4 مهارات أساسية للمنتورينغ


بصفتك مديراً، فإنَّك ستؤدي دوراً هاماً وفريداً ​​ليس فقط في تحقيق نتائج لقسمك وشركتك، وإنَّما في تطوير المهارات والمعلومات والمسؤوليات الخاصة بأعضاء فريقك.

ومن أهم هذه الأدوار أن تكون منتوراً (mentor)، ويُنظَر إلى المنتور في مجال الأعمال على أنَّه مستشار خبير وموثوق، فأن تكون منتوراً يعني أن تكون قادراً على التواصل مع أعضاء فريقك، أو الأشخاص الذين تقدِّم لهم المنتورينغ (mentoring) على مستوى شخصي وذلك لمساعدتهم على تطوير المهارات الأساسية للنمو والتحسين.

ويُعَدُّ المنتورز الجيدون قادرين على تبنِّي وتطوير أربع مهارات رئيسة، ودون هذه المهارات لن تكون قادراً على التواصل أو المساعدة على تحسين أداء أي شخص، وهذه المهارات هي:

1. مهارة الملاحظة

وهي من المهارات الهامة؛ لأنَّه يجب أن تكون قادراً على ملاحظة وفهم ما يقوم به الشخص الذي تقدِّم له المنتورينغ حالياً، أو ما الأمور القادر على القيام بها.

قد تؤدي ملاحظة ما يفعله أعضاء الفريق الآن إلى طرح بعض الأفكار حول ما يمكنهم فعله في المستقبل، ويساعدك ذلك على تحديد الثغرة بين مكان وجودهم الآن والمكان الذي من المرجح أن تراهم فيه في المستقبل.

لاحِظ كيف يتعاملون مع المشكلات، وهل استراتيجيات تفكيرهم الإبداعي مطورة جيداً، وهل يرون التحديات أمراً يجب مواجهته بقوة وشجاعة؟ ولاحِظ أيضاً كيف يستخدمون مهاراتهم في التواصل مع الآخرين، وهل يتصرفون بهدوء عند شعورهم بالضغط والتوتر، وهل يستجيبون استجابة عقلانية بدلاً من التصرف باندفاع؟

فمن خلال مراقبتهم، ستلاحظ أين توجد نقاط قوَّتهم والمجالات التي يمكن تطويرهم فيها، وتبنِّي أفكار عن كيف يمكن أن يساعدهم المنتورينغ على الاستفادة من إمكاناتهم.

2. المهارات التحليلية

ستمنحك هذه المهارات الأدوات التي تحتاج إليها لتحديد الأمور التي يقصِّر فيها الشخص الذي تعمل معه، وما التغييرات التي يلزم إجراؤها.

التفكير التحليلي هو أمر يمكن تطويره وصقله خلال فترة من الزمن، كما يمكنك تقديم المنتورينغ لأعضاء فريقك لمساعدتهم على تحليل ومعالجة وترتيب المعلومات الجديدة والأفكار والتحديات والحلول الممكنة، ويمكن أن تشمل المواقف التي يمكن استخدام المهارات التحليلية فيها، وبناء المهارات التنظيمية، واستكشاف المشكلات وحلها، ووضع الميزانيات، والبحث عن الفرص المستقبلية، وتحليل البيانات، وتحسين التفكير الإبداعي.

إنَّ تقديم المنتورينغ لأعضاء فريقك في هذه المهارات، يجعلهم يفكرون على مستوى أعلى، ويسمح لهم بإظهار قيمتهم في مجالات العمل الرئيسة.

3. مهارات الإنصات الفعَّال

عند تقديم المنتورينغ، لا تقدِّم للشخص الذي تعمل معه مجموعةً من الإرشادات التفصيلية فقط، وإنَّما يجب عليك أن تتحرى وتطرح أسئلةً بشأن الأمور التي يفعلها وما الأمور التي لا يفهمها، فأنت لستَ مدرِّساً وإنَّما منتوراً، وإذا لم تطرح أسئلةً وتستمع للإجابات، فلن تعرف ما الذي يجب القيام به بعد ذلك.

احرص على أن تكون أسئلتك على مستوى عميق بما يكفي لجعل الشخص يفكر في تنمية مهاراته في التفكير، فالهدف هنا هو التأكد من قدرته على رؤية التحديات رؤية مختلفة، والعثور على إجابات لم يفكر فيها الآخرون من قبل.

وكذلك، يجب أن تكون مهارات الإنصات لديك جيدة حتى تتمكن من تحديد متى يجب تقديم التغذية الراجعة للشخص الذي تقدِّم له المنتورينغ، وفي هذه الحالة أنت لا تختبره فحسب، وإنَّما تساعده على تحليل المواقف وتحديد كيف يمكن تحسين مهاراته وتطويرها.

4. مهارات التغذية الراجعة

يجب أن تكون قادراً على تقديم تغذية راجعة صادقة، وقد يحتاج هذا الأمر أحياناً إلى أن تكون تغذيتك الراجعة ذات طابع إنمائي؛ لأنَّ ليس كل ما يفعله أعضاء الفريق مدروساً جيداً ويتناسب مع الظروف كافةً، ومع ذلك، التغذية الراجعة السلبية ليست مناسبةً في معظم مواقف المنتورينغ.

يجب أن تكون قادراً على تصحيح أفعال وسلوكات المتدرب لديك دون شعوره بالفشل، وأخبِره ألا يفكر بالفشل، وإنَّما بالنتائج، وإذا تمكَّن أعضاء فريقك من التعلم من تجربةٍ ما، فإنَّهم لن يفشلوا؛ وذلك لأنَّهم تعلَّموا طريقة التأكد من عدم حدوث ذلك مرةً أخرى؛ لذا اعلم أنَّ الهدف من التغذية الراجعة هو أن يتعلم الشخص من التجربة ويحسِّن أداءه المستقبلي.

اسأل الشخص عن شعوره تجاه أدائه، وسلِّط الضوء على النجاحات التي حققها، وساعده في بناء شخصيته من خلال تقديم المنتورينغ في المهارات الشخصية التي يحتاج إليها ليكون أكثر نجاحاً، بهذه الطريقة، سيتقبَّل تغذيتك الراجعة، بدلاً من رفضها والشعور بالخوف منها.

عند تطبيق هذه الأفكار الأربع، فإنَّك ستبني ثقتك بتقديم المنتورينغ لأعضاء فريقك وتقديم الدعم عند الحاجة إليه؛ لذا طوِّر مهاراتك كمنتور؛ حيث سيساعد ذلك أعضاء فريقك على تطوير ثقتهم بأنفسهم.