3 مشاكل يمكن حلها من خلال الكوتشينغ التنفيذي؟

يمكن أن تؤدي المسؤوليات التي ينهض بها القادة إلى غفلتهم عن إجراء التغييرات الهامة التي تساعد على الارتقاء بمستوى الشركة، وعندما ينصب كل تركيز القائد على إدارة الشركة فحسب، وتقييم النفقات العامة، والحفاظ على قيمة الشركة، والإشراف على الأرباح، فمن الممكن أن يغفل عن التواصل مع أهم أصول الشركة وهي الموظفون.

يتأثر الموظفون غالباً في الآثار الجانبية للإجراءات والممارسات التجارية التي عفا عليها الزمن، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الإحباط وعدم الانسجام بين الموظفين والعملاء والذي يَظهَر بشكل أو بآخر.

عندما يتطلَّب نمو الشركة ما هو أكثر من تحديثات سياستها وإجراءاتها ويصبح من الضروري تسهيل تدفُّق العملاء والطلب على المنتجات، وبينما يحاول القائد القيام بالعمل كالمعتاد، يمكن للكوتش التنفيذي أن يتدخَّل ويساعد على إنهاء حالة سوء التواصل بين القادة والموظفين.

يساعد الكوتشز التنفيذيون على تسليط الضوء على الجوانب التي تُمكِّن الشركة والقائد من تطوير وتطبيق التغييرات الضرورية، ولا يُركِّز الكوتشينغ التنفيذي في تطوير السمات المطلوبة للقائد الناجح الذي ينسجم مع حاجات ورغبات الموظفين والعملاء فحسب؛ بل يهدف أيضاً إلى تطوير نوع من القادة يتمتَّعون بسرعة البديهة والذكاء وقادرين على تغيير أسلوبهم القيادي بطريقة تتلاءَم مع نمو الشركة.

سنتحدَّث الآن عن بعض الآثار الجانبية لسوء التواصل بين القادة من جهة والعملاء والموظفين من جهة ثانية.

1. التأثير والوعي:

يتضاءَل تأثير القائد في كثير من الأحيان عندما لا يتطوَّر، ويستمر في المراوحة في المكان على صعيد المشروع التجاري أو المؤسسة أو المجال الذي يعمل فيه. نعيش في عصر التطوُّر، وكي يظل القائد مؤثراً يجب أن يفهمَ ويبقى على اطِّلاع بالمستجدات في مجال عمله، ويعني هذا أنَّ القائد يجب أن يستوعب بالضبط إمكاناته ودوره في المجال الذي يعمل فيه.

عندما لا يضع القادة أنفسهم في موقع يبقون فيه على صلة واطِّلاع على المستجدات من أجل توفير الحلول، فإنَّهم يفقدون تأثيرهم في العملاء؛ وذلك لأنَّ الناس سيتوجَّهون تدريجياً للحصول على الخدمة من أشخاص يقدِّمونها لهم بشكل أفضل، كما سيفقدون تأثيرهم في الموظفين؛ لأنَّ هؤلاء الأخيرين يعتمدون على القيادة من أجل تمكينهم من أداء عملهم وتقديم خدماتهم بشكل جيِّد؛ ولهذا السبب إذا لم يكُنْ القادة يتطورون ويتحسَّنون، فلن يتطوَّر موظفوهم أيضاً، وهذا يقودنا إلى الحديث عن النقطة التالية.

2. التقدُّم والتطوُّر:

يحدث الركود عندما يتوقف الموظفون والقادة عن التطوُّر والتقدُّم والتعلُّم، ويُعَدُّ العمل بنزاهة وإتقان ضرورياً في جميع المجالات، لكنْ تنحسر هذه المبادئ وتتضاءَل معها جودة العمل عندما لا يكون هناك تقدُّم.

يكفي أن نتخيَّل ما يُسبِّبه تغيير القيادة في شركة ما من تأثيرات فورية، أو تغيير الكوتش الرياضي في منتصف الموسم وأثر ذلك في نجاح الفريق في ذلك الموسم، وتؤدي القيادة دوراً هاماً في التقدُّم سواءَ كان إيجابياً أم سلبياً، وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.

3. الرؤية والمسار:

تُحدِّد الطريقة التي يقود من خلالها القائد شركته مسار المؤسسة ككل، فإذا كانت لدى القائد الرؤية والقدرة على التفكير الاستراتيجي، فإنَّ ذلك يتحوَّل إلى إلهام وحافز يدفع الفريق بأكمله إلى المضي قدماً.

من الهام بالنسبة إلى أي مشروع تجاري - بغض النظر عن القطَّاع الذي ينشط فيه - أن يتم تحديد المسار الذي يؤدي إلى أفضل نجاح بشكل روتيني بغض النظر عن تغيُّر الأوقات والظروف، ومن الضروري جداً اتِّخاذ الإجراءات التي تهدف إلى التأقلم والتكيُّف من أجل الحفاظ على المسار واستمرارية النجاح، ومن المُحتمَل أن يختبر أي قائد في مرحلة ما من حياته المهنية سوء التواصل بينه وبين نفسه من جهة، وبين موظفيه وعملائه من جهة أخرى، وهنا يأتي دور الكوتش التنفيذي الذي يساعد في هذه الحالة على تحقيق الانسجام بين القادة وفرقهم؛ مما يؤدي إلى استعادة التفاهم المفقود.

يساعد الكوتشز التنفيذيون القادة من خلال التوجيه العملي على البقاء في حالة من الانسجام مع موظفيهم وإرضاء عملائهم في نفس الوقت الذي يتابعون فيه إدارة شؤون الشركة الأخرى. ربما سمعتَ بالمثَل الذي يقول إنَّ السلسلة قوية بقدر قوة أضعف حلقاتها، ولكنَّنا نؤكِّد لك أنَّه ليس من الضروري أن تُوجَد في شركتك أيَّة حلقة ضعيفة.

في الختام:

يُمكِنُكَ أن تكون حريصاً على متابعة جميع جوانب شركتك، وذلك دون أن تشعر بالتوتر إذا استعنتَ بالموارد المناسبة لتلبية حاجاتك. لا تسمح للمشكلات الصغيرة بأن تتضخَّم في شركتك، وكُنْ استباقياً واستثمر في الكوتشز التنفيذيين أو خدمات الاستشارة التي تساعدك - كونك قائداً - على إزالة حالة سوء التواصل بينك وبين الأشخاص الذين تُقدِّم لهم خدماتك من أجل الحصول على أفضل النتائج.