشركات التي قالت إنَّها حققت زيادة في عائد استثمار تتراوح بين (10-49) ضعف استثماراتها.

نشرت مجلة "ذا مانشستر ريفيو" (The Manchester Review) بحثاً عن 100 مدير تنفيذي تلقَّى كوتشينغ تنفيذياً، ووجدت:

  • كان 86% من المشاركين راضين جداً أو راضين تماماً عن عملية الكوتشينغ.
  • ذكر 93% من المشاركين أنَّهم سيُوصون الآخرين بالكوتشينغ.

إضافة إلى ذلك، وُجِدَ أنَّ الكوتشينغ التنفيذي أكثر فاعليةً من التدريب الإداري وطرائق التطوير الأخرى، ففي مقال في مجلة "مانجمنت ديسيشن" (Management Decision)، أُجرِيَ استطلاع آراء لـ 236 مديراً للموارد البشرية، وأشاروا إلى أنَّهم وجدوا أنَّ الكوتشينغ التنفيذي هو أكثر طرائق التطوير فاعليةً التي استخدموها لتحقيق تغييرات مستمرة وملحوظة في سلوك الإدارة.

مع انتقال مزيد من الشركات إلى الكوتشينغ لتعزيز الأداء، قد تجد الشركات التي لا تفعل ذلك نفسها متخلفةً عن الركب، فلم يعد كوتشينغ القيادة رفاهية؛ إذ يمكن أن يؤدي اعتماد أفضل مسار لتطوير القيادة إلى جعل الشركة أقدر على الإنتاج والمنافسة في بيئة الأعمال العالمية متزايدة المتطلبات، إضافة إلى زيادة مستوى السعادة لدى القوى العاملة.

في استطلاع للرأي أُجرِيَ على أكثر من 450 من ممارسي التعلم والتطوير حول استخدام المنظمات للكوتشينغ، وجدوا أنَّ الكوتشينغ القيادي لتطوير المواهب والاحتفاظ بالموظفين كان مزدهراً.

في الختام

تستخدم معظم المنظمات الآن كوتشز تنفيذيين، وتوجد مجموعة من الفوائد للكوتشينغ القيادي، مثل زيادة اندماج الموظفين، والاحتفاظ بهم، وزيادة الإنتاجية، وتهيئة القادة لمناصب مستقبلية، ومن المتوقع أن تستمر الظروف الصعبة، وهذا يؤدي إلى زيادة مستمرة في الطلب على الكوتشينغ التنفيذي.