3 طرق لاستخدام كوتشينغ شامل في الجلسات
ربَّما سمعت بمصطلح الكوتشينغ الشامل مرات عدَّة، ولكن ماذا يعني ذلك؟
في الواقع، الأمر بسيط جداً، هو أسلوب كوتشينغ يتناوَل كل جانب من جوانب حياة الفرد تناولاً كاملاً؛ جسده وعقله وروحه، ويساعد الكوتشينغ الشامل على تعزيز الوعي بأهمية فهم تجربة الإنسان مع العالم؛ حيث تقتضي منهجيته إقامة علاقة قائمة على التفاهم مع العملاء، ومنحهم التوجيه الذي يحتاجون إليه لعيش حياة مشرقة وهادفة.
فيما يلي 3 طرائق مؤثرة يمكنك من خلالها استخدام هذا النهج في جلسات الكوتشينغ.
1. الكوتشينغ الشامل من أجل التركيز
يُعدُّ الكوتشينغ الشامل من أجل التركيز حالياً أحد أهم المهارات التي يتمتع بها المنتورز والكوتشز، ففي عالم اليوم، نتعرض باستمرار إلى المشتتات من خلال الرسائل أو المكالمات على هواتفنا الذكية، وكذلك صوت الإشعارات الذي يجعلنا نعيش في وضع اليقظة المستمر.
إذا كنت ترغب في تبنِّي شعور التركيز المطلق ونقل هذا الشعور إلى عملائك، فعليك أن تعيشه أولاً؛ لذا حاول تنمية التفكير الهادئ والمُنظَّم ليشعر عملاؤك بالأمان والثقة، وهناك طريقتان أساسيتان لتحقيق ذلك: اليقظة الذهنية، والبيئة الصحية؛ حيث تساعدك اليقظة الذهنية وتركيز الاهتمام على لحظات الحاضر على تقليل مصادر التشتيت، والتركيز على الأمور الهامة؛ وهذا يحتاج إلى بيئة صحية.
2. الكوتشينغ الشامل من أجل النمو
يهدف الكوتشز المتميزون إلى تحقيق تحوُّل كامل في جلساتهم من خلال تشجيع نمو عملائهم؛ حيث تؤدي نتيجة هذا النمو إلى تحوُّل عملائهم على مستويات عدة: العاطفية والعقلية والجسدية والروحية، ويتحقق ذلك عندما يتمكنون من معالجة جذور مشكلاتهم ويرون أنفسهم على نحو مختلف.
لا يمكنك أن تكون الأفضل في الكوتشينغ الشامل من أجل النمو إلا إذا بذلت بصفتك فرداً الجهد نفسه الذي تبذله لتحقيق النمو بصفتك كوتشاً وإنساناً؛ لذا ابدأ بمهام بسيطة مثل تحديد المواقف المزعجة أو المشاعر الصعبة، وبعد التعرف إلى هذه التحديات، ستصل إلى "حافة النمو"، وإذا كنت جاداً في أن تصبح كوتشاً أفضل، فسوف تسأل نفسك: لماذا أشعر بهذه الطريقة؟ وستحاول الوصول إلى جذور حالاتك العاطفية، وتُعدُّ "حافة النمو" هذه فرصة هائلة يمكنك إما استغلالها على الرغم من صعوبة المسار، أو تضييعها لتخسر بذلك فرصة تحسين قدراتك في الكوتشينغ،
وسيساعدك تكرار ذلك مع نفسك على التفوق عندما تفعل ذلك مع عملائك.
3. الكوتشينغ الشامل من أجل التغيير
تعتمد فكرة استخدام الكوتشينغ الشامل من أجل التغيير على "نموذج نظرية التغيير"، الذي يسعى إلى الإجابة عن السؤال الأكثر أهمية: "هل عميلك مستعد للتغيير؟".
عليك أن تفهم خطوات ومراحل التغيير لتحديد مستوى العميل، ثم تنظر في كيفية مساعدته على تحسين أدائه لتحقيق النتائج التحويلية.
المرحلة الأولى: التأمل المسبق
لا يعترف عملاؤك في هذه المرحلة بوجود مشكلة ولا بحاجتهم إلى إجراء تغيير، وفي هذه الحالة، هم ليسوا مستعدين للاستماع لك بصفتك كوتشاً.
المرحلة الثانية: التأمل
بمجرد أن يعترفوا بحاجتهم إلى التغيير، فقد وصلوا إلى مرحلة التأمل، وعلى الرغم من أنَّهم قرروا تعديل حياتهم، إلا أنَّهم ما زالوا يفتقرون إلى التصميم على اتخاذ الإجراءات، وهنا يأتي دورك بصفتك كوتشاً لمساعدتهم على تجاوز حالة عدم اليقين هذه.
المرحلة الثالثة: التحضير
كما يمكنك أن تتخيل، بعد تردد عملائك في اتخاذ الإجراءات اللازمة، تأتي المرحلة التي يكونون فيها مستعدين لذلك، فقد أنجزوا واجباتهم وأبحاثهم، وحددوا ما يجب تغييره وطريقة تغييره، لكنَّهم بحاجة إلى التحفيز للبدء في التنفيذ.
المرحلة الرابعة: اتخاذ الإجراءات
عندما يبدأ عملاؤك باتخاذ الإجراءات، فإنَّهم يُحدثون تغييرات في حياتهم، وهنا يقتصر دورك بصفتك كوتشاً على تقديم الدعم فقط لضمان عدم تراجعهم.
المرحلة الخامسة: المثابرة
عندما يصبح التغيير شبه تلقائي، يجب أن تساعد عملاءك على الاستمرار في هذا العمل على الأمد الطويل، والتفوق في النتائج التي يحرزونها.
لكي تكون الأفضل في الكوتشينغ التحويلي والاستثنائي، فإنَّ الشيء الوحيد الذي يجب أن تكون قادراً على فهْمه هو الجانب النفسي؛ وذلك لأنَّ الحل يكمن في فهْم عملائك وسبب سلوكاتهم؛ لذا كن داعماً لهم، وتعلَّم كيف تطرح الأسئلة الصحيحة، وحافظ على تركيزك، واستمع لعملائك، وانظر إلى احتياجاتهم ومتطلباتهم، وقدِّم لهم الكوتشينغ.