3 استراتيجيات خاطئة لتسويق مشاريع الكوتشينغ
قد يواجه الكوتش بعض الصعوبة في اختيار استراتيجيات وإجراءات العمل المناسبة في بداية مسيرته المهنية، وتسويق مشروع الكوتشينغ هو بلا شك الجزء الأصعب من عملية بناء النشاط التجاري.
لا تراعي استراتيجيات التسويق التي يبيعها بعض الخبراء الظروف الأولية لمشاريع الكوتشينغ من شح الموارد والتمويل إلى قلة خبرة الكوتش في إجراءات التسويق عبر الإنترنت.
من الطبيعي أن يشعر الكوتش بالإحباط عندما يجرب استراتيجيات التسويق التي أثبتت فاعليتها فيما مضى ولا يلاقي النجاح المطلوب، ويحدث هذا لأنَّ استراتيجيات التسويق المستخدمة لا تصلح لمرحلة النشاط التجاري.
3 استراتيجيات خاطئة لتسويق مشاريع الكوتشينغ:
فيما يأتي 3 استراتيجيات خاطئة لتسويق مشاريع الكوتشينغ:
1. الرسائل الإلكترونية الباردة (المباشرة):
يبلغ معدل الاستعلام الناجم عن استخدام الرسائل الإلكترونية الباردة حوالي 1% وفقاً لوكالة التسويق "ويب مارت" (webmart)، وهذا يعني أنَّك تكسب فرداً (وليس عميلاً) مهتماً بالاستعلام عن الخدمات التي تقدِّمها مقابل كل 100 شخص تتواصل معه.
يؤدِّي التواصل المباشر مع الجمهور المستهدَف إلى إحداث الضرر بالعلامة التجارية في غالب الأحيان، كما أنَّه يمكن أن يتسبب في نفور العملاء المحتملين.
تنجح هذه الاستراتيجية عندما تكون الرسائل مدروسة بعناية، ومرفقة بعدد كبير من التزكيات، وبشرط التواصل مع 1000 شخص أسبوعياً أي ما يعادل عمل 50 ساعة بالأسبوع، ويمكنك أن تكسب 3-5 عملاء عند تحقق هذه الشروط في أحسن الأحوال.
تكون معدلات تحويل الزوار إلى عملاء منخفضة في بداية إطلاق المشروع التجاري؛ وذلك بسبب قلة خبرة الكوتش المبتدئ في إجراء عمليات البيع وإتمام الصفقات إضافة إلى قلة شعبيته على المواقع الإلكترونية.
هذا يعني أنَّ استراتيجية الرسائل الباردة لا تناسب المشاريع الناشئة، بل قد تؤثر سلباً في سمعة الكوتش، فلا يحتاج الكوتش الناجح إلى التواصل مع العملاء المحتملين وإقناعهم بجودة خدماته وقدرته على مساعدتهم على تحقيق أهدافهم، وإنَّما عليه أن يعمل على بناء قاعدة جماهيرية يثبت فيها جدارته وسمعته الطيبة حتى يبادر العملاء بالتواصل معه.
2. منشورات مواقع التواصل الاجتماعي:
يتطلب نجاح التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي وضع خطة مدروسة لعدد المنشورات وأوقات النشر، والاهتمام بجودة المحتوى، وتنويعه عن طريق التوفيق ما بين المنشورات الكتابية، و"الريلز" (reels)، والبث المباشر وغيرها من أشكال المحتوى، وتكمن المشكلة في حاجة استراتيجية منصات التواصل الاجتماعي إلى كثير من الوقت والتمويل المادي.
من الطبيعي أن يفتقر المحتوى للجودة المطلوبة في المراحل الأولى للمشروع، ولا تكون شريحة الجمهور المستهدف محددة، لهذا السبب يُفضَّل استثمار هذه المراحل في بناء شبكة علاقات مهنية، وكسب العملاء من مجموعة المعارف المتاحة.
تكمن مشكلة منصات التواصل الاجتماعي في صعوبة تحويل المتابعين إلى عملاء دائمين، فتفتقر المشاريع الناشئة للموارد والتمويل الكافي، والمهارات المطلوبة، والمعلومات اللازمة لإجراء تجربة كوتشينغ ناجحة عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، فقد يهدر الكوتشز كثيراً من الوقت على منصات التواصل الاجتماعي دون تحقيق أي فائدة تُذكَر.
تبرز فاعلية التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي عندما يُستخدَم بوصفه وسيلة رديفة للاستراتيجيات الرئيسة الأخرى، ولكن لا يمكن الاعتماد عليها وحدها في مرحلة إطلاق المشروع التجاري.
يتطلب التسويق عبر منصات التواصل الاجتماعي النشر المستمر مع ضرورة المحافظة على جودة المحتوى، ويُفضَّل الاعتماد على التدوين بوصفه استراتيجية تسويق رئيسة، بحيث تُعاد صياغة المحتوى ويُنشر على منصات التواصل الاجتماعي.
يصل الناس إليك عن طريق المقالات التي تنشرها على موقعك الإلكتروني، ويسهل إقناع العميل بشراء الخدمات عندما يصل إليك عن طريق محركات البحث؛ لأنَّه يكون جاهزاً لاختيار كوتش يقدم الحلول التي يحتاج إليها لتجاوز مشكلاته؛ لهذا السبب تزداد احتمالات شرائه لخدمات الكوتشينغ التي تقدمها.
3. بناء القائمة البريدية:
القائمة البريدية ضرورية من أجل تنظيم إجراءات الكوتشينغ الجماعي، ولكن يجب أن تراعي الظروف الأولية لمشروعك عند اختيار طريقة بناء القائمة.
ينبغي أن تطلق هدايا ترويجية مجانية ولتكن تدريبات أو ملفات مجانية تساعدك على تحديد العملاء المثاليين، فيمكنك على سبيل المثال أن تطلق برنامج كوتشينغ مجانياً لتعليم الكوتشز كيفية تحسين موقعهم الإلكتروني لاستقطاب العملاء المحتملين.
تساعد هذه الطريقة على تحديد العملاء المحتملين واختيار أكثرهم استعداداً للتعامل معك، فالعميل المحتمل في المثال السابق هو كوتش يمتلك موقعاً إلكترونياً أو مدوَّنة، ويسعى إلى كسب العملاء المحتملين عن طريق الموقع الإلكتروني، وأي شخص يحقق الشروط والمواصفات السابقة هو عميل محتمل.
تقتضي الخطوة الأولى تحديد العملاء المثاليين وإضافتهم إلى القائمة، فيجب عليك أن تعمل بعد ذلك على إعداد الرسائل الترويجية التي تهدف إلى تهيئة المشتركين في القائمة البريدية وإقناعهم بشراء الخدمات والاستفادة من عروض المكالمات الاستكشافية.
تفيد التجارب بأنَّ معدل تحويل المشتركين في القائمة إلى عملاء منخفضٌ للغاية رغم تكلفته المرتفعة وحاجتك إلى تخصيص كثيرٍ من الوقت والجهد للعمل عليه، فيتطلب بناء القائمة البريدية تخصيص ميزانية للإعلانات المدفوعة الدورية من أجل الوصول لشريحة أكبر من الجمهور وعرض الهدايا الترويجية المجانية.
يُفضَّل دمج القائمة البريدية مع التدريبات، أو التحديات، أو الندوات المجانية حتى تزداد فاعليتها في ترويج مشروع الكوتشينغ.
تزداد سرعة تهيئة الجمهور المستهدف وإقناعه بالخدمات عند دمج استراتيجيات التسويق السابقة؛ لأنَّه يمنح العملاء المحتملين فرصة مقابلتك، أو التواصل معك، والتعرف إليك شخصياً، إضافة إلى زيادة شعور الألفة فيما بينكم.
تتيح هذه الطريقة للعميل المحتمل من ناحية أخرى إمكانية تكوين فكرة واضحة عن خدماتك بفضل الندوات التي توضح فيها الآلية التي تتبعها في التعامل مع العملاء، ويمكنك أن تروج لعروض وخدمات الكوتشينغ المدفوعة في أثناء التدريبات المجانية، وهو ما يساعدك على كسب مزيد من العملاء بسرعة.
تساعدك هذه الطريقة على بناء قائمة أفضل من حالة الهدايا الترويجية المجانية، ويمكنك بالتأكيد أن تواصل تهيئة العملاء المحتملين وتذكيرهم بعروضك، وإقناعهم بخدماتك، ولكن يُستحسَن أن تضيفهم إلى القائمة بطريقة تتيح لهم إمكانية التواصل المباشر معك حتى يقتنعوا بخدماتك من تلقاء أنفسهم.
إعداد استراتيجية فعالة لتسويق الكوتشينغ:
فيما يأتي 6 خطوات بسيطة لإعداد استراتيجية تسويق الكوتشينغ:
1. الاستفادة من شبكة المعارف الحالية:
في تحقيق شرط عدد الساعات المطلوب للحصول على شهادة الكوتشينغ، وكذلك بيعهم خدماتك المدفوعة.
2. بناء سمعة طيِّبة في السوق:
عن طريق توضيح هدف المشروع، والحلول التي يقدمها لمشكلات العملاء، إلى جانب تحديد شخصية العميل المثالي، ويجب أن تعمل بعد ذلك على بناء موقع إلكتروني بسيط.
3. تعزيز الحضور الإلكتروني:
تقتضي هذه الخطوة اختيار منصة تواصل اجتماعي ونشر محتوى متنوع، وفهم آلية عمل خوارزميات المنصة، والتأكد من وجود العملاء المحتملين على المنصة التي تختارها، وعليك أن تستعد بعد ذلك للتدوين.
4. إطلاق مدوَّنة إلكترونية:
يتيح لك التدوين إمكانية مساعدة الزوار على التغلب على مشكلاتهم، ويمكن أن يظهر أحد مقالاتك البارزة في نتائج بحث العملاء المحتملين ويقنعهم بقدرة خدماتك على مساعدتهم على التغلب على مشكلاتهم، ويُتوقَّع أن يتواصل معك العميل المحتمل في المرحلة المقبلة لكي يستعلم عن الخدمات التي تساعده على حل مشكلته.
يؤدِّي التدوين دوراً بارزاً في دفع الزوار إلى التواصل مع الكوتش من أجل الاستعلام عن خدماته، ولا شك أنَّ العميل المحتمل في هذه الحالة قد اطلع على المحتوى الذي تقدمه ووافق على أساليبك وفهم الغرض منها قبل أن يحجز المكالمة الاستكشافية، لهذا السبب تزداد احتمالات إقناعه بشراء الخدمات.
5. مشاركة المقالات على مواقع التواصل الاجتماعي:
ذلك من أجل الوصول لشريحة أكبر من الجمهور وكسب العملاء من شبكة المعارف الشخصية.
6. بناء القائمة البريدية:
تقتضي هذه الخطوة تحويل المقالات المميزة إلى ندوات افتراضية والاستفادة منها في إضافة المشتركين إلى القائمة البريدية، وترويج حزم الكوتشينغ في نفس الوقت.
تتيح لك استراتيجية التسويق آنفة الذكر إمكانية ترويج مشروعك وكسب العملاء وتحقيق أرباح هائلة خلال حوالي 12-18 شهر.