7 أدوات كوتشينغ يمكن لكل كوتش استعمالها
من البديهي أنَّ أفضل الكوتشز في العالم هم الأشخاص الذين لديهم القدرة على تغيير الحياة نحو الأفضل، ففي أيَّة مهنة أو مجال في الحياة، يكون الكوتش قادراً على رفع مستوى الفرد، وغالباً ما تمر جهوده الجيدة دون أن يلاحظها أحد، لكن كل كوتش جيد يمتلك أدوات الكوتشينغ المناسبة.
ولكن، بالنسبة إلى الأشخاص الذين يُوجَّهون من قِبل هؤلاء الكوتشز الأبطال، فإنَّ هذه الجهود لا تُقدَّر بثمن.
قبل أن تستمر في القراءة، يجب أن تدرك أنَّ كونك كوتشاً جيداً لا يعني أن تكون قادراً على بدء أو إدارة أعمال الكوتشينغ؛ إذ إنَّ أقل من 24% من الكوتشز قادرون على الاستمرار والتركيز على الكوتشينغ طوال الوقت.
تمنحك مهنة الكوتشينغ الحرية لتقديم الكوتشينغ أينما كنت، والسفر كثيراً، والعيش حياة مريحة، والتأثير في العديد من الأشخاص، ومكافأتك على ما تفعله والاعتراف بما تقدِّمه، وهذا هو الأهم بالنسبة إليك لتكون قادراً على الاستمرار بصفتك كوتشاً، وتحقيق أهداف حياتك من خلال الكوتشينغ.
ما هو الكوتشينغ الجيد؟
كيف يمكن أن تكون كوتشاً جيداً؟ يوجد بعض الأسئلة التي قد تساعد على معرفة ذلك، منها:
- هل أنا الشخص المناسب لأقول لشخص ما كيف يعيش حياته؟
- هل سأكون قادراً على مساعدة العملاء لتحسين حياتهم؟
- هل نصيحتي قيِّمة بالنسبة إلى العميل؟
إنَّ الإجابات عن هذه الأسئلة مرتبطة ببعضها، ومن الهام ملاحظة أنَّ الكوتشينغ ليس استشارةً أو علاجاً، وليس منتورينغ أو تدريباً على العلاقات؛ إذ يُعَدُّ الكوتشينغ الجيد بمنزلة وسيلة لمساعدة الأفراد على الانتقال من مكانهم إلى حيث يريدون أن يكونوا.
الكوتش الجيد هو الكوتش الذي يمكنه القيام بكل ما ذُكِر آنفاً وأكثر، فمن خلال العمل عن كثب مع العملاء، يمكنه تحليل مسار شخصي ومحدد للقيام بذلك.
والأمر الأساسي الذي يجب ملاحظته، هو أنَّه يمكنك تخصيص مساحةً خاصةً بك بصفتك كوتشاً، ومع القليل من الصبر والجهد، يمكنك مساعدة نفسك على التخلص من هذه المخاوف، وأن تتبع الطريق المناسب لتصبح كوتشاً متميزاً.
باستعمال الأدوات والمنصة المناسبين، يمكن للكوتش الذي يجد نفسه جديداً في هذا المجال زيادة مستوى ممارسته، وتقديم النصائح والاستراتيجيات والقيمة ذات الصلة، لمساعدة العملاء على تحسين حياتهم.
ما هي أدوات الكوتشينغ التي يمكن استعمالها بصفتك كوتشاً؟
إذا كنت تتساءل ما هي أدوات الكوتشينغ اللازمة، فأنت تقرأ المقال المناسب، نقدم لك فيما يأتي بعض أفضل أدوات الكوتشينغ التي يمكنك استعمالها:
1. "عجلة الحياة" (Wheel of Life)
في نطاق الكوتشينغ، تُعَدُّ عجلة الحياة - هي أداة سهلة لكنَّها فعَّالة، تساعدك على تصوُّر جميع المجالات الهامة في حياتك في وقت واحد، وغالباً ما يستعملها الكوتشز لمنح عملائهم نظرة شاملة عن حياتهم - أداةً لا تُقدَّر بثمن وشخصيةً للغاية، وهي طريقة سهلة جداً.
إنَّها مصممة لمساعدة العملاء على معرفة مجالات حياتهم التي يشعرون بالسعادة فيها، والمجالات التي يريدون التركيز عليها لتحسين نوعية حياتهم.
الخطوة الأولى: اطلب من عميلك إلقاء نظرة على الفئات الثماني الآتية:
- الصحة.
- الأصدقاء والعائلة.
- الزوج أو الزوجة.
- التنمية الذاتية.
- المرح والترفيه.
- بيئة المنزل.
- المسار الوظيفي.
- المال.
ثم اطلب منه أن يفكر باختصار فيما يمثِّل حياة صحيةً في كل فئة من الفئات المذكورة آنفاً حسب رأيه.
الخطوة الثانية: ارسم خطاً في كل جزء؛ إذ يمثِّل مركز العجلة أدنى قيمة للرضى (0)، وتمثِّل حافة العجلة أعلى قيمة (10)، ثم اطلب من عميلك تحديد النقطة التي يشعر بأنَّها مناسبة لكل جزء، وربط النقاط مع بعضها بعضاً.
نتيجةً لهذا التمرين، سيكون لدى عميلك خريطةً مرئيةً ستبدو أشبه بشبكة العنكبوت، وتمنحه فكرةً عامةً عن الوضع الذي يرغب فيه مقارنة بوضعه الحالي.
يمكن العثور على نموذج عجلة الحياة على الإنترنت، ويمكنك تخصيص المظهر المرئي لكل نموذج بما يناسب عميلك.
2. "اليوم المثالي" (The Perfect Day)
عندما كنا أطفالاً، غالباً ما كنا دون قيود، ومع تقدُّمنا في العمر نجد أنفسنا نبتعد أكثر فأكثر عن أحلامنا ونفكر في الإجابة عن السؤال الآتي: "ماذا أريد أن أكون عندما أكبر؟".
يساعدك هذا التمرين على إعادة عميلك إلى تلك الحالة غير المقيدة، والإجابة عن هذا السؤال؛ والغرض من هذه الأداة هو مساعدة عميلك على تصوُّر يوم عمل مثالي من بدايته إلى نهايته، ومساعدته على التعمق، وتصوُّر ووصف ما يجعل يوم عمله مثالياً.
من خلال القيام بذلك، ستساعد عميلك على تحديد الأمور التي يريد العمل من أجلها، وكذلك إعادة اكتشاف الأمور التي كان قد نسيها.
وعند الانتهاء من التخطيط لهذا اليوم المثالي، يمكنك مساعدة عميلك على تحليل التفاصيل العملية ليومه المثالي، ثم مساعدته على وضع خطة للوصول إلى ما يريده.
3. "دفتر يوميات للتأمل والتفكير" (Reflection JOURNAL)
يبدأ كل جزء من التغيير - كبيراً كان أم صغيراً - بالتأمل، وتُعَدُّ كتابة اليوميات طريقة رائعة للقيام بذلك، فهي طريقة جديدة تساعدك على جعل عملائك يمارسون ذلك عن طريق الحصول على دفتر يوميات، فعندما تبذل الجهد من أجل عملائك؛ فإنَّهم سيبذلون الجهد وينجزون المهمة التي كلفتَهم بها.
ويمكن تحليل هذه الطريقة إلى ما يأتي:
- خالية من الأحكام: اطلب من عميلك حرية الكتابة؛ إذ ينطوي ذلك على التخلي عن كل ما يشعرون به، ويُعَدُّ دفتر اليوميات هذا شخصياً وخاصاً ويوفِّر مساحة آمنة للتعبير عن أفكار العميل ومشاعره
- الملاحظة: اطلب من عملائك تدوين الأمور التي تحدث معهم، وقضاء بعض الوقت في التفكير في طريقة تفسيرهم لها، واطلب منهم الانفصال عن فهمهم العاطفي، وأن ينظروا إلى الأمور التي تحدث معهم بصفتهم طرفاً ثالثاً.
- الإدراك: اطلب من عميلك تدوين ملاحظات تخص طريقة إدراكه للأحداث التي حدثَت له، فعندما يدرك طريقة رؤيته للأمور، سيصبح قادراً على فهم سبب رؤيته لها بهذه الطريقة.
- كشف الحقائق: يمكن أن تكشُف عملية التدوين والتوثيق في معظم الأحيان عن الرغبات والتطلعات والأفكار الأساسية، والتي يمكن أن ترتبط بعد ذلك بوضع عميلك، وتُعَدُّ تلك طريقةً قيِّمةً لعميلك ولك بصفتك كوتشاً.
- تقييم الاحتياجات: يمكن أن تساعد الممارسة التي تعتمد على دفتر اليوميات على لفت انتباه عميلك إلى المشكلات والحلول المحتملة في حياته، وغالباً ما تجعل الكتابة الأمور تبدو أكثر سهولة ووضوحاً.
- الوعي: إنَّ توثيق الخبرات والأفكار المتعلقة بالعملاء يمكن أن تساعدهم على تطوير إدراك ووعي أكبر بالبيئة المحيطة بهم.
- العيش عيشاً صحيحاً: من المعروف أنَّ كتابة اليوميات لها العديد من الآثار العلاجية، فبالنسبة إلى المبتدئين، من المعروف أنَّها آلية رائعة لمساعدة العملاء على تقليل مستويات توترهم، ومن خلال مساعدة عملائك على ممارسة كتابة اليوميات؛ فإنَّك تساعدهم على الشعور بالصحة والعافية عموماً.
ومن خلال القيام بذلك، فإنَّك تجعل العملاء مسؤولين عن عملية التوثيق، ثمَّ تُمكِّنُهم من مراقبة تقدُّمهم، كما يتيح لهم ذلك الاعتياد على تدوين الملاحظات وتحليل المواقف.
راجع هذه الملاحظات مع عميلك، واسأله عمَّا إذا كان تدوين اليوميات قد ساعده على التفكير والوعي والشعور باليقظة الذهنية، وإذا حدث ذلك فكيف أحرزَ التقدُّم.
4. تحديد الأولويات والأهداف الهامة
تُعَدُّ هذه الأداة تمريناً رائعاً لمساعدة عميلك على تحديد الأولويات المختلفة في حياته، وهي طريقة سهلة وواضحة.
تحكي قصة عن أستاذ كان يلقي محاضرةً على طلابه، وكان يوجد على طاولته إناء فارغ، وبعض الحجارة الكبيرة والحصى والرمل، وبعد أن ملأ الإناء بالحجارة الكبيرة التفت إلى الطلاب وسألهم عمَّا إذا كان ممتلئاً فعلاً، فأجاب الطلاب بـ "نعم"، عندها وضع الحصى بحيث ملأت الفراغات بين الحجارة الكبيرة، ثم سأل مرةً أخرى عمَّا إذا كان الإناء ممتلئاً، وعندما رد الطلاب مرةً أخرى بـ "نعم"، ملأ الفراغات الصغيرة بين الحجارة والحصى بالرمل.
تعبِّرُ هذه القصة عن الحياة، فالحجارة الكبيرة هي أكبر وأهم أجزاء الحياة التي غالباً ما ننساها؛ ذلك بسبب المهام اليومية العادية التي تأخذ وقتنا كله وتتمثل بالحصى والرمل.
في هذا التمرين، توجد 5 خطوات يجب أن تطلبها من عميلك:
- تحديد الأمور التي يقضي فيها معظم وقته.
- تحديد الأمر الوحيد الذي يأخذ معظم وقته.
- الاستفسار عن التغييرات التي يرغب في إجرائها لتحسين نوعية حياته.
- تحديد أهم ثلاث أولويات له في الحياة.
- تحديد أهم أمر في حياته في الوقت الحالي.
بعد ذلك، اطلب من عميلك تحديد الأولويات والمهام العادية؛ بحيث يكون قادراً على تحديد أهم الأولويات ثم الأولويات الأقل أهمية وهكذا.
يمكن أن يساعدك هذا أنت وعميلك على معالجة أهم الأمور التي يجب الاهتمام بها قبل إنجاز المهام اليومية العادية.
5. "مجالات النفوذ" (Spheres of Influence)
يمكن أن تساعد هذه الأداة العميل على تمييز المجالات التي يمكنه التحكم بها في حياته، والمجالات التي يمكنه العمل بنشاط لتحسينها؛ وللبدء، يمكنك أن تطلب منه رسم ثلاث دوائر متحدة المركز تمثل:
- التحكم.
- التأثير.
- كل شيء آخر.
بعد ذلك، يركز العميل على مشكلة حالية ويملأ الدوائر قدر المستطاع.
تساعد أداة الكوتشينغ هذه العميل على تحديد الأمور التي يجب أن يستثمر فيها وقته وطاقته، والأمور التي يجب ألا يضيع وقته فيها.
إنَّ تأثير هذه الأداة رائع؛ إذ إنَّها تخفف من شعور القلق والانزعاج بشأن المواقف التي لا تخضع لسيطرتك، كما يمكن أن تساعد العميل على الشعور بالرضى ومواجهة الظروف الحالية.
6. "أداة الكوتشينغ الشخصية سوات" (SWOT) (التحليل الرباعي)
قد تكون على علم بهذه الأداة، فهي اختصار لنقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات، وفي عالم الشركات والأعمال التجارية، لقد أصبح "تحليل سوات" ممارسة عمل قياسية، ومع ذلك، يمكنك بصفتك كوتشاً اعتماد المبادئ نفسها في الحياة الشخصية للعميل.
إنَّها طريقة واضحة؛ إذ يمكنك أن تطلب من العميل إنشاء أربعة أعمدة، وفي كل عمود يسجل ما هي نقاط القوة والضعف لديه وما هي الفرض المتوفرة وما هي التهديدات التي تواجهه.
هذه الأداة عبارة عن تمرين استكشاف ذاتي جيد، يساعد عميلك على فهم المزيد عن مواهبه ومهاراته ونقاط ضعفه، ويمكن أن تساعده أيضاً على تعرُّف مجالات الحياة للعمل عليها والمجالات التي تحتاج إلى تعزيز، ويمكن أن يكون لها العديد من الفوائد، ومن ذلك تعزيز الثقة والقدرة على التراجع وتقييم المرء لذاته بواقعية.
7. التواصل والتعاون والإبداع
بصفتك كوتشاً، من الهام الاستمرار في التعلم؛ لذا، احرص على معرفة كل ما يحدث حولك.
غالباً ما يساعدك الحفاظ على الحوار مفتوحاً مع الكوتشز الآخرين، والتواصل مع الكوتشز الذين لديهم وجهات نظر متشابهة أو مختلفة للتعمق في قصصهم، وكيف يساعدون عملاءهم، ويمكنك حتى التعاون معهم لتسهيل المناقشات والندوات التي تُجريها، لا تعدَّ ذلك منافسةً؛ بل فرصة للتعاون.
يمكن أن تكون هذه الأداة مفيدةً جداً في عالم اليوم الذي يحقق النجاح من خلال الروح الجماعية القائمة على التواصل والتعاون والإبداع.
أدوات أخرى
بصفتك كوتشاً، احرص على استعمال التكنولوجيا لمساعدة عملائك، يُعَدُّ برنامج "سكايب" (Skype)، و"غوغل دوس" (Google Duos)، و"فيسبوك ماسنجر فويس ميل" (Facebook Messenger Voicemail) أدوات مثاليةً للمحادثات السريعة قبل رسائل البريد الإلكتروني الطويلة تلك، كما أنَّها تتيح لتفاعلك مع عملائك أن يكون أكثر إيجازاً وشخصياً.
هذه هي الأدوات السبع التي يمكن أن تساعدك على دفع مهنة الكوتشينغ إلى أعلى مستوياتها، وتذكَّر أن تضيف لمساتك الخاصة إلى أدوات الكوتشينغ هذه لتحقيق ذلك.
إذا حافظت على المبادئ كما هي، فسيساعدك ذلك على تحقيق هذا النوع من التأثير الذي لا يمكن أن يحدثه إلا كوتش جيد، وقد يعمل الكوتش في الخفاء، لكنَّ التأثير الذي يمكن أن يحدثه لن يضيع سدىً.
مع أدوات الكوتشينغ هذه، أنت جاهز الآن لزيادة تأثيرك بصفتك كوتشاً.