4 خطوات لبناء مشروع كوتشينغ ناجح
نحن نتعرَّض يومياً إلى كمٍّ هائل من المعلومات، ونستطيع اكتشاف أي شيء باستخدام جوجل (Google)، ولا عجبَ أن يكون معظمنا مُرهَقاً أو مُرتبكاً في مرحلة ما من حياتنا.
الحقيقة أنَّه لا تُوجَدُ طريقة واحدة لعمل الأشياء، وعلى عكسِ ما يحبُّ الخبراء أن يخبرونا به عن الطريقة الوحيدة التي أنقذَت عملهم؛ لدينا خيارات لما يُمكِنُنا القيام به بناءً على مهاراتنا ومواهبنا الطبيعية، وجمهورنا المُستهدَف والمرحلة التي وصل عملنا إليها.
في الواقع يُعَدُّ وجود طريقة واحدة فقط للقيام بالأشياء مخاطرة كبيرة في عالم سريع التغيُّر، ماذا لو تغيَّر الهدف؟
لا تحتاج إلى القيام بأيِّ شيء مُعقَّد لبناء مشروع كوتشينغ ناجح ومُربِح، وما عليك سوى التركيز في بعض الأشياء الأساسية المناسِبة والاستمرار في ذلك.
لا تُوجَدُ علاقات عامة باهظة الثمن، ولا مسارات مُعقَّدة لتحويل العملاء، ولا إعلانات مدفوعة، ولا عمل على مدار الساعة؛ فالبساطة هي المفتاح.
فيما يأتي 4 خطوات لبناء مشروع كوتشينغ ناجح:
1. معرفة نفسك:
لستَ بحاجةٍ إلى فعل ما يفعله الآخرون. هل تريد حقاً أن تكون حاضراً على وسائل التواصل الاجتماعي طوال الوقت، وعلى كل منصة؟ إذا كانت الإجابة "لا"، فما عليك سوى التوقُّف عن فعلِ ذلك، والحقيقة هي أنَّ بعض الناس يحبُّون وسائل التواصل الاجتماعي وبعضهم الآخر لا يحبونها، وإذا كنتَ لا تحبها، فإنَّ إجبار نفسك على أن تكون حاضراً فيها طوال الوقت ليس جيداً لتحفيزك.
لذلك يبدأُ الأمرُ بمعرفة ما تجيده بالفطرة وتطبيق مهاراتك لتوليد عملاء محتملين بطريقة مُريحة، وهذا لا يعني أنَّ الأمر سيكون سهلاً طوال الوقت؛ إذ يتعيَّن عليك ترويج نفسك "نعم، عليك القيام بذلك في المراحل الأولى من عملك عندما لا يَطرقُ العملاء بابك"، قد تشعر بالخوف من الرفض "في الواقع من المُحتمَل أن يَحدُث ذلك"، لكنْ لا غنى عن ترويح نفسك.
ثمة طرائق مختلفة لترويج نفسك؛ لذلك اعرف نفسك، وافعل ما يناسبك.
2. معرفة عميلك:
هل تريد العمل مع الشركات؟ هل تريد العمل مع المديرين التنفيذيين؟ حدِّد مَن تريد العمل معهم واذهَبْ حيث ينشطون، ويُمكِنُكَ تغيير تخصصك لاحقاً، لكنْ عليك أن تبدأ بتخصُّص ما. أينما تريد الذهاب، أصبحَ الكوتشينغ جزءاً أكبر من حياتنا كلها. اعرفْ قيمتك وأَظهِرها للأشخاص المناسبين.
إذا كانت السوق المُستهدَفَة هي الأشخاص الذين ليس لديهم وجود على فيسبوك (Facebook)، فلا داعي لوجودك هناك، ولا تحتاج إلى البحث عبر مجموعات فيسبوك أيضاً.
لا يتعيَّن عليك التواصل طوال الوقت أو التحدُّث في المؤتمرات حيث لا يفهمك الناس، فكُن استراتيجياً مهما كان ما تختاره، ولا يساعدك هذا على تقليل أعباء العمل وحسب؛ بل من المرجَّح أن يزيد فاعليتك أيضاً.
3. اكتشاف استراتيجياتك التسويقية المناسبة "والنتيجة التي تريدها منها":
تعرَّف إلى ما يُمكِنُ توقُّعه من استراتيجيات التسويق التي اخترتها. بعض النشاطات تفضي إلى مصداقية ووضوح على الأمد الطويل أكثر بكثير من جني الأرباح بسرعة، ومن المرجَّح أن تجلب نشاطات أخرى إلى عملك الأرباح بسرعة، ويُمكِنُكَ في بداية عملك أن تفعل كلا الأمرين، ولكنَّ الأخير هو الأولوية.
يجب أيضاً ألَّا تنفق الأموال الطائلة على تجربة إعلانات فيسبوك أو العلاقات العامة باهظة الثمن. لا تستمع إلى أي شخص يحاول إخبارك بأنَّه عليك القيام بذلك.
المشكلة هي عندما يختلط الأمر عليك بسبب الاختلاف بين النشاطات المربحة والنشاطات التي تزيد ظهورك، ثم يخيب أملك من نتائجك، وإذا كنتَ تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي، فأنت لا تعرف مَن الذي ينظر إلى منشوراتك، ومع مرور الوقت قد تبني هذا الجمهور المرغوب، لكنْ ربما لا تحصل على نتائج فورية.
لذلك اختر ما لا يزيد عن استراتيجيتين أو ثلاث استراتيجيات، وطبِّقها باستمرار خلال مدة زمنية معيَّنة، مع تعديلها في أثناء تقدُّمك، والمثابرةُ هي المفتاح، فالتزِم بالظهور لكنْ اعرف توقعاتك من مؤشر الأداء الرئيس أولاً.
يجب أن تكون أولويتك الأولى دائماً هي الوصول إلى الأشخاص الذين تريد العمل معهم؛ لذا ابحث عن طريقة للتواصل معهم.
4. الكف عن فعل الأشياء غير المُجديَة:
فيما يتعلق بالإنتاجية، فإنَّ ما نحتاج إلى التوقُّف عنه لا يقل أهمية عمَّا تقوم به.
إنَّ الحصول على مزيد من الشهادات والحضور الدائم في كل مكان، والعمل مجاناً أو بأسعار منخفضة، وتعديل موقعك الإلكتروني مرتين يومياً، وصحبة الآخرين الذين لا يحققون نتائج لن يساعدك.
غالباً ما تكون هذه أدوات تسويف فعَّالة؛ وذلك لأنَّها تمنعنا في الواقع عن محاولة بناء مشروع كوتشينغ قابل للنمو، وإذا فعلنا ذلك، فقد نفشل ويرفضُنا العملاء، وهذا أمر مخيف.
كُنْ صادقاً مع نفسك. هل تتجنَّب ما عليك القيام به؟