4 نصائح من الخبراء حول طريقة بدء عمل كوتشينغ ناجح


مع أعمال الكوتشينغ، أنت العلامة التجارية والمُنتَج، لذلك يجب عليك التسويق لنفسك بطريقة تعكس أسلوبك، ويمكن أن يتخذ الكوتشينغ أشكالاً عديدةً؛ إذ قد يكون عن الحياة أو الأمور التنفيذية أو الوظيفة أو المهارات، ولكنَّها تشترك جميعاً في المهمة نفسها، وهي مساعدة الأشخاص على الحصول على إجابات.

وكوننا بشراً، غالباً ما نكون أكبر عائق أمام أنفسنا وتقدُّمنا، ونكون غير قادرين على تحقيق إمكاناتنا ما لم يوجد شخص آخر يسلط الضوء عليها، والنتيجة هي أنَّ العمل في مجال الكوتشينغ آخذٌ في الازدهار.

في المجال المهني، وجد أحد الاستطلاعات أنَّ رائداً من كل ستة رواد أعمال تقريباً يستفيد من كوتشز الأعمال لتحسين الذات، وتبلغ قيمة سوق الكوتشينغ في مجال الحياة في الولايات المتحدة وحدها حوالي مليار دولار.

في حين أنَّه يوجد طلب مرتفع على الكوتشينغ، إلا أنَّ المنضمين الجدد الذين يأملون في نَيل الشهرة في هذا المجال، ويعتمدون اعتماداً كبيراً على بناء سمعة وبدء مناقشات جديدة تتعلق بالصحة والتفكير النقدي والعمل الإيجابي، وإنَّ إطلاق العنان لهذا التفرد يُعَدُّ جرأةً في مجالٍ مليءٍ بالمنافسين.

وعلى الرغم من ذلك، فإنَّ مجال الكوتشينغ في حالة حركة مستمرة، ويوجد دائماً احتمال حدوث بعض الاضطرابات، لذلك نقدم لك فيما يلي 4 نصائح لبدء عمل كوتشينغ، مع وجهات نظر لبعض كبار الكوتشز.

1. أنشئ علامتك التجارية الشخصية

مع أعمال الكوتشينغ، أنت العلامة التجارية والمُنتَج؛ لذلك يجب عليك التسويق لنفسك بطريقة تعكس أسلوبك، فيجب أن تسأل نفسك ابتداءً: "ما الذي أسعى إلى تحقيقه؟" و"كيف يمكن أن يحب الناس ما أقدمه؟"، فلا يقتصر إنشاء علامة تجارية على تقديم نفسك إلى العالم فحسب؛ وإنَّما يتعلق بإيجاد طرائق تدفع الناس إلى الإصغاء لك والثقة بك.

تُعَدُّ قصتك أساس علامتك التجارية، ومع تزايد شعبية الكوتشينغ في السنوات الأخيرة، ستحتاج إلى التميز وإظهار نفسك كإنسان مُقنِع وجذاب، فكلما كنت أكثر انفتاحاً بشأن تجاربك ودوافعك وأوجه ضعفك، زاد صدقك في نظر الآخرين.

يقول "شون كالاجي" (Sean Callagy)، كبير الإداريين الملهمين والمؤسس المشارك في شركة "أنبلينديد" (UNBLINDED): "إنَّ الناس يحبون المصداقية، والتصرف على سجيتك هو أكثر ما يروقهم"، فحاول التركيز على أجزاء قصتك التي تميزك عن الكوتشز الآخرين وتجعلك صاحب كلمةٍ في مجالك، على سبيل المثال: الحالات التي دفعَتك إلى البدء بمهنة معيَّنة، والمرات التي شككتَ فيها بالأمور التي تؤمن بها، أو الأحداث التي جعلَتك تقرر تغيير مجرى حياتك.

بمجرد تحديد قصتك، وظِّف فريقاً من الأشخاص ذوي التفكير المماثل لإنتاج مواد مرئية تصوِّرها، وخلال هذه العملية، تجنب استخدام حس الفكاهة أو السخرية؛ لأنَّها تُنفِّر الناس بسرعةٍ منك وستقلِّل من مكانتك ككوتش، وكما يقول "كالاجي": "التأثير هو القوة الخارقة الحقيقية الوحيدة".

2. ضع نموذجاً للعمل

من السهل التفكير في أنَّ تأسيس شركةٍ تسعى من خلالها إلى تحقيق الربح، ينفي بطريقة ما رغبتك في دعم الناس، لكنَّ هذا الأمر ليس صحيحاً؛ حيث توجد مجموعة كاملة من شركات الكوتشينغ التي لها تأثيرات عميقة في عملائها، ولا تزال تعطي الأولوية للإيرادات والنمو والتطور، وفي الواقع، لمساعدة معظم الأشخاص يجب أن يحقق عملك الاكتفاء الذاتي وأن يستطيع التوسع.

من المفاهيم الخاطئة الشائعة، أنَّه في الأيام الأولى يجب عليك تقديم خدمات الكوتشينغ مجاناً، وهذا الأمر ليس صحيحاً أيضاً؛ إذ يقدِّر الناس الأمور التي يدفعون من أجلها، وغالباً ما يُنظَر إلى الخدمات التي لا تكلف الكثير على أنَّها منخفضة الجودة.

لذلك، ثِق بقدراتك ككوتش وامنح الناس وقتك منذ اليوم الأول، ويُعَدُّ هذا الأمر ذكياً أيضاً فيما يتعلق بالحصول على دليل اجتماعي؛ حيث يمكنك أن تطلب من العملاء الإفصاح عن آرائهم فيك، والتي ستكون أكثر مصداقيةً لأنَّهم أنفقوا بالفعل أموالهم على خدماتك.

يختار بعض الكوتشز وضع نظامٍ للدفع قائمٍ على القيمة؛ حيث تُفرَض رسوم على العملاء وفقاً لمقدار القيمة التي يحصلون عليها من الدورات، فلا تلائم هذه الطريقة الشركات الناشئة التي تحتاج إلى تدفق إيرادات سريعة، ومع ذلك، فهي طريقة رائعة للتأكد من أنَّك تمتلك عقلية تهتم بالعميل، ويمكن أن تحدد بالضبط مقدار المساعدة التي تقدِّمها للأشخاص.

3. اطرح أفكارك

لا يوجد مكان أكثر فاعليةً من المنصة والميكروفون، وسواءً كان ظهورك في التلفاز أمام 10000 شخص، أم عبر مكالمة فيديو مع ستة أشخاص، أم من خلال منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ الطريقة الأكثر فاعلية لنشر أفكارك هي التحدث قدر المستطاع.

يُعَدُّ التسويق هاماً للكوتشز كما هو الحال في المجالات الأخرى، وكونك شخصاً مبتدئاً في المناقشة سيظهر للناس أنَّك رائد فكري فضولي، وإنَّ أقوى نقطة تروِّج بها لنفسك هي أنت نفسك؛ لذلك استخدِم جميع المنصات الموجودة تحت تصرفك.

ابدأ بإنشاء محتوى عالي الجودة؛ حيث تُعَدُّ المدونات الإلكترونية ومقاطع الفيديو والمدونات الصوتية مقبولةً، وتسمح لك بالتحدث مباشرةً إلى الجماهير، كما يمكنك أيضاً دعوة أشخاص من شبكة علاقاتك للانضمام إليك لإجراء مناقشات حول موضوعات معيَّنة، والاستفادة من جماهيرهم في الوقت نفسه.

يَذكُر "غابي زيكرمان" (Gabe Zichermann)، الرئيس التنفيذي لشركة "فيلوسوفي" (Failosophy)، الذي قدم الكوتشينغ والمنتورينغ إلى مئات المؤسسين حول الخطابة العامة وبناء الشركات الناشئة، بأنَّه لا يجب الاستهانة بفاعلية التفكير القيادي في بناء علامة تجارية شخصية؛ حيث يبحث العملاء المحتملون عن أشخاص لديهم الكثير من المعرفة والخبرة التي ستوجِّه الآخرين في حالة الاضطراب، سواءً على المستوى الشخصي أم المهني.

من خلال نشر مقاطع فيديو تعليمية قصيرة على "فيسبوك" (Facebook) أو مدونات على موقع "ميديام" (Medium) أو "لينكد إن" (LinkedIn)، التي تقدم جميعاً وجهات نظر قابلة للتنفيذ من أجل أسلوب حياة أفضل، أو من خلال المقالات الطويلة، يمكن للكوتشز تركيز رسائلهم على تقديم نصائح حقيقية يمكن أن تضيف قيمة إلى حياة العملاء.

تذكَّر، يجب أن تكون نشطاً على وسائل التواصل الاجتماعي لإثارة تفاعل الناس؛ لذلك، ابذل جهداً واعياً لمتابعة الأشخاص والمنظمات الذين يشاركون وجهات نظرك أو الذين تستلهم منهم، فإنَّ إعادة مشاركة المحتوى الخاص بهم والتعليق عليه، أو حتى الإشارة إلى الأشخاص لسؤالهم عن آرائهم حول المقالات والتحديثات، يُعَدُّ طريقة رائعة لتحفيز المناقشات ونشر فلسفتك مستقبلاً.

يؤكد "كالاجي" على أهمية جعل الناس يشعرون بأنَّك تلاحظ وجودهم، وأنَّه من خلال دعوة الناس للاجتماع عبر الإنترنت أو وجهاً لوجه للتحدث عن أفكار جديدة، فإنَّك تجعل نفسك الرابط بينهم وبين التغيير.

كما تُعَدُّ النشاطات وورشات العمل خياراً آخر لطرح أفكارك، ومن ثمَّ بناء جمهور متابع لعلامتك التجارية؛ حيث يمكن أن تؤدي مشاركة النصائح الشخصية إلى بناء الثقة وتتيح للأشخاص التعرف إليك بصورة شخصية، كما يمكن أن تكون فرصةً لجمع التغذية الراجعة حول الأمور التي تناسب الناس والتي لا تناسبهم، وتوجيه أفكارك نحو احتياجاتهم الأكثر إلحاحاً.

4. اجعل عملاءك سفراء لعلامتك التجارية الشخصية

يوفر لك العمل كوتشاً الفرصة لتوجيه الآخرين خلال فترات حياتهم الصعبة أو المرهقة بصورة خاصة، فضلاً عن أنَّ الكوتشز الذين يبذلون جهداً إضافياً في تقديم الدعم خلال أوقات الحاجة (على سبيل المثال: من خلال إتاحة أنفسهم لإجراء مكالمات طارئة خارج ساعات العمل، أو توضيح تحدياتهم الشخصية، أو ببساطة إبداء رأيٍ جديد في التحديات التي تواجه العملاء)، يمكن لهم بناء علاقات طويلة الأمد وجذب الكثير من المهتمين.

يضيف "زيكرمان": "الكوتشينغ عبارة عن علاقة عمل، ويجب أن تكون قادراً على التواصل مع الناس، وإظهار التعاطف، والإصغاء جيداً، وتُظهر ضعفك عند الحاجة"، كما يَذكُر "زيكرمان" أنَّه إذا كان امتلاك خبرة كافية في مجال الكوتشينغ الخاص بك هو أهم شرط للنجاح، فإنَّ مهارات التواصل وبناء العلاقات القوية تأتي في المرتبة الثانية.

في عالم الكوتشينغ، الكلام الذي يتناقله الناس أمرٌ أساسي؛ إذ إنَّ عملاءك ليسوا مجرد زبائن يدفعون المال؛ وإنَّما هم سفراؤك، وبالتأكيد، هذا القرار هو قرارهم، ولكن توجد أمور يمكنك القيام بها لتشجيعهم على الترويج لأفكارك وخدماتك، وكما هو الحال مع معظم عناصر الأعمال، يتعلق الأمر بالقيمة وبتبادل القيمة المشتركة بصورة أكثر تحديداً.

تتجاوز القيمة التي تقدِّمها إلى العملاء الخدمات التي تقدمها، ويمكن أن تكون القيمة على شكل دعم مستمر ومرونة وتغذية راجعة شخصية وحسومات وموارد متطورة، أو أيِّ شيء يجعل حياة الناس أسهل وأفضل، فكلما زادت القيمة التي تمنحها لعملائك، زاد إكرامهم لك من خلال التوصية بك لدى الآخرين؛ وهي صفقة رابحة لكلا الطرفين.

يمكنك تقديم خدمات مطوَّرة إلى العملاء أو استشارات مجانية أو إمكانية الوصول إلى مصادر معلومات خاصة بك، مقابل تقديم شخص ما إلى برنامجك، ولا مشكلة في عرض كل ما يجعل عمل الكوتشينغ الخاص بك مميزاً أيضاً؛ إذ يمكن أن يحب عملاؤك ما تقدمه لهم، لكنَّهم قد يحتاجون إلى تذكير لطيف بما هو بالضبط، فاحرص على الحفاظ على التواصل المنتظم الذي يُعلِمهم بالتأثير الذي تحدثه، وكيف ترغب في توسيع نطاق عملك وسيطرتك في المستقبل.

على الرغم من أنَّ مجال الكوتشينغ تنافسي، إلا أنَّ له بعض التأثير الفعَّال في حياة الناس؛ لذلك ابدأ بجذب الأشخاص من خلال تصوير نفسك كخبير، ولكن لا تخجل من جعل نموذج عملك مربحاً بكل جرأة، وتحويل عملائك الأكثر ولاءً إلى سفراء لعلامتك التجارية؛ حيث تعني الشركة القوية امتلاك أساس قوي وفعَّال لتوجيه الآخرين خلال الأوقات الصعبة.