3 أفكار لإجراء محادثات كوتشينغ أفضل-مسودة


ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكوتش "إليسا ماليس" (Elisa Mallis)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية إجراء محادثات كوتشينغ أفضل.

كانت فترة جائحة كورونا من الأوقات النادرة في التاريخ التي واجهنا فيها جميعاً من مختلف البلدان والمناطق الجغرافية صعوبات شخصية مماثلة؛ إذ وحَّدتنا القصص والتجارب المشتركة في جميع أنحاء العالم عن الاضطرار فجأة إلى العمل عن بُعد، والابتعاد عن المسنين من أفراد الأسرة، وعدم القدرة على الخروج أو السفر.

كما واجه كبار القادة الضغوطات الشخصية هذه ذاتها، إلى جانب الضغوطات الهائلة التي فرضَتها الشركات عليهم لإجراء تغييرات سريعة، مع حماية سلامة وعافية موظفيهم وثقافتهم التنظيمية على الأمد الطويل، فقد احتاج القادة إلى دعم أكثر من أي وقت مضى، وعلى حد قول أحدهم: "تقديم القيادة على المستوى التنظيمي، والأهم من ذلك تبنِّي المرونة على المستوى الشخصي أو الفردي".

كما شهدنا خلال العام الماضي زيادة كبيرة في محادثات الكوتشينغ، بصفتها واحدة من أكثر الأساليب المستخدَمة على نطاق واسع لدعم القادة في جميع أنحاء العالم، فقد أُجرِيت جميع المحادثات افتراضياً - مثلها مثل أي شيء آخر اضطررنا إلى القيام به افتراضياً - فعلى الرغم من أنَّ الكوتشينغ الافتراضي ليس بأمر جديد، ولكنَّه تحوَّل من أمر "اختياري" إلى خيار أساسي، وهذا ما أدى إلى زيادة كبيرة في المنصات والأدوات الرقمية المستخدَمة لتقديم الكوتشينغ.

الكوتشينغ الافتراضي سيستمر بالتأكيد، فكيف يمكننا رفع مستوى محادثات الكوتشينغ الافتراضية كي يعود بتأثير إيجابي أكبر في القادة والمنظمات؟ يمكننا تحقيق ذلك من خلال التركيز على بعض الأفكار.

3 أفكار لإجراء محادثات كوتشينغ أفضل:

إليك فيما يأتي 3 أفكار لإجراء محادثات كوتشينغ أفضل:

1. التواصل:

كان الحفاظ على اللمسة الإنسانية وسط التكنولوجيا الفائقة للبيئة الافتراضية أحد أكبر التحديات التي واجهها القادة والمديرون منذ عام 2020 وحتى الآن، ففي الماضي كان إجراء بعض جلسات الكوتشينغ وجهاً لوجه في بداية البرنامج على الأقل يوفر للكوتشز فرصة لإنشاء تواصل أعمق وأقوى مع العميل؛ لذا فإنَّ استثمار جهد إضافي مقدَّماً لإنشاء هذا التواصل بطريقة تنجح في بيئة افتراضية أمر لا بد منه.

نصائح لتحقيق التواصل

  • استفِد من المحيط الحالي لمتلقي الكوتشينغ للمساعدة على بناء التواصل، وتحقَّق مسبقاً من الأمور للتأكد من أنَّ المحادثة ستكون خاصة، وأنَّ الجلسات ستكون في وضع ملء الشاشة لتضمن انتباهه الكامل.
  • انظر إلى الكاميرا لإنشاء تواصل بصري افتراضي، ثم اطلب تغذية راجعة من متلقي الكوتشينغ عن شعوره تجاه الأمر، أما إذا كنتَ بحاجة إلى النظر جانباً إلى ملاحظات أو تقارير، فأخبر متلقي الكوتشينغ بذلك مسبقاً.
  • كن حاضر الذهن تماماً في الجلسة لقراءة "مشاعر" متلقي الكوتشينغ وفهم لغة جسده، ثم شارك معه ما لاحظتَه.

2. المشاركة في إنشاء الجلسات:

كانت الأعوام الأربعة الماضية وقتاً مثيراً للاكتشاف مع فرص جديدة للمشاركة في إنشاء الجلسات افتراضياً خلال محادثات الكوتشينغ، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من المنصات والأدوات الرقمية الحالية والجديدة.

عندما انتقلنا من التعامل المباشر وجهاً لوجه إلى الكوتشينغ الافتراضي في بداية انتشار جائحة "كوفيد-19"، أعرب أحد القادة الذي كنتُ أقدِّم له الكوتشينغ فجأة عن الحاجة إلى وضع بعض الأفكار التي كنا نعمل عليها في تمرين لرسم الخرائط الذهنية على السبورة البيضاء؛ إذ تمكَّنَّا من استخدام وظيفة السبورة البيضاء في منصة "زووم" (Zoom) للمشاركة في الإنشاء في أثناء الجلسة، التي كانت إحدى أقوى جلسات الكوتشينغ التي أجريناها.

نصائح لتعزيز مشاركة الجميع في الجلسات

  • شارك في إنشاء مساحة تقديم الكوتشينغ في بداية الجلسة أو نهايتها عبر مطالبة المتلقي بإحضار عنصر أو أكثر من محيطه للتفكر به، ومشاركة معلومة أساسية.
  • جهز التقنيات التي ستستخدمها من خلال استكشاف وظائف المنصات مسبقاً، والتدرب على مشاركة أو إنشاء المستندات، وجرب أيضاً إنشاء مساحة مشتركة لتدوين الأفكار أو الإجراءات الرئيسة.
  • حدد بعض الأدوات الرقمية التي تفضلها، وراقب ما يناسب متلقي الكوتشينغ منها خلال الجلسات.

3. الراحة:

بدا بعض القادة هادئين ظاهرياً، ولكنَّهم كانوا يقاسون الأمرَّين خلف ذلك الهدوء لمواكبة الوضع والاستمرار في المضي قدماً، ولا شك أنَّ أقوى فوائد الكوتشينغ الفعال ناتجة عن إظهار نقاط الضعف ودفع القادة للخروج من منطقة راحتهم، وفي الوقت ذاته، كان ضمان الراحة أكثر أهمية من أي وقت مضى خلال فترة الجائحة في بيئة الكوتشينغ الافتراضية.

قد تكون تجربة الكوتشينغ الافتراضي غير مريحة، ولا سيما بالنسبة إلى القادة الذين يتلقون الكوتشينغ أول مرة، وقد يترددون في الكشف عن مشكلاتهم وعواطفهم وقِيمهم من خلف الشاشة.

في معظم محادثات الكوتشينغ التي أجريتُها خلال الأعوام القليلة الماضية، لاحظتُ أنَّ الإصغاء إلى متلقي الكوتشينغ وفهمه كان من الجوانب الأكثر فائدة في الجلسات، التي لم يحصل عليها القادة في أي مكان آخر.

نصائح لتحقيق الراحة:

  • ضع في الحسبان أنَّ معظم المهنيين ينتقلون من اجتماع إلى آخر فوراً، ويومهم مليء بالاجتماعات الافتراضية، لذلك تعمَّد استخدام الدقائق الأولى من جلسة الكوتشينغ لتحقيق الراحة والتخلص من عبء جميع مهام ومشكلات اليوم.
  • تحقق من صورتك في الفيديو للتأكد من أنَّها تناسب الشاشة؛ أي ليست قريبة ولا بعيدة جداً، وغيِّر وضعيتك لخلق إحساس بالراحة، على سبيل المثال، انحنِ إلى الأمام واشغل مساحة الشاشة للاستفسار عن أي أمر، وارجع إلى الخلف لإظهار الانفتاح والتقبل.
  • أنشئ مساحة افتراضية آمنة من خلال طمأنة متلقي الكوتشينغ باستمرار بسرية الجلسات والسماح له بتحديد ما يجعله أكثر راحة، وفي بعض الحالات، قد يشمل ذلك إيقاف تشغيل الكاميرا لجزء من جلسة الكوتشينغ.

في الختام:

عندما نجد الأساليب المناسبة لتعزيز التواصل والمشاركة في إنشاء الجلسات وتحقيق الراحة في محادثات الكوتشينغ الافتراضية، فإنَّ بعض التحديات المتصوَّرة التي كانت في أذهاننا في البداية تتضاءل.

يمكننا بعد ذلك الاستفادة من الفوائد طويلة الأمد للكوتشينغ الافتراضي، التي تشمل تقديم محادثات كوتشينغ مفيدة لعدد أكبر من الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ومن ثمَّ زيادة التأثير الإيجابي لتلك المحادثات بغية إنشاء نظام بيئي أكثر قوةً للتنمية البشرية.